أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - الاعتماد وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي العربية : من مجرد شهادات إلى فعالية التأثير في المجتمعات














المزيد.....


الاعتماد وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي العربية : من مجرد شهادات إلى فعالية التأثير في المجتمعات


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 22:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


شاركت خلال الفترة من 12 إلى 13 فبراير 2025م في فعاليات الملتقى الإقليمي "الممارسات الجيدة والتحديات المستقبلية لجودة التعليم العالي"، الذي عقد في دولة الكويت. نظم الملتقى الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، بالشراكة مع الشبكة العربية لضمان جودة التعليم العالي، والمؤسسة الكويتية للتقدم العلمي، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب. لقد كانت لدي العديد من الملاحظات التي أود الحديث عنها، حيث استهوتني عناوين كثيرة، لكن الأمر يتعلق بإعطاء كل شيء بعده الحقيقي في التأثير. كما إن إيصال بعض الأفكار من خلال مداخلة لم تتجاوز الخمسة عشر دقيقة يعد قضية صعبة. لذا، كما تعودت في مثل هذه الفعاليات المهمة، أود رصد عدد من الملاحظات الجوهرية حول هذه الفعالية.
• على الرغم من مرور أكثر من عقد على تأسيس هيئات ومراكز ضمان الجودة والاعتماد في معظم الدول العربية، إلا أن ثمار الاعتماد لم تتبين بشكل واضح. فالشجرة الجيدة والمتميزة يتضح من خلال ثمارها. وهنا أطرح سؤالاً طرحته على أحد مسؤولي هيئات ضمان الجودة، الذي تظاهر بأنه لم يفهم سؤالي، وهو:
1. ما هو الأثر الفعلي للاعتماد على أداء الجامعات؟
2. هل توجد مؤشرات واضحة على تأثير الاعتماد في أداء الجامعات؟
للأسف، لم أتحصل على إجابات شافية لتلك التساؤلات.
• لا تزال أهداف الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن الاعتماد في الدول العربية كما هي منذ عقد، مما يثير تساؤلاً مهماً: ألا تحتاج تلك الهيئات إلى مراجعة ما تم تنفيذه من أهداف؟ استمرار وجود نفس الأهداف لمدة عقد قد يعني الإخفاق في تحقيق المطلوب. وهنا تبرز في ذهني مقولة وهي إن فعالية الجودة تمر بنا في الجامعات العربية دون أن ينتبه لها أحد، حيث يسعى الكثيرون للظفر بشهادة الاعتماد فقط.
• برزت بعض المداخلات الحيوية خلال الفعالية، مثل ممارسات هيئة تقويم التعليم والتدريب بالمملكة العربية السعودية، حيث اتسم عرض المملكة بالخروج عن باقي العروض، وأجزم أن ذلك يعود إلى وجود إرادة سياسية قوية نحو تحقيق رؤية مستقبلية 2030م.
• تعاني معظم الجامعات العربية من غياب مقارنات مرجعية فيما بينها. ربما التجربة الليبية، وعلى الرغم من وجود صراعات ونزاعات داخلية، استطاعت تجاوز هذه الفجوة المعلوماتية والمعرفية. فقد نجحت الجمعية الليبية للجودة والتميز في التعليم في تنظيم سلسلة من الاجتماعات الدورية، أسفرت عن إصدار عدد من التقارير الدورية حول أوضاع الجامعات الليبية، مرت بمراحل عديدة من التفحص والتدقيق، ونُشرت على مستوى وزارات التعليم والجهات التشريعية ومؤسسات المجتمع المدني، مما ساهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين الجامعات الليبية.
• أحد المشاركين عرف الجودة بأنها حب، وأشار إلى تأثيرها في السعادة. لكنني أختلف مع هذا التعريف، حيث أرى أن الجودة ليست مجرد حالة حب. إن أولى خطوات العمل الجيد قد تتطلب الحب، لكن الحب وحده لا يكفي. الجودة تعني كيف نرى أنفسنا بشكل أفضل كما يرانا الآخرون، وهذا المفهوم مرتبط بعدد من مؤشرات تحقيق الجودة، بما في ذلك المقارنة المرجعية.
• عند حديثي مع أحد المشاركين حول تجربة جامعته التي يعتقد أنها تجاوزت كل الحدود، أشار إلى أن الأخلاق ليست من مهام التعليم. وعندما حاولت توضيح أهمية الأخلاق كعنصر أساس في العملية التعليمية، لم يعر حديثي أي اهتمام. هنا أؤكد أن معايير ومؤشرات الجودة والاعتماد وُضعت لضبط أخلاقيات التعليم.
• برز خلال الفعالية تضارب في المفاهيم التربوية. لا يزال البعض لا يفرق بين المناهج التعليمية وطرق التدريس والتعلم، ويعتقد أن المناهج هي مجرد مقررات دراسية.
• تحدث البعض عن أهداف مؤسسات التعليم العالي، المرتبطة بالتعليم والبحث العلمي والمسؤولية المجتمعية والبيئية. ورغم أن هذه المهام مهمة، فإن جامعات الجيل الرابع تجاوزت هذه الأهداف إلى أدوار أكثر فعالية في المجتمع، مثل ريادة الأعمال والابتكار والتعلم المستمر.
• أقترح على السادة في الشبكة العربية لضمان جودة التعليم العالي إعادة تعريف مثل هذه الفعاليات في المستقبل، من خلال إنتاج تقارير دورية عن ممارسات كل هيئة أو مركز عربي معني بالاعتماد، وتحديد التحديات والرؤى المستقبلية. ستكون مثل هذه التقارير محفزاً لهذه الهيئات للخروج من القوالب الجامدة. وربما تحتاج بعض هذه الهيئات إلى قيام فرق من الشبكة العربية لضمان الجودة بزيارتها والتدقيق على تقاريرها وآليات عملها، مع تقديم ورش علاج في حال وجود مواطن ضعف. كذلك إعداد نشرة سنوية عن أهم الممارسات الجيدة التي يتوجب القيام بها على مستوى الهيئات ضمان الجودة والاعتماد.
عموماً، تشكل هذه الفعاليات الدورية فرصة مهمة للمهتمين بالجودة والاعتماد للتعرف على أوضاع هيئات ضمان الجودة في المنطقة العربية، لكن الأمر يحتاج إلى إعادة تعريفها في المستقبل لتكون أكثر جرأة في مواجهة مواطن الضعف. فالحكم على الشجرة يكون من خلال ثمرها. كما أننا إذا لم نساعد الشجرة على أن تثمر، فلا يمكن أن نحكم عليها مطلقاً.
وأخيرًا، قضيت أطيب الأوقات مع صديقي الدكتور ناصر سرحان من المملكة العربية السعودية والدكتور بسام الحمد من مملكة البحرين، حيث يتميزان بحس ثاقب في الملاحظة وعمق ووضوح في الفكر. كنا نجتمع بعد انتهاء كل يوم لنناقش بعمق تطبيق وفعالية الجودة وضمانها في الجامعات العربية وتأثيرها في المجتمعات العربية. وهنا أقول بصراحة إن غياب قياس تأثير فعالية الجودة والاعتماد يعد بمثابة دفن لها.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفكار ودورها في تأصيل نباهة الاستحمار
- قراءة نقدية لورشة عمل بعنوان -تطوير أساليب وطرق منهجية البحث ...
- صوت النخبة نحو إعادة التأثير في الشأن العام الليبي
- قراءة نقدية لكتاب معتقل الحصان الأسود – أحزان من المعتقل الس ...
- إعادة هيكلية التعليم العالي الخاصة في ليبيا - الإكراهات ومقت ...
- أبعاد عملية الطوفان الأقصى
- طوفان الأقصى: تغيير العقلية العالمية نحو القضية الفلسطينية
- تحديات الاستثمار الزراعي في المناطق القبلية : مفارقات اجتماع ...
- الأفكار كأداة للتغيير في المجتمع
- نظام ما بعد التفاهة
- مفارقات الأمومة بين الأمس واليوم
- تبادل الأدوار في النسيج الليبي: عندما يصنع الرجال ملابس النس ...
- إعادة التفكير في دور علم الاجتماع : منظور نقدي وتقويمي
- تعزيز العافية الشخصية والمجتمعية من أجل جودة ورفاهية الحياة
- الأزمة الصامتة بين ليبيا والدول المجاروة حول المياه الجوفية
- الجامعات وصناعة قادة المستقبل.
- التعليم في ليبيا : تحديات يومية متزايدة ومتنامية
- دروس من الأردن: كيف بنت كوريا الجنوبية نظامها للبحث العلمي
- الجامعات الليبية : الأولوية الأساسية : جودة التعليم أم التصن ...
- قراءة نقدية : للمؤتمر الدولي العلمي الأول الموسوم ب( توظيف ا ...


المزيد.....




- ترامب: الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة لكني سأمنعها لأنني ...
- السيناتور تيد كروز يدعو زيلينسكي لوقف -الهجمات- على ترامب
- ميلوني تكشف عن حالة البابا الصحية بعد زيارتها له
- -حماس- تنعي ثلاثة فلسطينيين قتلوا خلال اشتباك مع الجيش الإسر ...
- القبض على مثيري النزاع العشائري في البصرة
- سيناتور أمريكي: ترامب يستطيع إنهاء النزاع في أوكرانيا في الن ...
- بالفيديو.. سقوط نائب حاكم ولاية ميسيسيبي على الأرض داخل القا ...
- ترامب يدعو إلى منع الحرب النووية ويعتزم الحديث مع روسيا والص ...
- البنتاغون يعتزم تقليص نفقاته بنسبة 8% في العام المقبل
- ترامب يعرب عن رغبته في -إضافة عامين آخرين- إلى فترته الرئاسي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - الاعتماد وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي العربية : من مجرد شهادات إلى فعالية التأثير في المجتمعات