رحيم حميد عبد الكريم
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 23:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في الأمس عندما قام مجموعة من أفراد الجيش العراقي بالاعتدا السافر على فلاحين من قرى كردية في أطراف مدينة كركوك، والتي أرجعت أراضيها الى أصحابها الأصليين بقرار من مجلس النواب العراقي مؤخرا، بعد أن أستولت عليه السلطات العراقية ابان حكم حزب البعث واعطائها لوافدين عرب ضمن خطة محكمة لتغيير الواقع الديموغرافي لمحافظة كركوك ، بعدها اجتمع قائد الفرقة المتواجدة في تلك المنطقة مع الفلاحين الكرد لتطييب خواطرهم وقال لهم : (انكم عراقيون ونحن لا نفرق بينكم) ، أجابه أحد الفلاحين وبعفوية مباشرة : (لا والله مو عراقيين)! ، ترى مالذي دفع بهذا الفلاح البسيط على ان لا يشعر بانتمائه الى وطنه العراق ، والجواب ببساطة هو: لأن الفلاح في تلك المنطقة محروم عليه أن يزرع أرضه ، الفلاح في محافظات الاقليم الأربع عليه أن يسلم بقدر أو أقل من محافظة عراقية واحدة من محصول الحنطة كل عام الى سايلوات العراق، وهو اخر من يستلم مسحقاته المالية من جراء بيعه الحنطة بعد أن تستلم جميع محافظات العراق مستحقاته الماديه ، الفلاح في محاافظات الاقليم ممنوع عليه ان يسوق محاصيله كالطماطم والخيار والبطاطا والدواجن والبيض و...الخ الى محافظات العراق الأخرى.
المستثمر في محافظات الاقليم ممنوع عليه تسويق منتجاته الصناعية الى مناطق العراق الأخرى الا بشق الأنفس ودفع الأتاوات الكبيرة وتحمل الاهانات المتكررة من سيطرات الجيش والشرطة ، الموظف في محافظات الاقليم اخر من يستلم راتبه الشهري بعد أن يستلم جميع موظفي محافظات العراق الأخرى رواتبهم ، وفي كل سنه يختفي راتب شهر أو أكثر من رواتبهم الشهرية ، المواطن في اقليم كردستان اخر من يستلم الحصة التموينية الشهرية بعد ان تستلمها جميع محافظات العراق الأخرى وأحيانا تفقد حصة شهر أو أكثر في خلال السنة الواحدة، الميزانية السنوية لدولة العراق فيها أبواب كثيرة مثل تنمية الأقاليم والمحافظات والاعانات و...الخ لا تصل منها الى الاقليم الا النزر اليسير ، أما العراقيل والمعوقات الأمنية والسياسيةلمواطني الاقليم فحدث ولاحرج ، هل بعد هذا كله علينا ان نلوم المواطن أو الفلاح المشار اليه سلفا على قوله (نحن لسنا عراقيين)؟؟؟!!
#رحيم_حميد_عبد_الكريم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