أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جهان محمد سعيد الخياط - يا دمشق، إن الحرية الحمراء ستسحق و تدمر معاقل و قلاع الدکتاتورية و الاستبداد














المزيد.....


يا دمشق، إن الحرية الحمراء ستسحق و تدمر معاقل و قلاع الدکتاتورية و الاستبداد


جهان محمد سعيد الخياط
(Jihan Mohammed Saeed Khayat)


الحوار المتمدن-العدد: 8254 - 2025 / 2 / 15 - 14:31
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أعزائي القراء، استهل مقالي هذا ببيتين من قصيدة "حریة الحمراء" لأمير الشعراء أحمد شوقي:

سلامٌ من صَبَا (بَرَدَى) أرَقٌّ-ودمْعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمَشْقُ
وللحرِّيَّةِ الحَمْرَاءِ بَابٌ-بكلِّ يد مُضَرَّجَة يُدَقُّ

إن سقوط دمشق بيد قوات المعارضة وهروب الدكتاتور الطاغية خلال أيام معدودات كان حدثاً طارئاً لم يكن في الحسبان، أذهل دولاً وأقاليم الشرق الأوسط. الشعب السوري، الذي عانى لعقود تحت وطأة نظام استبدادي قمعي، وجد نفسه فجأة على أعتاب تحول تاريخي. لقد عاش السوريون، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، تحت حكم طاغية لم يرحمهم، حيث قضى الكثيرون سنوات طويلة في سجون مظلمة، تعرضوا فيها للتعذيب والقتل والشنق، بينما فقد آخرون أطرافهم أو حواسهم، وعاش الناجون منهم في حالة من الخوف واليأس.
إن بربرية النظام السوري، التي تجلت في انتهاكات حقوق الإنسان والقمع الوحشي، كانت وصمة عار في جبين التاريخ. لو قارنّا بشار الأسد بغيره من الدكتاتوريين، لوجب أن يُدرج اسمه في كتاب "غينيس" للأرقام القياسية كأكثر الطغاة وحشية وقمعاً. إن ما حدث في سوريا ليس مجرد صراع سياسي، بل هو صراع من أجل البقاء والكرامة الإنسانية.
أعزائي القراء، من عجائب عام 2024 أن نرى نظاماً دكتاتورياً ينهار بسرعة، وأن نسمع عن منح الدكتاتور الفار لجوء إنساني. هذا الحدث يعيد إلى الأذهان القول المأثور: "قتل إمرئ في غابة جريمة لا تغتفر..... وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر!" إن الدكتاتورية ليست قدراً محتوماً، بل هي نتاج نزعة استئثارية لدى الحاكم، تتحول إلى نظام قمعي يسيطر على كل مفاصل الدولة. دكتاتورية بشار الأسد كانت امتداداً لدكتاتورية أبيه، حيث نشأ وترعرع في كنف نظام لا يعرف سوى لغة القمع والاستبداد.
لقد تناقلت وسائل الإعلام أخباراً عن أن بشار الأسد جعل من مقراته الرئاسية ومنازله قلعة محصنة بأحدث أجهزة المراقبة والتجسس، ليطمئن إلى أنه بعيد عن أي تهديد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل استمع بشار يوماً إلى قصائد الشاعر السوري الكبير نزار قباني، الذي ندد بالاستبداد ودعا إلى الحرية؟ هل زار ضريحه أو قرأ مقالات الأديب الكوردي السوري سليم بركات، الذي كتب بلغة الضاد عن آلام الشعب السوري وتطلعاته؟
أعزائي القراء، يبدو أن الشعب السوري اليوم يتوق إلى الاستقلالية التامة، إلى وطن يحكم نفسه بنفسه، بعيداً عن التدخلات الخارجية. إن دستوراً فيدرالياً حضارياً يمكن أن يحقق حقوق جميع القوميات والأديان والطوائف في سوريا، دون تمييز. الفيدرالية ليست ضعفاً للدولة، بل هي قوة تعزز الوحدة الوطنية وتضمن حقوق الجميع. إن الشعب الكوردي، الذي عانى لعقود طويلة من التهميش والتجزئة والقمع، يستحق بكل جدارة أن يحقق حلمه في إدارة شؤونه بنفسه. إنه جزء أصيل من وطنه التاريخي "كوردستان"، الذي تم تجزئته قسراً بين عدة دول، ومنها سوريا. ومع ذلك، فإن الشعب الكوردي لم يفقد الأمل في تحقيق حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية، بل ظل يناضل من أجل الاعتراف بهويته وحقه في تقرير مصيره.
وأخيراً، أقول: إن أقوى جيش في العالم لا يستطيع أن يعيد الزمن إلى ما كان. لقد حان الوقت لأن ينعم العالم بالسلام، كفانا قتلاً ودماراً وإرهاباً. الحرية الحمراء، التي تحدث عنها أحمد شوقي، ستسحق معاقل الاستبداد، وستشرق شمس الحرية على دمشق وسوريا بأكملها. والله خير الناصرين.



#جهان_محمد_سعيد_الخياط (هاشتاغ)       Jihan_Mohammed_Saeed_Khayat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطرتان أولاهما أهمية الخيال عند انشتاين خيالات حضارية خدمت ...
- كوكتيل من الانتقاد و العشق و حقوق الانسان
- للموازين توازن و موازين الحياة فيها إختلال ناس في الثراء ونا ...
- إِن التفرقة إِذا سادت بادت و أفنت و محت
- أنا أُحب فاذاً أنا موجود و أُفکر
- خلجات نفسي المنفعلة
- أوَ ليس من أعجب العجائب أن ترجع عجلة الزمن للوراء!؟
- هل لك الأمل في السلطة التي يفلت من قبضتها ألقاتل وألمجرم؟
- كم نصغُر إن لم نساير ركب التطور الزمني؟
- حلم لن يفسر في تفاسير الأحلام فهل في تفسيره حظر وقيود وتكبيل
- بِآرَائِهِ وأفكاره أيقظني برنادشو من غفوتي وتأملي أرشدني
- هل يوجد تشابه واختلاف قطبى المجال المغناطيسي في رواية زوربا ...
- حاربوا التخلف والغباء وناصروا العقل والمنطق
- هل يتم القضاء على الهجرة الجماعية بغير العقل و الحکمة و العد ...
- حاربوا تلوث البيئة قاتل الحياة وجمال الطبيعة
- هل للخير بقاء وللشر فناء؟
- الطبع غالب للتطبع
- حوار الزوجين بين المنطق وللامنطق
- فنطازية الهذيان بين الخيال والجد
- خواطر ليتها أن تستجاب


المزيد.....




- مصر تُعلن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني المفقودة في الأقصر ...
- ترامب يزعم كذبًا أن أوكرانيا بدأت الحرب مع روسيا.. شاهد ما ق ...
- الاتحاد الأوروبي يقرّ حزمة العقوبات الـ16ضد روسيا
- هل نبدأ في فقدان شبابنا بعد الخامسة والثلاثين؟
- حذر وترقب لما قد يحدث.. سكان الشمال في إسرائيل خائفون من الع ...
- البرازيل: الرئيس السابق بولسونارو متهم بمحاولة اغتيال لولا و ...
- ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية بدء الحرب ويشكك في شرعية رئيسها ...
- السعودية كعبة السياسة: انتظار مرتقب للقمة الأمريكية الروسية ...
- -حماس- تعلن عزمها الإفراج عن 6 رهائن إسرائيليين و4 جثامين غد ...
- مسؤول أوروبي: أوروبا عاجزة عسكريا بمعزل عن الولايات المتحدة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جهان محمد سعيد الخياط - يا دمشق، إن الحرية الحمراء ستسحق و تدمر معاقل و قلاع الدکتاتورية و الاستبداد