أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد رضا عباس - انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد














المزيد.....


انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 04:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يمكن لمواطن عراقي وطني وحر ينسى مجزرة يوم 8 شباط الأسود. في هذا اليوم والذي كان يصادف يوم الجمعة عام 1963, استطاعت شله من الطائفيين والقوميين وبطريقة بهلوانية احتلال إذاعة بغداد , تلك الإذاعة الرسمية الوحيدة في العراق وبدوا قراءة " بيان رقم واحد" بعد الإعلان على " القضاء" على الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم والذي بقتله اوجع قلوب احرار العراق .
لقد رفض احرار العراق الانقلاب في الحال , وتجمع المواطنين في قلب المدن لرفضه والتنديد به, فكانت مدينة الكاظمية من بغداد احد ضحايا الانقلابين الذين ارسلوا دباباتهم لمجابهة الرافضين للانقلاب . لقد استبسل اهل المدينة ضد القوات التي دخلت المدينة , وذلك باستخدام أسلحتهم الشخصية , وفي الأخير استشهد منهم جماعة و أخرى حكم عليها بالإعدام , الا ان الحكم خفض الى المؤبد لاحقا.
وطيلة فترة النظام اللاحقة بعد الانقلاب المشؤوم الذي قاده حزب البعث لم تستعيد المدن التي رفضت الانقلاب عافيتها , وبقيت هي وابناءها من المغضوب عليهم , وذلك باتباع سياسة طائفية لم تنتهي حتى عام التغيير , 2003.
نظام الحاكم الجديد بعد انقلاب 1963 , اجتهد ببناء احسن العلاقات العربية , ولكن على حساب علاقاته الداخلية , الامر الذي لم يشعر المواطن العربي ما يمر به المواطن العراقي من ظلم و جور وخمط الحقوق والطائفية .
نعم , لقد بنى العراق قبل قرار صدام حسين الصبياني احتلال الكويت احسن العلاقات العربية , ودعم القضية الفلسطينية وجند جميع إمكاناته في نشر الثقافة العربية على عموم العراق حتى على الاخوة الكرد , ولكن كل هذا كان على حساب اسكات المواطن العراقي من المطالبة بحقوقه . لقد اعتبر النظام الحاكم ان عمقه وقوته ليست في ارض العراق ومكوناته وانما عمقه هو الوطن العربي , اخذ الحماية منهم . حيث من المعلوم ان اول من احتفل بانقلاب عام 1963 هو احمد بن بله الجزائري و جمال عبد الناصر المصري , ودولة الكويت و السعودية والأردنية .
المواطن العربي لم يعرف ان النظام الجديد عام 1963 قد احتكر السلطة لأبناء المناطق التي دعمت الانقلاب وهم في الاغلب من المكون السني الكريم دون مشاركة المكونات العراقية الأخرى . 90% من الوزارات العراقية بعد انقلاب 1963 كانت من حصته , وكذلك جميع القيادات العسكرية , معظم سفراء العراق , معظم المحافظين في العراق. تصور ان محافظة البصرة ذات الأغلبية الشيعية لم يحكمها مواطن شيعي , وانما يأتي التعيين الحكومي لشخصية من المكون السني .
المواطن العربي لم يعرف ان النظام الجديد قد حارب كل الأحزاب الوطنية بدون استثناء , فحارب الأحزاب الإسلامية , الحزب الشيوعي , والأحزاب الكردية , إضافة الى الأحزاب القومية . لقد استعملت الحكومات اعنف وسائل العنف ضدهم , فاستشهد بعضهم , ودفن في السجون اخرون , فيما هرب البعض الى بلاد الله العريضة.
المواطن العربي الذي يحتفل بالتغيير الجديد في سوريا , على فرض ان هذا التغيير هو التخلص من ظلم بشار, عليه ان يعيد حساباته أيضا عندما يمر بالعراق الجديد , لان ما عانى العراقيون من حكامهم قبل التغيير اعظم بألف مرة مما عانى الشعب السوري من نظام بشار.
حزب البعث حكم العراق أيضا . واذا كانت الطائفية هي التي كانت تدير الحكم في سوريا , فأنها كانت كذلك في العراق. واذا فقر المواطن السوري في ظل حكم الأسد , فان المواطن العراقي وصلت حالته الاقتصادية اسوء من فلاح يعيش في احد قرى الهند. واذا هرب السوريين من بلادهم خوفا من بطش النظام , فقد هرب اضعافهم من العراقيين الى دول الجوار وغير الجوار . اسأل , مواطنو الأردن كم كان عدد المواطنين العراقيين الذين اتخذوا ارصفة شوارع الأردن بسطات لهم . وفي الأخير ترك حزب البعث في العراق اكثر من 300 مقبرة جماعية , و اشك ان يوجد مثل عددها في سوريا.
اذا كنت لا تحب سياسة أمريكا في المنطقة ,فانا أيضا , ولكن الحقيقة هو ان غباء قادتنا هو الذي قاد الامريكان وحلفاءهم بتغيير كلا النظامين , وارجوك ان تنظر الى كلا التغيير بعين واحدة . فاذا كان من حق السوريين ان يعيشون باحترام وكرامة , فان من حق العراقيون العيش باحترام وكرامة وهو امر لم يلاحظه العراقيون بعد التغيير من الاخوة العرب . لقد هجمت عليهم جميع ضباع الأرض , وتحت تجاهل عربي مريب , لم يرحموا طفل ولا شيخ , ولا سني ولا شيعي , وجندي ومدني من جرائنهم والتي تتعالى عنها وحوش الغاب.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا
- ضرورة تهذيب المراسيم الدينية في العراق
- انه العصر الإسرائيلي يا اهل العراق
- يوم قيامة العراق!
- حرائق لوس انجلوس لم تكن دعوة مستجابة من الشيخ زيطه
- هل يستطيع دونالد ترامب وقف حرب أوكرانيا يوم 20 كانون الثاني ...
- لماذا تخل أصدقاء بشار الأسد عنه ؟
- هل ان غاز قطر قادر على طرد غاز روسيا من اوروبا ؟
- الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!
- عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده
- سر تراكض العرب نحو سوريا


المزيد.....




- شاهد كيف تخطى آيساب روكي مقاعد المحكمة لعناق ريانا لحظة الحك ...
- ألقى بنفسه بين ذراعيها في المحكمة.. ريانا تعبر عن سعادتها بت ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير ...
- زعيمة حزب المحافظين البريطاني ترد على وصف ترامب لزيلينسكي بـ ...
- من نجم على السوشيال ميديا إلى متهم بتصنيع المخدرات.. قرار قض ...
- إفريقيا قارة المستقبل
- خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لنا رغم بعض -القضايا الم ...
- روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد ال ...
- ترامب يقول إن زيلينسكي -ديكتاتور من دون انتخابات- وينتقد شرع ...
- لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان وما الأهمية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد رضا عباس - انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد