|
الفصل الرابع : إهمال الجانب الأخلاقى فى القرآن الكريم
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 14:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الباب الثانى :الإجتهاد الشيطانى لأئمة السنيين فى تبديل الشريعة الاسلامية إهمال الجانب الأخلاقى فى القرآن الكريم مقدمة : 1 ـ يقتضى المنهج العلمى أن نتعرف على البيئة التى نزل فيها القرآن والتى شهدت دعوة الاسلام فى مجتمع أطلقوا عليه ( الجاهلية ). 2 ـ كانت الثقافة السائدة فى البيئة الصحراوية العربية لا تعترف إلا بالقوة والعنف. وقد مارست ثقافة العنف كطريق للعيش وكسب الرزق فأصبح من قيمها الأخلاقية تمجيد النهب والسبى والاعتداء وقطع الأرحام ووأد البنات وظلم المرأة وقهر كل إنسان ضعيف مسالم. ارتبط هذا بممارسة دين أرضى كافر سيطرت به قريش على العرب من غير أهل الكتاب الذين كانوا يعيشون وقتها فى الجزيرة العربية. 3 ـ لا يمكن فى اصلاح هذا المجتمع الصحراوى العنيف الدموى الكافر أن تبدأ معه مباشرة بفرض التشريعات وتفصيلاتها. لو حدث هذا فى مجتمع نهرى مسالم ما استطاع أن يتفهم هذه التشريعات وما استطاع تطبيقها لأنه لم يأخذ فترة فى الاستعداد الأخلاقى لها. فما بالك بمجتمع صحراوى فظ غليظ القلب؟. 4 ـ الأهم من هذا أن تطبيق التشريعات القرآنية الاسلامية يعتمد أساسا وأولا وأخيرا على ضمير الانسان نفسه ، ويؤكد على حريته فى الطاعة أو المعصية. وإذن لا بد من السمو بهذا الانسان أخلاقيا حتى يمكن الاطمئنان الى وجود ضمير لديه يخشى الله تعالى قبل أن يخشى الناس. فالضمير فى ثقافتنا المعاصره أقرب الى مصطلح التقوى فى القرآن الكريم. 5 ـ وجاءت بعض تشريعات إجمالية فى السور المكية فى إطار الدعوة الأخلاقية والعقيدية ، مع تركيز الوحى القرآنى وقتها كان على الجانب العقيدى ( لا إله إلا الله ) ونبذ تقديس البشروالحجر مع الجانب الخلقى وربط بينهما برباط وثيق ليؤهل المسلمين ويعدهم ليطبقوا تفصيلات التشريع التى نزلت فيما بعد فى المدينة. 6 ـ واستعراض الجانب الأخلاقى فى السور المكية أكبر من طاقة هذا الكتاب. ولكن نوجزه فى لمحة سريعة . الأولى : الوصايا العشر فى القرآن الكريم من الغريب والمستهجن فى نفس الوقت أنه بينما تكتسب الوصايا العشر شهرة لدى أهل الكتاب ـ مع تحريفها ـ فان الوصايا العشر التى ذكرها القرآن الكريم ــ على حقيقتها ـ تجاهلها المحمديون تماما . الأغرب أن السياق القرآنى الذى جىء فيه بالوصايا العشر كان فى اطار الحوار مع أهل الكتاب. يقول الله تعالى فى سورة الأنعام المكية : (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154)) ونتوقف معها بتحليل موجز: أولا : الوصايا العشر هى : 1 ـ عدم الوقوع فى الشرك العقيدى باتخاذ آلهة وأولياء مع الله تعالى. 2 ـ الاحسان للوالدين. 3 ـ النهى عن قتل الأولاد بسبب الوقوع ( الفعلى ) فى الفقر . 4 ـ النهى عن الاقتراب من العلاقات الجنسية المحرمة سواء كانت علنية أوسرية. 5 ـ النهى عن قتل النفس التى لم تقع فى ارتكاب جريمة قتل. 6 ـ النهى عن أكل مال اليتيم الا بالتى هى احسن كأن تكون فى مقابل رعايته واستثمار ماله. 7 ـ توفية الكيل والميزان بالقسط والعدل. 8 ـ العدل فى القول ، أى قول الحق حتى لوكان ضارا بأقرب الناس اليك 9 ـ الوفاء بالعهد الالهى أى أداء فرائضه . 10 ـ اتباع القرآن الكريم وحده باعتباره الطرق المستقيم للهداية. ثانيا : يلاحظ الآتى : 1 ـ النهى عن الوقوع فى الشرك العقيدى والشرك السلوكى أيضا والذى يتضمن النهى عن القتل والظلم لليتيم . ووجود النهى عن أشياء يعنى كثرة الوقوع فيها. 2 ـ الأمر بالتمسك بأشياء مثل الاحسان للوالدين والعدل فى القول وفى البيع والشراء وتنفيذ عهد الله والتمسك بالقرآن وحده. والأمر بشىء يعنى أنهم تعودوا اهمال ذلك الشىء. 