أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ميلاد كوردستان بداية الاستقرار والتعايش في الشرق الأوسط














المزيد.....


ميلاد كوردستان بداية الاستقرار والتعايش في الشرق الأوسط


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 08:32
المحور: القضية الكردية
    


كوردستان.. الدولة التي ستنهض من رماد الاستبداد ستكون ركيزة الديمقراطية والاستقرار في المنطقة.
العوامل الذاتية لإقامة كوردستان كدولة ديمقراطية باتت شبه متكاملة، والطموح إلى القيم الحضارية لم يعد مجرد حلم، بل واقع يتشكل بخطوات ثابتة. منذ فترة وأنا أتابع عن كثب معظم الحوارات والتصريحات الصادرة عن قيادة إقليم كوردستان، بدءًا بحوار السيد مسعود برزاني الأخير، مرورًا بتصريحات رئيس الإقليم السيد نيجيرفان برزاني، ولقاءاته، وطريقة تعامله مع زعماء الدول الكبرى بثقة ودبلوماسية راقية، وصولًا إلى حوار السيد رئيس الوزراء مسرور برزاني مع قناة العربية، وما سبقه من لقاءات ومواقف دبلوماسية، هذه وغيرها من السمات، أكد لي أن الأمة الكوردية تتجه نحو مستقبل سياسي ودبلوماسي باهر.
بغض النظر عن الخلافات الداخلية، والتي يُتوقع أن تأخذ منحى أكثر ديمقراطية مع مرور الوقت، فإن تطور المشهد السياسي الكوردي يشير إلى مرحلة جديدة من النضج السياسي، فالصراع بين الحكومة والمعارضة، رغم ما قد يثيره من تحديات، هو في جوهره حالة صحية، بل ضرورة لا غنى عنها في أي دولة ديمقراطية حديثة.
ما يدعم هذا التوجه هو اللغة السياسية التي باتت تتسم بمزيد من الواقعية والدبلوماسية، وهو مؤشر على أن الحراك السياسي في كوردستان يسير نحو نموذج أكثر استقرارًا، حيث التعددية السياسية والحوارات المفتوحة تصبح جزءًا من آليات الحكم، وليس مجرد خلافات عقيمة تؤدي إلى الانقسام والجمود. إذا استمرت هذه الديناميكية في التطور، فإنها ستشكل أساسًا متينًا لدولة ديمقراطية عصرية، قادرة على احتواء التنوع السياسي والاجتماعي ضمن إطار مؤسساتي مستقر ومتوازن.
اللغة السياسية والدبلوماسية التي يستخدمها القادة الكوردستانيون في المحافل الدولية والصحافة العالمية تعكس نضوجًا سياسيًا واستراتيجية محكمة في التعامل مع بغداد، والدول الإقليمية، والقوى العالمية. فمنطق الدولة في كوردستان لم يعد مجرد فكرة، بل واقع ملموس، حيث ترسخت ملامح السيادة السياسية، رغم أن الإقليم لا يزال يُعرض رسميًا كجزء من العراق ضمن النظام الفيدرالي، إلا أن الواقع يشير إلى تعامل الدول معه ككيان سياسي مستقل، حيث تُمارس القيادة الكوردية هذا الدور بذكاء دبلوماسي رفيع.
هذا التطور يثبت أن الكورد قادرون على تحقيق نقلة نوعية تضعهم في مصاف الدول الإقليمية، بل وربما العالمية، في مجالات السياسة والدبلوماسية وإدارة الدولة الديمقراطية الحديثة، ليكونوا نموذجًا لشعوب الشرق الأوسط في بناء أنظمة سياسية حضارية، فيما لو توفرت لهم الظروف المناسبة، فالتجربة السياسية والدبلوماسية للإقليم، رغم حداثتها التي لا تتجاوز عقدين، تبدو أكثر نضجًا وتقدمًا مقارنة بدول أخرى تجاوزت القرن من الزمن في الحكم دون أن تحقق ذات التوازن أو الرؤية الواضحة.
أما في غربي كوردستان، فبالرغم من التحديات الجسام والتدخلات الإقليمية الساعية لإفشال مشروعهم، تمكنت الإدارة الذاتية بقواتها العسكرية، والحراك السياسي والثقافي، هناك من تحقيق تقدم ملموس في إيصال الصوت الكوردي إلى المحافل الدولية، ولو أن الظروف لم تكن بهذه القسوة، لكان الحراك السياسي هناك قد قطع شوطًا مشابهًا لما حققه إقليم كوردستان. ومع ذلك، فإن الإدارة الذاتية نجحت، رغم كل الصعوبات، في ترسيخ وجودها، وإبراز القضية الكوردية عالميًا من زوايا متعددة.
وفي شمال كوردستان، قطع الحراك السياسي الكوردي أشواطًا طويلة في المجال الدبلوماسي، حيث تمتلك الأحزاب والتنظيمات السياسية هناك قدرات قيادية يمكنها تسيير دولة حديثة وفق أرقى القيم الديمقراطية. مستوى الخطاب السياسي والدبلوماسي لديهم يضاهي ما هو متبع في الديمقراطيات الأوروبية، رغم مواجهتهم لحصار سياسي خانق وممارسات قمعية من قبل الدولة التركية.
