مجدى سامى زكى
الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 11:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سبق أن عرضت لكم نية الدولة فى أقحام الدين فى المناهج الدراسية .
الأعلامية لميس الحديدى حذرت من هذا الأتجاة الذى يصطدم مع الدولة المدنية . أنظر :
جدل بين لميس ونائب وزير التعليم بسبب ضم مادة الدين للمجموع ولميس: نحن دولة مدنية وهذا يفتح باب شائك
https://www.youtube.com/watch?v=R5dPN1A4XDU
----
منذ عشرة سنوات كتب د .سيتى شنوده عن ظاهرة تدهور التعليم فى مقاله :
صفر مريم .. وتقنين التزوير - الرسمى - فى مصر
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=488528
------
هذه الظاهرة استفحلت الآن بصورة رهيبة مخيفة عبر عنها فى صفحته
Khaled Elaswad
والذى يتضمن مقاله الأمور التالية :
1 - ظاهرة الغش الجماعي، الغش بالميكروفونات
2 - شهادات مزيفة لا قيمة لها فى سوق العمل فيتحول الخريجيون من الجامعات إلى سواقين لسيارات الأجرة وعمال فنادق ومقاهى..
3 - توغل التعليم الأزهري في الأقاليم والمحافظات.
4 - إحياء الكتاتيب والعودة بالمجتمع إلى ما قبل صدمة الحملة الفرنسية، التعليم في الكتاب قائم على الحفظ والتلقين ، يعني الطالب ممكن يدخل كلية الطب لأنه حافظ آيات وأحاديث .
5 - الهوس الدينى ( بالوراثة ) يؤدى إلى فرض دروس الشعراوي وأحكام التلاوة والتجويد
----
قبل أن أنقل لحضراتكم صيحة أ خالد الأسود ضد هذا التدهور الرهيب أود أن أذكركم بأن الخلط بين الدين والعلم موجود فى البخارى ( فصل الطب النبوى) بل موجود أيضا فى القرآن .
أين ؟
فى سورة النحل أية 68 و 69 التى جعلت العسل دواء لكل داء !
وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)
--
أضيف : الشيخ الشعراوى كان يعظ الناس بالتداوى بالقرآن وعندما مرض سارع إلى لندن للعلاج .
--
إليكم مقال أ خالد الأسود فى منتهى الأهمية :
التعليم وسفاح الأسكندرية الوسطي الكيوت..
في عهد الرئيس السادات (المؤمن) صدرت الأوامر لشباب الجماعة أن يلتحقوا بكليات التربية لاختراق التعليم الذي كان هدف الإخوان منذ ٥٢
سمحت دولة الرئيس المؤمن بهذا التوجه وربما رعته أيضا" referrerpolicy="origin-when-cross-origin" src="https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/te/1/16/1f622.png">خطيئة مبارك الكبرى أنه ترك الإخوان يرتعون في تلك الوزارة، سيطروا على مهنة التعليم، وضعوا المناهج والمقررات الدراسية، وضعوا الامتحانات وسربوها، صنعوا طبقة من أساتذة الجامعة والنخب الثقافية بشهادات مختومة بختم دولة مبارك..
استسلم مبارك تماما للمزايدين على الدولة من اليسارجية والإسلامجية، تمسك بوهم مجانية التعليم، استمر التعليم المجاني ينحدر كل عام ويتراجع..
تم توقيع اتفاق ضمني بين النظام والشعب بتوزيع شهادات جامعية على كل عيل يتولد ويبلغ سن الرشد، النجاح أوتوماتيكي، الامتحانات تحت شعار في مستوى الطالب المتوسط، بل تم وضع كتاب نماذج امتحانات تلتزم الوزارة بما ورد فيه من أسئلة نصا ولو خرج عنها واضع الامتحان يتم فضحه في زفة إعلامية ثم يخرج الوزير الدكتور يعلن أنه قد تم إلغاء السؤال وتوزيع درجاته..
عرفنا ظاهرة الغش الجماعي، الغش بالميكروفونات، سيطرة أولياء الأمور في الأقاليم على لجان النظام والمراقبة، أية محاولة جدية للإصلاح يتم وأدها تحت لافتة حتضيعوا مستقبل عيالنا..
تخرجت عشرات الدفعات من الجامعات المصرية فيها عشرات الملايين من الخريجين، استقبلهم سوق العمل، أعاد رأس المال تثمين وتقييم هؤلاء الخريجين من أصحاب المؤهلات العليا..
الفرز الحقيقي أعلن أن تلك الشهادات مزيفة مهما زينوها بالأختام، لم يقبلهم سوق العمل في مصر وفي الدول العربية كأصحاب شهادات جامعية..
أعاد السوق تدويرهم، لم يجدهم صالحين لغير مهن العمالة غير المدربة، تحولوا إلى قيمتهم الحقيقية، سواقين لسيارات الأجرة وعمال فنادق ومقاه..
في بدايات التسعينات فتح النظام المجال للتعليم الخاص بمصروفات، كانت إحدى اللحظات الفارقة في تكوين العقل الجمعي للمصريين كما سيتضح بعد قليل، اتجه له أبناء الطبقة المتوسطة فورا..
قدمت تلك المدارس الخاصة تعليما مقبولا نسبيا: شهادة جامعية+ إكس مدرسة لغات، تميُّز تلك المدارس ارتبط بنوعية التربية الحديثة المنفتحة، كان لخريجي تلك المدارس حظا أفضل نسبيا في سوق العمل..
لم يستمر تميُّز المدارس الخاصة طويلا، سريعا ما خضعت للمجتمع المتدروش، فكرة التربية المتصالحة مع الحداثة لا تلائم الطبقة الجديدة الوسطية التي تشبعت بأفكار الشعراوي وكشك والغزالي..
حتى المدارس العريقة تم مسخها بالتلفيق، ألبسها عمرو خالد باديهات الكارينا، وطرحة الصحوة، تم غزو المدارس العريقة بالماميز وما أدراك بالماميز..
مع نظام الخصخصة والاندماج في العولمة انكشفت عورة التعليم المصري تماما، حتى التعليم الخاص لم يعد قادرا على التميز وتأهيل خريجيه لسوق العمل..
حققنا معادلة معجزة وجمعنا النقيضين معا، مشكلة بطالة تسير بالتوازي مع أزمة عمالة، جيش من شباب الخريجين يحمل أعلى الشهادات الزائفة..
ظهر التعليم الأجنبي: الثانوية الإنجليزية والأمريكية والألمانية..
اعترف الجميع أن التعليم المصري يمنح شهادات بلاقيمة، منهج مترهل يستهدف نواتج غير مطلوبة،المنظومة كلها صارت غير منتمية للعصر..
هؤلاء الخريجون يظنون أنهم يحملون شهادات حقيقية، ينتظرون ثمار سنين التعليم التي أهدروها في المدارس والجامعة، يتلقون صفعة صادمة، أنتم بلا قيمة وغير مؤهلين..
في نفس الوقت كان التعليم الأزهري يتوغل في الأقاليم والمحافظات، يستقطب أبناء الأسر الفقيرة والطبقات الأدنى (غالبا)
قدم تعليما ماضويا مرتبطا بالتراث منفصلا عن العصر، عقول منغلقة، لا تستطيع غير الحفظ، ممنوعة من العقل الناقد الذي هو هدف التعليم الأول والثاني والثالث والعاشر، يفخرون بحفظ الكتب الصفراء، يعتقدون أن آداب الاستنجاء ومسح المؤخرات علم..
وصلنا للدرك الأسفل في سلم التعليم عن جدارة وتذيلنا قوائم الدول..
جاءت أحداث يناير لتكشف عن شباب غاضب متشبع بالمظلومية والسخط على الجميع، شباب مملوء بالإحباط والمرارة..
شباب منحناه شهادات عليا، فجرنا طموحاته بعد أن أهدرنا عمره في منظومة التعليم المجاني العقيم، شباب تلقى الصدمة بعد التخرج، لا يجد عملا بشهادته، هي شهادة بلا. قيمة..
كشفت أحداث يناير أن تعليمنا خلق طبقات من الأغبياء الساذجين بشهادات جامعية..
رأينا بأعيننا ماذا فعلت أيدينا، تحولنا لشعب متفسخ مشتت لا يملك رأيا عاما وطنيا موحدا..
أنواع متعددة من التعليم تفرزها مدارسنا:
مدارس أميرية مجانية..
مدارس حكومية تجريبية بمصروفات رمزية..
