أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد محمود خدر - تشييع دفعة جديدة من رفات شهداء حملة إبادة إيزيديي سنجار على ايدي الدواعش في ٢٠١٤/٨/٣ :















المزيد.....


تشييع دفعة جديدة من رفات شهداء حملة إبادة إيزيديي سنجار على ايدي الدواعش في ٢٠١٤/٨/٣ :


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 00:13
المحور: المجتمع المدني
    


اليوم، 22 شباط 2025، تم تشييع دفعة جديدة من رفات شهداء حملة إبادة إيزيديي سنجار على ايدي الدواعش الاشرار يوم الثالث من آب سنة ٢٠١٤ ، حيث وُريَ الثرى رفات 32 شهيدًا. دفن 13 شهيدًا منهم في مقبرة قريبة من مزار ديني، بينما وُريَت بقية الرفات ، وعددها 19، في مقبرة شهداء قرية كوجو الشهيدة

هذه الدفعة من رفات الشهداء ، ليست سوى جزء من ضحايا سنجار في يوم الإبادة، حيث استشهد أكثر من 5,500 إيزيدي، فيما تم اختطاف حوالي 6,300 امرأة وفتاة إيزيدية ومعهم اطفالهم . واليوم، بعد عشر سنوات، لا يزال أكثر من 2,000 امرأة في الأسر او السبي كما يسميه الدواعش ، بعد أن تم تحرير الكثير منهن مقابل فدية مالية دفعها أهلهن، أو بمساعدة منظمات إنسانية وحكومية.

كوجو الشهيدة، تلك القرية التي استُشهد جميع أبنائها الموجودين فيها يوم الإبادة، حيث بلغ عدد ضحاياها أكثر من 500 رجل وشاب أعزل آمن. تم اختطاف أو استعباد جميع نسائهم وأخواتهم وبناتهم مع أطفالهم، في عمل جبان تجلّت فيه وحشية مرتكبيه. قُتلت الأمهات المسنّات في الحال، في ساحة المعهد الفني بسنجار، ثم نُهبت ممتلكات القرية كما بقية المجمعات والقرى في مشهد يعجز حتى وحوش الغاب عن الإقدام عليه. كان المجرمون يهلّلون بجريمتهم، معتبرين ما نهبوه غنيمة، ليعيدوا العالم إلى عصور ما قبل التاريخ، غارقين في وحشية خالية من الضمير والقيم.

استُشهد هؤلاء الشهداء الاثنين والثلاثين، إلى جانب الآلاف كما اشرت ، خلال حملة الإبادة في الثالث من آب 2014، حيث دُفنوا في مقابر جماعية حُفرت لهم في موقع الجريمة، قبل أن تُسوّى بالأرض لإخفاء آثارها. لكن، وبعد تحرير الأرض من قبل القوات الحكومية بعد قرابة ثلاث سنين ، تم كشف المقابر الجماعية على مراحل في وقت لايزال بعضها غير مكشوفا، و تم التحقق من هوية الرفات على دفعات عبر اختبارات الـDNA في دائرة الطب العدلي ببغداد، كما حدث مع الدفعات السابقة خلال العامين الماضيين. لتسلم الرفات بعد ذلك، إلى ذويها في سنجار.

وبعد كل هذا، هل من جرحٍ في هذا العالم يضاهي جراح سنجار منذ عقد من الزمن؟
ذلك اليوم الذي غابت فيه معايير الرجولة، وشرف الانتماء للوطن وقبله شرف الجيرة حيث انتمى الكثير من ابنائهم إلى الدواعش ، ، وقبل ذلك كله قيم الأرض والسماء، عن كل من كانت له يد في جريمة الإبادة.

أي شعب آخر مرّ بما مرّ به إيزيديو سنجار؟
أي شعب ذاق الإرهاب والقتل والسبي بطريقة تعود إلى عصور ما قبل الإنسانية؟
أي شعب استُبيح دمه بسبب هويته الدينية، كما حدث مع أهل سنجار؟
أي شعب عاش عقدا من الزمان ولا يزال بين نازح ومهاجر، أو دفينًا في مقابر جماعية.

