أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مهران موشيخ - الجولاني والشرع وجهي عملة واحدة















المزيد.....


الجولاني والشرع وجهي عملة واحدة


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 8254 - 2025 / 2 / 15 - 04:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الجولاني والشرع
وجهي عملة واحدة

د. مهران موشيخ
النمسا
عندما اندلعت الثورة الشعبية في سوريا عام 2011 استولت الجماهير المنتفضة على الشارع السوري خلال ايام قلائل في الكثير من المحافظات بما فيها الدمشق، عندها هرعت امريكا وتركيا والمانيا وفرنسا، وفي طليعتهم اسرائيل الى حماية بشار الاسد وانقاذ نظامه من السقوط بايدي الجماهير الغاضبة والمنتفضة. اسرائيل كانت قلقة و خائفة من سقوط نظام بشارالاسد لانها وعلى امتداد خمسين عاما لم تكن تحلم " بدولة عربية عدوة جارة "مسالمة" مثل سوريا الاسد، ولم تكن تتمنى لنفسها جارا "عدوا " صديقا موثوقا يقطن بهدؤ وتواضع وخنوع منذ نصف قرن على امتداد مئات الكيلومترات من الحدود المشتركة بسلام غير الصديقين العزيزين الاسد الاب والاسد الابن رغم احتلالها لاراضي سوريا منذ حرب اكتوبر عام ١٩٦٧
اسرائيل إذن سارعت، ومعها امريكا وروسيا وايران في دعم نظام بشار بكل الوسائل في حربه الضروس في قمع الانتفاضة الجماهيرية الواسعة التي شملت كامل التراب السوري. النظام الفاشي الاسدي المغولي استخدم جميع الوسائل الحربية والعسكرية للسيطرة على ثورة الشعب وقمعها من الاعماق ولم يبخل في استعمال القنابل الفوسفورية والعنقودية واسقط على روؤس المنتفضين قنابل بالبراميل الى جانب القصف الجوي المستمر" الروسي" على امتداد عقد من الزمن.
النتيجة بقي النظام وسقط مئات الالاف من الشهداء والضحايا المدنيين من نساء واطفال ولم تسقط حجارة واحد على الجارة " العدو" اسرائيل على امتداد خمسين عاما. علما ان الجارة " العدو" الصديق استمرت طيلة السنين الثلاثة عشر والى يومنا هذا بالتحليق فوق اجواء سوريا وقصفها للمناطق والاماكن التي ترتايها ولعدة مرات ثم تغادر اجواء سوريا بدون اية مواجهات او اعتراضات عسكرية او حتى رفع دعوة عند الامم اامتحدة بل حتى ولا مفاتحة الدول العظمى التي تتعاون معها وتمتلك قواعد عسكرية على اراضيها بالضغط على اسرائيل على الكف باختراق اجوائها وقصف مواقع عسكرية وانتهاك سيادتها الجوية، علما ان قصف اسرائيل شملت مرات و مرات مواقع امنية وعسكرية تابعة للنظام وللفصائل الايرانية حتى في ريف دمشق

