أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن ميّ النوراني - المرأة لا تنجس بالحيض والنفاس














المزيد.....

المرأة لا تنجس بالحيض والنفاس


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 542 - 2003 / 7 / 13 - 02:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




(الداعي إلى تأسيس الحركة النورانية)
قرَّ في مفهوم عامة الناس أن المرأة تصير "نجسة" خلال مدة الحيض أو النفاس. ويردون ذلك إلى الدم الذي يسيل منها في الحالتين.
ويرتبط مفهوم نجاسة المرأة العامي بثقافة دينية لها جذورها في التاريخ الديني القديم الذي كان يحظر على المرأة الحائض أو النفساء دخول الأماكن المقدسة والتقرب للآلهة التي يرفض سدنتها أن يتقرب إليها غير الأطهار من الناس وفقا لعقيدة تغفل عن أو تتجاهل حقيقة أن نجاسة المرأة المزعومة تنبع في جوهرها من وحشية مدفونة في الطبقات النفسية المظلمة الغارقة في تاريخية الغاب الدموية التي تعود بدايات الثقافة الإنسانية الهمجية إليها والمعمدة بالقتل والدمار والقسوة.
وفي حالتي النفاس والحيض فإن دم المرأة السائل هو دم مربوط بعملية الولادة وهي عملية تجديد الحياة ولكن ظلامية النفوس المتوحشة لا ترى في هذا الدم دم الحياة ولكنها تراه وبعملية إسقاطية غير واعية دما من الدم الذي يسيل من الفريسة عند صيدها أو عند ذبحها أو من العدو البشري عند التمكن منه وذبحه. ومفهوم نجاسة المرأة يرتبط باعتبارها فريسة للرجل أو عدوا له فإذا بدر من المرأة ما يجعل منها مرآة لتاريخ الرجولة الوحشي فإن اللاوعي المصبوغ بدم الوحشية ينفر من الدم الذي يسيل من المرأة في عملية ترتبط بتجديد الحياة ولا أظن أن الله باعتباره مصدر الحياة يقرف من ظاهرة طبيعية ملازمة لعملية تجديد الحياة. ولكن القرف سلوك يعكس مشاعر ذكورة يدمغها دم المرأة السيّال بالجريمة القديمة الموروثة من مرحلة الغابيِّة التي تتجدد صورها ولا تتغير في جوهرها. 
دم المرأة السيّال يقول للذكورة إن الدم مادة الحياة وليس مادة تراق في معارك الهمجية أو في صولات الحروب والصراع المقيت ولكنه رمز الحب المتوهج الذي يحرك القلوب نحو القلوب ولا يحرك السيوف في مقارعة السيوف والموت يسوق الموت.
تكره الذكورة من الأنوثة أن تكشف لها الأنوثة عن الدموية التي خلقت مفاهيم الدين الظلامية التي جعلت من الإله ذكرا يقرف من النساء إذا كنّ في الحيض أو النفاس. والحقيقة أن هذا الإله هو الذكورة التي جعلت من المرأة نجسا وحظرت عليها الصلاة والصيام لأن الله لا يقبل من الأنجاس التعبد له كما يعتقد عامة الناس والذين يغفلون عن أن الدم قبل أن يسيل من المرأة إذا نفست أو حاضت يكون في المرأة من داخلها ولا يمنعها وهو داخلها من التعبد لله ولا يمنع الرجال من مضاجعتها.
الحظر على المرأة من التعبد لله ومن مضاجعة الرجال وهي نفساء أو حائض هما موضوع واحد يرتد إلى مشاعر ذكرية تحط من شأن المرأة ولا تعتبر إنسانيتها إلا من زاوية فرجها الذي إذا توقف سيلان الدم منه إذا نفست أو حاضت عادت تساوي وظيفة الفرج لا شيء أكبر.
والحط من شأن المرأة يكشف عن حط الذكورة المدفون من شأن ذاتها لغوصها في التاريخ الدموي المتوحش والتدميري والذي لا ترضى عنه روح الحياة الناهضة من الله بمفهوم نوراني يرى الجانب الرومانسي منه أن دم الحيض بكاء يذرفه الرحم الذي لم يحظ بفرصة لاحتضان ولادة حياة جديدة؛ مثلما يرى في دم النفاس حفلة حمراء صاخبة بالبهجة لانتصار الرحم وإبداعه للحياة من جديد.
ومن المفيد أن أشير إلى أن المرأة في الحيض والنفاس تكون مجروحة في الأول ومجروحة ومسرورة (إذا الحال كان مبهجا) في الثاني وأنها في كل الأحوال بحاجة إلى تعاطف الناس من حولها وأحسب أن الله الذي لا يشارك في التعاطف مع المكلومين والمبتهجين منا هو إله صنعته ظلامة القلوب وقساوة العقول ومثل هذا اله هو إله غير نوراني. وإذا كانت المرأة مجروحة أو مبتهجة فهي في حالة شعورية تؤهلها للاقتراب الحميم من الله إذا كان الله نورانيا يحب الخلق ويبتهج بهم ويبهجهم ويشعل الحب الأحمر في الناس فيحضن الرجل المرأة المكلومة والمبتهجة حضنا بالقلب وبالذراعين والساقين وبالروح الذي فيه.

12/7/2003




#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله نوراني
- سادية جنود الاحتلال تستهدفهم الأطفال يشكلون 24.78 % من العدد ...
- يا زمن الصَغار سجِّلْ
- جماعة حق البهجة
- وصايا
- نص عامي: الناسْ بـِدْها دَجَلْ
- كُنْ لَنَا نُوْراً يا وَطَنْ
- النورانية
- في: الله والحب والحرية والبهجة
- من الفاعل والفعل إلى اليكونية
- الفلسفة حبٌّ.. حبٌّ.. حبْ
- هاتِنْ.. نزرع الأرضَ بهجهْ
- موسيقى القمر
- مهر الزواج
- البحر يشربني!!
- بهجة الحب
- مجد الحب
- شريعة الحب
- صلاة بين يديك
- مريم عارية رواية سافرة تكشف المستور


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن ميّ النوراني - المرأة لا تنجس بالحيض والنفاس