3 ـ وبتطبيق الأوامر والابتعاد عن النواهى فقد اكتملت أركان الاسلام العقيدية والتشريعية ، إذ جاءت التشريعات الأساسية للاسلام إجمالا ضمن هذه الأوامر الأخلاقية، وأهمها الحفاظ على حق الحياة والعرض وحق اليتيم فى ماله . وكل ذلك جاء تمهيدا لتشريعات أتت فيما بعد تفصل حقوق اليتيم وعقوبة القاتل والزانى وأهمية الشهادة . ثانيا : تفصيلات الوصايا العشر فى القرآن الكريم: يقول تعالى فى سورة الاسراء المكية: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28) وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30) وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً (31) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (33) وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35) وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (39)) ونلاحظ : 1 ـ التاكيد على النهى عن الوقوع فى الشرك العقيدى فى البداية والنهاية. 2 ـ تفصيلات فى الاحسان للوالدين والرفق بهما عند وصولهما أو احدهما الى الشيخوخة/، وان يمتد الاحسان ـ أفقيا ـ الى ذوى القربى واليتامى والمساكين . ـ ورأسيا ـ الى الاعراض عنهم مع الاحسان اليهم إذا أساءوا. 3 ـ تكرار الوصايا السابقة مثل النهى عن قتل الأولاد ( خوف الوقوع مستقبلا فى الفقر ) أى النهى بكل طريق عن قتل الأولاد ، وكان منتشرا ، النهى عن الزنا وعن القتل خارج القصاص ـ وعن أكل مال اليتيم . ثم الأمر بالوفاء بالعهد والعدل فى الكيل والوزن. 4 ـ المجىء بتفصيلات جديدة مثل النهى عن الاسراف ، والبخل وانتهاك حرمة وخصوصيات الغيروالتدخل فيما ليس من شأنك ـ والنهى عن الخيلاء والاستكبار والغرور. 5 ـ مع وجود التأكيد على عدم الوقوع فى الشرك العقيدى والسلوكى ومع التاكيد على حقائق التشريع التى تحفظ حق الحياة و المال فقد جاءت أيات سورةالاسراء بحق جديد من حقوق الانسان هو حق الخصوصية وألا ينتهلك أحد خصوصيات الاخرين, وهذا ما توسعت فيه فيما بعد سورة الحجرات المدنية ( 11 ـ12 ) ثالثا : وصايا سورة الفرقان المكية: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) ) وهنا أيضا نلاحظ الآتى: 1 ـ الحديث هنا عن صفات المتقين . وهذه بالطبع صفات مطروحة أمام الجميع ليتحلى بها. كل منا مدعو لأن يكون من عباد الرحمن, وبامكانه أن يكون أيضا من أتباع الشيطان حسب اختياره وعمله. 2 ـ تاتى هنا نفس الصفات تقريبا من عدم الوقوع فى الشرك العقيدى والشرك السلوكى أى عدم القتل وعدم الوقوع فى الزنا وعدم الوقوع فى شهادة الزور أو حضور مجالس الزور, مع التأكيد على السير فى الأرض بدون خيلاء مع الاعتدال فى النفقة وعدم الاسراف. و( المرح ) هو الخيلاء والغرور والاستكبار . 3 ـ إلاّ إن الجديد هوالتاكيد على العبادة بقيام الليل والدعاء والحرص على هداية الذرية، والتاكيد على الاحسان مع المسىء والرد عليهم بالسلام والاعراض عن لغوهم . أى إن الاحسان هنا امتد ليشمل المسىء المعتدى بالقول واللغو مع الوالدين والأقارب واليتيم والمسكين. رابعا : أوامر سورة النحل : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95)) نلاحظ : 1 ـ أوامر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى والنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى . والأمر بالوفاء بالعهد والنهى عن النكث فى الحلف والأيمان . 