ان سقوط دمشق و هروب الفار بشار لم ياتي على يد " الثوار"، كلا انهم كانوا ادوات تنفيذ وعلى راسهم الداعشي المخضرم " الوديع " الجولاني احمد الشرع.
كيف جرت التهيئة لشن الحرب؟، ومن ذا الذي حدد موعد انطلاق الهجوم العسكري؟، هل قرار الاسد بالهروب جاء فعلا في الساعات الاخيرة ؟، ما هو دور دول الجوار والدول العظمى ودول الخليج في قلب نظام الحكم في سوريا ؟.
الاجابة على هذه الاسئلة تستوجب الاخذ بنظر الاعتبار مجريات الامور في المنطقة والعالم باثر رجعي لعقود طوال. ان سقوط الاسد ، وتغيير الواقع السياسي السلطوي من " شيعي" الى "سني" لم يكن مسالة داخلية عابرة، وانما هو حدث تاريخي احدث شرخ ستراتيجي كبير في ميزان القوى الدولية وخاصة في جغرافية الدول العربية.
كيف جرت التهيئة لشن الحرب على دمشق
ان الجذور الاولية لاحداث تغيير في الشرق الاوسط كانت ضمن نقاط محور المباحثات التي جمعت بين الرئيس الامريكي ريغن والرئيس السوفيتي غورباتشوف في قمة ريكافيك عام 1984. مخرجات هذا اللقاء كان الحد من التسابق في انتاج الصواريخ الحاملة للروؤس النووية العابرة للقارات والغاء المشاريع المتعلقة بحرب النجوم . استطاعت امريكا في هذا اللقاء وضع الحجر الاساسي لاستراتيجيتها للعقود القادمة على الصعيد الدولي، ولا ننسى هنا التذكير من ان السياسة الخارجية الامريكية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياسة الخارجية الاسرائيلية، فهناك فريق مشترك مهمته تنسيق مواقف البلدين في كل ما يخص السياسة الخارجية والاستخبارات والتسلح. امريكا نجحت في اقصاء غورباتشوف على يد يلتسين واعتقاله ومعه وزير الدفاع السوفيتي واخيرا انهارت منظومة الاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي وتفككت على اثرها دول المعسكر الاشتراكي في اوربا الشرقية وانهار جدار برلين ودخل المجتمع البشري مرحلة تاريخية جديدة مرحلة – العولمة
اسرائيل استفادت .من العملية لان النفوذ الروسي (السوفيتي) قد انحسر عالميا وخاصة في الشرق الاوسط. نعلم جميعا من ان سوريا في (زمن الاسد الاب) وكذلك العراق ومنظمة التحرير الفلسطينية كانوا يتنفسون برئة الاتحاد السوفيتي، كانوا يستفادون من الدعم المطلق سياسيا، وعتاد عسكري مع تدريب ودعم مادي ودبلوماسي. لذا وجدت اسرائيل انه حان الوقت لوضع مخطط الشرق الاوسط الكبير المتضمن زيادة المستوطنات والتوسع شمالا باتجاه لبنان وشرقا بانجاه سوريا وضمان امن البلاد من اعتداءات خارجية فلسطينية ومصرية و سورية وانهاء دعم نظام صدام وايران للمقاومة الفلسطينية

الخطوة التالية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كان تفكيك منظمة التحريرالفلسطينية من الداخل وانهاء او اضعاف دورها العسكري وايقاف العمليات الانتحارية. اسرائيل نجحت هنا ايضا في تحقيق هذه المهمة بعد التخلص من ياسر عرفات عبر تسميمه، حيث انشقت المقاومة الفلسطينية بعده الى فصيلين متناحرين استقر احدهما في غزة والاخر في الضفة الغربية. تلى هذه الخطوة انهاء القدرة العسكرية الفائقة التي كان بمتلكها الجيش العراقي عبراسقاط نظام صدام وحل الجيش وزراعة فصائل مسلحة تتقاتل فيما بينها انتهت بحرب اهلية دامت سنتين.
ولتعقيد المشهد الامني اكثر فاكثر استوجدت اسرائيل وامريكا تشكيلات مسلحة عرفت بالقاعدة وداعش، والاخيرة لا تزال حتى اليوم فاعلة وتنشط متى ما استلمت الاوامربالخروج من سباتها.
من الضروري هنا التذكير من ان قراراسقاط نظام صدام في هذا المخطط اتخذ قبل 25 عاما من تاريخ غزو العراق، اي منذ بداية ثمانينات القرن الماضي بعد ضرب المفاعل النووي العراقي، ومنذ ذلك الوقت جرى الاعداد بتفاصيل الحكومة العراقية القادمة بدقة كبيرة بعد جمع العناصر الهزيلة من صفوف المعارضة الموالية لامريكا والبعض الاخر كانوا ولا يزالون خدم نظام ولاية الفقيه الايراني، وطبعا بمشاركة فاعلة لعدد من عملاء امريكا واسرائيل الذين يحملون الجنسيتين العراقية والامريكية او الاسرائلية. وهكذا جرى التخلص من العائق الثاني في تحقيق برنامج اسرائيل في بناء جغرافيا سياسية جديدة في المنطقة والمسماة شرق الاوسط الجديد الذي يضمن السلام والامن الرصين الدائم لاسرائيل ، لا بل تحقيق اهدافه التوسعية ايضا على حساب اراضي البلدان العربية المجاورة

