كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 10:02
المحور:
المجتمع المدني
بعد كل العثرات والإخفاقات التي شهدناها بانفسنا، وعاصرناها ولمسناها على مدى عقدين من الزمن (أكثر من 20 سنة)، وبعد كل الشعارات والوعود التي تكلم عنها معظم الساسة، وبعدما وقع الفأس بالرأس، لم يعد هنالك أي مسوغ وأي مبرر لتكرار الحديث عن الإصلاح، فقد تحولت مفردة (الإصلاح) إلى مادة للسخرية والتهكم، مادة عديمة اللون والطعم والرائحة. لكن تكرارها على مسامعنا يصيبنا بالملل والغثيان.
فما شهدناه بأم أعيننا حتى الآن كان صورة أفيونية مخدرة لا علاقة لها بالإصلاح، حتى بات الحديث عنه مضيعة للوقت. فقد تحولت واجهاتنا التنفيذية والخدمية إلى دكاكين يديرها أشخاص اختارتهم القوى السياسية الفاعلة لكي يحافظوا على المصالح النفعية. .
كنا نتابع المقالات والدراسات واللقاءات المكرسة لتشخيص الهفوات المتوالية وفضح التعاقدات المشبوهة، لكنها كانت تأخد طريقها إلى سلال المهملات، ولدى بعض المدراء ماكينات كهربائية متخصصة بتقطيع المخاطبات وتمزيقها وفرمها وإتلافها والتخلص منها. وهكذا كانت الطرق كلها موصدة بوجه دعاة الإصلاح الحقيقيين. .
كان الراحل (كريم بدر) يذود بنفسه ويغالب مرضه، ويكرس وقته كله في تشخيص السلبيات والتحذير منها بالصوت والصورة وبالادلة الدامغة، حتى وافته المنية في البلاد البعيد، كنا نظن انهم لا يسمعونه، ولا يدركون ما كان يحذرهم منه. ثم فوجئنا بحضورهم إلى مجلس العزاء المقام على روحه الطاهرة وسط بغداد. .
لو افترضنا ان المرحلة القادمة سوف تحمل لنا ثمار الخير والعطاء، وانها ستكون صفحة مشرقة في مستقبل العراق، فبماذا تفسرون اصرار معظم الكيانات السياسية على مواصلة دعمها للمفسدين والفاشلين ؟. .
كلمة اخيرة: إلى الساسة الأفاضل: لا تأتوا وحدكم في الانتخابات القادمة احضروا معكم خرائط الفشل . . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