خالد علوكة
الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 20:18
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
استعراض كتاب – تاريخ اليزيدية النشأة الفكر والمعتقدات والطقوس- (4-4)
تتمة=
وص 300- ( تنتمي اغلب جماعات اليزيدية الى العنصر الكوردي الآري وأما عقيدتهم عبارة عن مجموعة من الافكار والعناصر والمعتقدات المختلطة ذات الجذور التاريخية العميقة في بلاد النهرين وفارس والجوار السوري وحضارات اسيا الصغرى، ويمكننا القول ان عقيدة اليزيدية هي مُجمع لاساطير البشرية القديمة كالتي ينعتها علماؤنا بالاسرائليات او الدخيل وسيكون للخرافة دور بسبب التحريم الديني للقراءة والكتابة سوى السماح لجماعة الشيخ حسن شمس الدين).
ويقول المؤلف ( لذلك تعد اليزيدية من الفرق ذات التنظيم السري وتعود بسريتها الى الباطنية الصوفية التي ربطت بالمشايخ التي مثلوا اصحاب البركة والمرجع الاول للعقيدة ونجد جميع هذه الاشياء في الفقر الروحي وفي الاخلاص الذي لايمكن ان يوجد بلا زهد حقيقي ).
وص302- ( يتحدث عن التكوين والكون والانسان وانفجار الدرة ثم يصل الى استنتاج ان اليزيدية لايمتلكون ديانه موحدة وانما ديانتهم مبنية على الاتفاق حول مبادئ دينية خاصة بهم فهي تراث انساني ) لكن هنا سنقرأ له يقول عن اليزيدية ديانة موحده وربما قصد هنا تماثلها بالاديان السماوية التي جاءت بتوحيد لنفسها باله خاص لايقبل اله البقية دون الانحلال فيها .
وص303 ( قصة تفجر الدرة الزمردة/ الخضراء تلفت الانتباه لان تتطور الكون ونشوئه نظريات علمية حديثة من اهمها نظرية تقول ان الكون كان في الاصل ذرة بدائية ولسبب ما تفجرت هذه الذرة فتكونت منها السماوات والمجرات وبقية الاجرام السماوية وعنها تكونت الارض والشمس والقمر وغيرها . – ونفسه نجد هذا التفسير الخلقي للكون عند اليزيدية تمت لديهم الخلق هكذا منها قصة الالهة او الملائكة اساسها الاجرام السماوية البابلية التي كان كل منها يسيطر على يوم من ايام الاسبوع ويؤكد بانها ذات اصول رافدينية كما ذهب اليها جورج حبيب –
ويقول بناء على هذا فالعقائد اليزيدية ربما تعود واحدة من ديانات بابل وغرب ايران التي قامت على عبادة النجوم وعدت الانوار السماوية الشمس والقمر والكواكب الهة . ونعثر ايضا في اليزيدية على اثار واضحة وجليه لمظاهر {التوحيد} في البداية خلق الله الدرة البيضاء فمبدأ الخلق قام به اله واحد بدون شراكة لان الدرة خلقت من سره العزيز. ومثل هذه الاساطير لانجدها عند [اليزيدية ] فحسب بل هي تعود الى تقاليد وافكار شرقية قديمة كانت شائعة قبل ميلاد المسيح ونجدها كذلك في الغنوصية – المعرفة ومنها انتقلت الى الباطنيين المسيحيين والصوفيين المسلمين وصارت عناصر رئيسية لارائها، وكامثلة ذكر باطنية اليسار الشيعي المتمثل في بعض عقائد الموحدين الدروز في بلاد الشام وبالتالي فنحن نرى ان قسما هاما من عقيدة [اليزيدية]في نشأة الكون قريب من بعض المعتقدات السماوية).
ويكتب المؤلف عن تصورالمصادر القديمة هيئات الكواكب ففي كتاب – التفهيم لاوائل صناعة التنجيم نجد تعريفا للكواكب السيارة فيها وصف لعطارد فهو شاب يركب طاؤوسا بيمينه جبه وبيساره لوح يقرأ.....الخ . فيمكن القول ان تقديس اليزيدية لرمز الطاووس لم يكن مُبتدعا نتيجة لهرطقة انما هو امتداد وتواصل لمعتقدات ورموز الاجداد التي بقيت كامنة في المخيال الشعبي او لما شكتت الطريقة العدوية عنه لعدم تعارضه مع اسس ومبادئ الصوفية .
