أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - ترامب أمام تعقيدات تجعل طريقه غير يسير














المزيد.....

ترامب أمام تعقيدات تجعل طريقه غير يسير


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 8259 - 2025 / 2 / 20 - 07:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ترتفع الترجيحات بقرب لقاء الرئيسين الأميركي والروسي في الرياض، قبل نهاية الشهر الجاري، وبداية شهر رمضان، في أعقاب الإعلان عن نجاح المحادثات التي عقدت قبل يومين في المملكة العربية السعودية بين وفدي البلدين، وبحضور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. وتركز تلك التحركات الدبلوماسية الجارية على العلاقات الروسية الأميركية بشكل عام وحل الأزمة الأوكرانية بشكل خاص. بعد مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، أكد ترامب على أن اتفاقاً قد جرى مع نظيره الروسي حول بدء المفاوضات بين البلدين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سيلعب دوراً في تلك المفاوضات. ورحبت السعودية، يوم الجمعة الماضي، بفكرة عقد قمة بين الزعيمين، فوق أراضيها، مؤكدة أن ذلك يأتي في إطار مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلام في العالم. فلماذا اختار ترامب السعودية كنقطة انطلاق لتحقيق سياسة إدارته الخارجية، والتي دشنها بالتفاهم مع روسيا؟

ينسجم اختيار ترامب للسعودية كنقطة انطلاق لتحقيق سياسته وأهدافه الخارجية مع تطلعات المملكة وأهدافها. تتبنى السعودية سياسة الانفتاح منذ أعوام، والتي انعكست من خلال سياساتها الداخلية وميلها لاستضافة القمم الدولية، ولعب دور الوسيط، وخفض التوترات. وتعمل المملكة على إنجاح مشروعها الاقتصادي 2030، الذي يبني اقتصاداً يجذب الاستثمارات الخارجية، ولا يعتمد على النفط. وبشكل موازٍ ومتناسب، اعتمدت الرياض سياسة تنويع الحلفاء، وعدم الاعتماد فقط على الحليف الأميركي، في ظل تخلي إدارة ترامب خلال حقبته السابقة عن دعم المملكة خلال الهجمات التي وقعت على منشآتها النفطية في العام 2019، ووقوف إدارة بايدن في بداية عهدها ضد المملكة. فنسجت المملكة علاقات اقتصادية وعسكرية مع الصين وروسيا والهند ودول صاعدة، في إطار تلك السياسة المنفتحة، وتصالحت مع دول الإقليم وعلى رأسها إيران، بهدف خفض التوترات فيه. كما تطورت علاقة المملكة بالصين في اطار تركيز اقتصادي، ومع روسيا في ظل تنسيق مصادر الطاقة ضمن منظمة أوبك بلس، خصوصاً خلال الحرب الروسية الأوكرانية. ولعبت السعودية دوراً مهماً في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن نجحت في إضفاء الحيادية على مواقفها، فنسجت علاقات متوازنة بين البلدين، حيث كان للمملكة دور مهم في مفاوضات تبادل الأسرى في العام 2022 وبعدها.

إن اختيار ترامب للسعودية لكي يبدأ منها تنفيذ سياساته الخارجية يستند إلى قناعته بأهميتها لتحقيق ذلك. لم يُخفِ ترامب شروطه بجعل المملكة واجهة زيارته الأولى، إن وافقت على استثمار أموال طائلة في الولايات المتحدة، وهو شرط مشابه وضعه على المملكة في ولايته السابقة. كما ترتبط المملكة بهدف ترامب الأكبر المتعلق بزيادة إنتاج بلده للنفط، في ظل مكانة أهمية السعودية كمصدر أول للنفط الخام في العالم، ومكانتها في منظمة أوبك بلس. دعا ترامب السعودية ودول أوبك بلس إلى خفض أسعار النفط، لأسباب داخلية اقتصادية أميركية، حيث أن روسيا من أهم هذه الدول، وربط ذلك بشكل مباشر بوقف الحرب في أوكرانيا. كما أن التفاهم مع روسيا يعد أولوية في تحقيق سياسات ترامب الاقتصادية الخارجية، انطلاقاً من مكانتها كمصدر هام مصدر للطاقة، والحاجة لتقويض أو اضعاف شراكتها مع الصين، القطب الصاعد والمنافس الاقتصادي الأخطر للولايات المتحدة. ولعل المكانة الحيادية التي نجحت الرياض في ترسيخها خلال السنوات الثلاث للحرب الروسية الأوكرانية، جعلتها المفضلة عن دول أخرى أيضاً، فتتهم المجر على سبيل المثال بميلها تجاه روسيا على حساب أوكرانيا. كما أن للسعودية مكانة سياسية مؤثرة في المنطقة في اطار ملف حل القضية الفلسطينية، مفتاح السلم والحرب في المنطقة.

