أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ١/٢















المزيد.....


مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ١/٢


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 17:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ١/٢
[email protected]
[وصلني من صديق بهائي عزيز هذا الموضوع المعنون بعنوان (المفهوم البهائي للقيامة)، وسأقوم بمناقشته في ضوء لاهوت التنزيه المضوائي. ولتمييز النص الصادر مني عن نص المقال، سأجعل مناقشاتي بين مضلعين [] كما هنا. وقبل أن ألبدأ بمناقشة الموضوع، أحب أن أبين ملاحظتين؛ الأولى إني استخدمت لأول مرة مصطلح (لاهوت التنزيه المضوائي)، والذي كنت حتى الآن اسميه (لاهوت التنزيه)، لكني رأيت أن أضيف (المضوائي) المشتق من اسمي (ضياء) لتأكيد إن هذا اللاهوت، هو ما بلورته لنفسي منذ تحولت من الإسلام، في ضوء (تأصيل مرجعية العقل)، الذي مثل فهمي الخاص للإسلام في العقد الأخير من عقود الإيمان الثلاثة من إيماني بالإسلام. أما الملاحظة الثانية، فإنه قد يتبادر إلى الذهن، لماذا أناقش الديانة البهائية، هذه المناقشة التي لا تخلو من اختلاف ونقد، رغم إيماني أن البهائية هي فعلا من أكثر الديانات إنسانية، وحبا للسلام، فأقول إن لاهوتي يحتم علي نفي صدور الأديان عن الله، حتى لو كان منها ما هو إنساني ومتصالح وغير تكفيري كالبهائية والزرادشتية والمندائية.]
ما معنى القيامة؟
جاءت مفردات عديده في القرآن الكريم تصف يوم القيامة منها يوم تقوم الساعة، يوم الحسرة، يوم الفصل، يوم البعث، يوم الحساب، يوم الخزي، يوم الحشر، يوم القارعة، [يوم] نفخ الصور، الحاقّة، يوم العذاب، ويوم العقاب وما ماثلها.
القيامة الصغرى؛ هي موت الإنسان وساعة كل إنسان موته.
[وهذا بالضبط ما يعتمده لاهوت التنزيه المضوائي، لكن دون اعتماده لقيامتين، كما تعتمده البهائية، بل قيام كل إنسان لحظة موته، ولا يرجح وجود قيامة جماعية، وإن كان يعتقد بالتقاء الأرواح في الحياة الأخرى.]
جاء في الحديث الشريف [؟] عن محمد (ص)
«إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته.»
[إذا صح الحديث عن نبي المسلمين، فهنا قد أصاب، لولا أنه اعتمد قيامة جماعية لكل بني الإنسان، من أولهم حتى آخرهم].
أمّا القيامة الكبرى
‎والقرآن الكريم [؟] يعرض صوراً متباينة لأحداث القيامة على نحو ملحوظ بحيث تحتل مكاناً هاماً من انتباه القارئ. وترسم إحدى هذه الصّور المصير المفزع الرهيب الذي ينتظر الناس في اليوم الموعود: «إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّت»، «وَانشَقَّت السَّمَاءُ فَهي يَومَئِذٍ وَاهيةٌ»« وكذلك: «إِذَا الشَّمسُ كورَت وَإِذَا النُّجومُ انكَدَرَت»، «وإِذَا رُجَّتِ الأَرضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَسًّا فَكَانَت هَبَاءً مُنبَثًّا»، و«إِذَا ‎زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزَالَهَا وَأَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقَالَهَا».
[محمد خلط بين أمرين لا تلازم بينهما، الأول ما أسماه بيوم القيامة أو ما سواه من الأسماء، والثاني ما سمي في أدبيات الدين بآخر الزمان، وهو يوم انتهاء الحياة على كوكب الأرض، وقرت ذلك بالقيامة الكبرى لكل البشر].
‎ويصف القرآن الكريم حالة النّاس في ذلك اليوم الرهيب: «إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظيمٌ يَومَ تَرَونَهَا تَذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمَّا أَرضَعَت وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَملٍ حَملَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَديدٌ»، «فَإِذا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أَخيهِ وَأُمِّهِ وَأَبيهِ وصَاحِبَتِهِ وَبَنيهِ».
[وما هو إلا مما تمخضت عنه مخيلته، مما استعار ونقح وأضاف وابتكر].
فإذا قصرنا فهمنا على مدلول ألفاظ هذه الآيات ومعانيها الظّاهرة انتهينا إلى نتائج لا يقبلها العقل [حقا لا يقبلها العقل ولا يقبلها أي عاقل، إلا من سحره الدين، فغطى عقله بوجوب الإيمان بكل ما يأتي من الدين، معقولا أو غير معقول، منزها لله أو مشوها لصورته العادلة الرحيمة الحكيمة الجميلة]، فالانقلابات الكلّيّة المذكورة لو حدثت لن تترك فرصة لإنسان حتى يفرّ من أخيه وأمّه وأبيه، ولا للمرضع لتذهل عمّا أرضعت، ولا للإنسان أن يكون سكرانا وما هو بسكران [ونعم ما توصل إليه بهاء الله، لولا اعترافه بالإسلام دينا يمثل مرحلة من مراحل الرسالة الإلهية]. فماذا يكون حال الإنسان إذا السماء انشقّت، والأرض رجّت، والجّبال نسفت، والشّمس كوّرت، والكواكب انكدرت، والبحور سجّرت إلى آخره؟ هل يمكن تصوّر بقاء كائن حيّ بعد حصول هذه الانقلابات؟
[وهذا ناتج عن خلط محمد كما مر ذكره بين القيامة أو لنقل الجزاء بعد هذه الحياة، وبين انتهاء الحياة، وبالتالي انتهاء وجود الإنسان على كوكب الأرض، وجعل مخطئا الأمرين متلازمين متزامنين].
‎ونستخلص من جهة أخرى، أن القارعة والحاقّة والصيّحة والصّاخة ويوم الحشر وغيرها، جميعها مترادفات ذات مدلول واحد عام، وآثار واحدة عامّة، وهي التّفاعل الحتمي الذي يحدث عند دعوة كلّ رسول إلهي مع الأمة أو الأمم التي بُعث إليها. [ومن أين الدليل من وجود رسل مبعوثين من الله؟ فهذه الدعوى وإن كانت من ممكنات العقل، وليست من ممتنعاته، لكنها أيضا ليست من واجباته، عندما نعرضها مصاديقها المتحققة في الواقع، أي على الأديان المدعاة، على العقل، يجد العقل المتجرد استحالة صدورها عن الله، إلا إذا آمنا بإله غير منزه عن الظلم والقسوة والعبث والازدواجية والمزاجية والحقد على البشرية، تعالى الله عن ذلك.] فالدعوة في ذاتها صيحة هائلة ترجّ الأفكار رجًّا، وتهتزّ من شدتها الشرائع القائمة اهتزازاً، وتتزلزل من وقعها الأوضاع السّائدة زلزلة شديدة [ربما يصح ذلك إلى حد ما وليس بالمطلق على أزمنة تأسيس تلك الأجواء، حيث كان الإنسان لما يبلغ مرحلة الرشد العقلي بمستواه الأدنى المطلوب لدى الأكثرية، وهذا ما فصلته في مقالة (ماذا لةو جاء مؤسسو الأديان في عصرنا؟] فتورد المعارضين والمستكبرين المهالك، وتقرع المبطلين، ويحقّ القول على المكذّبين المتمادين في غيّهم وأهوائهم. ثمّ تخلق خلقاً جديداً ليسعى في هدى النّور الجديد. [هنا ورغم كل محاولات التجديد الجميلة لبهاء الله، لم يختلف عن محمد، في جعل تصديق الأنبياء أو مدعي النبوة معيارا للثواب، وعدم الاقتناع بهم مدعاة للعذاب، حتى لو افترضنا صدقهم أو صدق بعضهم، وهذا يتعارض مع تنزيه الله.]
والحقيقة واحدة لا تتعدّد بتعدّد الأسماء، فالمعنى واحد بين القارعة والحاقّة والصيحة والصاخة والقيامة والنبأ العظيم وأمثالها، وبين «أمر الله» و«الحساب». إذ إنّ كلّ هذه التعبيرات تصدق في اليوم الذي يرتفع فيه نداء الرّسول الإلهيّ أيّا كان ذلك اليوم. ويخاطب الله العالم في شخص الأمة الإسلامية ليبلّغهم أن الحساب قريب لا ريب فيه، رغم انصراف الناس عنه وعدم تقديرهم لنتائجه الحاسمة، فكل ما عدا النداء الإلهي في نظر الله لعب وعبث لا خير فيه ولا دوام له.
[هذا احتقار لهذه الحياة المسماة دينيا بالحياة الدنيا، رغم كل ما أنتجه الإنسان، من علم وفكر، وحضارات وقيم.
وإلى الحلقة الثانية والأخيرة غدا]
ملاحظة: لم تتم المراجعة، لذا يحتمل وقوع خطأ سهوا.
23/02/2925



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو جاء مؤسسو الأديان في عصرنا؟
- القرآن والمضواء ٥
- ردي على وليد العتيبي في مقالته تهافت الرؤى الإلحادية ٢ ...
- ردي على وليد العتيبي في مقالته تهافت الرؤى الإلحادية ١/ ...
- القرآن والمضواء ٥
- القرآن والمضواء ٤
- القرآن والمضواء ٣
- القرآن والمضواء ٢
- القرآن والمضواء ١
- الشرك في الأديانِ التوحيدية
- بين أزمة الحرب وأزمة العقل الشرقي
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٤
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٣
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ٢
- الأحداث الراهنة ومستقبل المنطقة ١
- لماذا كتابي (القرآن والمضواء)؟
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦١
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦٧
- عندما تدخل الدين
- قوانين الحثالة السياسية


المزيد.....




- لماذا يخشى المسلمون النقد التاريخي؟
- ++ الانتخابات الألمانية ـ تقدم التحالف المسيحي وفق استطلاعات ...
- عاجل | مؤشرات لوسائل إعلام ألمانية رسمية: الاتحاد المسيحي ال ...
- نتنياهو: أطالب دمشق بسحب قواتها من جنوب سوريا ولن أتسامح مع ...
- شرطة الاحتلال تبعد الأسرى المحررين عن المسجد الأقصى
- القضاء الإسرائيلي يطالب السلفادور بتسليم أحد زعماء طائفة -لي ...
- الشيخ قاسم: هذا الحشد هو تعبير عن الوحدة الوطنية والقومية وا ...
- قيادي بالجهاد الاسلامي خالد البطش:حزب الله رسم منحنى صاعدا ب ...
- سجاد الجامع الأموي يثير الجدل في سوريا.. شراء أم تبرع؟
- الاحتلال يخطر بهدم منزل غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشة المفهوم البهائي للقيامة ١/٢