هل هناك جرح يضاهي جراح سنجار، التي ما زالت تنزف منذ عشر سنوات، دون حلٍّ جاد لقضيتهم، والتي يبدو أنها قُيّدت ضد مجهول، في وقت أُطلق سراح الكثير من المجرمين المشاركين في حملة إبادتهم تحت عناوين وذراىع مختلفة وفق قرار صدر مؤخرا.

أي أسرة في هذا الزمان مرت بما مرّت به الأسر الإيزيدية في سنجار ،
حين تفاجأوا قبل بزوغ فجر الثالث من آب 2014 بقتلة متعطشين للدماء، يرفعون رايات الدين زورًا، ويقتلون الأبرياء بوحشية؟
أي شعب آخر ذاق الإرهاب والقتل والسبي كما ذاقه أهل سنجار؟

من غيرهم عاش عقدًا من الزمان في الشتات، ولا يزال يدور بين النزوح القسري والهجرة القهرية، وبين تهديد دائم بأن يكون مشروعًا جديدًا للإرهاب، أو صفقة للأرض مقابل البقاء على قيد الحياة بلا حياة؟

كيف ينظر إلى اطفاله بلا استحياء او خجل من الارض والسماء من خطف طفلا من احضان امه و لا يزال أسيرًا، كما خطف معه أمه أو أخته لبيعهم على انفراد لسنين في سوق العبيد والجواري في المدن التي احتلوها لفترة.
كيف لم بخجل من نفسه وتسبب بقتل الآلاف وسبي نسائهم وجعلها بين أنيابه وانياب غيره من الضباع، تنهشهم الوحشية كل يوم، دون رادع من ضمير أو نخوة. وماحصل لأحد هؤلاء الاطفال الذين سبوهم مع امهاتهم قصة تقشعر لها الابدان، قصة طفل رضيع ذبحوه في الأسر بعد أخذه من حضن والدته الأسيرة عنوة لمجرد أن بكائه ازعجهم ، ثم قاموا بذبحه وتقطيعه وطبخه ثم قاموا بتقديم لحمه كوجبه غذاء مع الرز لوالدته دون أن تدري وهي المرأة الام الأسيرة الجائعة التي لم تذق هكذا وجبة منذ أسرها وسبيها ، ليعلموها تشفيا بعد ذلك بأن هذا اللحم هو لحم وليدها المذبوح ، فثارت ثائرتها وفقدت عقلها من هول الصدمة ولا زالت فاقده العقل حتى بعد تحريرها.

كيف استمر هذا الخذلان لعشر سنوات، بينما انشغل الكثير بأحوال القتلة الإرهابيين، سواء في مخيمات اعتقالهم أو سجونهم، باحثين عن تشريعات وقوانين تمنحهم العفو، وتقيّد جرائمهم ضد مجهول، بل وربما نجد بعد ايام او اشهر من يطالب بتعويضهم عن مدد سجنهم؟

في المقابل، يبقى الضحايا ضحايا، شهداء في مقابرهم كانوا ، أو مشردين في مخيمات النزوح، محرومين حتى من العودة الكريمة إلى ديارهم، التي لا تزال بقاياها المهدمة شاهدة على وحشية الغزاة ، و لا يزال نساؤهم وبناتهم المختطفات وصمة عار أبدية تلاحق المجرمين، وتكشف حقيقة فكرهم المتطرف المعادي للحياة.

وتبقى سنجار، جرحًا لم يندمل، وشهادة على وحشية زمن صمت فيه العالم، بينما كان يجب أن يكون منقذا، لا متفرجا على جراىم الإبادة الجماعية لمكون وعلى الهوية الدينية فقط.

نعم، خيرهم الغزاة بين الحياة بلا حياة او كرامة او انتماء لتاريخهم ومعتقدهم ، وفق شروطهم، أو القتل، لكنه كان قتلًا غادرًا ليضحى من سقطوا بصمودهم شهداء لمبادئهم وقيمهم.

أما فتياتهم ونساؤهم، فلم يكن لهن خيار سوى السبي، حيث سُقن في قوافل ما أسماه القتلة بقوافل الغنائم ، ولكنها كانت غنائم لا بصولات الفرسان، بل بغدر الجبناء ولؤم الصعاليك في معارك غادرة اريد بها ابادتهم جميعا.

