أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي لهروشي - المغرب وإسرائيل : هدم المنازل و تشريد الأسر إلى أين؟















المزيد.....


المغرب وإسرائيل : هدم المنازل و تشريد الأسر إلى أين؟


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 09:49
المحور: حقوق الانسان
    


إن التشابه بين الكيان الصهيوني و الحكم العلوي بالمغرب لا يقتصر فقط على كونهما يرتكبان نفس الجرائم في حق المواطن الفليسطيني و المغربي على حد سواء ، بل إن الأمر يتجاوز ذلك حيث أن العالم الحر يعلم علم اليقين على أن الكيان الصهيوني الإسرائلي دخيل ، و محتل للأرض الفليسطينية بدعم من القوى الاستعمارية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، و منذ ذلك الحين و هو يمارس حكمه الاستعماري بكل أشكال السادية حيث القتل ، و التنكيل ، و التهجير ، و الطرد ، و الترحيل ، و هدم ، وجرف المنازل ، و حرق الأشجار و اقتلاعها ، وشن حملاات الإعتقالات التعسفية الانتقامية العنصرية ، و نهج سياسة الحرمان ، و التشريد بهدف القضاء على الشعب الفليسطيني و الإستحواذ على أرضه ، و خيراته ، و العمل على محو تاريخه. و هي نفس السياسة ، و الأساليب و الممارسات التي يتبعها الحكم العلوي المخزني بالمغرب في مواجهته للمغاربة ، حيث أن هذا الحكم العلوي دخيل بدوره و مفرُوض على المغرب و المغاربة الأصليين من قبل القوي الإستعمارية و على رأسها كل من فرنسا و اسبانيا حفاظا على استمرار مصالحهما الاستعمارية بالمغرب ، و هو ما يجعل الحكم العلوي الدخيل ينفد قرارات أسياده من هذه القوى الاستعمارية مع العلم أن تلك القرارات متنافية مع تطلعات الشعب المغربي ، بالرغم مما ستردده الأبواق المخزنية في هذا الصدد من ترهات و تبريرات لنفيها لذلك .
في هذا الإطار يعرف المغرب موجه من التجاوزات في حقوق الإنسان متمثلة أساسا في تعنيف المواطنين ، و شن اعتقالات تعسفية انتقامية ، و فبركة ملفات يتخللها تلفيق التهم و الزج من خلالها بكل الأصوات المدافعة عن حقوق الإنسان ، و المطالبة بالعدالة و الكرامة بالسجن ، إضافة إلى سير السلطات المخزنية بسلوكها و أسلوبها الهمجي السلطوي القمعي على نهج حليفه الكيان الصهيوني الإسرائلي في اعتماد نفس الأسلوب في طرد المواطنين المغاربة من منازلهم و هدمها فوق رؤوسهم ، وقد عرت وسائل التواصل الإجتماعي عن تلك الجرائم المتشابهة التي يقترفها الكيان الصهيوني الإسرائلي في حق المواطن الفليسطيني ، المماثلة للجرائم و الأفعال اللانسانية التي يرتكبها " الكيان الصهيوني العلوي " في حق المواطن المغربي ، ومن هنا سيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود لكل من لازال ينفي صهينة الحكم الملكي العلوي بالمغرب، الذي يمارس نفس أشكال القتل ، و التنكيل ، و التهجير ، و الطرد ، و الترحيل ، و هدم ، وجرف المنازل ، ، وشن حملاات الإعتقالات التعسفية الانتقامية العنصرية ، و نهج سياسة الحرمان ، و التشريد ، بهدف الإستحواذ على أراضي المغاربة ، و خيراتهم ، و العمل على محو تاريخهم.
فلا يُعقل أن يتم بيع قطع أرضية للمواطنين من أجل بناء و تشيد مساكنهم بموافقة السلطات المحلية التي تقوم بالسهر على ضبط و تسجيل عملية البيع ، وما يُرافق ذلك من منح تراخيص البناء ، و القيام بمراقبة عملية البناء من بدايتها إلى نهايتها ، و تسليم تصاريح السكن ، وتصاريح مد ، و ربط المسكن بشبكة الماء و الكهرباء ، و الواد الحار ، و كل ما يُكلف ذلك للمواطن من أموال ، و مبالغ مالية لصالح الدولة ومؤسساتها ، بضرورة تسديد نسبة مائوية ، و قسط مالي من تلك المبالغ لفائدة ما يسمى بالخزينة العامة ، و إدارة الضرائب ، و مؤسسة المحافظة العقارية لتحفيظ ذلك العقار ، ناهيك عن مبالغ الرشوة ، و الإبتزاز التي يؤخذها أفراد السلطة من مُختلف مواقعهم و تخصصاتهم عبرالحيل ، و القوة ، و التهديد ، حيث لا ترى السلطات المغربية في المواطن المغربي سوى مجرد " بقرة حلوب " ومع كل هذه الإجراءات تأتي نفس السلطات في يوم من الأيام بالجرافات ، و قوى القمع من أجل تجريف و هدم تلك المنازل و لو على رؤوس أصحابها بلا شفقة ، و لا رحمة ، و لا مسؤولية ، لا لشيء إلا أن عين أحد الأقوياء من أصحاب النفوذ قد وقعت على تلك البقعة الأرضية من أجل تحويلها إلى مشاريع ُمربحة ، وما يزيد الطين بلى هو ظهور بعد الإسرائليين اليهود الذين يدعون ملكيتهم لتلك الأراضي التي شيدت عليها منازل ألاف الأسر المغربية المجبرة من قبل السلطات عبر القمع و العنف على إخلاءها .
كما أن تلك السلطات المكلفة بتنفيذ عملية الهدم ، و إجبار المواطنين على الإفراغ و الرحيل ، و المغادرة تبرر عملها الإجرامي الجبان بصدور أحكام قضائية في الأمر و يحب تنفيذها دون تأخير أو عرقلة أو تعطيل ، في غياب تام لإيجاد بديل يُرضي المواطن المتضرر ، لأن تلك السلطات المنفدة للأمر غير معنية بإيجاد البدائل و الحلول ، مادام أن عملها و اختصاصها يقتصر على تنفيذ تلك الأحكام القضائية فقط ، بالرغم من أن الجميع يُدرك و يعلم علم اليقين على أن القضاء المغربي مُرتشي ، و غير مستقل و مأمور من قبل العصابة العلوية المخزنية الحاكمة.
و مع كل هذه الجرائم المتصهينة اللانسانية التي تطال المواطن المغربي كنظيره الفليسطيني تتشدق الأبواق المخزنية المتصهينة بدون حياء و لا حشمة بترويجها لأكاذيب ، و افتراءات على أن المغرب يسير في الطريق الصحيح على نهج التنمية ، و الديمقراطية ، و العدالة ، و حقوق الإنسان ، فيما يتجاهل هؤلاء الجهلاء الزنادقة الأقنان على أن الدول الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان قولا و فعلا ، لا تمس بكرامة المواطن ، بل تضمن له كل مُقومات الحياة من عيش كريم ، و سكن لائق ، و شغل مريح ، و تطبيب ، و تعليم ، وتأمين ، و تعويض عن البطالة ، كما لا يمكنها ترحيل أي مواطن مهما كانت المبررات في ذلك ، إلا في حالة خطيرة قد تهدد حياته ، أي في حالة نشوب حريق أو تعرض السكن لخطر الإنهيار ، و لن يتم ذلك الترحيل قبل منحه سكنا بديلا عن سكنه الأول ، دون عنصرية و لا ميز و لا تمييز ، والمهاجرون بكل الدول الديمقراطية لا يمكنهم نفي ذلك ، كما لا يمكن لهم نفي حقيقة مفادها أن وضع المواطن المغربي صار أسوء من وضع المواطن الفليسطيني ، و يبقى الفرق بينهما أن الفليسطيني يعاني من الإحتلال الصهيوني الإسرائلي كمحتل مباشر وكعدو واضح و محدد ، فيما أن المغربي يعاني من الإحتلال العلوي الغير مباشر كعدو غير واضح و غير محدد للبعض ، وهنا تكمن معاناة المغاربة.



