أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مختار سعد شحاته - ترامب وغزة: بين خطط التهجير وتحديات المواقف العربية المتباينة














المزيد.....


ترامب وغزة: بين خطط التهجير وتحديات المواقف العربية المتباينة


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 04:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل والغضب في الشرق الأوسط بعد إعلانه عن خطة مثيرة للجدل تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة تطويره ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط". الخطة، التي تشمل تهجير نحو مليوني فلسطيني من القطاع، قوبلت برفض واسع النطاق من الدول العربية والمجتمع الدولي، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي في المنطقة. لكن، ما مواقف الدول العربية تجاه هذه الخطة؟ ولماذا تأجلت القمة العربية؟ وهل تكفي قمة السعودية المقررة لتوحيد الصف العربي؟

مواقف الدول العربية: وحدة نادرة أم انقسامات متجددة؟

رغم الانقسامات التاريخية بين الدول العربية، أظهرت أزمة غزة الأخيرة بوادر وحدة في رفض خطة ترامب. ومع ذلك، فإن هذه الوحدة ليست بدون تحديات.

1. مصر: رفض قاطع ومخاوف أمنية:
أعلنت القاهرة رفضها القاطع لخطة تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، معتبرة أن ذلك يشكل تهديدًا لاتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية لعام 1979. وفقًا لتحليل نشرته مؤسسة كارنيغي، أبلغت مصر واشنطن أن أي محاولة لفرض هذه الخطة ستؤثر سلبًا على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وتعرض أمنها القومي للخطر.

2. السعودية: دعم ثابت للفلسطينيين ولكن بحذر:
أصدرت السعودية بيانًا قويًا يعيد التأكيد على موقفها الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة كشرط أساسي لأي تطبيع مع إسرائيل. ولي العهد محمد بن سلمان أجرى اتصالاً نادرًا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لتنسيق المواقف، مما يعكس أهمية القضية بالنسبة للرياض. ومع ذلك، يشير محللون إلى أن السعودية قد تكون حذرة من الدخول في مواجهة مباشرة مع ترامب.

3. الأردن: بين المطرقة والسندان:
يواجه الملك عبد الله الثاني ضغوطًا هائلة بسبب خطة ترامب. الأردن، الذي يستضيف بالفعل ملايين اللاجئين الفلسطينيين، يعتبر تهجير سكان غزة تهديدًا لاستقراره الداخلي وأمنه القومي. ورغم رفضه العلني للخطة، يسعى الملك لتجنب مواجهة مباشرة مع واشنطن.

لماذا تأجلت القمة العربية؟
كان من المقرر عقد قمة عربية نهاية الشهر الجاري لمناقشة أزمة غزة وخطة ترامب. ومع ذلك، تم تأجيلها وسط تقارير عن خلافات بين الدول الأعضاء حول كيفية الرد على التحركات الأمريكية والإسرائيلية.

1. غياب التنسيق الفعّال
أشارت مصادر إلى أن بعض الدول العربية تخشى أن يؤدي أي تحرك قوي ضد واشنطن إلى تداعيات اقتصادية وسياسية عليها، مما أدى إلى تأجيل القمة لإتاحة مزيد من الوقت للتشاور.

2. ضغوط أمريكية
وفقًا لتحليل نشرته صحيفة "واشنطن إنستيتيوت"، فإن إدارة ترامب مارست ضغوطًا على بعض الدول العربية لدعم خطته أو على الأقل الامتناع عن معارضتها علنًا.

هل تكفي قمة السعودية لتوحيد الصف العربي؟
من المقرر أن تستضيف السعودية اجتماعًا طارئًا يوم الخميس لمناقشة الأزمة. ورغم أهمية هذا الاجتماع، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة:

.1. غياب آليات التنفيذ
حتى لو تم الاتفاق على بيان موحد يدين خطة ترامب، فإن غياب آليات تنفيذ واضحة قد يجعل هذا البيان رمزيًا فقط.

