الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....16

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 13:52
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء

• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.


مؤتمرات بعض قطاعات الك.د.ش. وتسرب اليمن المتطرف إلى الأجهزة:...15

6) إشاعة روح التضامن بين مختلف القطاعات لتحقيق الوحدة العضوية بين أفراد الشغيلة، لأن التضامن يلعب دورا كبيرا في جعل الشغيلة تتشبث ب:

ا ـ وحدة العمل النقابي التي تقف وراء قوة الشغيلة.

ب ـ الإطار النقابي الذي يسعى إلى تحقيق تلك الوحدة على أرض الواقع.

ج ـ المطالب القطاعية، والمركزية.

د ـ التضامن من أجل تحقيق تلك المطالب.

وإشاعة روح التضامن تقتضي:

ا ـ قيام المركزية بدعوة القطاعات المختلفة إلى التضامن مع القطاع المتضرر.

ب ـ وضع برنامج نضالي مركزي، من أجل رفع الحيف الذي يلحق قطاعات معينة.

ج ـ مقاضاة الجهات الممارسة لذلك الحيف، الذي لحق قطاعات معينة.

د ـ تنظيم مهرجانات جماهيرية تضامنية مع الشغيلة في المقرات الكونفيدرالية، على مدى التراب الوطني, وعلى مستوى الأماكن العمومية لإشعار الجميع بأهمية التضامن المادي، والمعنوي.

ه ـ إنشاء صندوق للدعم المادي للمتضررين، تقتطع لصالحه نسبة معينة من دخل الشغيلة.

و ـ إنشاء هيئة مشرفة على:

ـ حصر القطاعات المتضررة, والخروقات التي مورست في حقها.

ـ وضع لائحة المتضررين ونشرها إعلاميا بين أفراد الشعب المغربي, والوقوف على وضعيتهم الاجتماعية، التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

ـ تنظيم توزيع صندوق الدعم المادي على المتضررين.

ـ قيادة عملية التضامن المعنوي على المستوى الاجتماعي، والإعلامي والسياسي.

ويلعب التضامن المادي، والمعنوي، دورا كبيرا في جعل الشغيلة تملك وعيها الطبقي، الذي يعتبر ضروريا في عملية التضامن تلك. وإلا تسرب إلى صفوفها شكل آخر من الوعي الزائف، الذي يحول عملية التضامن إلى وسيلة لتقديم التنازلات إلى المستغلين, ووسيلة لجعل الشغيلة تتبنى أدلجة الدين الاسلامي، وتتحول إلى أداة لدعم وصول اليمين المتطرف، في أفق وصوله إلى قيادة الك.د.ش. وتقوية حزبه المؤدلج للدين الإسلامي، ووصوله إلى السلطة، لتحقيق شعاراته السياسية.

فالتضامن المبني على امتلاك الوعي الطبقي، يقود مباشرة إلى حماية الكونفيدرالية, وتقويتها، وجعلها أداة وإطارا لوحدة الشغيلة، وقيادة نضالاتها, وبشعارات عمالية صرفة, وبفكر عمالي خالص.

إلا أن التخلي عن مبدأ التضامن بين القطاعات، حول الك.د.ش. إلى إطار للتوافق بين الفصائل, في إطار سيادة، وتحكم فصيل معين, وإقصاء كل من يخالفه من الفصائل الأخرى, وجعل الكونفيدرالية، والعمل الكونفيدرالي، يقعان في طريق الاندحار؛ مما يجعل الشغيلة غير المحزبة, وغير المسيسة، تنسحب إلى الوراء، إلا إذا كانت هناك ممارسة تحريفية معينة. وهذه الممارسة التحريفية قائمة في الك.د.ش, بقوة الواقع, وأصبحت داء عضالا، يصعب التخلص منه. نظرا للطبيعة البورجوازية الصغرى للقيادة الكونفيدرالية، التي توظف النقابة لخدمة توجه حزبي معين، ينبني، ويتوسع، ويتغلغل في الواقع الاجتماعي، انطلاقا من العمل الكونفيدرالي، فكأن الفصائل الأخرى، العاملة في إطار الك.د.ش. هي مجرد أدوات لمساعدة هذا الحزب، على التغلغل في المجتمع المغربي، بدون إيديولوجية للطبقة العاملة، وبدون وعي طبقي حقيقي، يتم بثه في المجتمع.

7) الحرص على الطابع السياسي للمطالب القطاعية، والمطالب العامة، تعبيرا عن انتماء الشغيلة إلى الطبقات المقهورة، وعن امتلاكها لوعيها الطبقي. ثم إن الطابع السياسي للمطالب، يجعل الشغيلة ترتبط بمجموع أفراد الشعب الكادح, ويرفع مكانتها على المستوى الوطني، والدولي.

