أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - متى سنستخدم أسباب قوتنا لمواجهة العربدة الأمريكية؟














المزيد.....


متى سنستخدم أسباب قوتنا لمواجهة العربدة الأمريكية؟


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 05:47
المحور: القضية الفلسطينية
    




صحيح أن أمريكا تمارس عربدة غير مسبوقة على العديد من دول العالم في مختلف القارات وأولهم شركائها الأوربيين وحلفائها بشكل عام، ولكن ما يهمنا في الأساس هي عربدتها في منطقتنا العربية خصوصاً فيما يتعلق بقضيتنا المركزية وهي احتلال فلسطين حيث جاء ترامب إلى السلطة في أمريكا بدعم صهيوني كامل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير أهل الضفة الغربية وقطاع غزة خارج فلسطين في مخطط وضيع منفصل عن الواقع، يتحدث عنه بشكل شبه يومي متكرر ويركز كثيراً على تهجير سكان قطاع غزة وكأنه يمتلك القرار في ذلك متناسياً أن قطاع غزة يسكنه أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف مواطن عاش أجدادهم في هذه البقعة الجغرافية منذ آلاف السنين، وأمريكا التي قامت أصلاً على فكرة تهجير سكانها الأصليين تريد تهجير الشعب الفلسطيني، أي سخافة وذلة وهراء نعيش؟!

المتتبع لعربدة الرئيس الأمريكي في شؤون الآخرين يجد أن هناك رفض شديد اللهجة من الآخرين لما ينطق به من تصريحات وما يتبعها من إجراءات، كندا والدنمارك وبنما والمكسيك والاتحاد الأوروبي والقضية الرئيسية وهي حرب أوكرانيا وروسيا، وفي جميع هذه التفاصيل كان هناك ردود فعل قوية من جميع الأطراف باستثناء أوكرانيا التي ارتضت على نفسها أن تتحكم أمريكا وأوروبا بقرار دخولها حرب غير متكافئة مع روسيا التي كان من الممكن أن تنهي مهمتها مبكراً لولا الدعم الأمريكي والأوروبي لها وعندما استغنت عنها أمريكا أصبحت أوكرانيا في مهب الريح، أمريكا لا تعترف بالصداقة الدائمة، المصالح تتغير ومعها الدول والدعم!

أما العربدة الأمريكية على القضية الفلسطينية فتأخذ شكلاً آخر، حيث يقرر ترامب بأنه سيقوم بتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة "بشكل طوعي" ويبرر ذلك بأن أمريكا تمتلك هذا الحق! بعد واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ البشري التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني ومرتزقتهم وبدعم عسكري معلن عنه من عدة دول غربية على رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وكذلك بعد صمود الشعب الفلسطيني الإسطوري لما يزيد عن سبع وسبعين عامًا من الاحتلال وتمسكه بأرضه بعد بحر جاري مستمر من الدماء الطاهرة التي روت أرض فلسطين يأتي هذا "الشيء" ويتحدث بشكل أرعن بما تحدث به وكأنه يمتلك الأرض كلها ويقرر ما يشاء وقتما يشاء بما يشاء، ولا تقوم الدول العربية ولا الإسلامية بلجمه وإعادته إلى حضيرته التي جاء منها، فما هو السر في ذلك، وهل نحن ضعفاء ومعدومين الإرادة لهذا الحد من الوهن، وهل خسرت المقاومة الفلسطينية لكي يصرح هذا "الشيء" بما صرح به؟!

ما يثير الاشمئزاز لغاية الآن هو عدم استخدام الأمتين العربية والإسلامية ما تمتلكه من أسباب القوة ومنها المال والقوة البشرية وكلاهما مغيب تمامًا بل وأكثر من ذلك، فقد أصبحت ثروات العديد من دول العالم العربي والإسلامي في خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وهي الداعم الأول لوجود الكيان الصهيوني المحتل في خاصرتنا؟!؟ أما القوة البشرية العربية فحدث ولا حرج فيما وصل له الحال بانعدام تأثير الشارع العربي في قضاياه المصيرية؟!