المرحلة التالية كانت مرحلة توسيع اسرائيل بناء المستوطنات شمالاعلى حدود لبنان الجنوبية وفي نفس الوقت اطلاق العنان لتركيا والتنسيق معها في مواصلة توغل تركيا برا اكثر فاكثر في شمال العراق وجنوب غرب تركيا وبناء قواعد عسكرية ومواصلة القصف جوا وبرا بذريعة ملاحقة عناصر البي كا كا. واقع الحال النشاط العسكري التركي هنا كان ولا يزال جزء من مخطط اسرائيل المتعلق بمشروع الشرق الاوسط الكبير. بموازاة هذه العمليات العسكرية قامت تركيا بجمع بقايا عناصر القاعدة وداعش من عرب ومرتزقة اجانب من اسيا القصوى وافغان وباكستانيين وقامت بتدريبهم وتسليحهم والاحتفاظ بهم في شمال سوريا استعدادا للهجوم المنشود بامر من قيادة اسرائيل العسكرية

في خضم هذه الاستعدادات شنت روسيا حربها المفاجئة على اوكرانيا وقد استغلت اسرائيل وامريكا هفوة بوتين هذه وسحبوه الى حرب استنزاف وانظم اليهما الاتحاد الاوربي، وكانت خسارة روسيا كبيرة و خاصة في صفوف المقاتلين واصبحت تواجدها في سوريا ليس بذات الاهمية مقابل حربها مع اوكرانيا.

وهنا وجدت اسرائيل الوقت مناسب جدا للبدء بالهجوم في تحقيق المرحلة الثالثة والاخيرة في تطبيق مشروع الشرق الاوسط الكبير. وجاء طوفان الاقصى ليعطي لاسرائيل المبرر الذهبي للانقضاض على قضية الشعب الفلسطيني ودفن شعارات المطالبة بتحرير القدس، وستكشف الوثائق بعد عشرات السنين من ان طوفان الاقصى قد حمل ايضا توقيع موساد والسي آي أي والاستخبارات البريطانية .
لقد شنت اسرائيل ولا تزال حربا ضروس، حرب ابادة جماعية، حرب فاقت جرائم هتلر وجرائم بينوشيت وصدام وبشار. اسرائيل الحقت بمحاور المقاومة والمدنيين من نساء واطفال في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وفي سوريا ضربات مميتة واصبحت هذه الفصائل المسلحة جزء من التاريخ الماضي للاسف ومن المنطقي ان يجري تصفية فلول محور المقاومة في العراق قريبا مع استلام ترامب مقعده في البيت الابيض، و مسك الختام سيكون في مصروالاردن، لكي يستتب الامن والامان في اسرائيل

من ذا الذي حدد موعد الهجوم العسكري على نظام بشار واسقاط دمشق
بعد تصفية رئيس جمهورية ايران وتصفية هنية في ايران ثم نصر اللة وتصفية غالبية القيادات الميدانية والسياسية من الصف الاول والثاني بل وحتى الثالث من قوى حماس في كل من غزة والضفة الغربية وحزب الله في لبنان ، وبعد اقتحام الجنوب والتجاوز على سيادة لبنان وقصف بيروت مرارا ولعدة ايام ، اجبرت اسرائيل برلمان لبنان الذي كان معطلا لاكثر من سنتين وبدون حكومة الى عقد جلسة تمت فيها اختيار(تعيين) رئيس حكومة وهو قائد عسكري مخضرم، وقع على اتفاق هدنة مع اسرائيل وبدا الجيش اللبناني بالانتشارعلى امتداد حدوده الجنوبية مع اسرائيل، وهكذا تنفست اسرائيل الصعداء من جنوب لبنان

