محمد أمين البوكريوي
الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 00:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
فهم الطلبة القاعديين للعمل الوحدوي داخل الحركة الطلابية ----
"الوحدة عمل عظيم وشعار عظيم، بيدَ أن القضية العمالية بحاجة لوحدة ماركسيين لا إلى وحدة ماركسيين مع أعداء الماركسية ومشوهيها " لينين"
في كل مرة يقف فيها الطلبة القاعديين لفضح الأساليب الفوقية، والكشف عن الممارسات الانتهازية للقوى الاصلاحية أمام الجماهير الطلابية، نجد هذه الأخيرة تتسلح بالوهم لأجل تشويه الحقيقة، محاولةً إغراق المشهد في نقاشات مغلوطة، بدل أن تراجع نفسها وممارساتها السقيمة التي تجعل من المعارك الطلابية مجرد قنطرة عبور لانتزاع امتيازات ضيقة، ضاربة عرض الحائط المهام العاجلة الملقاة على كل المناضلين من داخل الجامعة المغربية.
فليس بجديد على القوى الاصلاحية أن تصارع بأدواتها المعهودة - المغالطة والمظلومية - وأن تستخدم كل أساليب الدعاية عبر الأبواق المأجورة، في محاولة يائسة للنيل من تجربة تكسرت عليها كل الرهانات، وأسقطت كل أقنعة الزيف والخيانة والمهادنة.
وإن كان من جواب عن هذه السطحية وكل هذا التزييف، فهو الترفع عن هذه الأساليب وإعادة إحياء النقاش الأهم للحركة الطلابية للمساهمة في إنتاج أفكار ورؤى من أجل استنهاض الفعل النضالي الطلابي.
ولأجل هذا الغرض وتقديرا لتضحيات الشهداء والمعتقلين السياسيين ارتأينا في مقالنا هذا إعادة طرح فهم الطلبة القاعديين للعمل الوحدوي داخل الحركة الطلابية كمحاولة لرسم مسار واضح للمنطلقات التي يجب أن يبنى عليها أي عمل وحدوي في سياق التصدي للهجمة الشرسة للنظام الرجعي على المكتسبات التاريخية للجماهير الطلابية وذلك بالإجابة عن السؤال التالي:
ما الثابت وما المتغير في وجهة نظر العمل الوحدوي داخل الحركة الطلابية؟
إن تصور الطلبة القاعديين للعمل الوحدوي يقوم على أساسي جوهري، وهو أن العمل الوحدوي ليس مجرد تحالفات سطحية أو تسويات ظرفية، بل هو آلية للنضال النقابي داخل الحركة الطلابية تهدف إلى تدبير الخلافات والانتصار لمصالح الجماهير الطلابية التي تبقى فوق أي مصلحة أخرى.، فالقاعديون لا يكتفون بالكلام عن الوحدة بل يترجمونها في الميدان، حيث السعي والعزم على العمل اليومي الفعلي داخل ساحات الجامعات عبر تعزيز التلاحم الطلابي والنضال المشترك مع مختلف التيارات المناضلة.
فتصور الطلبة القاعديين لا يتعامل مع الوحدة على أنها فرصة للتحالف مع القوى الإصلاحية، بل ينظر إليها على أنها خطوة جادة لبناء كفاح موحد ينبع من مبدأ إعلاء مصلحة الجماهير الطلابية الذي لا يقبل التنازل عنه.
وحتى لا يفسر هذا الفهم للوحدة في سياقات غير نقابية، فإن الطلبة القاعديين في تناولهم لموضوع الوحدة والعمل الوحدوي داخل الحركة الطلابية، يطرحون فهما واضحا ودقيقا لما هو ثابت ومتغير في هذه الآلية.
حيث يضعون في الاعتبار أن الثابت: هو جزء من جوهر آلية العمل الوحدوي التي تظل صحيحة وفعالة بالنسبة للعمل النقابي الطلابي.
وفي هذا السياق، يبرز الوعي العميق للماركسيين اللينينيين لتمييزهم بين النقابة والحزب، على خلاف ما يروج له الخصوم. فليس للماركسيين اللينينيين سعي بأي حال من الأحوال إلى تحميل النقابة برامج الحزب الثوري، إذ أن هذا الادعاء لا يعدوا أن يكون هراءً مغرضا، يرجى منه تشويه مواقف الطلبة القاعديين، ومحاولة يائسة لمواجهة أفكارهم الثاقبة دون تقديم بدائل حقيقية لما يطرحونه.
ما يعزز هذا الموقف هو المقررات التي تمخضت عن المؤتمر الخامس عشر، حيث أظهرت تلك المقررات الترابط العميق بين الحركة الطلابية وقضايا الجماهير الشعبية. ونفس هذا الاستنتاج للطلبة الجبهويين توصل إليه المعطلين بعد المراكمة لعقدين من الزمن، فحسموا النقاش في مؤتمرهم العاشر بالتموقف من النظام الطبقي الرجعي القائم بالبلاد.
