أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - اثنان وستون عاما على الواقعة














المزيد.....


اثنان وستون عاما على الواقعة


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 00:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في التاسع من شباط قبل 62 عاما عرض تلفزيون بغداد الذي سيطر عليه تحالف أنقلابي من البعثيين والقوميين العرب، صورا لرئيس الوزراء عبد الكريم قاسم قتيلا، مضرجا بالدماء يبصق على وجهه أحد القتلة. وبعرض تلك الصور، بدأت المقاومة الشرسة التي جابهت الأنقلابيين بالخفوت، وعلى وقع أغنية مصرية تقول كلماتها ((ياو ويل عدو الدار من ثورة الأحرار)) بدأت زمر من ميليشيا ((الحرس القومي)) المسلحة بالبنادق الآلية من طراز بورسعيد تداهم المنازل وتقتاد الافا ممن صنفهم الأنقلابيون كأعداء للأمة، وتسوقهم الى مسالخ بشرية أشتهر منها القصر الملكي السابق قصر الرحاب، الذي حول الى مقر لما يدعى بلجنة التحقيقات الخاصة التي ساهم في عملها أمين سر حزب البعث آنذاك علي صالح السعدي، وأعضاء من قيادته منهم حازم جواد ومحسن الشيخ راضي.

في ذلك القصر المرعب جرى تقطيع أوصال سكرتير الحزب الشيوعي حسين الرضي الشهير باسم ((سلام عادل)). في ذلك القصر وغيره من أماكن الإعتقال التي استحدثت بعد أمتلاء السجون عذبت نرجس الصفار، زوجة أحد قادة الحزب أمام طفلها الأصغر نظمي وقتل أبنها الأكبر ناظم، وسالت الدماء وأنتهكت الأعراض، وامتهنت الكرامة الأنسانية.

المأساة وهمجية الإنقلابيين وحدت الضحايا، وجعلتهم لا يذكرون من عهد ما قبل الأنقلاب إلا ما هو جميل، وحول الضحية الأولى عبد الكريم قاسم الى أيقونة يتعبد في محرابها ضحايا الأنقلاب، وجرى على نحو، ربما غير متعمد، التعتيم عل جوانب سوداء في سياساته وطبيعة نظامه، حتى من الأوساط التي محضته الصداقة الحقة، وكانت ضحية لنهجة المتفرد، وقمعه وملاحقته. مما جعل من الصعب رسم صورة حقيقية عن قاسم وطبيعة نظامه.

فليس بين أجيال اليوم من يعرف أن قاسم أول من عمل على تشويه الحياة السياسية، وأنه عندما أصدر قانون الجمعيات في مطلع عام 1960 إختلق حزبا شيوعيا مزيفا، أوكل قيادته الى شيوعي سابق منشق يدعى داوود الصائغ، ورفض منح ترخيص بالعمل للحزب الشيوعي الحقيقي بزعامة حسين الرضي ((سلام عادل)). وساعد على إصدار جريدة ((المبدأ)) لتنطق باسم الحزب المنتحل، فيما لاحق بالإغلاق جريدة الحزب الشيوعي ((أتحاد الشعب)) التي أضطر الحزب الى معاودة إصدارها سرا تحت أسم ((طريق الشعب)).

ولا تعرف الأجيال الجديدة من الشيوعيين العراقيين، أن قاسم سهل على قتلته الأنقلابيين تصفية الكثير من رفاق حزبهم، ممن كانوا يقبعون في سجونه فكانوا لقمة سائغة للبعثيين لعل أبرزهم عضو اللجنة المركزية حمزة سلمان، وقائد المقاومة الشعبية مهدي حميد وغيرهم.

ولسبب ما امتنعت القيادات الشيوعية المتعاقبة عن نشر تقييم سلام عادل لنظام قاسم وكشفه في خطابه أمام المؤنمر الثاني والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي عن طبيعة الحكم الفردي الدكتاتوري لقاسم، وأعداد أعضاء الحزب وأصدقائه الذين أغتيلوا على يد أعدائهم الذين أطلقت لهم سلطات قاسم حرية قتل الشيوعين، وعن أعداد الشيوعيين الذين تعرضوا للأعتقال والتنكيل على يد تلك السلطات.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي خلفيات مجزرة أوربرو؟
- من يقف وراء جريمة أوربرو؟
- أدران لا تستدعي الإبتئاس
- نتائج باهرة لمعركة مجيدة!
- أعترافات الشيخوخة
- معضلة النفاق الثقافي
- الدونباس مقابل دمشق
- سجن صيدنايا في اسطنبول
- بين صدام حسين وآل الأسد
- أي مستقبل ينتظر السويد؟؟؟
- التوحش الأوربي وكوارث الشرق الأوسط
- حرية التعبير في الغرب
- ما هي خياراتنا في معادلات الصراع المحلي والدولي؟
- فرية عمالة المقاومة العربية لإيران
- كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟
- نجاحات -غزوة- البيجر!
- نحو تفكيك السردية الصهيونية
- العلم والدين والأنسان
- لا عزاء للمخدوعين!
- غلطة الشطّار


المزيد.....




- بالجينز والسترة.. فيديو الشرع على الحصان يثير التفاعل
- روسيا تستهدف منشآت طاقة تدعم مجمع الصناعة العسكرية الأوكراني ...
- الكرملين: -التصريحات الأوكرانية- غير اللائقة أمر غير مقبول
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول جثث الرهائن الأربعة
- فيديو استقبال أمير قطر خلال زيارته طهران ينشره الديوان الأمي ...
- طهران تجدد دعمها لجهود محادثات -3+3- في جنوب القوقاز
- أسيرة إسرائيلية مفرج عنها: عناصر -القسام- قدموا لنا كتاب صلا ...
- قاليباف: لا ينبغي للدول الأجنبية التدخل في قضايا المنطقة
- سوريا.. خمسة قتلى وعدد من المفقودين بانفجار شرقي إدلب (فيديو ...
- مسؤول مصري يعلق على -لعنة الفراعنة-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - اثنان وستون عاما على الواقعة