أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي العزيز 1














المزيد.....


الى والدي العزيز 1


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 17:27
المحور: سيرة ذاتية
    


وقت الظهيرة في التنومة، لمحت ووجهك بعد سنوات الغياب في سجن البصرة ونقرة السلمان، بمرافقة العم جواد تقترب، هرعت اليك ورفعتني بحرارة لتقبلني. ومن المؤكد لم تسمع بانتقالنا الى التنومة (شط العرب) من المربد في الزبير. وربما اوجزك العم جواد وهذه قصة يطول شرحها، وتناولتها في مقالات سابقة. ومن المؤكد ان افرد لها حديثا خاص.
في سنوات التنومة تعلمت اساليب الحياة في الريف (التعامل مع النخل، والحيوانات وغيرها) ومنها ما قدمت لشخصيتي الصبر الجلد والشجاعة وعدم التردد والاقدام ... وفيها استلمت مساعدات من الشعوب الامريكية تمثل في الطحين الصفر وعلبة زيدة بحجم علبة حليب كبيرة (نيدو) وعلب حليب وكذلك حذاء باتا وهكذا. فرحت فيها للحاجة وضيق ذات اليد للجد جبار سلطان. كما وجدت القوم المانحون اكرم من سلطات العراق.
وجلبت لي ياوالدي كتب للقراءة في نهايات سنوات المتوسطة، فكانت مرتفعات ويذرنغ الرواية الوحيدة لايميلي برونتي، والتي اكتسبت شهرة واسعة، ورواية جين اير لشارلوت برونتي، وبعض روايات نجيب محفوظ. ويبدء فصل جديد في حياتي. يسعدك حديثي عن امور وخيالات مني. وتستمر جهودك في توفير كتب سلامة موسى رائد الاشتراكية المصرية واول المؤرخين لها، وله اهتمامات واسعة ونادى بتيسيط اللغة العربية. وديوان طرفة بن العبد اول ديوان جلبته لي، ثم ديوان ابو فراس الحمداني والمتنبي والخنساء وغيرها. ولم اشعر وقتها بثقل ذلك الاقتصادي عليك، واليوم اعرف كم اقتطعت من حياتك اليومية لتوفر لي هذه الكتب، وكم رفاهية تستحقها وخصوصا بعد سنوات العسرة في سجن البصرة ونقرة السلمان، تركتها لتوفر لي هذه الكتب، اقول لتوفر لي فرصة لتطوير عقلي، وفتح افاق عديدة امامي، ولينضج تفكيري. الان اعرف ما هو الجهد الذي بذلته، وما حرمت نفسك منه. كان يرافقك العم جواد يرحمه الله في مكتبات البصرة المحدودة العدد لتوفر لي قراءات خارج مناهج الدراسة. لا يمكن تحديد ديوني برقم ابدا. انا مدين لك بتمتعي بامكانيات على النقاش والكتابة والتفكير العلمي، وحصلت على الاستاذية بفضلك.
الصحف اليومية لا تفارق دارك يا والدي الحبيب، وتنتشر الصحف في الهول حيث جلوس العائلة، ويؤثر في نفسي اهتمامك بالمقال الافتتاحي، وتفسيرك له، ثم صدرت الفكر الجديد وطريق الشعب وكانت من اهتمامك جلبها مع الصحف اليومية للبيت. ولا ننسى الثقافة الجديدة والثقافة (صلاح خالص) الدوريات الشهرية لتحضر في الدار.
وعلى نهجك، وفي سنوات عملي في ليبيا كنت امضي شهرا في عمان، الاردن، واترك الشقة مملؤة بجرائد الاردن ودورياته. اتابع المقالات في تلك الجرائد والدوريات، غذاء روحي زرعته بنفسي فتعودت عليه. كيف اصف لك يا سيدي، وكيف اضحيت اتناول القضايا وافسرها واناقشها. انه الاحساس انك معي كما كنت طفلا ومراهقا وشابا بل ورجلا تعلمني وتدفعني نحونشاط بعيدا عن مناهج الدراسة.
ولم تهمل يا والدي اخوتي الاصغر، فكانت مجلتي والمزمار ضمن مشترياتك. ومن الذكريات ان يحفظ الاخوة وليد ورعد (رزقك الله بهم بعد سجن نقرة السلمان). قصائد من مجلتي والمزمار، فكانت نشاط لهم مميز في المدرسة. لقد وزعت جهدك يا والدي في دفع الجميع الى نشاط غير صفي وبعيدا عن المناهج. ان ذلك ايمانك بتطوير عقول ذريتك.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحة العقلية للشباب العراقي: ملاحظات خاصة
- مناقشة سياسة صحية للرئيس ترامب 1 داء السكر 2
- الشرق الاوسط الجديد
- نشر البحوث الطبية
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البيولوجية الحديثة) 3
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 2
- علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 1
- تكريم اساتذة اطباء
- د. فوتشي وجائحة كورونا 2
- الدكتور فوتشي وجائحة كورونا 1
- الكابتاكون في الشرق الاوسط
- وحرب اسقاط صدام 1
- في ذكرى بدايات حرب اسقاط صدام حسين
- ممارسة النشاط البدني (الرياضة) اثناء الحمل
- وتفسيرات لزيادة نسب الاصابة بالادمان وامراض القلب وداء السكر ...
- الى والدي مع الحب
- التقييم النفسي للقادة السياسيين عن بعد في العالم- علم حديث
- هادي شويش في ذكراه الثالثة
- وتتغير صفات الادوية
- توثيق مكافحة السرطان في العراق في كتاب


المزيد.....




- شاهد كيف تخطى آيساب روكي مقاعد المحكمة لعناق ريانا لحظة الحك ...
- ألقى بنفسه بين ذراعيها في المحكمة.. ريانا تعبر عن سعادتها بت ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير ...
- زعيمة حزب المحافظين البريطاني ترد على وصف ترامب لزيلينسكي بـ ...
- من نجم على السوشيال ميديا إلى متهم بتصنيع المخدرات.. قرار قض ...
- إفريقيا قارة المستقبل
- خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لنا رغم بعض -القضايا الم ...
- روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد ال ...
- ترامب يقول إن زيلينسكي -ديكتاتور من دون انتخابات- وينتقد شرع ...
- لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان وما الأهمية ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي العزيز 1