2. الانقسامات الإقليمية:
التوترات بين بعض الدول العربية تجعل من الصعب تحقيق إجماع حقيقي حول استراتيجية موحدة للتعامل مع الأزمة.

تحليل الصحف الأمريكية والإسرائيلية: رؤية متباينة:
1. الصحف الأمريكية: انتقادات واسعة لترامب
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" خطة ترامب بأنها "غير واقعية" واعتبرتها محاولة للضغط على الدول العربية لتحمل مسؤولية غزة دون تقديم حلول حقيقية. بينما أشارت "واشنطن بوست" إلى أن الخطة قد تكون وسيلة لتمكين إسرائيل من تعزيز سيطرتها على الضفة الغربية.

2. الصحف الإسرائيلية: انقسام داخلي:
فيما رحبت بعض الأطراف اليمينية الإسرائيلية بالخطة باعتبارها فرصة لتعزيز الاستيطان والضم، حذرت أصوات أخرى من أن تنفيذها قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة ويضر بالعلاقات مع الدول العربية.

ماذا يخبيء المستقبل؟
تعكس أزمة غزة الأخيرة تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية، فضلًا عن التحديات التي تواجه تحقيق سلام دائم في المنطقة. ورغم الرفض العربي الواسع لخطة ترامب، إلا أن غياب استراتيجية موحدة قد يضعف قدرة العرب على التأثير في مسار الأحداث.

يبقى السؤال:
هل ستنجح الدول العربية في تجاوز خلافاتها وتقديم بديل عملي لخطة ترامب؟ أم أن الانقسامات ستستمر في تقويض أي جهد جماعي لحماية حقوق الفلسطينيين؟



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تتحدى -صفقة القرن-: خطة طموحة لإعمار غزة دون تهجير
- صراع الأجندات: إسرائيل تشعل فتيل التوتر في الشرق الأوسط
- ماذا لو أصرت الأردن ومصر على موقفهما؟ تحليلات للإجابة عن سؤا ...
- تصريحات ملك الأردن وترجمة الجزيرة: جدل وتحليلات
- طفلة في طريق المدرسة
- الرفض العربي لخطة ترامب بشأن غزة: تحدٍ دبلوماسي جديد في الشر ...
- توترات متصاعدة وخطوط حمراء: مصر وإسرائيل على حافة الهاوية
- كل النصوص ميتة
- أنتَ السؤال
- جثث
- سفر المُبعدين
- أين أنت يا الله؟!!
- أنا وأنت
- حوارات الرب
- ما يخفيه الله عنا. رواية أنور رحماني وحيدًا في مواجهة التماس ...
- ورطة ابن الشمس. قراءة سريعة لرواية رانيا مأمون.
- عصر المحبة الجديد
- المخبر
- في مديح طائر اللقلق
- سفينة نوح -نصّ بالعامية المصرية-


المزيد.....




- تركي آل الشيخ بصورة مع أيمن زيدان.. وهذا ما طلبه
- قائد الجيش البريطاني يحذر: متخلفون عن حلفائنا الأوروبيين عند ...
- -روّج له ماسك-.. مليونير يكشف تأثير مخدر شائع على دماغه
- صحيفة: المغرب يحظر دخول المنتجات المصرية بسبب اتفاقية -أغادي ...
- لافروف يعلن عن زيارة وزير الخارجية الصيني إلى موسكو
- رئيس وزراء السويد: الاتحاد الأوروبي قد يتحول إلى -متحف-
- نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بن ...
- واشنطن وبكين.. صفقات من هنا وانتقادات من هناك
- محكمة ألمانية.. صنادل بيركنشتوك ليست أعمالا فنية!
- جماعات حقوقية: إيران تعدم نحو ألف شخص عام 2024


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مختار سعد شحاته - ترامب وغزة: بين خطط التهجير وتحديات المواقف العربية المتباينة