-فتنظيم الكون هو من الاله الواحد خودى بالكوردية الذي خلق الملائكة السبعة / اليازات وعلى راسها رئيسها طاووس ملك الذي سيكون له دور في قيادة آدم للجنه – يتحدث عن طاووس ملك وكونه جبريل عند القزويني مقاربا شكل الطائر السماوي بجبريل لايصال الرسائل الالهية للبشر!! ) هنا استند الى مصحف رش في التدخل في حياة ادم .
ويتابع ( وهنا كانت العقائد البشرية المتوارثة من مصادرهم الاعتقادية التي بقيت راسخة عند كل [يزيدي] ولو اعتنق المسيحية والاسلام أو آمن ببعض معتقداتها ولكن يبقى التشبث بالمعتقد القديم هو الاساس لدى الديانة اليزيدية ).
وص312- ( نجد فرقا بين علم الصدر اليزيدي وبين الكتب المقدسة مصحف رش والجلوة –ثم يشخص بُعد الامير المرئي عن بابا شيخ وعزله فئة رجال الدين مع تدني المستوى الثقافي وامية اغلبهم عدا عائلة شيخ حسن ).
وص323-( يذكر يونس القوني ولد في قونية قرب ماردين اسس الطريقة اليونسية وصل الى دمشق توفى بمسقط راسه القونيه سنة 619هج / 1222م بعمر 90 سنة وكان صاحب حال وكشف يحكى عنه كرامات ) واعتقد بانه نفسه المزار والقبة - ويس -الموجودة في قصر راست على جبل بعشيقة لان تاريخه وتصوفه قريب من الاولياء اليزيدية .
ثم يتحدث عن ( الحلاج وابليس وعبارة شيخ عدي بقوله –انزلتنا من العرش للفرش - وطلب احد مريدي شيخ عدي سماعه صوت ديك العرش فلما بلغ اذنه كاد ان يموت وبقى مشدودا لايشعر بما اصابه وحينئذ حصل لهم منه صورة واعتبروه رمزا دينيا لهم وهو سيد طيور الجنه يقال له طاووس ملك ثم يتحدث المؤلف عن الحية وزيارة لايارد الى معبد لالش وتعليقه على رسوماتها مع الشيخ ناصر - ويبين اختلاف حج اليزيدية الى لالش عن حج النصارى والمسلمين ، وتشابه الافطار اليزيدية مع طريقة افطار اليهود في ايام السبوت ).
وص 349- يتحدث عن عين البيضاء - وزمزم -وهل معبد لالش كان دير ونفى بان يكون شيخادي بكراماته يحتل ديراً متفقا مع رأي جورج حبيب وشهادة القس بطرس نصري ويُعرف معنى لالش: بمكان الجسد معتمدا بير خدر - وشكك في تاريخ مدون فوق باب القابي ؟ ).
وص359- عن سناجق اليزيدية بان نبي سليمان سلمها عندهم ليؤكد المؤلف بالبحث في التاثيرات العبرانية في التاريخ الاسلامي نعثر على روايات لوهب بن منبه تذكر ان لملك سليمان الحكيم ادوات كخاتمه ) ودليل نادر يؤيد الرواية الايزيدية بانها امتداد لسناجق نبي سليمان !! .
وص381 – ( تمكننا دراسة بعض الجوانب من عقائد اليزيدية والخروج بنتائج موضوعية حول مقدسات وطقوس هذه الفئة دون الإساءة اليها وذلك بالاعتماد على مايقوله اصحابها عن انفسهم او من خلال مانجمعه على آراء الاخرين عنها ).
وص 390- ( يقول بان احد شيوخ الازهر في الخمسينات كتب بوجود جماعة في الهند يطلقون على انفسهم اليزيدية وتعظم يزيد بن معاوية ).
وص 396- ( يتحدث عن الطبقات الدينية اليزيدية ويستغرب بلفظ قحطاني فهو امر مثير الغرابة فكيف وضع اليزيدية هذا النسب وكيف ربطوا العدناني بالقحطاني وبالشمساني والحال انهم من اصل الههم يزيد ؟ ثم يذهب برأي درويش حسو في نسب قحطان من خراسان والى الزرادشتية ثم يرجع نسب عبد شمس وعبد مناف الى شيخ عدي الاول وكيف تلتقي الشمسانية بالعدنانية هنا ؟ - ويذكر كيف رسم وخط دائرة لشيخادي بكراماته يسمع مريديه خطاب عبدالقادر من بغداد ويقول البير كلمة فارسية بمعنى شيخ الطريقة ) واغلب الظن بان العدنانية والقحطانية مستحدثة لاحداث شرخ او تمييز لمصالح وليس لعقائد حيث من قحط سد مأرب هاجر كثير ناس منها فسموا قحطانيون وفي التوراة وجدت كلمة يقطان ولاذكر لها في القران ! وعدنان لاعلاقة له ب آدانية كون العدوية وعدى بن مسافر هو الشيخ العام وكان مريديه مثله ياكلون ويعملون وقال انا الشيخ وانا المريد اي لاتقسيم مميز عن الاخرين .