ورغم ذلك يبدو أن الطريق أمام ترامب في تحقيق مخططاته تجاه المملكة ليس يسيراً، وأكثر تعقيداً بكثير من حقبة حكمه السابقة. وضعت السعودية خلال السنوات الماضية قاعدة للتعامل مع الولايات المتحدة محكومة بمصالحها، فلم توافق على طلب بايدن بخفض أسعار النفط، في بداية الحرب الروسية الأوكرانية وليس من المتوقع أن تستجيب له الآن. وبدأت المملكة بعلاقات تصالحية مع جميع دول المنطقة، بما فيها إيران، الأمر الذي يتعارض مع المعادلات التي عملت الولايات المتحدة على إرسائها في الإقليم، والتي تتعلق بإسرائيل والتطبيع. كما كان موقف المملكة جلياً تجاه تهجير السكان من غزة وحل القضية الفلسطينية، الأمر الذي يتناقض تماماً مع تصريحات ودعوات ترامب. وهنا تبدو معضلة سياسات ترامب غير المنسجمة مع الموقف السعودي، والتي تهدف إلى عقد اتفاقيات التطبيع، بينما تتنكر لحل القضية الفلسطينية، في تناقض واضح مع توجهات جميع دول المنطقة، وليس فقط السعودية. كما أن موقف ترامب من أوكرانيا، بالتخلي عنها، بعد كل التضحيات التي تكبدتها، في حربها ضد روسيا، يشير صراحة بإمكانية تخلي ترامب عن حلفاء الولايات المتحدة. اعتبر ترامب أن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي أمر غير واقعي، ودعاها لعدم توقع عودة الواقع الميداني في أوكرانيا إلى ما قبل عام 2014، أي بقبول التخلي عن أراضيها. وجاء موقف ترامب من دول التحالف الغربي، بفرض حل للقضية الأوكرانية من طرف واحد مثيراً للاستغراب، حيث أن الولايات المتحدة هي من أرغم دول الاتحاد الأوروبي والناتو على تبني سياسات متشددة مع روسيا وداعمة بقوة لأوكرانيا، الأمر الذي شجع الأخيرة وسمح لها بالبقاء في المعركة حتى الآن. إن الدول الغربية هي العمود الفقري الذي دعم قوة ومكانة الولايات المتحدة كقطب عالمي أحادي، وهي التي ساعدت مخططاتها لمواجهة روسيا وإضعافها عبر الحرب في أوكرانيا. وتواجه دول الاتحاد الأوروبي والناتو اليوم معضلة تخلي الولايات المتحدة عنها، والتي تظهر من خلال توجهات إدارة ترامب تجاه الناتو، وفي فرض حل للأزمة الأوكرانية بشكل منفرد عن حلفائه، الذين سيتأثرون مباشرة بنتائج ذلك الحل.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات العربية الأميركية على مفترق طرق
- سيناريو نهاية الحرب في عهد ترامب
- هل يستفيد ترامب من دروس الماضي في الشرق الأوسط؟
- خطاب ترامب مؤشر إضافي لسياسته تجاه الشرق الأوسط
- الصفقة المفخخة
- عام جديد وحرب مستمرة وتغيير لازم
- أيام صعبة تنتظرنا في الضفة
- ترامب ومعضلات الشرق الأوسط
- ما لم ينجز بالحرب تريد إسرائيل فرضه بالاتفاقيات
- العدالة الدولية الغائبة: اعتقال نتنياهو هو الاختبار
- وقف الحرب في لبنان أكثر احتمالاً من غزة
- تفويض شعبي لترامب وسنوات عجاف للفلسطينيين
- هل ستؤثر إدارة ترامب على مسار حروب نتنياهو؟
- الهدف تصفية القضية الفلسطينية و«الأونروا» مجرّد خطوة
- رغم استشهاد السنوار لا تبدو نهاية الحرب قريبة
- ملاحظات على هامش الحرب الدائرة في الشرق الأوسط
- حدود الرد الإسرائيلي على إيران
- 7 أكتوبر بعد عام … واقع فلسطيني جديد يتبلور
- إلى أي مدى يستطيع الاحتلال شن حرب واسعه على لبنان؟
- هل تتراجع ألمانيا عن موقفها تجاه الحرب في أوكرانيا؟


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - ترامب أمام تعقيدات تجعل طريقه غير يسير