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب: المرأة بين سندان القوانين المُجحفة ، و مطرقة طُغيان ...
- إخفاق التنظيمات اليسارية الثورية ، و انتصار التنظيمات السلفي ...
- المغرب : هل سلم الملك محمد السادس استقالته للرئيس الفرنسي ، ...
- الاستقالات المتتوالية قد يُعجل بإسقاط الحكومة الهولندية
- الاستقالات المُتتالية قد تُعجل بإسقاط الحكومة الهولندية
- هولندا : أحداث أمستردام و مُخططات اللوبي الصهيوني إلى أين ؟
- حسن نصر الله ليس شيعيا إسلاميا فقط ، بل مناهضا للصهيونية و ا ...
- التنسيق الفرنسي ، الإسرائيلي ، المغربي ، الإماراتي ضد الجزائ ...
- المغرب : إغتيال طبيب عسكري جريمة أخرى تنضاف إلى جرائم الديكت ...
- أين أنتم يا حكام العرب والمسلمين ممّا يجري بفلسطين؟
- تنبيه هام : الظاهر و الخفي وراء منح الجنسية الهولندية لإسرائ ...
- المحرقة الإسرائلية ضد فلسطين و صمت العالم إلى أين ؟
- المغرب و الصهيونية : إلهاء الشعب بتنظيم كأس العالم 2030 لكرة ...
- إعتبار وزير الخارجية المغربي المقاومة الفليسطينية إرهابا ، ي ...
- قرار برلمان الاتحاد الأوروبي ضد المغرب يُعري عن عملاء الديكت ...
- نجاح القمة العربية بالجزائر ، وفشل خطة المغرب و الصهاينة
- مخططات المغرب لإفشال قمة الجامعة العربية المزمع عقدها بالجزا ...
- رسالة إلى فلادمير بوتين : للأسف أتيت متأخرا لتحارب الصهيونية ...
- أمين عام حزب الله -حسن نصر الله - مر من هنا!
- المغرب :حكم الملكية الديكتاتورية المطلق والنضال لإحياء جمهور ...


المزيد.....




- نشطاء: رسائل تسليم جثث الأسرى بغزة ستحفر بذاكرة الإسرائيليين ...
- فيديو.. إعدام 90 حوتا -كاذبا- في أستراليا بعد فشل إنقاذهم
- نتنياهو يتجاهل مسؤوليته عن قتل الأسرى ويتوعد غزة
- حماس لذوي الأسرى القتلى: كنا نفضل عودتهم أحياء لكن قادتكم اخ ...
- تعرف على الأسرى ذوي المؤبدات الذين ستشملهم الدفعة السابعة من ...
- الأمم المتحدة تندد بطريقة تسليم حماس رفات المحتجزين الإسرائي ...
- 6 رسائل بعثتها القسام خلال تسليم جثث الأسرى الصهاينة.. ما هي ...
- اليابان تؤكد التزامها الثابت بدعم اللاجئين الفلسطينيين
- -يوم صعب وصادم-.. ردود فعل إسرائيلية على مشهد تسليم جثث الأس ...
- رسائل من نار: رد فعل -إسرائيل- على منصات تسليم الجثث وعائلات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي لهروشي - المغرب وإسرائيل : هدم المنازل و تشريد الأسر إلى أين؟