وص411- ( الله يقعد على كرسيه ويامر جميع تحت حضرته فيخاطب المجتمع باني اريد ان اغني الارض بالخير والبركة ثم تقع عملية عقد مضاربة الارض " تقشيرالارض "لطاووس ملك لمده سنه ليصنع فيها مايشاء – وهذه القصة الايزيدية المحفورة في ذاكرة علم الصدراليزيدي تمثل امتداد لنفس القصة التي نجدها عند القدماء البابليين ومفادها ان سيد الالهة البابلية بيل مردوخ كان يجلس لتقرير مصير العالم الاحياء والاموات كما ان الزواج عند البابليين محرم لان هناك احتفالات رافدينية قديمة في مدينة جرسو السومرية ونجد نفس الشئ في تحريم زواج في شهر نيسان عيد راس السنة اليزيدية سرسال وهو تواصل لراس السنة البابلية واعياد السومريين ولذلك تبقى توارث معتقد لاجداد قائما ومنحوتا في الذاكرة والخيال الشعبيين وان تغيرت الطريقة اوحتى الاسم ).
وص421-( يقول عن القاباغ كلمة من اصل تركي ومعناه الاصلي هو" لقاء مقابل " اخذه من محمد التونجي!! ثم يقول هو طقس مثرائي موشح بتقاليد بابلية نجدها في مسك الثور وذبحه بعد هروبه وان احضار الثور الابيض يلعب دورا مهما في اعياد الاكيتو البابلية وبالتالي يمكن ان يكون طقسا بابليا اضافة الى اطلاق الطقس المثرائي عليه ) الطقس المثرائي اقرب من معنى قاباغ المبهم .
ويكمل في (الديانات السامية ان الاضحية الحيوانية التي يتناول لحمها كل افراد القبيلة كانت الشئ الاساسي في شعائر الدين القديم ). فيما يقول الاقوام الارية ليست بسامية !!
وص430- يذكر (عيد بيلنده ويربطه بعيد ميلاد شيخادي ويذكر تاريخه خطأ ) والصحيح انه عيد بيلنده هو امتداد لعيد صوم ايزيد ذو الثلاث ايام وفترة الانقلاب الشتوى بالظاهرة الفلكية.
وص 466- ( شبه دعاء طاووس ملك بالترنيمة 34 من ترانيم زرادشت تمجيدا لاهورامزدا او الطاووس ).
وص 478- ينسب كتاب مصحف رش الى الشيخ حسن بن عدي ) وليس هذا صحيحا فقط له ثلاث كتب- الجلوة لارباب الخلوة -ومحك الايمان -وهداية الاصحاب، ويعتقد نسب كتابة مصحف رش الى الراهب راميشوع– ( فيما المؤلف يتهم الشماس ارمياشامير في 1821م بكتابتهم ويكمل بان درويش حسو يقول بعدم وجود كتب مقدسة لليزيدية بل هي امتداد للزرادشتية وان افستا هو كتابهم المقدس ).
وهذا خطأ شنيع يرتكبه ايزيدي بتجاوزه الاقوال والسبقات والنصوص اليزيدية المتبعة في الاعياد والطقوس والسماعات السبع وسياتي ادناه تأييد رأينا مع المؤلف صّديقي .
وص 480- ( يقول تؤكد عديد الدراسات العربية والغربية ان الكتابين الذين ينسبان لليزيدية قد وضعا لاضلالهم وواضعها من المناؤيين لليزيدية ولايزال اناس يحرصون على نشر الاوهام عن هذه الاقلية النادرة والغريبة ).
وص 484- ( الغرض من الكتابين ليس التشكيك بل منطقة الشرق الادنى تعتبر معبرا تاريخيا لكل حضارات المعمورة ومهبط الديانات السماوية والعمل المخابراتي الجاسوسي ونفائسنا في متاحف اوربا واميركا !! ) .
