أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محفوظ بجاوي - عبء التاريخ : كيف نتحرر من الماضي لبناء المستقبل ؟














المزيد.....


عبء التاريخ : كيف نتحرر من الماضي لبناء المستقبل ؟


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 09:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عندما نعود إلى الماضي بشكل مستمر كمصدر للإلهام أو الحلول، فإننا في الواقع نغرق في أوهام لا تساعدنا على التكيف مع تحديات الحاضر. التعلق بالماضي لا يعني فقط إعاقة تطور المجتمع، بل يعطل قدرتنا على الإبداع والتفكير النقدي. فبناء مجتمع يعتمد على استحضار الماضي بشكل مفرط يعني أننا نعيش في ظل رؤى جامدة لا تسمح لنا بتجاوز القيود التي يفرضها الزمن. بدلاً من هذا التمسك بالتاريخ، نحن بحاجة إلى خطاب يوجهنا نحو العمل الإصلاحي، ويحث على مواجهة الواقع وتحقيق التغيير الفعّال. في هذا السياق، فإن التمسك بالمستقبل بطريقة تعطل الحاضر هو في الواقع تكرار للخطأ ذاته؛ حيث يصبح المستقبل عبئًا بدلاً من أن يكون دافعًا للمضي قدمًا.

يجب أن نكون مدركين أن التمسك بالماضي لا يعزز تقدمنا بل يعرقل قدرتنا على مواكبة العصر. إذا استمررنا في النظر إلى الماضي كمصدر رئيسي للحلول، فإننا نبقى أسرى لأفكار قديمة تفتقر إلى القدرة على تلبية احتياجاتنا الحالية. في الوقت الذي نعيش فيه تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية جديدة، فإن المضي قدمًا يتطلب منا أن نكون مرنين في تفكيرنا وقادرين على إيجاد حلول مبتكرة. من خلال إعادة تقييم المواقف والأفكار التي تربطنا بالماضي، يمكننا بناء مجتمع أكثر انفتاحًا على المستقبل، مجتمع يرفض الجمود الفكري ويشجع على التغيير والإصلاح. ومن هنا، فإن التوجه نحو المستقبل لا يعني التوقف عن التعلم من الماضي، بل يعني استخدام دروسه بطريقة تدعم تقدمنا دون الوقوع في أسر أيديولوجيات قديمة أو تفكير جامد. المستقبل يجب أن يكون دافعًا للتغيير، لا عبئًا يعطل الحاضر.

التمسك بالماضي كمرجعية في بناء المجتمع قد يكون سببًا في إعاقة التقدم لأنه يعيدنا إلى أوقات قد لا تتلاءم مع تحديات الواقع المعاصر. هذا النهج قد يؤدي إلى تعزيز الجمود الفكري والاجتماعي، مما يحول دون القدرة على التكيف مع المتغيرات السريعة التي تحدث في العالم من حولنا. عندما نضع الماضي كإطار ثابت لا يمكن تجاوزه، فإننا في الحقيقة نغلق أبواب الإبداع والنقد البنّاء الذي يمكن أن يساهم في حل مشكلاتنا الحالية. لذلك، لا بد من اتخاذ خطوات عملية للخروج من هذا النمط الفكري.

أولًا، يجب أن نركز على الحاضر ونعمل على مواجهة التحديات الحالية بحلول مبتكرة، مع الحفاظ على الاعتراف بالإيجابيات التي يقدمها الماضي دون أن نكون أسرى له. ثانيًا، يجب تحفيز الأجيال الجديدة على التفكير النقدي ومراجعة التاريخ من منظور واقعي وعلمي، مما يساعد في تخليص الفكر الجماعي من العوائق التي يضعها الماضي. ثالثًا، لا بد من بناء ثقافة تقدر الابتكار والإبداع بدلًا من الالتزام الصارم بالطرق التقليدية التي قد تكون قيدًا أمام التقدم. وأخيرًا، علينا إعادة النظر في القيم والمبادئ التي نتبناها من الماضي، والتأكد من مدى توافقها مع متطلبات العصر الراهن واحتياجات المجتمع.

من خلال هذه الحلول، يمكننا تحقيق توازن بين احترام الماضي والقدرة على التحرك نحو المستقبل بشكل فعّال. المستقبل لا يُبنى بالنظر المستمر إلى الخلف، بل يتطلب منا اتخاذ خطوات جريئة نحو التغيير، واعتماد فكر ديناميكي قادر على التكيف مع متغيرات العصر. بذلك، نستطيع تجاوز العوائق الفكرية والاجتماعية التي تفرضها التقاليد الجامدة، ونفتح آفاقًا جديدة لبناء مجتمع متطور ومتجدد.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة الجزائرية : كيف شوهت الهوية الوطنية وضلّلت الأجيال؟
- العبودية الاختيارية... لماذا يتأقلم البعض مع القمع؟
- الجزائر بين الماضي والحاضر، ضرورة الإصلاح والنهضة الفكرية
- التربية السليمة للأبناء : بين التوجيه والحرية
- ملحمة ساقية سيدي يوسف : عندما امتزج الدم الجزائري والتونسي ف ...
- الفكر السلفي والوهابي : عانق أمام التقدم الفكري والتحرر في ا ...
- مامعنى أن تكون يساريًا ؟
- حين يصبح الجهل مقدسًا...لابد من التمرد ، لأن الحقيقة لا تخشى ...
- رسالة اعتذار وحب لعائلتي
- نور العقل في مواجهة ظلام الجهل والتطرف
- إضراب التلاميذ في الجزائر: صرخة من أجل حقوق مستقبلية وأزمة ا ...
- التعليم في الجزائر : أزمة التطهير وتهديدات المستقبل
- حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي
- تربية الأطفال بين الخوف من الموت وفهم الحياة: أثر الترهيب وا ...
- الهوية بين الصدق والزيف: أثر الأكاذيب على الأجيال القادمة
- التخطيط السليم للإنجاب: مسؤولية ووعي لمستقبل مشرق
- في شيخوخة الوالدين : قلوب كبيرة تحتاج إلى لمسات حب بسيطة.
- التدين المظهري في الجزائر : كيف أضاع المجتمع بوصلة التقدم؟
- الصراع الداخلي بين الحب والقيود : تأثير الخوف من التعبير عن ...
- الصحة النفسية في ظل التحديات الحديثة


المزيد.....




- أمل عرفة بين -السبع- والمواجهة مع أمل الدباس في رمضان
- أماني عزام مديرة لمكتب -الدولية لمعلومات حقوق الإنسان- بالشر ...
- الحكومة السودانية تقلل من خطوة قوات الدعم السريع بتشكيل حكوم ...
- كيف صفى حافظ الأسد أبرز قيادات البعث؟
- إيران تحذر إسرائيل.. المقاومة حية وستنتصر
- الكرملين: لن نفرط في الأراضي الجديدة
- ترامب مهنئا المحافظين: الألمان سئموا من السياسات التي تفتقر ...
- وضع أكاليل الزهور عند النصب التذكاري في مدينة سانت بطرسبورغ ...
- ترامب يقيل رئيس هيئة الأركان المشتركة
- المعارضة تتهم نتنياهو بتعطيل الاتفاق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محفوظ بجاوي - عبء التاريخ : كيف نتحرر من الماضي لبناء المستقبل ؟