خالد علوكة
الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 07:09
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
استعراض كتاب - تاريخ اليزيدية النشأة الفكر والمعتقدات والطقوس - (1-4)
صدر طبعة اولى 2008 م وثانية لعام 2015م للمؤلف التونسى د. محمد الناصر الصديقي وهو عضو الاتحاد الدولي للمؤرخين واستاذ مساعد في التاريخ الاسلامي الوسيط والانثروبولوجية التاريخية ، ونشرها باسم الرسالة المعمقة . وله عدة نشريات وكتب ورسائل وشهادات ومحاضرات في مجال اختصاصه ، ومما حذى بي استعراض كتابه اعلاه لكونه كٍتاب قيم لتاريخ الايزيدية إسوة بكتاب جورج حبيب - اليزيدية بقايا دين قديم- وفيه تقييم ايجابي اكثر من السلب وتاريخي وانثروبولجي لمعتقد ديني لعب المؤلفين على التشكيك في كل شئ فيه .
والمؤلف يربط ويوضح كيف اليزيدية ديانة قديمة ؟وامتدادها من سومر وبابل تزامنا مع طقوسها وعاداتها وارثها العريق رغم كل مصائب الفرمانات وكيف بقيت على اصولها متفردة ، والمؤلف لم يترك مصدر من باحث وكاتب ورحالة ومستكشف أشار على اليزيدية دون ذكره وبضمنهم الكُتاب الايزيدية .واعتمد كثيراً على كتابي الجلوة لاهل الخلوة ومصحف ره ش رغم مافيهم فلاتستطيع رفضهم ولاقبولهم كلياً لفقدانهم ولوجود نص شفهي افصح منهما، ولو توفرللمؤلف فرص إطلاعه على الاقوال والنصوص الايزيدية لكان اجاد وافاد اكثر وهنا يعترف باختلاف علم الصدر عن كتبهم المقدسة.
واطرح هذه المقدمة ليس لكوني من شجرتها بل قرأت واستعرضت ونقدت اكثرمن 30 كتاب يخص الشأن الايزيدي والفكري واجد هذا الكتاب افضل ماقرأته بامانه البحث وفيه الغث والسمين وانا لها بالعرض والتَمحيص - واعتبرالكتاب فكر مقارن لكل باحث تاريخي يبغي المصادر على اختلافها ولكل كِتاب خط فكري يتداوله مؤلفه ويبقى علينا النظر بمستوى افكاره ونظرته حتى لو اختلفنا معه في الاصل وفصول البحث و النتيجة .
ونبدأ بالكتاب وبين كل قوسين للمؤلف صديقي (-) .
وص 5- يقول ( هذا المذهب عريق قديم كانت له على امتداد الحقب التاريخية أتباع واشياع استقروا في شمال العراق جنوب كوردستان كانوا يعرفون باسم العدوية ، واضافة مااشتهر عنهم إنهم عبدة ابليس فهو اعتقاد له جذور ضاربة في القدم ) و ذكر ألابلسة لما هو دارج عنهم ،علما لاوجود لملاك ساقط عند الايزيدية وربما اتى بهذا من مصحف رش!!.
وص11 - ( إن ابن تيمية ت 1326م ذكرهم بالانحراف عن المنهج الاول النقي ! الا انه لم يبين لنا نوعية التبدلات ولاطبيعة المعتقدات المحدثة عندهم ولم يعط اي جديد عنهم ) واقول ابن تيمية الحراني الكوردي في إجابته عنهم قال لاعلاقة لهم بالاموية لمرور فترة طويلة بين تاريخ شيخ عدي بن مسافر والدولة الاموية وامتدح طريقة الشيخ عدى بن مسافر.
ويستمر المؤلف بذكر ماكتبه الشنطوفي والتادفلي والشعراني والفارقي ويذكر مناقب شيخادي الاول وساختصر مانسب لهم فمنهم من قال بالاساطير ومنهم من اجاد ولكل ناطق في اصله فَصّله .
وص 13 - نقل عن ( الفارقي ت 1117م من مدينة ميافارقين ومصادره في حاجة الى مزيد من التوثيق لتوصلنا الى حقائق تاريخية غير التي بين ايدينا حول اصل اليزيدية ولم يذكر قياداتهم ، ولو اشارات الغموض تسوده كون الذي التقى معهم الفارقي ولسانهم من العرب بينما هذه النحلة ويقصد" اليزيدية "اغلبهم من الاكراد ).ويظهر اكثرمن ذكروا بالكورد قصدوا بهم اليزيدية .
وص14 - ( إبن الاثير الشيباني ت 1232م ذكر تاريخ وفاة شيخادي الاول وولادته وانتقاله للموصل ولم يضيف اي شئ عن صلته بالامويين او طريقته !! ) .