مدارس خاصة لغات..
مدارس خاصة إسلامية..
مدارس خاصة كنسية..
مدارس دولية إنجليزية وكندية وأمريكية..
مدارس أزهرية تعلم -كما أخبرتني أزهرية- ٢٣ مادة وفي النهاية لا تستطيع الكتابة باللغة العربية بدون فواحش إملائية وفاكرة نفسها متعلمة.
هذا التعليم المتفسخ خلقا شعبا متفسخا غير موحد العقل ولا الأشواق ولا الانتماء..
كنت أنتظر توحيد التعليم المصري توحيدا ينتج لنا شعبا موحدا منتميا لدولته الوطنية الحديثة..
انتظرت أن نصلح نظامنا التعليمي..
أن نعيد صياغة أهدافنا..
أن نربط نواتج التعلم بسوق العمل..
أن نتصدى جديا للغش الجماعي والإلكتروني..
أن تصبح التربية أداة من أدوات الدولة لتحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية والثقافية..
أن يصبح التعليم وسيلة لإعادة إنتاج المواطن المنتمي لبلده المتصل بعصره، غير القابل للاستهواء، القادر على التفكير الناقد..
صدمتنا حكومة مدبولي، فكرة إحياء الكتاتيب والعودة بالمجتمع إلى ما قبل صدمة الحملة الفرنسية، التعليم في الكتاب قائم على الحفظ والتلقين، غير مقبول في الكُتاب التمنطق أو التفكير أو العقل الناقد، يتعلم الطفل تقديس عم الشيخ والإيمان ببركاته مذعنا خاضعا..
تأتي الصدمة الثانية، إلغاء العلوم واللغات..
وقبل أن نستعيد توازننا تأتي الصدمة الثالثة إدخال الدين في المجموع، يعني الطالب ممكن يدخل كلية الطب لأنه حافظ آيات وأحاديث، ومحروم من دراسة البيولوجي أولى وتانية؛ فقد فرغناه لحفظ الدين..
ثم يفكر كبيرهم كأنه مفكر، فيخرج علينا بفكرة تعريب الطب.
وكعادتنا نصر على التمثيل، نجبر الطلاب على الذهاب لمدارس غير مستعدة لاستقبالهم، عجز مدرسين نسده على الورق، عجز فصول نتخطاه بالتجاهل..
مجانية مزعومة وليست بمجانية، تعليم فاشل من جيب المدرس، مدرسون يعملون كأنهم في السخرة بأجور لا تساوي إععانات البطالة في الدول المحترمة، فنجبرهم على الدروس الخصوصية واستنزاف الأسر..
دائرة عبثية ندور فيها معلمين ومتعلمين ومجتمع، والجميع رافع شعار التمثيل..
نصر على الشعبوية ودغدغة عواطف السوقة والرعاع، وندخل الدين في المجموع بدون دراسة بدون حوار اعتمادا على الاستقواء بالمزاج المدروش لشعب اغتيل عقله، وسُلِبَت روحه الحضارية. ووضعوا مكانها مسخا صحراويا بدويا ماضويا مضاد للحداثة والحريات والحقوق وكل ما هو إنساني أو أخلاقي..
يأتي معالي المستشار سفاح الإسكندرية ليعرض أمامنا نموذجا حيا للمهووس المتدين الذي يستهدفون تخليقه في كتاتيبهم ومدارسهم..
كائن لا يشغله غير دروس الشعراوي وأحكام التلاوة والتجويد وقواعد اللغة العربية، والكورة وفي نفس الوقت يذبح ضحاياه بدون أن يهتز له ضمير أو ذرة من خلق حميد، ثم يدفن الجثث في أرضيات الحجرات ثم يشغل إذاعة القرآن الكريم، وبيشرب حشيش طبعا مش خمرة، وبيتجوز اللي يصاحبها عرفي كأي وسطي كيوت من الملايين المنتشرين الذين يمثلون التدين في مسرحية أبلتي فضيلة التي أدمن شعبنا تمثيلها ومشاهدتها نهارا، وانتهاكها ليلا..
حسيبكم في جولة في صفحة سفاحنا المصري المتدين الحافظ قرآن ومشغله طول اليوم وهو بيضرب سيجارة البانجو..
#مجدى_سامى_زكى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