الحقيقة أن الغرب عمومًا تفاجئ بقدرات المقاومة الإسلامية الفلسطينية، فكيف لهؤلاء العرب أن يصنعوا هذه القوة؟ متى صنعوها ومن اعطاهم الحق بصناعتها؟ هذه الأسئلة تحدث بها العديد من السياسيين الغربيين بما يكشف حقيقتهم "الفوقية" التي لا ترى العربي يمتلك الحق في امتلاك أسباب قوته، وجاء إدارة ترامب لتؤكد هذه "الفوقية" عندما يقول أنه لا مكان لحماس عسكريًا ولا سياسيًا في مستقبل غزة، فكيف سيحقق هدفه ويقصي المقاومة التي صمدت أكثر من خمسة عشر شهرًا؟ وهل سيكون للعرب دورًا في ذلك خصوصًا بعد تصريحات القيادي في حركة حماس "أسامة حمدان" مؤخرًا بأنهم ستعاملون مع أي قوة تأتي إلى غزة وكأنها قوة احتلال؟ هي تصريحات خطيرة جدًا وكأنها عنوان المرحلة القادمة.

وهل يعقل أن تستمر المقاومة الفلسطينية وحيدة في مواجهة هذا العالم الهمجي دون دعم؟ ولماذا الاستمرار في تجاهلها من النظام الرسمي العربي؟ على الرغم أن المقاومة في غزة ليست قوة عسكرية فحسب بل هي أغلبية المجتمع الذي ما زال يرفض الاحتلال ويقاوم وجوده وأثبتت من خلال العديد من التفاصيل أن شمسها لا يمكن أن تغيب عن المشهد في غزة، ونتساءل كيف للبعض أن يرى أن الحياة ستكون أفضل للعرب بسيطرة الصهاينة واختفاء المقاومة عن المشهد؟

صحيح أن المنطقة تمر بفترة عصيبة جدًا بسبب البَدْء في تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية بكل وضوح ولكن في عالم تحكمه النظريات المادية ولا يوجد فيه قيم حقيقية فإننا يجب أن نعود للمربع الأول بأن للكون إله واحد لا يرضى بالظلم وقدرته تفوق كل شيء.


كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات ترامب المستحيلة تعمل على برمجة جديدة للعقل العربي
- عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة محاكاة ليوم تحرير فلسطين العظي ...
- مؤشرات النصر الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من طوفان ...
- الاقتتال الداخلي محطة على طريق تحرير الوطن، هل هي حقيقة تاري ...
- سقوط طاغية الشام مقدمة الأحداث الكبرى القادمة
- في الذكرى السنوية الأولى -لنعمة- السابع من أكتوبر: دروس وعبر
- حتمية انتصار المؤمنين في فلسطين رغم صراعات المشاريع الاستعما ...
- هل الكيان الصهيوني لوحده من يمهد لإبادة كبيرة للفلسطينيين في ...
- ما حك جلدك مثل ظفرك... نصرة غزة لن تأتي من محكمة العدل
- العربدة الصهيو-أمريكية مستمرة بلا حسيب ولا رقيب، فمتى تستفيق ...
- دروس وعبر مستفادة من شجاعة جنوب أفريقيا: فهل من معتبر!
- إلى متى يستمر عجز دول العالم عن إيقاف إبادة الأبرياء في قطاع ...
- هل ستنفذ الدول الكبرى قرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ...
- بعد زيارة سوليفان: هل اتخذت أمريكا القرار بإبادة قطاع غزة عن ...
- الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة التي قد تقلب الم ...
- تناقض رواية الصهاينة عن تحرير الأسرى يؤكد مصداقية المقاومة ا ...
- حرب انتقامية صهيونية على الشعب الفلسطيني فمتى تتدخل الدول ال ...
- فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني متحضر وعصابات صهيو ...
- حقائق لا يمكن تجاوزها في انتصار المقاومة الفلسطينية
- الفصل العنصري على طريقة النتن-ياهو


المزيد.....




- السودان: ما هي مخاطر تشكيل حكومة موازية؟
- ماكرون يؤكد أن فرنسا لن تنشر قواتها في أوكرانيا قبل إبرام ات ...
- انفجارات في مدينة بات يام الإسرائيلية.. والشرطة تصدر بيانا
- نتنياهو يعقد مشاورات أمنية عقب تفجيرات تل أبيب وكاتس يأمر بت ...
- هكذا تفاعل مصريون مع تصريحات مستثمر إماراتي لتحويل وسط البلد ...
- الكوكب الأحمر في عهد ترامب.. هل تفتح واشنطن الطريق أمام أول ...
- عشية إعلان مرتقب لحكومة موازية - السودان يستدعي سفيره لدى كي ...
- هل ستواجه أوروبا حلفا روسيا أمريكيا؟
- لافروف: بحثنا مع الولايات المتحدة في الرياض بناء علاقات قائم ...
- انفجار 3 حافلات في عدة مواقع تهز تل أبيب ـ فيديوهات


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - متى سنستخدم أسباب قوتنا لمواجهة العربدة الأمريكية؟