أما المتغير: في هذه الآلية يكمن في الأطراف المعنية بتفعيل هذا التوجه على أرض الواقع. فالأكيد أن ما تستلزمه المرحلة هو وحدة الماركسيين اللينينيين، لأنهم القوة الثورية الوحيدة القادرة على إشعال المعارك النضالية في مواجهة الهجوم الذي يستهدف مكتسبات الحركة الطلابية وما يجب أن يشكل الحد الأدنى للانطلاق نحو وحدة الماركسيين اللينينيين في الحركة الطلابية، هو تبني مقررات المؤتمر الخامس عشر والبرنامج الديمقراطي القاعدي العام.
وهنا يجب أن نشير إلى أن الماركسية اللينينية هي أساس الانتماء إلى القاعديين ولا وحدة مع أعداء الماركسية اللينينية فهذه الأخيرة هي ثابت من ثوابت القاعديين وهي عربون الثبات على تبني الخط الثوري الغير قابل للتراجع، ومرشد حي للعمل وإجابة علمية على التناقضات القائمة في عصر الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية.
فالقاعديون منذ التأسيس قطعوا الطريق على كل التحريفيين الانتهازيين الذين يتسترون من خلف ادعاء تبني الماركسية بتشويه حقيقتها الثورية ورسموا الخط الايديولوجي الذي لا حياد عنه.
وعليه فإن تبجح أي طرف بتبني الماركسية بشكل فج أو تبني كل ما هو ’’حي ’’ في الماركسية ’’ و كأن في الماركسية موتى و أحياء ’’ يخرجه من دائرة القاعديين وليست له أي صلة بهذه التجربة المكافحة، وبالتالي ليس معنيا بهذه الوحدة.
كما أن وحدة الماركسيين اللينينيين يجب أن تكون مستمدة من النضال الطلابي نفسه، حيث يجب أن تكون هذه الوحدة نابعة من طبيعة الحركة الطلابية وواقعها الملموس. ولا يمكن البدء في تحقيق هذه الوحدة إلا إذا كان أطرافها قادرين على التعبير عن تطلعات الجماهير الطلابية.
وبالتالي لا يمكن الحديث عن أي خطوة وحدوية علمية إذا لم يكن أساسها الكفاح الجماهيري الواعي والمنظم، وبشكل أدق لا يمكن لأي شكل وحدوي أن ينسجم والواقع الملموس بدون أن تكون أطراف هذه الوحدة ذات انتشار واسع في أوساط الجماهير باكتساب شرعيتها النضالية والكفاحية بتكريس خطها الثوري في أوسع قاعدة أوطامية.
إن وحدة نضالات الحركة الطلابية هي التي ستضمن توحيد الماركسيين اللينينيين داخل الجامعة المغربية، كما ستضمن ترابط الحركة الطلابية مع الحركات الجماهيرية الشعبية الأخرى، خصوصًا حركة المعطلين التي أصبحت تتقاطع بشكل كبير مع ما يطرحه اليسار الثوري داخل الجامعة المغربية من مواقف سياسية ثورية.
إن ما يميز الطلبة القاعديين هو حرصهم على أن يكونوا دائما جادين ومسؤولين في تحويل تكتيكاتهم إلى برامج نضالية ملموسة على أرض الواقع. فدائما ما يكونون السباقين في طرح شعار وحدة الحركة الطلابية ووحدة الماركسيين اللينينيين، عبر المزيد من النضال من أجل ترسيخ الفكر الثوري داخل الجامعة المغربية، مع التأكيد على رفض المساومة أو التنازل أمام تيارات الفكر البرجوازي الرجعي، سواء كانت ظلامية أو هامشية. كما يركزون على أهمية أن تكون الخطوات الملموسة المنبثقة عن هذا الشعار واضحة ومجسدة بشكل عملي، انطلاقا من ساحات الجامعات، لا من خارجها كما تحاول القوى الإصلاحية تجسيده بمبادراة يتيمة ووقفات فلكلورية أمام قبة البرلمان من أجل إثارة الانتباه. فنحن لا نتناسى أن الصراع أصلا وإن كان داخل الجامعة فهو مرتبط أشد الارتباط بالخارج، لكن كيف وبأية طريقة وفهم؟ لفهو ليس طبعا باقتراح المبادرات التي تلغي الصوت الطلابي الحقيقي، وإنما بانصهار المطالب الشعبية والتحامها بالمطالب الطلابية. هكذا يتميز الطالب القاعدي عن أصحاب التاويلات غير القاعدية بقدرته على تشكيل صلة وصل بين الجامعة والمجتمع من خلال المشاركة في مختلف نضالات الجماهير الشعبية من معطلين وعمال وفلاحين ولجان شعبية وغيرها.
وفي الأخير وجب التأكيد على أن القضية الطلابية في هذه المرحلة الحاسمة بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتفعيل شعار وحدة الماركسيين اللينينيين، وعلى الأطراف المناضلة المعنية بهذه المهمة تحمل مسؤوليتها التاريخية عبر السعي الجاد لإيجاد الإطار الملائم لترجمة هذا الشعار إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
#محمد_أمين_البوكريوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