غدرٌ وسبي للنساء طال أمده، ولا يزال مستمرًا عند الكثيرات من المختطفات حتى يومنا هذا، دون منقذ باسم الإنسان، أو الوطن، أو الشرف. كأن هؤلاء الفتيات لسن بشرا، و كأنهن لسن مواطنات طاهرات محسوبات على المجتمع العراقي او الانساني ، وكأن أحدًا لا يشعر بالمسؤولية تجاههن.

لكن التاريخ لا يرحم، كما أن السماء لا تنسى. ستدور الأيام، وستذكر الإنسانية ما فعله هؤلاء الوحوش دون رحمة أو وجدان.

الرحمة لشهداء الدفعة الجديدة من شهداء سنجار،

الرحمة لشهداء سنجار، والعار لمن اقترف الجرم بحقهم، من إرهابيين وممن خانوا حرمة الجيرة والشرف والإنسانية.

المجد لكم، أيها الشهداء الضحايا، شهداء اليوم، والأمس القريب والبعيد.
المجد لكم، أيها الشهداء الأحياء، الذين لا يزالون أحياء في نزوحهم، بلا حياة تليق بهم.

الرحمة لشهداء الدفعة الجديدة من شهداء سنجار كما الدفعات السابقة واللاحقة

الرحمة لمن نزف دمه دفاعًا عن أرضه، أو نزح صابرًا، أو ظلّ تائهًا بعد أن فقد جميع أفراد أسرته، ليبقى الطفل المولود في مخيمات النزوح منهم، لا يعرف حتى عنوان موطنه، ولا دروب دياره.

الرحمة لشهداء سنجار، والعار لمن اقترف الجرم بحقهم، من الدواعش الإرهابيين وممن خانوا حرمة الجيرة والشرف والإنسانية.



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتناول خصوصيات الناس وتلمس جراحاتهم إن لم يكن قصدك فيها ن ...
- للحوار لغة على منصات التواصل الاجتماعي كما في واقع الحياة
- طوبى للطفولة عندما تستشهد كالكبار تحديا للدواعش في حملة اباد ...
- نسبية الزمن في تقييم وقائع حياة الناس الإجتماعية
- وقفة حوارية ثانية مع افكار الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه ال ...
- وقفة سريعة مع افكار الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه البرمجة ا ...
- قراءة وملاحظات على ديوان شعري الموسوم بعنوان : نرجسه في حقل ...
- تبقى تبعات نزوح وهجرة الأقليات ، بعد جرائم داعش بحقهم دون قص ...
- خواطر صباحية في محطات دروب الحياة
- حوار افتراضي مع نخبة من قادة الفكر الادبي والإنساني
- لم يعد عند الكثير ذلك الاهتمام المفروض في قراءة الكتب الثقاف ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) / الج ...
- أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) / الج ...
- أزمه المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء ...
- أزمه المياه في إقليم كوردستان / العراق (الأسباب والحلول) / ا ...
- يبقى العالم المنشود هو العالم الذي تجمعه القيم والفضائل الإن ...
- فقدان الارادة بين الانتظار واتخاذ القرار يفقد الإنسان الكثير ...


المزيد.....




- حماس تستنكر تأجيل الاحتلال الإفراج عن الأسرى وتعتبره خرقاً ل ...
- ترامب يفرض إجراءات غير مسبوقة لتعقب وترحيل المهاجرين القصر
- الشيخ قاسم: نحيي الأسرى ونقول لهم لن نترككم عند الصهاينة
- قوات الاحتلال تقتحم بلدة اليامون وتشن حملة اعتقالات
- صفقات تبادل الأسرى .. مفاجآت متتالية والمزيد على الأثر
- -هيئة الأسرى-: الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء ا ...
- ليفي: خطاب نتنياهو العنيف يزرع بذور جرائم الحرب في المستقبل ...
- حماس تتهم إسرائيل بالتذرع بـ -مراسم تسليم الأسرى المهينة- لت ...
- إسرائيل تؤجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: ما السبب وهل يهد ...
- حماس تستنكر تأجيل إسرائيل الإفراج عن الأسرى


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد محمود خدر - تشييع دفعة جديدة من رفات شهداء حملة إبادة إيزيديي سنجار على ايدي الدواعش في ٢٠١٤/٨/٣ :