الخطوة اللاحقة ضمن المخطط الاسرائيلي المتفق عليه مع امريكا وبريطانيا كانت المباشرة بالانقضاض على سوريا وانهاء نظام بشار والغاء التواجد الايراني في سوريا ايضا، وبموازاة ذلك تقليص الوجود الروسي في سوريا لاستكمال مشروع الخارطة الجيوسياسية الجديدة للشرق الاوسط .
وهنا جاء دور جولاني/الشرع، حيث اعطت الدولة العميقة له الضوء الاخضر بالانطلاق نحو دمشق، بعد ان جرت التفاهمات المسبقة مع الروس ومع كبار رجالات الجيش والمخابرات السورية بمغادرة البلاد وجرى ايضا ترتيب امورهروب بشار الاسد وتهريب الاموال بالمليارات، وطبعا تهريب واتلاف ارشيف المخابرات والاجهزة الامنية .
و هكذا شاهدنا ان هيئة تحرير الشام برئاسة الجولاني/ الشرع لم تقاتل الجيش السوري، انها لم تواجه اية مقاومة تذكر ولم تتعرض لقصف جوي بالطائرات ولا ببراميل قنابل ولم تستهدفهم مسيرات ولم يواجه مقاتلوها مقاومة عند بوابة دمشق. ان هيئة تحرير الشام لم تستولي على دمشق وانما اسرائيل قدمت للشرع دمشق لا بل سوريا على صحن من ذهب تركي الصنع. جولاني/ الشرع استلم منصب رئيس الجمهورية مقابل السكوت التام امام تحقيق اسرائيل لحلمها من خلال السماح لها بقصف كل القواعد العسكرية والجوية والمعسكرات ومخازن الاسلحة السورية، ناهيك بالسماح لها بالتوسع نحو الشرق كما تشاء وان تزيد رقعة احتلالها لجولان، حيث استقرت القوات الاسرائلية الان على مسافة 25 كم من دمشق. لقد سمح الجولاني/ الشرع لاسرائيل تحقيق مخططها التوسعية على الارض السورية دون ان يرمي الشرع ولوحجارة واحدة على اسرائيل . وفي نهاية المطاف اصبحت سوريا الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك جيش وطني ولا طائرات حربية ولا سفن حربية ولا دبابات ولامدفعية بل ولا تمتلك حتى مسيرات
بعد استلامه القصر الرئاسي باشر جولاني/ الشرع مهامه علنا (رغم الملايين العشرة من الدولارات التي خصصتها امريكا للقبض عليه) وقام بتعيين رفاقه من المقاتلين في تنظيمات ارهابية على راس وزارات سيادية حساسة وتحديدا الخارجية والداخلية، وهنا انهالت عليه الزيارات الرسمية من قبل اعضاء فريق العمل الذين دفعوا هيئة تحرير الشام الى التوجه نحو دمشق واستلام القصر الرئاسي لبشار بعد ترتيبهم امور هروبه الى روسيا . لقد توالت الوفود الرسمية على مستوى وزراء خارجية بدء من تركيا مرورا بالاتحاد الاوربي وصولا الى القطر والسعودية متجاهلين قرار عشرة ملايين دولار الامريكية!!!. ثم جاءت باكورة زيارة جولاني الشرع الى الخارج ، طبعا الى السعودية لمقابلة الامير محمد بن سلمان.
الزيارات المكوكية للمسؤلين الكبارمستمرة على قدم و ساق من والى الدمشق لتحضير الطبخة المنتظرة والمتضمنة تشكيل مجلس الوزراء وتعيين السفراء. الكل بانتظارالكشف عن الهوية السياسية الجديدة المرتقبة للجولاني /الشرع، بعد سيرة حياة حالكة وغير مشرفة بدات بتطرف ديني طائفي ارهابي مسلح دامت عقدين من الزمن تسبب في مقتل الالاف من المدنيين الابرياء في كل من العراق وسوريا.
فكريا ولد الجولاني/الشرع وترعرع في احضان القاعدة في العراق وكان نزيل اعتى السجون الامريكية للارهابيين في العراق وهو في مقتبل العمر، ثم وجد ظالته في داعش في سوريا، بعدها فضل النصرة على الداعش ثم قام بتاسيس فصيل خاص به من ستة اشخاص سماه هيئة تحرير الشام و كان هو، والى اليوم القائد العسكري والفكري لهيئة تحرير الشام. في هذه الفترة عززعلاقاته الفكرية والعسكرية مع تركيا والسعودية وقطر حيث كان يتلقى الدعم العسكري والمالي واللوجستي منهم.