أما في شرق كوردستان، فقد طور الحراك الكوردي هناك تجربة سياسية وثقافية متنامية، واكتسب خبرة كبيرة في إدارة المنظمات والتعامل مع الأنظمة الاستبدادية، حيث بات يمتلك أدوات نضالية مرنة لمواجهة نظام ولاية الفقيه بنفس الذهنية التي يدير بها النظام صراعاته ضد خصومه.
بشكل عام، فإن البنية التحتية لكوردستان كدولة باتت شبه متكاملة، رغم الخلافات الداخلية، وتدخلات الأنظمة الإقليمية، ومحاولات بعض القوى الكبرى عرقلة مشروع التحرر الكوردي. ومع ذلك، فإن الركيزة السياسية بدأت تتبلور بوضوح، والنواة السياسية للدولة الكوردية لم تعد مجرد متلقٍ، بل أصبحت فاعلًا وقادرة على التأثير في المشهد السياسي الإقليمي والدولي. المستقبل يبدو واعدًا، ومع كل هذه المعطيات، فإن تحقيق الحلم الكوردي لم يعد مجرد أمنية بعيدة، بل مسألة وقت وظروف مواتية.
فكوردستان، الدولة التي ستنهض على أكتاف شريحة ورثت عن أجدادها ويلات العنصرية والاضطهاد، ستكون ركيزة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بل وستسهم في إرساء ثقافة التفاهم والتقارب بين شعوبه، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون والازدهار السياسي والاقتصادي والتقدم الاجتماعي في المنطقة.
إن شعبًا عانى لقرون من القهر والاستبداد، لا بد أن يكون أكثر وعيًا بقيمة العدالة والحرية، وأكثر إصرارًا على بناء نموذج ديمقراطي يحتضن التعددية ويضمن حقوق الجميع. ومن هذا المنطلق، نأمل أن تكون شعوب المنطقة، والنخب السياسية والثقافية، شركاء في هذا المسار، وأن يسهموا في دعم المشروع الكوردي، ليس فقط كحق قومي، بل كمشروع حضاري يعيد رسم ملامح الشرق الأوسط على أسس أكثر عدلًا واستقرارًا.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة تشكيل الشرق الأوسط هل هو مخطط خارجي أم نتيجة بنية داخل ...
- إعادة تشكيل الشرق الأوسط هل هو مخطط خارجي أم نتيجة بنية داخل ...
- مؤتمر الحوار الوطني السوري تهميش للكورد ومخطط لإقصاء الحراك ...
- من متطلبات المرحلة تصعيد دور القيادة السياسية في الإدارة الذ ...
- آن الأوان لفصل المسار السياسي عن العسكري في الإدارة الذاتية
- تيه بين العدم والخلود
- كيف تُدار الحرب ضد الكورد بوجوهٍ بلهاء وألسنة مأجورة؟
- قراءة في انسحاب المجلس الوطني الكوردي من الائتلاف السوري
- تنازل المجلس الوطني الكوردي عن مطلب الفيدرالية، تراجعٌ سياسي ...
- لماذا نشرت قناة NBC الخبر الكاذب حول احتمالية سحب إدارة ترام ...
- الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من سوريا، دعاية مضللة بغايات ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- خطب الكراهية في ساحة الأمويين
- في سوريا المنتصر لا يجادل بل يفرض قدره
- سوريا من قبضة الأسد إلى مخالب الإرهاب
- حين يحارب الكورد الإرهاب وتصنعه تركيا من جديد!
- احذروا صُنّاع الكراهية ووجوه الحقد التي تلوّث مستقبل سوريا
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب - 3/3
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب 2/3


المزيد.....




- نشطاء: رسائل تسليم جثث الأسرى بغزة ستحفر بذاكرة الإسرائيليين ...
- فيديو.. إعدام 90 حوتا -كاذبا- في أستراليا بعد فشل إنقاذهم
- نتنياهو يتجاهل مسؤوليته عن قتل الأسرى ويتوعد غزة
- حماس لذوي الأسرى القتلى: كنا نفضل عودتهم أحياء لكن قادتكم اخ ...
- تعرف على الأسرى ذوي المؤبدات الذين ستشملهم الدفعة السابعة من ...
- الأمم المتحدة تندد بطريقة تسليم حماس رفات المحتجزين الإسرائي ...
- 6 رسائل بعثتها القسام خلال تسليم جثث الأسرى الصهاينة.. ما هي ...
- اليابان تؤكد التزامها الثابت بدعم اللاجئين الفلسطينيين
- -يوم صعب وصادم-.. ردود فعل إسرائيلية على مشهد تسليم جثث الأس ...
- رسائل من نار: رد فعل -إسرائيل- على منصات تسليم الجثث وعائلات ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ميلاد كوردستان بداية الاستقرار والتعايش في الشرق الأوسط