وص 493- يذكر ( بان طاؤوس ملك ليس الشيطان كما نعتقد نحن ، فالقزويني كما مر معنا اطلق هذه الصفة على جبريل امين الوحي في الديانات السماوية واليزيدية طبقت عقيدة اللالعن الصوفية ومذهب الصوفية في ابليس يدخل في عدم قصة سجود ادم – خاصة ان الرسالات السماوية عالجتها وكذلك التاريخ الشفهي للانسان فنسجت حول تلك القصة الراسخة في تاريخ الاسطورة والخرافة وتركزت كحقيقة اساسية في متاعب هذا الانسان ودونتها الذاكرة الشعبية كثقافة انسانية في جميع الحضارات " مقتديا برأي جلال العظم " ) وهنا رأي صائب تقره الايزيدية بعدم وجود ملاك ساقط ولاحتى السجود رغم ذكرها في مصحف ره ش .
وص499- في معنى اسم الطاووس : ( في اللغة الارامية طاووس ملك يعني الملاك الطائر – وعند الصابئة يعتبرونه رب العلم والحكمة لقبوله الطائر السماوي او الملاك السماوي وهو الملاك الطائر الذي دون العهد القديم / التوراة فهو شخصية سماوية لها صفات ملك – و نابو عند قدماء البابليين هو صاحب الحكمة هو طاووس ملك عند اليزيدية ).
وص500- الشيخ شمس قد يكون امتداد للاله الرافديني شماس فنجد عدد الابطال والملوك باسم شمس حدد في حضارة مابين النهرين والاله شماس - أتو – فهو القاضي الاكبر واله القرارات وكان يرمز اليه في بابل بالشمس ذات الاشعة الاربعة وهو يختلف على شكل الصليب المسيحي وهناك من قال بان الشيخ شمس هو جلال الدين الرومي التبريزي ويعدون شمس التبريزي من العائلة الشمسانية ).
وص507- يذكر (بان كتب اليزيدية لاصلة لها بالابستاق اي افستا الزرادشتي ولا بالآيات القرانية التي طمس منها كما يقال ذكر الشيطان فهي موضوعة حديثا ولاصلة لها بمراحل تاريخ اليزيدية فهي مزيج من الاسرائليات والقصص القراني وغيرها وينفي صلتها بيزيد بن انيسة - ومن الصعب القول بانها فرقة مهدوية أموية كانت لبعث امجاد ألامويين ). رغم ذكره نسب عدي بن مسافر بالامويين لكن من خلال معتقدات وطقوس الايزيدية ينفي اموية اليزيدية ولانسبهم الى يزيد بن معاوية او غيرهم من مذهب ونبي وصحابي والمؤرخ دوما ينظر للامور بعقلية العِلم .
خاتمة :
وقبل كل مامر الشكر موصول للمؤلف لجهوده في وضع بعض النقاط على حروف المعتقد الايزيدي الباطني التي لعبت به اقلام المؤلفين ذات اليمين واليسار لاتقر بالواقع باستقلالية المعتقد الايزيدي ، وللمؤلف كتاب -ميثولوجيا اديان الشرق الادنى قبل الاسلام - وكتاب فكرة المخلص بحث في الفكر المهدوي.
ويظهر المؤلف اتخذ منهج نينان سمارت ت1927م الذي حلل الدين الى سبعة ابعاد رئيسية وهي : البعد العملي الشعائري – العاطفي الشعوري- والقصصي – والعقائدي الفلسفي – والاخلاقي التشريعي – والاجتماعي المؤسسي – واخيرا البعد المادي – وايضا وثق الوجودية كمذهب انساني في بحثه دون تدويرالايدولوجيات . ولايمكن اخفاء متصوفه ومؤمنين ومذاهب مرت على الايزيدية لتغيرها لكن يقول حافظت على ارثها القديم وذكر بانها قريبة من السماوية وموحده في قصة تفجير الدرة وخلق الكون والفيض من خلق الملائكة السبعة ومن سره العزيز ومبتعده عنه ولكن فيها تاريخ الاجداد وذات فكر توحيدي وصوفي – وفي موضوع التناسخ ذكر في اكثر من مكان بان منشأه من الصابئة ثم يقول من الهند واخيرا صفى على بلاد الرافدين ومهما قيل عنه لكن منشأه هو كل معتقد قديم وعريق لاتفترق مع الجنة باحتكامها حبس الروح ثم اطلاقها في خلق بشري جديد دون ذوبانها.
- انتهى -
فبراير 2025م / كندا
#خالد_علوكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