أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راش أودين - لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (17).














المزيد.....


لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (17).


راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.

(Rush Odin)


الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 16:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بيوم من الأيام، چنت كاعد براحتي، أشرب شاي وأتفرج على فيديوهات دينية، وگلت بنفسي: "هااااااااااااي، ليش ما أصير سبب في هداية كم ضايع؟ ليش ما أروح وأحچي وياهم، أفهمهم الصح وأرچّعهم للطريق المستقيم؟"

طلعت أحسن فكرة خطرت ببالي من خلگ الله البشرية! فدوّرت بالنت، لگيت گروب للملحدين، وچنت متحمس، حسّيت نفسي فارس الإسلام، سيف الحق، أبو بكر الثاني!

دخلت، وأول شي كتبتلهم:

"السلام عليكم يا ضالين! جبتلكم النور والهدى، جهزوا نفسكم للهداية!"

توقعت هدوء تام، توقعت واحد منهم يگول: "الحمد لله، نور الإسلام دخل حياتي!"

بس الردود چانت غير شكل:

"لاااااااا، بعد واحد جديد؟"

"لك هاي شبيكم يوميًا واحد يجي ينقذنا؟ إحنا مرتاحين!"

"تعال تعال، إقعد هنا، عندي سؤال إلك!"

گلت بنفسي: يلا نتحمل، امتحان من رب العالمين.

أول سؤال إجاني:

"ليش الله خلق الشيطان وهو يدري راح يفسد؟"

گلت: "حتى يختبرنا، لازم عدنا حرية الاختيار!"

رد عليّ واحد:

"يعني الله يدري انت راح تفشل بالاختبار وتروح للنار، بس عدة يختبرك؟ هو ليش خلقك أصلًا إذا يدري نهايتك؟"

وهنا حسّيت بنفسي مثل البطل بفلم رعب، أول ما يدري إنه محبوس ببيت مسكون! بس گلت يلااااا نتحمل، حچية وحدة بعد وأرجعهم للدين.

گمت أتلو عليهم المعجزات، "القرآن ما بيه أغلاط!"

وإجا واحد منهم مطلعلي آية ضرب النساء، وسألني بكل خباثة:

"أنت عندك أخت؟"

گلت: "إيه."

"زين، إذا زوجها عصّب عليها، يگدر يضربها؟"

گلت: "لا طبعًا!"

"بس الله گال يضربها، أنت تعصي أمر الله؟"

يا الله…! أنا وين؟ شنو هاي الورطة؟!

رأسي صار يوجعني، بس بعدني متمسك بالأمل، فگلت: "لكن الإسلام دين الرحمة، جاب العدل!"

إجا واحد ثاني، مطلع حديث عن الجواري والسبايا، وگالي:

"إذا الإسلام جاب العدل، ليش يسمح بالسبايا؟"

وأنا واگف مثل التمثال، احس براسي يفتر، حسّيت نفسي واحد دخل مباراة ملاكمة وهو مايعرف يلاكم.

هنا، دماغي سواها بيه، طفى، سكت، ماكو رد.

حسّيت بدموعي تنزل وأنا أطّلع بجهازي، قريت أول جملة كتبتها يوم دخلت: "جبتلكم النور والهدى".

ضحكت… ضحكت بگد ما الدنيا بيها من مآسي.

طلعت من الگروب، مطفي النور، كاعد بالغرفة وحدي، وأگول بنفسي:

"أنا شسويت بنفسي؟"

وهكذا، دخلت حتى أهديهم، وطلعت محتاج واحد يهديني !

بعد هاليوم المأساوي، گلت لنفسي: "لااااا، أكيد أكو تفسير، أكيد الشيوخ عدهم ردود، أكيد أنا بس ما عندي علم كافي!"

لذلك، بديت رحلة البحث. أول شي، رحت سألت شيخ المسجد. وگلت له كلشي صار وياي. ضحك، وكال لي:
"يا بني، هاي كلها شبهات! لا تنشغل بيها، الإيمان لازم يكون قوي!"

شبهات؟! يعني الأسئلة اللي ما عندها جواب نسميها شبهات ونتهرب منها؟! شعرت كأن الشيخ گالي: "لا تفكر هواية، بس صدگ وبلا وجع راس!"

