أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - اسعد عبدالله عبدعلي - مشاكل التعليم المحاسبي في العراق














المزيد.....


مشاكل التعليم المحاسبي في العراق


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 09:56
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تُعتبر المحاسبة من العلوم الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في تحقيق النجاح والاستدامة للأعمال، ولهذا فإن جودة التعليم في هذا المجال تُعدُّ أمرًا بالغ الأهمية, وفي العراق يُواجه نظام التعليم المحاسبي تحديات عديدة, ومنها قلة الكفاءات ذات الخبرة العملية اللازمة لتدريس هذا العلم, إن نقص الكفاءات سواء من حيث الخبرة العملية، يُعتبر عقبة رئيسية تحول دون تقديم تعليم محاسبي يتماشى مع المعايير العالمية, ويواكب تطورات السوق, علاوة على ذلك، تعاني المؤسسات التعليمية من عدم تحديث المناهج لتلبية احتياجات الطلاب وأرباب العمل في سوق العمل المتغيرة, هذه العوامل وغيرها تُشكل تحديًا حقيقيًا أمام إعداد محاسبين مؤهلين يساهمون في تطوير الاقتصاد العراقي, لذلك من الضروري النظر في أسباب هذه الأزمة, ومعالجتها من خلال استراتيجيات تربوية متكاملة, وحلول مبتكرة لضمان تحسين مستوى التعليم المحاسبي.
إن مشكلة التعليم المحاسبي في العراق تتضمن عدة جوانب خطيرة, يمكن تحديدها والاشارة لها للوصول الى الثمرة المطلوبة.

• نقص في الكفاءة العملية
يعاني التعليم المحاسبي من نقص في الكفاءات ذات الخبرات العملية، حيث أن العديد من المحاضرين ليس لديهم خلفية عملية كافية في مجالات المحاسبة المالية أو المحاسبة الإدارية, ويُعَد هذا من أبرز التحديات التي تواجه التعليم المحاسبي في العراق, وهذا النقص يظهر جليًا في الافتقار إلى الخبرات السوق, فالكثير من المحاضرين يفتقرون إلى الخبرة العملية في مجال المحاسبة, فهم غالبًا يتعاملون مع المفاهيم النظرية دون أن يكون لديهم تجارب فعلية في بيئات العمل، مما يقلل من قدرتهم على تزويد الطلاب بالمعرفة التطبيقية الضرورية.
وكذلك النقص في الفرص التدريبية وورش العمل المتخصصة للمحاضرين, مما يجعل من الصعب عليهم تحديث مهاراتهم ومعرفتهم بأحدث التقنيات والممارسات في مجال المحاسبة, و أمر اخر خطير وهو الفجوة بين التعليم الأكاديمي وسوق العمل, حيث يجد الطلاب أنفسهم في مواجهة صعوبة كبيرة عند دخول سوق العمل، فإن ما تم تعلمه في الفصول الدراسية قد لا يتماشى مع المهارات العملية المطلوبة, هذا التباين يعكس نقص الكفاءات لدى المحاضرين في فهم متطلبات السوق.

• الفجوة بين السوق والمناهج الدراسية التقليدية
غالبًا ما تعتمد المناهج التعليمية على المعلومات النظرية البحتة، مما يحرم الطلاب من التعرف على الأدوات والتقنيات الحديثة المستخدمة في مجال المحاسبة, وعدم دمج المشاريع العملية أو الدراسات الحالة الفعلية, مما يقلل من فهم الطلاب تطبيقات المحاسبة في العالم الواقعي, وتُعتبر الفجوة بين السوق والمناهج الدراسية التقليدية في العراق واحدة من المشكلات الأساسية التي تعيق تقدم التعليم المحاسبي وتطوير الكفاءات المهنية, فهناك عدم توافق المناهج مع احتياجات السوق, وتتمحور المناهج الدراسية التقليدية حول مفاهيم محاسبية قديمة، مع التركيز على الأسس النظرية, بينما تتطلب احتياجات السوق الحالية مهارات أكثر تقدمًا مثل التحليل المالي، وإدارة المخاطر، واستخدام البرمجيات الحديثة, لذلك يتخرج الطلاب بتعليم بدائي نظري دون امتلاك المهارات العملية اللازمة.
قضية تغيير طبيعة الأعمال, حيث تشهد بيئة الأعمال تغيرات سريعة نتيجة الابتكارات التكنولوجية والأساليب التشغيلية الحديثة, فان المناهج التقليدية غالبًا ما تفتقر إلى تضمين هذه التطورات، مما يعوق قدرة الطلاب على التكيف مع بيئات العمل المتغيرة.
كذلك افتقار مناهج التعليم المهارات الناعمة, حيث تركز المناهج التقليدية بشكل كبير على المهارات الفنية، بينما يحتاج السوق أيضًا إلى مهارات ناعمة مثل التواصل، والعمل الجماعي، وإدارة الوقت, الطلاب الذين يتخرجون من هذه البرامج قد يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية التي تُعتبر أساسية في بيئات العمل.
والاهم نقص التدريب العملي, غالبًا ما تفتقر المناهج إلى فرص التدريب العملي الذي يعكس الواقع التجاري, او ان يكون شكليا غير ذي نفع, وهذا الأمر يؤدي إلى تخرج طلاب ينقصهم الوعي الكافي بكيفية التعامل مع الحالات الحقيقية وما يتطلبه سوق العمل.

• التركيز على الجوانب الأكاديمية
غالبًا ما يركز التعليم على الجوانب النظرية دون إعطاء أهمية كافية للتطبيق العملي والتدريب الميداني, ان التعليم المحاسبي يعاني بشكل كبير من مشكلة التركيز على الجانب النظري، مما يؤثر سلبًا على إعداد الطلاب لمواجهة تحديات سوق العمل, فيمكن القول ان الاعتماد المفرط على التعليم النظري يعني أن الطلاب لا يحصلون على الفرص الكافية لتطبيق المعرفة التي اكتسبوها في سياقات عملية, هذا يؤدي إلى نقص في الخبرة العملية التي تخولهم للتعامل مع مشكلات المحاسبة الحالية بفاعلية, اي ان مخرجات الجامعات غير نافعة للسوق.
لذلك الكثير من الطلاب يجدون صعوبة في ربط المفاهيم النظرية بتطبيقاتها العملية، مما يحد من قدرتهم على تحليل المشكلات المالية واتخاذ القرارات المستنيرة, هذا الفهم المحدود يعوقها عند دخول سوق العمل، حيث يتوقع أصحاب العمل مهارات عملية.
إن التركيز على المعلومات النظرية يمكن أن يؤدي إلى أسلوب تعليمي يعتمد على الحفظ والتذكر فقط, بدلاً من التفكير النقدي والابتكار, فمن يكون حافظته قوية يكون متفوقا وهذا خلاف الواقع, والذي يحتاج للتفوق العملي لا النظري المعتمد على الحفظ, ان الطلاب يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على التحليل والتقييم، وليس مجرد تكرار ما تعلموه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
موبايل/07702767005
ايميل/ [email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنك المركزي العراقي والضغط على الشعب العراقي
- الكيان الصهيوني وإشعال نار الحرب السيبرانية
- العراقيون بحاجة لمخصصات بدل ايجار
- السفر الى الماضي: العالم قبل 26 عاما
- العراق والتحديات الكبيرة مع عودة ترامب
- ارتفاع اسعار ايجار السكن وغياب الدور الحكومي
- أسباب تركيز -إسرائيل- المتجدد على سوريا
- توقعات حول ماذا سيفعل ترامب بشأن إيران؟
- عجلة التكتوك وغياب الرقابة الحكومية
- مكاسب تركيا من التغيير في سوريا
- تأثير سوريا الجديدة على إيران وروسيا وباقي المنطقة
- احداث سوريا والدور التركي الخبيث
- سقوط حلب بين هجوم مفاجئ والمؤامرة
- هلع دول الخليج وقضية الأمن القومي
- مذبحة ميدان رابعة ونظام السيسي
- الإمارات تحرق السودان
- ترامب ولعبة الدولار ضد العراق
- فضيحة سفينة كاترين: القصة الكاملة وراء تورط مصر في شحنة الأس ...
- اهمية الاستفادة من خريجي القسم العبري
- القرارات الكارثية لجمال عبد الناصر


المزيد.....




- شاهد كيف تخطى آيساب روكي مقاعد المحكمة لعناق ريانا لحظة الحك ...
- ألقى بنفسه بين ذراعيها في المحكمة.. ريانا تعبر عن سعادتها بت ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير ...
- زعيمة حزب المحافظين البريطاني ترد على وصف ترامب لزيلينسكي بـ ...
- من نجم على السوشيال ميديا إلى متهم بتصنيع المخدرات.. قرار قض ...
- إفريقيا قارة المستقبل
- خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لنا رغم بعض -القضايا الم ...
- روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد ال ...
- ترامب يقول إن زيلينسكي -ديكتاتور من دون انتخابات- وينتقد شرع ...
- لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان وما الأهمية ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - اسعد عبدالله عبدعلي - مشاكل التعليم المحاسبي في العراق