(وابن المستوفي الاربلي ت 1239م يعتبرمن المصادر القيمة حصلنا من خلالها على مادة تاريخية ساعدتنا في بحثنا على الالمام ببعض الجوانب الاجتماعية " والبدعوية" وكذلك المناقبية في سيرة اقطاب الزاوية العدوية وكان من المعجبين بالشيخ عدى بن مسافر انعكست على محتوى كلامه وترحيبه باقامة شيخ حسن بن عدى2 في مدينته) ومما يذكربان هذا المصدرمهم في بيان تاريخ اليزيدية ووقت وجود شيخ حسن شمس الدين كما يسميه المؤلف ).
وص 15 - ( نقرأ لابن كثير الدمشقي ت 1372م ذكر تفاصيل مفيدة عن شيخ عدي بن مسافر ونسبه الاموي وطلبه العلم وانقطاعه لجبل الهكارية كما ذكر غلّو الناس فيه لدرجة تأليه والاشراك في الربوبية ولم يكن دقيقا في تاريخ وفاته).
و( شرف خان البدليسي الروزكي ت 1543م وكتابه الشرفنامة واصله كوردي تكلم عن الاكراد فيه مقتبسا من الفرس والاسلام مفصلا مذاهبهم ومناطقهم وذكر النحلة اليزيدية وربطها بعدي بن مسافر ثم لم يذكر متى ابتعدوا عن منهجه او تاريخ اطلاق التسمية اليزيدية عليهم ) .
وص17 - ( ابن خلكان ت 1212م وكتابه وفيات الاعيان اشار على مناقبه وذكر صريح للطائفة العدوية ونسبه الى الاموية والمروانية ولم يشير الى بُدعه او هرطقات حدثت بعد وفاته وص 33 يقول ان مروان بن الحكم نقل بيت المال من دمشق الى حران ).
وفي ذكر المروانيون حسب ويكيبيديا : انهم سلالة كوردية سنية حكمت شمال سوريا وجنوب الاناضول سنوات 990-1084م بعد انحلال الدولة البويهية قام احد قادة العشائر الكوردية واسمه [ابو علي بن مروان900-997] بانشاء امارة مستقلة في ديار بكر وميافارقين وعاصمتها آمد وانتهت في عام 1085وقيل 1096م – ومما يذكرفي كتاب نهج البلاغة تم نعت آل مروان من قبل الامام علي و{ للتاريخ نرى هنا وجود حقيقي للمروانيين في هذه المناطق التي تتواجد فيها اليزيدية مما يقرب صلة شيخادي من هذا الفرع المرواني الذي لم يكن له قبول واعتبار في زمانه} .
وفي كتاب (ابن شاكر الكتبي ت 1361م يعتبرمصدر مهم لشيخ حسن شمس الدين وسيرته وابرز مؤلفاته ومغالات الكورد العدوية في شخصيته وعلمه ، وله ابيات شعرية فيها شئ من الاتحاد والحلول معرفا بشطحات الشيخ حسن وذكر كيفية قتله من قبل الارمني بدر الدين لؤلؤة ) .
وص18 - نقرأ (عن كتاب الانساب للسمعاني التميمي المروزي ت 562هج /1166م وهي من اقدم المصادر التي تعرضت لاسم اليزيدية في جبال حلوان مما يرون الامامة في يزيد بن معاوية وذكر طقوسهم وابرز خروجهم عن المألوف للجمهورالاسلامي ، ورغم اهمية معلومات السمعاني الا انه لم يذكر اي صلة للايزيدية في حلوان وهي من المناطق الكوردية وبالشيخ عدي بن مسافر مع العلم ان السمعاني كان من معاصري الشيخ عدي بن مسافر 577هج / 1162م ولم يعرفه ، ولم يتحدث عن مصدر عقائد هذه الطائفة اليزيدية ) واقول عن مدينة حلوان:-
ونجد مدينتان باسم حلوان في زاكروس حيث بني عنز اسرة كوردية من قبيلة الشاذنجان اقامة امارة خاصة بهم في اقليم الجبال واتخذوا مدينة حلوان مركزا لهم وامتد حكمهم خلال العهدين البويهي والسلجوقي خلال المدة 1054- 991م وهي مدينة قديمة تقع في منطقة جبال زاكروس وحاليا غرب ايران بين كرمنشاه ونهر ديالى او ربما بالقرب من كرمنشاه - حسب بحث سليمان الخرابشة جامعة اليرموك/ الاردن –
والثانية نجد جبل حلوان الواقع في منطقة حائل في تيماء/ تبوك السعودية –
وابن بطوطة ت 1304م ذكر (عن الاكراد في شمال العراق وعاداتهم و اشار بان طائفة من نسل يزيد بن معاوية يعيشون في مناطق الاناضول بجوار التركمان وهم قطاع طرق وهو نفسه هذاعمل قسم من القبائل الكوردية . ولكن ابن بطوطة لم يشير الى مذهبهم الديني او مرجعيتهم بقدر ما إهتم بنسب هؤلاء واماكن نشاطهم ) . ومما دون في رحلته الى سنجار التقى العابد الزاهد عبدالله الكوردي احد المشايخ صاحب الكرامات وهو صائم لاربعين يوما ويفطر على خبز الشعير واكيد فقط اليزيدية يصومون 40 يوم ولااعرف كيف فاتت مؤرخنا بهذا الخبر اليقيني اليزيدي !!
ثم - يتحدث المؤلف عن الاب انستاس الكرملي الذي رغم عروبته ومكانته الدينية لكنه قال كلاما ليس بمستواه اللغوي والديني عن اليزيدية وهو من زارهم وحاول استمالتهم بكتابهم المفقود دون جدوى فاساء التعبير عنهم !! .
( ثم يكتب عن احمد تيمور الكوردي وقسطنين زريق والعزاوي والدملوجي والحسني ولم يقدموا الجديد وغلبت فيهم اراء المروق والكفر لكن لاينفي دورعمل الدراسة الميدانية في عاداتهم وطقوسهم الدينية والاجتماعية ).
وص21 - ( ينقل عن الرحالة والمستكشفون الاجانب يبدأهم بالايطالي ميكائيل انجلو غودي - والباحث الفرنسي روجيه لسكوت :- الذي قدم عًمله عن يزيدية سوريا في جبل سمعان وعفرين في حلب وكذلك يزيدية سنجار بالعراق واتصال جذورهم بالصوفية تعود لشيخ عدي بن مسافر واوضح تباين العادات والطقوس بين يزيدية الفترة الوسيطة واليزيدية الحالية وتاثيرات الصوفية في الطريقة العدوية وكذلك آثار الزرادشتية والفارسية القديمة في عادات هؤلاء الاكراد ).
نقطة وجود الايزيدية في جبل سمعان قرب حلب مثبته حيث الفرنسي الاب هنري لامنس زارهم وكتب عنهم بقوله : من الجهة الشرقية تظهر قمة صخرية تشكل اعلى نقطة فيه تُتَوّجها القبة البيضاء لضريح الشيخ بركات وذكر بان يزيدية جبل سمعان قالوا اننا قدمنا من جبل سنجار وذكر اوصافهم وتقشف معيشتهم .حسب ترجمة عن الفرنسية للدكتور عبد الجليل عبود 2019م .
وص 30 -( يستمرفي ذكر تواجد اليزيدية في مصر وجبال حلوان والقوقاز وجورجيا وكوتاهية ويذكر جذورهم في القفقاس وكيف رحل حسن اغا المتحالف مع الروس الى اريفيان ارمينيا تخلصا من تسلط العثمانيين – ثم يشير الى تباطئ اسلمة شمال العراق بسبب الجو البارد وتمتعهم بحكم ذاتي ومما يفسر بقاء مذاهب كاليزيدية والشبك والعلي الهية وغيرها ولم تخضع للحكم السياسي المباشر للدولة الاسلامية المتعاقبة من الراشدين الى الامويين والعباسيين – ليؤكد عدم اعتناق الكل للاسلام ). وهنا المؤلف يؤكد ويؤشر بقاء الايزيدية في شمال العراق رغم لصقها بالاموية والزرادشتية والمثرائية والعدوية كطريقة والزيدية الشيعية وغيرهم .
وص53- ( فاليزيدية وهي مما يعتبر جديداً. مذهب كان انتشاره محدودا وكانت المعرفة به قليلة رأينا البحث في جذورها من خلال البحث في ديانات المنطقة قديما من هضبة الاناضول شمالا الى بابل جنوبا والهضبة الايرانية حيث مركز الزرادشتية الى سواحل الفرات غربا ) هنا يجرنا المؤلف الى القول في رأي الكاتب شمدين باراني عندما وصف تواجد الايزيدية في فرعين شمالي عند مناطق جبال زاكروس وجنوبي في بلاد الرافدين/ بابل -.
و54- يقول ( فدراسة العقائد والطقوس لاي شعب تكشف عن طبائعه ونبدأ ببلاد النهرين سومرية وبابلية واشورية ذات تركيبات عرقية مختلفة ومزيج ثقافي مختلط مهد فيما بعد بظهور الديانات التوحيدية الثلاث التي تاثرت كثيرا بالفكر الرافديني. فالساكن في هذه البلاد على وعي بالقوى الغيبية الروحية التي يعتمد عليها بوجود اي مجموعة بشرية فالتاريخ يبدأ من سومر بالرغم من جهل الجميع لاصل هذا الشعب الغير السامي ) .
= له تابع
فبراير 2025م/ كندا
#خالد_علوكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