مع دخول جولاني الشرع القصر الرئاسي في دمشق تحول الى شخصية مدنية بملابس عصرية اوربية، يا ترى هل فعلا تخلص جولاني /الشرع من كل افكاره الارهابية والتكفيرية بهذه السرعة ولم يبقى اليوم من الجولاني/الشرع الارهابي سوى اللحية؟
الاسابيع والاشهر القادمة ستثبت ان جولاني/ الشرع ورفاق فصائله لم ولن يتغيروا مهما تقدم الزمن، فمن تربى على الارهاب ومارسه سنين طوال بكل الوسائل الشنيعة وتسبب في مقتل آلآف المدنيين من نساء واطفال في العراق وسوريا لم ولن يتنازل عنها ولن يتحول الى حمامة سلام وديعة يفكر في بناء سوريا آمنة سلمية هادئة تبعث الامن والاطمأنان والسلام لشعب سوريا. هذا ليس تقييم شخصي وانما هذا هو منطق علم النفس الاجتماعي للاشخاص العدوانيين المصابون بالسادية ويشعرون بالنقص ويعانون من عقدة العظمة شانه في ذلك شان الفأر الهارب بشار ومقبور العراق الذي اختباء في حفرة.
هيئة تحرير الشام وعلى راسها جولاني/الشرع لم ولن يعمل على توفير افضل سبل العيش لكافة ابناء سوريا بكل طوائفه. ابناء هذا الشعب الذي ابتهج و تنفس الصعداء بعد السنوات الستين من الحكم الفاشي الدموي لنظام الاسد الاب ونظام الابن الفار الهارب.
يبقى السؤال والرهان الصعب الان.... هل ما قام به جولاني /الشرع هو تغيير جوهر النظام، هل هي ثورة بالمعنى التام لمصطلح ثورة ، ام انه جرى تغيير شكل المنظومة السياسية ، جرى اقصاء الوجه القديم للنظام مع ابقاء محتواه ولكن بلباس ديني اخر... الامويون بدل العلويون

