أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المناضل-ة - في ذكرى 20 فبراير: بناء حزب العمال الاشتراكي ضرورة آنية














المزيد.....


في ذكرى 20 فبراير: بناء حزب العمال الاشتراكي ضرورة آنية


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 11:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



نهاية سنة 2010 وبداية سنة 2011 اندلع الحريق الثوري من جنوب تونس، وامتد إلى عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشكلا الموجة الأولى لسيرورة ثورية طويلة الأمد. أُسقطت طغاة من على عروشهم بينما اضطر الآخرون إلى تقديم تنازلات، وزج آخرون ببلدانهم في حروب أهلية مدمِّرة، حوَّلت ما سُمي «ربيعا عربيا» إلى شتاء مُمتد، قطعته موجات أخرى نهاية سنة 2018 وسنة 2019.

امتدت الموجة إلى المغرب على شكل حَراك سياسي أُطلق عليه «حركة 20 فبراير» رفع مطالباً سياسيةً تحت شعار «إسقاط الفساد والاستبداد»، وازاه حَراكٌ عمالي وشعبي، دون أن يتمكن كلا الحَراكين من التضافر.
يُعزى مآل النضالات إلى انعدام هذا التضافر بين هذين الحَراكين، ويفسَّر هذا الأخير بسيطرة قوى سياسية غير عمالية على الحركة النقابية، وهيمنة أيديولوجية وسياسية لنفس القوى على الوعي الشعبي والعمالي.
تمكَّنت المَلكية منذ وقت مبكِّر من سنة 2011 من تحييد الحركة النقابية، بعد لقاء المستشار المَلكي محمد المعتصم مع القيادات النقابية في منزله، وبعد توقيع اتفاق أبريل 2011، الذي قالت عنه قيادية في الكدش إنه تعبير عن «روح المواطنة» التي دفعت الحركة النقابية إلى هجر شارع الاحتجاج والجلوس إلى طاولة الحوار.

أما الهيمنة الأيديولوجية البرجوازية فقد تجلت في سقف سياسي حُبس فيه الحَراك، مؤطِّرا بشعار «إسقاط الفساد والاستبداد»، مُركزا على رموز بعينها، دلالةً على أن مشكل البلد هو «الزواج بين السلطة والثروة»، وأن البديل هو الفصل بينهما. وتعود هذه الهيمنة إلى عقود من سيطرة معارضة برجوازية ليبرالية على قيادة مناوَشة المَلكية من أجل الحصول على قسط من السلطة، ثم صعود معارضة برجوازية رجعية/ دينية تحمل نفس المطلب مع إقرانها بتخليق المجتمع دينيا.


كِلا المعارَضتين تهيمنان على الحركة النقابية المغربية باسطتين بذلك سيطرة تنظيمية وسياسية على الطبقة العاملة المغربية، وفي نفس الوقت تهيمنان على الوعي الشعبي، وتحصران النضالات العمالية والشعبية في حدود لا تهدد النظام الرأسمالي ومصالح البرجوازية، التي تشكل المَلكية قسمَها الحاكم، بينما تشكل المعارضتان البرجوازيتان (الليبرالية والرجعية الدينية) تعبيرا عن أقسام البرجوازية المستاءة من احتكار المَلكية للثروة وما يتيحه من الانفراد بفرص الاغتناء الاقتصادي، مناديتان باقتصاد سوق شريف ومنافسة حرة، اقتصاد لا يحفظ للطبقة العاملة وشرائح الشعب الكادح سوى فرط الاستغلال وإحسان عمومي يسمَّى «حماية اجتماعية».
تمكَّنت هاتان المعارضتان من حصر الحَراك النضالي لسنة 2011 في تلك الحدود، ما أتاح الفرصة للمَلكية من هزم ذلك الحَراك، بطيف تنازلات سياسية لا تمس جوهر احتكارها للحكم الفعلي، وتنازلات اقتصادية سرعان من تمكَّنت من استرجاعها باستئناف الهجوم بقيادة فصيل من الحركة الرجعية الدينية (العدالة والتنمية).
ما يفسر هذه الهيمنة السياسية والأيديولوجية لقوى سياسية برجوازية على الحركة العمالية والوعي الشعبي، هو وزن اليسار الجذري، فهذا الأخير هزيل وضعيفُ التواجد شعبيا، وقسمٌ منه مسايِرٌ للبيروقراطيات النقابية، ولم يتمكن من بناء يسار طبقي مُعارض داخل النقابات، أما القسم الآخر، أي الشبيبي الطلابي فغارق في اقتتال طلابي لا ينتهي ومسيَّج بأسوار الجامعات، عاجز عن امتلاك منظور إجمالي للتغيير بالبلد، ما يؤدي بخريجيه إما إلى الاندماج في المجتمع أو التحول إلى جناح يساري لتبرير سياسات البيروقراطيات النقابية (خاصة داخل الاتحاد المغربي للشغل)، وقد أبانت تلك التجربة عما لها من ضرر وتدمير تعبئات طلابية واعدة كما هو شأن نضالات تنسيقية المفروض عليهم- هن التعاقد.
ما أدى إلى هزم حَراك 20 فبراير، أي هيمنة القوى السياسية البرجوازية على الحركة العمالية والوعي الشعبي، هو ما أدى إلى نفس المآل بالنسبة لأهم حَراك شعبي شهده البلد بعد 2011، أي حَراك الريف، ونضالات عمالية كان أهمها حراك شغيلة التعليم لسنة 2023.
سيستمر الوضع على ما هو عليه، أي موجات نضالات عمالية وشعبية، تتمكن المَلكية من ردها على أعقابها، ما دامت الطبقة العاملة لم تحقق بعدُ استقلالها السياسي والأيديولوجي عن البرجوازية (أحزابها ودولتها). فقط بناء حزب العمال الاشتراكي يضمن تلاقي روافد النضال العمالي والشعبي في نهر هادر قوي، لا يكتفي بإحراز انتصارات جزئية (إصلاحات ومكاسب آنية)، بل يتجه نحو الإطاحة بمجتمع الاستغلال الرأسمالي ودولته، ويقيم مجتمع المنتجِين- ات المتشاركين- ات الأحرار (اشتراكية بيئية).
تشكل معاداة الرأسمالية أرضية التقاء لبناء هذا الحزب، وستتمكن النوى الماركسية عبر هذه الأرضية من تجميع طلائع النضال العمالي والشعبي. فحدَّة الاستغلال الاقتصادي وعسف الاستبداد السياسي ينتج دوما عناصر يمكن أن تتبنى برنامج التغيير الثوري، لكن هذه العناصر لا ترى في البلد قوة سياسية تستحق الالتحاق بها، لذلك ينتهي بها المطاف في حضن قوى مُعارضِة غير عمالية (ليبرالية أو رجعية دينية).
بناء حزب من هذه الطينة، وعلى أرضية معاداة الرأسمالية، ينطلق من أفران الكفاح اليومي إلى جانب شغيلة البلد وكل المضطهَدين- ات، من نساء وضحايا البطالة والمحتقَرين- ات قوميا وثقافيا وجنسيا. وهي أرضية يمكن أن يلتقي حولها كل منتسبٍ- ةٍ إلى المشروع التاريخي للطبقة العاملة، ويعمل بحزم وجِد من أجل تحقيقه، هو ما يعمل من أجله أنصار ونصيرات جريدة المناضل- ة، مادِّين أيدي التعاون إلى كل هؤلاء.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوامل نجاح النظام في التحكم بوضع بالغ التوتر
- منع الإضراب العمالي إحكام للاستبداد السياسي
- ملاحظات واستنتاجات بصدد فاتح مايو 2024
- الكفاح العمالي، ومعه الشعبي، بحاجة إلى حزب عمال اشتراكي
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- المغرب: في فجيج نساء يناضلن من أجل الصالح العام
- من أجل استعادة 8 مارس النضالي
- 8 مارس؛ يوم نضال النساء العالمي من أجل تحررهن الشامل نحو نضا ...
- حاجة الحركة النقابية المغربية إلى إعادة بناء ديمقراطية ونضال ...
- توقف الحركة الإضرابية بالتعليم فرصة لتحديد الآفاق
- حراك شغيلة التعليم: ظواهرٌ سلبية على صعيد حرية التعبير والدي ...
- النساء في حراك التعليم: مشاركة واسعة تتحدى قيود مجتمع رأسمال ...
- حراكنا في منعطف: ما العمل؟
- حراك شغيلة التعليم: الوحدة والديمقراطية
- حراك التعليم الجاري بمنظار كفاحي ديمقراطي: مقابلة مع الرفيق ...
- كفاح شغيلة التعليم: نحو إضراب عام طريقا إلى نصر أكيد
- كل التضامن مع شغيلة التعليم … إلى أمام نحو اضراب عام وطني، ع ...
- الزلزال! لأجل أوسع تضامن مع ضحايا كوارث طبيعية تفاقمها رأسما ...
- لا حل رأسمالي نهائي للأزمات متعددة الأوجه، يوجد بديل؛ الاشتر ...
- ضد الاجتماع السنوي للبنك وصندوق النقد الدوليين بمراكش أكتوبر ...


المزيد.....




- بقوس ونشاب.. زبون دائم يستدرج صاحبة متجر إلى الخلف قبل أن يط ...
- القادة العرب يستعدون لطرح اقتراح حول غزة بمقابل خطة -الريفيي ...
- مبعوث ترامب: تحركت إلى موسكو بعد اتصال من السعوديين
- مصر.. الـ-إيجوانا- تظهر في منطقة حضرية وتثير قلقا (صور)
- ماذا نعرف عن انشطار الدوامة القطبية والانفجار البارد الذي يؤ ...
- اكتشاف فيروس تاجي جديد لدى الخفافيش في الصين
- مفوضة الاتحاد الأوروبي لمنطقة المتوسط: شروط لتخصيص نصف مليار ...
- واشنطن تخشى الصراع مع إيران
- ذا ناشيونال إنترست: غزة بعد -حماس-
- أريستوفيتش يتوقع حدوث انقلاب وحرب أهلية في أوكرانيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المناضل-ة - في ذكرى 20 فبراير: بناء حزب العمال الاشتراكي ضرورة آنية