هنا، بديت اقرة بنفسي. رحت للكتب، رحت للفيديوهات، فتحت التفسير، قريت التأريخ. كل صفحة، كل حديث، كل سطر، چان يزيد من معاناتي.

يوم بعد يوم، اكتشفت إنه كلشي كنت أؤمن بيه مبني على أساطير وخرافات. من قصة نوح اللي جمع كل الحيوانات بزورق (بالمناسبة، شلون جاب الباندا من الصين؟)، إلى قصة يونس اللي عاش بمعدة الحوت وكأنه مسوي حجوزات خمس نجوم!

وصلت لنقطة مفصلية، لما قريت عن الأديان القديمة، وشفت شلون الإسلام أخذ أفكار هواية من الزرادشتية والمسيحية واليهودية. هنا، استوعبت شغلة: الإسلام مو شي جديد، بس هو ريميكس قديم!

بعد تفكير طويل، قررت أترك الإسلام. بس ما گدرت أگول إني ملحد. كنت بعدني عندي خوف، نوع من "شلون أكون متأكد إنه ماكو إله؟"

وهنا، دخلت مرحلة جديدة: اللاأدرية!

گمت أقول: "يمكن أكو إله، يمكن لا، بس أكيد الإسلام مو دينه!"

هسه بعد ما صرت لا أدري، صارت حياتي أهدأ، بس همين همين، بعض المواقف تصير وياي تذكرني بالماضي المظلم.

مثلاً، مرة شفت واحد داعي ربه على تويتر: "اللهم أرنا عجائب قدرتك في الكفار!"، وبوقتها چنت آكل چبس ونسيت نفسي، فگتله: "اللهم أرنا عجائب قدرتك في هذا الكيس الفاضي، وخليه يتعبى چبس من جديد!"

ماكو دقيقتين، الحساب متبند وأنا عندي جوع أكثر من قبل!

بس أكثر موقف يضحكني صار وياي لما أول مرة شفت نفسي بالمراية بعد ما بطلت أصلي. چنت متعود كل صلاة أگعد أتأكد إن الجبهة لازم تطلع بيها علامة "ابو سجدة". بس يومها، طلعت صافن بالمراية وگلت: "وإذا شنو؟ شنو يعني صلاتي ما بقت؟ رح أتحول لزومبي؟" دقيقة صمت، وبعدها نزلت للمطبخ، اكلت صمونة، وما صار شي! لا رجمتني الشياطين، لا انفجرت السمة، لا جبرائيل نزل يضربني بالأجنحة!

الدرس المستفاد: لا تدخل گروبات إذا نيتك مو صافية، لأن احتمال تگلب الطاولة على نفسك. أنا دخلت أريد أهدي الناس، طلعوا هم اللي هَدّوني!



#راش_أودين (هاشتاغ)       Rush_Odin#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (16).
- الجلاد الرحيم: أفكار بين العقاب والعذاب
- أكاذيب التوحيد وإنصاف التعديد
- التعقيد والوجود والتخبط في الظلام
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (15).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (14).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (13).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (12).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (11).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (10).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (9).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (8).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (7).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (6).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (5).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (4).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (3).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (2).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (1).
- هل يمكن إثبات وجود الله؟ الجزء الثالث.


المزيد.....




- الفاتيكان: صحة البابا في -حالة حرجة- بعد أزمة تنفسية
- الانتخابات الألمانية: صراع القيم بين الكنيسة وتوجهات الأحزاب ...
- يهود ألمانيا: هجوم الطعن في برلين يكشف عن عالم فكري أيديولوج ...
- علمانية الجامعات في العراق على المحك
- الفاتيكان: البابا فرنسيس يلغي صلاة التبشير الملائكي التقليدي ...
- لجنة رئاسية فلسطينية: إسرائيل تصعّد حربها ضد الكنائس في القد ...
- لجنة متابعة شئون الكنائس: إسرائيل تصعّد حربها ضد الكنائس في ...
- بابا الفاتيكان لا يزال في المستشفى.. أطباء يوضحون آخر تفاصيل ...
- ولايتي: اميركا هي العدو الاكبر للمقاومة والامة الاسلامية
- لاجئ سوري مشتبه به -خطط لقتل يهود- عند نصب الهولوكوست في برل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راش أودين - لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (17).