ما الجديد الذي حصل بعد وصول الجولاني/الشرع الى دفة الحكم؟.
اولا- انفتاح تام بعجالة ملفتة للنظرعلى دول الخليج العازمة على التطبيع مع اسرائيل
ثانيا – زيارات مكوكية وتبادل وفود مع السعودية والقطروتركيا، وكلها اتسمت بالترحاب الحاروالاحتضان وتبادل القبل الحميمية وكأن احدهما يعرف الاخر منذ سنين طوال، هذه القاءات الودية جرت بدون ذرة من الاحراج من ان الجولاني /الشرع لا يزال اسمه على قائمة الارهاب ومطلوب مقابل عشرة ملايين دولار... انها فعلا مفارقة غريبة لا مثيل له في العالم اطلاقا حتى في اوساط بيوتات مافيا المخدرات
ثالثا - الاتحاد الاوربي اسرع في ارسال وفد عالي التمثيل متمثلة بوزيرة خارجية المانيا ووزير خارجية فرنسا واستقبلهما الجوراني/الشرع رغم الملايين العشر من الدولارات لمن يلقي القبض عليه. وهنا ايضا زيارة وفد الاتحاد الاوربي كانت مفارقة غريبة في الاعراف الدولية وخاصة من قبل الاتحاد الاوربي الذي يمثل مجتمع دول القارة الاوربية. ان هذه الزيارة جاءت بمثابة اعتراف وتاييد والوعود بتقديم مساعدة مالية والعمل على رفع الحصارتدريجيا على سوريا. وفد الاتحاد الاوربي ابدى حسن النية والاستعداد للتعاون مع الجولاني /الشرع، مع الارهابي المطلوب امريكيا مقابل عشرة مليون دولار
رابعا - اعتقالات وضرب واهانات واعدامات من قبل عناصر هيئة تحرير الشام لازلام االنظام السابق وشبيحته بشكل وحشي همجي، بدل تسليمهم للقضاء واجراء محاكمات علنية بحضور محامون يدافعون عنهم وان يقول القضاء كلمته بحقهم . ان من شان هكذا ممارسات اجرامية تاجيج مشاعر الانتقام والحقد والكراهية وتهديد للسلم الامني. ممارسات شنيعة منظمة من هذا القبيل بعيدة كل البعد عن سلوك ثوريون الذين ينتفظون على الانظمة القمعية الدموية والا ما الفرق بينهم وبين الطاغية الذي سبقهم
خامسا – لقد سمعنا بان الطاغية الفأرقد فر وفرمعه الصف الاول من كبار ضباط الجيش والمخابرات السورية الى روسيا ، والبعض منهم الى ليبيا ولكننا لم نسمع لحد الان، ورغم مرور شهرين على استلام السلطة تقديم الجولاني/ الشرع طلب الى قادة روسيا و ليبيا بتسليم الجناة قتلة الشعب السوري، لا بل لم يقدم حتى طلبا للانتربول بملاحقة الفارين وتسليمهم الى السلطات السورية الجديدة، مما يؤكد ان ما وصف بالهروب لم يكن هروبا وانما تهريبا منظما (تبديل السلطة) مقابل استلام الجولاني/الشرع السلطة في البلاد تحت مظلة اسرائلية -امريكية- تركية – قطرية و سعودية ، وطبعا بموافقة روسيا
سادسا – تجاهل تام وصمت مطبق على كل ما يخص تحرير الاراضي السورية المحتلة سابقا والمستمرة حاليا بدون توقف منذ اليوم الاول لوصول الجولاني/الشرع الى دمشق ودخوله القصر الرئاسي وجلوسه على كرسي
الرئاسة وتنصيب نفسه رئيسا للجمهورية. لم يصدر من الجولاني/الشرع لحد الان اي تصريح بخصوص الموقف من عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم المغتصبة ولا عودة المهجرين الى غزة ولا مسالة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية بل ولا كلمة واحدة عن تهجير اهل غزة الى الاردن ومصر والسعودية. ان هذا الصمت هو ضمن السيناريوالذي كان معد مسبقا له من قبل اسياده