والكونفيدرالية الديموقراطية للشغل، التي تأسست على أساس الربط بين النضال القومي، والنضال السياسي، من خلال المطالب المادية، والمعنوية, ومن خلال البرامج النضالية، استطاعت أن تقود قطاعات عريضة من الشغيلة في ظرف وجيز, وأن تقدم تضحيات كبيرة من صفوف مناضليها, وأن تنال تأييدا، ودعما واسعين، وطنيا، ودوليا. إلا أن تحريف مفهوم العلاقة بين العمل النقابي، والعمل السياسي، جعل القائد النقابي، في ممارسته النقابية، يحولها إلى نقابة تابعة للحزب الذي يتخندق في إطاره القائد النقابي, بل ويحتل مركز القيادة فيه. وكان من المفروض أن يتم الاكتفاء بالمساندة المتبادلة بين الحزب، والنقابة، لتجنب مصادرة حق النقابة في استقلالية الرأي السياسي. وأن تقوم النقابة، والحزب، بالنضال المشترك، في نقط معينة, وأن يكون ذلك النضال معبرا عن استقلالية كل منهما عن الآخر، لو لم يتم تحريف المفهوم، لتصبح المطالب موجهة حزبيا, والبرنامج النضالي رهن إشارة الحزب، وهكذا...

ولكي تأخذ الك.د.ش مسارها النضالي الصحيح، لا بد من التخلص، وبصفة نهائية، من رهن النقابة بالحزب, أي حزب، وإعادة الاعتبار للعلاقة الصحيحة بين النقابي والسياسي, التي يتم الاستناد إليها في صياغة رؤيا سياسية صحيحة للمطالب القطاعية، والعامة، لضمان الالتفاف حولها, وتلقي التأييد من قبل الجماهير الشعبية المتضررة, ومساندة الأحزاب الممثلة لها. وبذلك نصل إلى أن الحرص على الطابع السياسي للمطالب النقابية, يقطع الطريق أمام بناء نقابي سليم، يحول دون تسرب اليمين المتطرف إلى صفوف التنظيمات النقابية, وإلى القيادات، بناء على تسييس المطالب من وجهة نظر مؤدلجي الدين الإسلامي، التي تشبه، إلى حد بعيد، تبعية النقابة للحزب.

8) الحرص على الحصول على دعم الأحزاب الوطنية، والتقدمية. ولأن الك.د.ش. باعتبارها منظمة تقدمية، لا يمكن تموقعها إلا في صفوف الحركة التقدمية. وبالتالي: فإن مصلحة الشغيلة تقتضي انخراط الك.د.ش. في كل النضالات التي تقودها الحركة التقدمية. وانطلاقا من كون الك.د.ش. وطنية, فإن انخراطها في النضال العام، يعتبر، أيضا، واجبا على الكونفيدراليين. وبذلك تضمن الكونفيدرالية الارتباط بالحركة الوطنية، والتقدمية, مما يضمن دعمها, ومساندتها من قبل فصائل الحركة المختلفة.

والذي يضمن هذا الانخراط, والدعم المتبادل بين مكونات الحركة الوطنية, والتقدمية, هو مبدئية النقابة, واستقلاليتها بالخصوص، لأن التبعية لحزب معين ـ كما يحصل دائما ـ سيجعل الك.د.ش. تفقد إمكانية الدعم من قبل تلك المكونات, إذا تناقضت مصالح الفصائل الأخرى.

ولذلك، فالحرص على الحصول على دعم الأحزاب الوطنية، والتقدمية، يقتضي:

ا ـ ارتباط النقابة بالقطاعات العريضة من الشغيلة، حتى تتمكن عن طريق إنضاج شروط الالتحاق القريبة، والمتوسطة، والبعيدة.

ب ـ بناء تصور واضح للملف الملطلبي، الذي يجب أن يكون واضحا، على مستوى ترتيب الأوليات القريبة، والمتوسطة، والبعيدة.

ج ـ وضع تصور واضح للبرنامج النضالي الهادف إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للشغيلة.

د ـ إشراك الشغيلة في جميع القرارات التي تتخدها النقابة، حتى لا تبقى مجرد مطالبة بالتنفيذ، في أمور لم تساهم في بلورتها.

ه ـ الاستجابة للعمل الوحدوي، ما لم يتناقض مع مصلحة الشغيلة المادية، والمعنوية, ومادام لا يتناقض مع انتماء النقابة إلى الصف التقدمي، والوطني.

و ـ مبادرة النقابة بالدعوة إلى عمل وحدوي، في صفوف الحركة التقدمية، والوطنية، بعيدا عن كل ما يثير الحساسية.

ز ـ الاستجابة لكل دعوات التفاوض الجماعي، انطلاقا من ملف النقابة المطلبي, وترتيب أولوياته, و إخلاص القيادة للشغيلة، بعيدا عن كل مساومة, وبيع الشغيلة في المزاد العلني, كما حصل في قطاع التعليم سنة 2002.

وبذلك تفرض النقابة على الأحزاب احترامها، ودعمها، على جميع المستويات المادية، والمعنوية, واستحضارها في ممارسة التأثير على الطبقة الحاكمة، لانتزاع ديمقراطية من الشعب، وإلى الشعب، حتى يتوفر مناخ ديمقراطي سليم، يمكن الجميع من وضع حد لكل أشكال التزييف التي تطال الإرادة الشعبية.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات