خالد علوكة
الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 09:54
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
استعراض كتاب – تاريخ اليزيدية النشأة الفكر والمعتقدات والطقوس - (2-4)
تتمة =
ويذكر( بان الاله الرئيسي في كون السومريين هو السماء - آن - ويرمزون اليه بغطاء الرأس ذو قرون علامة على الوهيته ،والارض - آنكي - وهي رب الارض لان الارض عند الالهة السومرية كانت قائمة على الماء ) ونجد نص ديني ايزيدي يقول بان الدنيا كانت بحر وبحور .
وص 56-(وفقا للعقيدة السومرية نجد تعدد الالهة ووضعوا مئات الاسماء المقدسة وصنفوا لكل واحد منها إله خاص او صفة مميزة وكتبوا هذه الاسماء مع تصديرها بعلامة لاحد النجوم والكواكب وكان لكل الهة سومرية مناطق نفوذ محددة .وهذا مانراه عند اليزيدية وتعدد الهتم المقدسة التي ربطوها باسماء وكواكب معينة – ).
وص59- ( فيما يخص دخول آيا الماء وهي الهة الحكمة والطب والشفاء وخروجها منه عند طلوع النهار فقد وجدنا اصداء عنها في طقوس اليزيدية التي لها عقائد وطقوس دينية واجتماعية ضاربة في القدم وهي الاستحمام والصلاة في مياه العيون عند طلوع الشمس ) وهنا يربط بوجود اكثر المزارات اليزيدية عند عيون الماء واطلاق اليزيدية في المناسبات صوت هوله هوله للتبرك والنجدة بآله الرب .
وص 60 -(عرفت الكواكب والنجوم والشمس عند السومريين – اتو- والقمر سن او سين وردت الاشارة اليه كاله في النصوص السومرية فهو الثور المفعم بالحيوية للاله انليل ونجد عند اليزيدية اله القمر سين الملك السابع عندهم ولقب باسم شيخ فخردين ، وعند اهل حران فقد جعل يوم الاثنين يوم مقدس للاله سن القمر – واتو الشمس في اسطورة انكي بلقب الثور فلازال نقول عشرت الناقة اي بمعنى حملت حَبَلت !! ) وربما شبه مانقوله في لهجة بعشيقة وبحزاني في كلمة حشاغ للبقرة الحامل – وايضا كلنا يعرف مانفعله بالقاباغ بالثور لما له فعل الخصوبة وذكر بالعجل المقدس في التوراة - وثور السماء عند كلكامش كذلك اطلق على اسم البقرة من -الالقاب الالهية في ثقافات الشرق القديم حسب لوح 34 السومري.
وص61- (معظم الالهة في بلاد الرافدين تجسيد لمظاهر الطبيعة كالنجوم والكواكب وحيث ظهر امراليزيدية في هذه البقاع عملت على الحفاظ على الارث العقائدي والحضاري لسكان بلاد النهرين فاعطوا لصلحائهم واوليائهم اسماء لالهة الاجداد وعظَمتهم وخوارقهم، فالبابليون اعطوا لكل يوما اله ، واليزيدية فقد اعطت لملائكها السبع وصلحائها لكل يوم في الاسبوع باسم شمس لشيخ شمس - وسن لشيخ حسن ).
ويقول ( هذه المقارنات ليست بدليل كاف حتى تنضج الحقيقة العلمية الواجب تحديدها وعلينا العودة لقصة الخليقة البابلية الضاربة في اعماق التاريخ الرافدي القديم ).
وص66- ( تكلم عن قصة اينوماليش في خلق الكون – البابلية - وفكرة الانسان الرافدي وفكرة نشأة الكون عند اتباع العدوية اليزيدية قد نهلت من هذا الارث العميق في تاريخه وجوهر عقيدتها حول التكوين الايزيدي ماهو إلا توازن لنفس الخط القديم وتراكمات على امتداد قرون غابرة ).
ويذكرص76 و69( عن الطوفان في اليزيدية كيف ضمن الارث الديني لبلاد النهرين ومدى اتصاله بالتراث الديني اليزيدي وكيف تنقلت هذه القصة من بقية الامم حتى لإصحاب الديانات السماوية من يهود ومسلمين ويذكر عدد الجبال التي رست عليها حسب ملحمة كلكامش وباقي الديانات منها جبل ارارات وجودي ونسير ،وارست السفينة على هذا الجبل يوم عاشوراء !! واليزيدية يقولون بان السفينة اصطدمت بسن جار والحية سدت الثقب –... وينوه المؤلف بان الكعبة بنيت من احجار 5 جبال ).
والى وقت ليس بالبعيد كانت قبائل ايزيدية تقطن حول جبل (جودي ) في تركيا باعتبارها بقايا قوم النبي (نوح) الذي رست سفينته حسب النصوص الدينية ، فقد جاء في كتاب (الشرفنامة) للبدليسي ترجمة الروزبياني ص273 ان نواحي (كوركيل ــ جوردقيل) الداخلة ضمن منطقة الجزيرة ، (7) عشائر ساكنة هناك (3) منها ايزيدية وهي (نيودكاون وشورش وهيودل).
و73- ( من هنا تبين لنا عديد التاثيرات في الذهنية اليزيدية التي مازالت متقيدة بطقوس وارث القدامى وان ايه تشابه بينهما وبين عقائد قدماء الرافدين مَردُه عمق حضارة تلك الشعوب التي يعود لها الفضل في كتابة ونسج اجزاءها من تاريخ الانسانية ).
وص 74- عن( الصابئة و- مندا – منداي وهي ارامية بمعنى علم ومعرفة وهو اسم لقبيلة كوردية اعتنقت الاسلام وتمكنت من تأسيس إمارة تدعى {مندا أو الامير منت } وهو الجد الاعلى لاسرة جان بلاط او جنبلاط حيث اسسوا امارتهم حوالي 700هج/ 1300م وبقيت الى حوالي 829هج/ 1425م في منطقة القصير وهي قلعة تتبع ولاية حلب وقريبة من انطاكيا وقد ولاه السلطان الايوبي على الاكراد ولايتي الشام وحلب ، ومن قبيلة مند نجد الشيخ عز الدين وهو من سلالة الشيوخ اليزيدية سنة 948هج / 1541م الذي كان معروف من اصابته حية اطعمه من خبز رقي عليه ، وقد اخذ الشيخ عزالدين هذه الموهبة وراثه من جده مند ويقول بانه نجد علاقة بين الصابئة الحرانية واليزيدية ). واقول كلمة مند كان توجد عشيرة باسم مندان حسب محمد امين زكي ووردت بان الدولة الميدية هي ليست بهذا الاسم بل الدولة المندية ومما يذكر بان لاتزال شواخص القبيلة الكوردية في جسر ماندان القريب من مزار بير مام رشان وقصد بمند اسرة جنبلاط اي الدروز الحاليين في سوريا ولبنان واسرائيل وتعنى الدروز { اهل الشمس او رؤيا الشمس ) ومعروف اصولهم كوردية يزيدية ولكن لم يذكر قبل اعتناقهم الاسلام ماهي عقيدتهم ؟!! .
وص78- ( يقول عن اصل التناسخ والحلول نشأ عند الصابئة والحرانية معتمدا على اغلب الباحثين ، ويقول توجد فرقة تدعى الصابئة الحرانية الكثير يشككون في اصولها الصابئية ويقول انتحلوا اسم صابئة حران خوفا من بطش المأمون العباسي ).واغلب الظن ذاك القوم الذي التقاهم المأمون بن هارون الرشيد ت 218هج/ 833م ربما كانوا يزيدية تخوفوا منه فتلبسوا واتخذوا لهم اسم الصابئة الحرانية ليتخلصوا من بطش المأمون عند سؤاله عن اصل مذهبهم واعفى عنهم لذكر الصابئة في القران .
وص 79-( ذكر عن هذا التشابه بين المعتقدات الصابئية واليزيدية الاكراد في غموضهم وباطنيتهم الى تاثيرات الجوار وخضوع الاقليات والشعوب الى السيطرة والمعانات والاحتلال والتجاء الصابئة الى شمال العراق من بطش اليهود في اورشليم ). مما يذكر ان اصل وجود ونشوء الصابئة في فلسطين .
و81- ( ينقلنا الى زمن زرادشت ت 660 -583 ق.م وقد اجمع بانه من اصول ميدية كوردية ولد في اذربيجان ويقارن بين تشابه حمل والدة زرادشت وحمل والدة عدي بن مسافر الهكاري ، ثم يتحدث عن المزدية :-
وتحمل هذا الاسم تيمنا باسم الاله الرئيسي أهورامزدا- ثم يتحدث المؤلف عن الكائنات المقدسة الخالدة وعددهم ستة ويطلق عليهم "الملائكة اليازات " ولفظها القديم ايزيديون ويزيديون وهي تجسيد للعناصر النقية او لصفوية اخلاقية ومن تعديل توجهنا هذه التسميات القديمة الى هذه الكلمات واليازات يزيدين تطلق على الملائكة التي تتوسط بين الله والبشر وقد تكون يزيدية انطلاقا من اسمها موصولة بجذور فارسية ميدية ولانقدم حكما نهائيا بهذه المسألة دون التعمق لنبين مدى تشتابه معتقدات اليزيدية بالمعتقدات المجوسية لنخلص برأي من قال من الباحثين ان اليزيدية خليط من عناصر وثنية قديمة وعناصر زرادشتية ونصرانية واسلامية !!.
واليزيديون يؤمنون بوجود خالق للكون كما في الزرادشتية الا انه اعطي امر هذا الكون الى طاؤوس ملك – ابليس!! – "حسب ادعاءه و ذكره" وربط علاقتنا بزرادشت استنادا الى الكاتب الايزيدي درويش حسو الذي فسر ديانة زرادشت بحسب رأيه بان الزرادشتية انقسمت الى قسمين - ايرانيون – وكورد ، احتفظ الايرانيون بالشرق بتسمية زرادشتية اما في الغرب في مناطق ميديا والجبال فاصبح الكورد يحملون اسم يزيدين اوالازداهيين ويزدان هو نفسه اله الخير ) واقول هذا التوجه لدرويش حسو واضح في انجرار سلوك بعض ايزيدية سوريا وتركيا متناسياً ان جوهر الايزيدية يختلف عن الزرادشتية في مصدر الخير والشر والدفن والقربان والصوم .
و91- يتحدث المؤلف (عن قول القزويني بان جبريل هو نفسه طاؤوس ملك وامين الوحي – ثم ينتقل الى المانوية ت 216م ليقول بانها مع الزرادشتية تلتقي بالنحلة ومع التقسيم الطبقي الهرمي للمانوية الذي نجده عند اليزيدية ).
ويقول ( فالفلسفة الصوفية جميعها مزيج من العقائد الفارسية والهندية القديمة والاغريقية ولكن التأثيرات الفارسية اكبر لان اغلب متكلمي صوفية الاسلام من اصول ايرانية واعتقادهم بوحدة الوجود وان لكل زمن نبيه ولكل قطب زمانه ، وماقام به شيخ عدي بن مسافر هو امتداد لاصلاحات زرادشت فكلاهما جاء لتغير التركيبة الخارجية بوضع نظام هرمي وتقسيم اليزيدية الى مراتب دينية " دون ان يتمكن من تغيير محتواها وفلسفتها اللاهوتية بحيث بقيت الاثار القديمة تتعامل مع اليزيدية في كل زمان ومكان.
وكذلك نلتمس الزهد الذي حرص عليه ماني واتباعه ومريدوا اليزيدية وما وجود عديد من الطرق الصوفية في جبال الاكراد والهضبة الايرانية إلا تواصل وامتداد لمبادئ دعوة ماني لكن بثوب اسلامي نجده عند دعوة شيخ عدي بن مسافر بين الايزيدية !!) .
وص101- يذكر المؤلف ماهية المزدكية ت 488-491م ثم قتل مزدك عام 528م مع 80 الف من اتباعه في النهروان ويقول نجد بصماتها في بعض الطقوس والعادات اليزيدية ويتحدث المؤلف عن المثرائية التي انبثقت من بلاد فارس وجبال العراق والاناضول نسبة الى ميثرا وهو من الارباب المعبودة لدى الشعوب الهندوايرانية وقد ذكرت في ترانيم النبي زرادشت وهو اقدم ذكر لهذه الاله باسمه ..وقد الغاها وبطلها زرادشت وحُوّرت كلمة ميثرا في ايران الى مهر وهي تعني الشمس والعقود ).
علما لاذكر لمثرا في النصوص الايزيدية والاقوال رغم وجود تشابهات في ذكر الثور ووضع علامة الزائد + على الخبز ومهد الاطفال - ويوم ميلاد الشمس- والموسيقى -ويرجح المؤلف ذلك الى تواجدهم في منطقة جغرافية وتاريخية واحدة ومثرا هو احد اله الشمس وليس الشمس نفسها.
وص 106 -يذكر الكهوف والمغارات منها مراكز عبادة اصلها مثرائي في السليمانية وبحزاني وقد زارته الليدي درور كونه كهفا ايزيديا مقدساً ) .
وص108- يقول (مع كل هذه القواسم المشتركة بين اليزيدية والميثرائية لايمكننا الجزم بان اليزيديين هم اتباع مثرا وهو ارث تاريخي متراكم في الذاكرة البشرية فاليزيدية ليست المثرائية وبالتالي يبقى البحث متواصلا لمعرفة اصل هذه الطائفة الغريبة والخارجة عن المألوف ). نراه يوسع ارآءه كمؤرخ يبحث عن اصل اي جذر مر على الايزيدية .
وص114- يقول ( نجد حتى الاديان السماوية والاخرى الوضعية والوثنية جاءت بفكرة نهاية العالم وستكون مرتبطة بنزول المخلص او المنتظر بواسطة قدرة الهية لانقاذ البشر ولكن في الحقيقة نجد ان الفكر الانقاذي / المهدوي كان سابقاً للاسلام وله جذور قديمة بعض الشئ في المناطق المتحضرة من الجزيرة العربية وقريبا من مهد الاسلام ، واول من نادى بها كرجل تاريخي او شبه تاريخي هو زرادشت مع اشارة افكار مهدوية اخرى بعد فراغ الاحتلال الحبشي لليمن ).
=له تابع
فبراير2025م/ كندا
#خالد_علوكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