ما هي أماني الشعب و تطلعاته بعد سقوط شلة طغاة الاسد الاب والابن؟.
الشعب يتطلع الى حدوث طفرة نوعية في المستوى المعاشي والامني لكافة فئات الشعب المرهق، وبدون تمييز بين عناصر الفسيفساء السوري . الشعب ينتظر تحقيق العدالة الاجتماعية والسعي باسرع وقت لتاسيس برلمان وطني يظم ممثلي جميع الاطياف والمكونات المجتمعية على اساس انتخابات حرة نزيهة، برلمان يقوم بتشكيل حكومة ويتكفل باعداد دستورعلماني عصري يمثل ارادة الشعب. الى جانب المهمات المركزية الاخرى منها على سبيل المثال توفير مستلزمات العمل والسكن للملايين المهجرة في الخارج وتوفير فرص الدراسة للجميع . وعلى الصعيد الخارجي اقامة علاقات دبلوماسية رصينة بدون الانظمام الى سياسة المحاور لا اقليميا ولا عربيا ولا اوربيا ولا غيرها.
ان تحقيق متطلبات المرحلة الحالية يستوجب تاسيس جيش وطني ولائه لسوريا الوطن، مدرب بامتياز وفق العلوم و القواعد العسكرية العصرية وقادرا على استعمال احدث تكنولوجيا السلاح الجوي والبحري والبري، الى جانب امتلاك جهاز مخابرات واستخبارات لمواجه التحديات الخارجية.

هل الجولاني/الشرع وحاشيته قادرون ومؤهلون وعازمون حقا على تحقيق امنيات الشعب السوري بالعيش في اجواء الديمقراطية العصرية ؟، سؤال لم تجراء القوات التي كانت تعارض نظام الاسد ولا المستقلين لا بل وحتى الاتحاد الاوربي من الاجابة بنعم، علما ان الجولاني/الشرع لا يزال في قائمة المطلوبين امريكيا مقابل عشرة مليون دولار



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان سوريا اقلعت اضافر ايران
- العمالة والارهاب وجهان لعملة واحدة لا تعرف الدين
- تعديل قانون الاحوال المدنية هو اعدام الدولة المدنية
- نور زهير...محمد جوحي ...حيدر حنون نجوم عالم الفساد
- حكومة السوداني تكشف عن هوية الطرف الثالث
- نور زهير وملا طلال اول الغيث قطر ثم ...؟.
- تعديل قانون الاحوال الشخصية جريمة العصر بحق المجتمع
- ثورة 14 تموز والاسلام السياسي الشيعة نموذجا
- الثروة النفطية في العراق ملك صرف الغرباء
- قصف اربيل و جامعة الدول العربية
- مناقشة هادئة للقرار السياسي القاسي والصارخ والخطير
- الى مسامع من يهمهم الامر ... بدء من السيد مصطفى الكاظمي
- كومونة ساحات التحرير الحلقة السادسة المرجعية الدينية كشفت عن ...
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الخامسة الخريف يتهالك ... والربي ...
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الرابعة ما العمل ؟... من سينتصر
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الثالثة مرجعية السيستاني اصبحت ا ...
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الثانية المرجعيات الدينية
- كومونة ساحات التحرير - الحلقة الاولى - استقالة رائد فهمي
- الى جميع الاحزاب الشيعية والمرجعيات الدينية الشيعية في العرا ...
- سقوط الموصل حقائق تدين المحققين


المزيد.....




- جيلاني الهمامي: إعادة كتابة الجغرافيا
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينحني إجلالا لشهداء حركة 20 فبر ...
- تعليم: بلاغ مشترك حول اللقاء مع وزير التربية الوطنية للنقابا ...
- الحرب في أوكرانيا: دفاع مشروع على أمن روسيا وتسريع لسيرورة ب ...
- وفد تركي في كردستان العراق: أوجلان يعمل على حل -ديمقراطي- لل ...
- تركيا: اعتقال 282 شخصًا بينهم صحفيون وسياسيون للاشتباه بارتب ...
- الفصائل الفلسطينية تنعى القيادي في كتائب القسام محمد شاهين
- الفصائل الفلسطينية تنعى القيادي في -كتائب القسام- محمد شاهين ...
- المدرجات الألمانية تقاوم: معركة كرة القدم ضد اليمين المتطرف ...
- يوم تضامني مع معتقلي الرأي والدكتورة ليلى سويف


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مهران موشيخ - الجولاني والشرع وجهي عملة واحدة