2 ـ الجديد هو النهى عن استغلال الدين الالهى فى حطام دنيوى ( الآيتان 94 : 95 ). الأهمية القصوى فى الابتعاد بالدين عن التجارة ، والإبتعاد عن إستعمال إسم الله العظيم فى منافع دنيوية ، بدءا من البيع والشراء فى الاسواق الى خلط السياسة بالدين . ولنا كتاب منشور هنا عنتحذير المسلمين منخلطالسياسةبالدين . خامسا : وصايا لقمان : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) ) نلاحظ : 1 ـ هنا الأمر بشكر الله جل وعلا والنهى عن الاشراك به ، ثم الاحسان للوالدين ومصاحبتهما بالمعروف مع عدم طاعتهما إن أرادا منه الاشراك بالله جل وعلا ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والصبر على المصائب . ثم وصايا فى طريقة المشى والكلام . وسبقت الاشارة لبعضها فى سورتى الفرقان والاسراء . أى إن الأوامر الاسلامية شملت كل شىء حتى المشى والصوت ، وأساسها ( لا إله إلا الله ). 2 ـ وفى كل ما سبق نرى القاسم الأعظم يتجلى فى حفظ حق الله تعالى (عدم الوقوع فى الشرك ) وحفظ حقوق البشر فى الحياة والمال والعرض والحياة الخاصة. أخيرا : 1 ـ هذه الايات الكريمة مع عشرات غيرها كانت تؤهل المسلمين فى مكة أخلاقيا لتطبيق تفصيلات الشريعة الاسلامية التى نزلت فى المدينة . 2 ـ إرتد صحابة الفتوحات عن الاسلام وأعادوا ثقافة الجاهلية على نطاق أوسع وأبشع فى إحتلالهم البلاد المفتوحة . وعندما أنتجت الفتوحات أديانا أرضية تسوغها كان لا بد من تجاهل ذلك الجانب الأخلاقى فى السور المكية بل والسور المدنية أيضا. 3 ـ وبعد أن تجاهلت الأديان الأرضية للمسلمين الأخلاقيات الاسلامية و ( لا إله إلا الله ) التفتت الى أسس التشريع الاسلامى تتعامل معه أيضا بالتجاهل والتحريف والتلاعب. شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن ( العقيم والبوار / سكر وسكارى وسكرت / كتاب الاعمال هو زوج
...
-
الفصل الثالث : إجتهادهم فى التلاعب بأسباب النزول
-
فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين .
-
عن ( سعيكم مشكور / لا تزغ قلوبنا )
-
القاموس القرآنى : التوكل على الله
-
عن ( خزنة جهنم / شهداء العرب فى الفصاحة / وليجة )
-
الفصل الثانى : التلاعب باستعمال الخطاب الالهى
-
عن ( عالم الغيب والشهادة / مؤمنو اهل الكتاب)
-
عن ( عبادة المحمديين للأولياء )
-
الفصل الأول : إحتكارهم الاسلام وهم ألدُّ أعدائه
-
( عن التوبة والغفران وجهنم مغناطيس العُصاة )
-
عن ( الشكوى لغيرالله /كأنها جان / التفث )
-
الفصل الثالث : الاجتهاد الشيطانى فى قتل النساء والأطفال جهاد
...
-
سؤالان يُحزنان
-
عن ( عبادة الجاهليين للملائكة / عقوبة قطع الطريق / هل الضحك
...
-
عن ( عبد الرحمن يوسف القرضاوى / الصاحب والجار )
-
الفصل الثالث : الاجتهاد الشيطانى الفقهى فى قتل المسالمين وجع
...
-
عن ( اليأس والقنوط / الشكوى لغير الله جل وعلا مذلة )
-
عن ( الغيظ / خنزير برى صيدا فى الحرم / فوائد البنوك / متعة ا
...
-
عن ( الاستهزاء بالنبى / الرزق الحسن..متى ؟ / بالآخرة يوقنون
...
المزيد.....
-
الفاتيكان: صحة البابا في -حالة حرجة- بعد أزمة تنفسية
-
الانتخابات الألمانية: صراع القيم بين الكنيسة وتوجهات الأحزاب
...
-
يهود ألمانيا: هجوم الطعن في برلين يكشف عن عالم فكري أيديولوج
...
-
علمانية الجامعات في العراق على المحك
-
الفاتيكان: البابا فرنسيس يلغي صلاة التبشير الملائكي التقليدي
...
-
لجنة رئاسية فلسطينية: إسرائيل تصعّد حربها ضد الكنائس في القد
...
-
لجنة متابعة شئون الكنائس: إسرائيل تصعّد حربها ضد الكنائس في
...
-
بابا الفاتيكان لا يزال في المستشفى.. أطباء يوضحون آخر تفاصيل
...
-
ولايتي: اميركا هي العدو الاكبر للمقاومة والامة الاسلامية
-
لاجئ سوري مشتبه به -خطط لقتل يهود- عند نصب الهولوكوست في برل
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|