|
قائد ثورة الريف والماركسية ممارسة
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 00:25
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
أما زلتم تبحثون عن الثورة في الصين..؟
لقد أخطأتم طريق هزيمة الإمبريالية.
هناك معادلتان في العالم : الماركسية ضد البرجوازية، والشيوعية ضد الإمبريالية، ودونهما هراء..!
لماذا لم تنجح الثورة بالمغرب والدول العربية..؟
قرأت ودرست بعض تقارير المستعمر الفرنسي حول جنوب المغرب في القرن 19 وبداية القرن 20، واكتشفت كيف استغل المستطلعون اليهود الفرنسيون اليهود المغاربة وسذاجة شيوخ القبائل وشيوخ الزوايا/الشرفاء، وهم يتنقلون بين الجزائر والمغرب لاستكشاف كل خبايا هذه المنطقة الهائلة بتاريخها، من جبال وهضاب وسهول ووديان جغرافيا وجيولوجيا وسوسيولوجيا وحتى ما بفضائها. قائد ثورة الريف، قاضي مليلية المستعمرة الإسبانية درس تاريخ الأندلس ماديا تاريخيا ورجع إلى الريف لمواصلة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، تعلم القيادة العسكرية في الواقع الموضوعي للمقاومة المسلحة بجبال الريف، قضى على الميول القبلي في مجتمع الفلاحين، ووحد القبائل الريفية في الواقع الموضوعي حول هدف واحد، وهو الثورة ضد الاستعمار، وبنى جيش التحرير الوطني ضد الإمبريالية.
استلهم أسس التنظيم الثوري، من دراسة تاريخ بلاد ساهم ثواره الأولون في بناء حضارة الغرب البرجوازية، من وحي ابن رشد وابن خلدون، من حضارة العمارة الضخمة والمخطوطات الضخمة وترويجها بسوق عكاظ بسوس، زمان قنديل زيت الزيتون وقلم القصب، تاريخ ثورة ابن تومر بالجنوب واحتلال مراكش، وبنى أكبر إمبراطوية عالمية.
هزم مارشالات وجنرالات وآلاف الجنود الإسبان، وغنم أسلاحتهم، علمهم دروس الماضي من معركة الأرك مرورا بمعركة وادي المخازن إلى مركة أنوال. تعرض شعبه بالريف للإبادة الجماعية من طرف التحالف الإمبريالي الفرنسي الإسباني وحلفائه بالداخل في 1926، فاختار تسليم نفسه حفاظا على شعبه حيث رأى أن الثورة عملية طويلة المدى، واشتغل على بناء أسس الثورة ضد الاستعمار بشمال إفريقيا، فألهم الجزائريين والأفارقة قواعد الحرب الوطنية الثورية ضد الحرب الإمبريالية، وساهم في تأسيس جيوش حركة التحرير الوطني بشمال إفريقيا وباقي البلدان المضطهدة.
رفض التعاون مع الإمبريالية الفرنسية وحلفائها بالمغرب فيما سماه الاستقلال الناقص، واختار العيش ببلاده الثاني مصر غير بعيد عن بلاده الأول، يزوره كل من يريد خدمة بلاده ضد الإمبريالية وبذلك وضع أسس الفكر الثوري الأممي ممارسة من الواقع الموضوعي إلى بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
كان شيوعيا ممارسة وعلم قادة الشيوعية عالميا، كل البلدان المتخلفة تاريخها عرقلتها الخرافات، خاصة عندما يمتزج الفكر الديني بالقبلية في تفكيرها، ذلك ما عانى منه قائد ثورة الريف، فاختار المنفى بدل العيش تحت حكم يتبنى أيديولوجية دينية تؤله الحاكم وتستعبد الإنسان.
لو لم يكن لقائد جمهورية الريف اتجاه مادي في الفكر لما هزم الإمبريالية، ولما بنى دولة وطنية ديمقراطية شعبية ببلد الفلاحين، ولما علم ماو تسي تونغ وشي غيفارة وعبد الناصر وغيرهم كثر، وأسس قواعد الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
مؤسس الحرب الوطنية الثورية في بلد أغلب سكانه فلاحون، وضع أسس الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، وبنى أسس الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية، ملهم الحرب الوطنية الثورية العالمية ضد الحرب الإمبريالية بالغرب الإفريقي، ممارسة في الواقع الموضوعي إلى النظرية الثورية، قبل أن يضع لها لينين أسسها النظرية من خلال الحرب الأهلية بروسيا.
معلم ماو تسي تونغ، هو شي منه، الجنرال جياب، كاسترو، غيفارا وغيرهم من الثوار.
بأي لغة علم قادة الثورة عالميا..؟
اسألوا جمال عبد الناصر يجبك حول حركة التحرر الوطني بشمال إفريقيا وإفريقيا.
واسألوا الحزب الشيوعي العراقي والسوري واللبناني.
واسألوا علي يعته ماو تسي تونغ يوم زار الصين ومعه أعضاء حزبه في الستينات من القرن20، عن الثورة الصناعية بالصين حتى ينقله إلى المغرب، أجابه أن ذلك بفضل ثورة الريف، ونصحه أن يبحث عن ذلك ببلاده الثورية.
واسألوا الشهيد عباس المساعدي مؤسس وقائد جيش التحرير بالجبال، الذي جلب السلاح من أوروبا الشرقية والقاهرة بدعم من قائد ثورة الريف، الذي خلق معادلة جديدة بالبوادي ضد الانتهازية الحزبية بالمدن، التي جيشت كل وسائلها الخيانية من أجل اغتياله.
واسألوا الشهيد الكولنيل حدو أقشيش تلميذ قائد ثورة الريف خريج الكلية الحربية بالعراق في 1951، أول من أعلن الثورة ضد الإمبريالية وأعطى انطلاق حركة التحرر الوطني بشمال إفريقيا، بإطلاق الرصاصة الأولى بجبال الأوراس بالجزائر، وبتوجيه من قائد ثورة الريف الذي وجهه لما حصل على الباكلوريا بالقاهرة إلى التكوين العسكري بالكلية العسكرية بالعراق.
واسألوا عمر دهكون وشيخ العرب وغيرهم كثر يخبرونك عن دروس قائد ثورة الريف بالبادية والمدينة.
هذا هو صلب فكره المادي، من المادة إلى النظرية، فبنى نظرية الحرب الوطنية الثورية ضد الحرب الإمبريالية في الواقع المملموس، وذلك سر بقاء تجربته حية من خلال التجارب الثورية العالمية بالبلدان المضطهدة، وذلك أقصى ما يمكن أن يصل إليه الفكر المادي في مستواه الثوري، من التاكتيك إلى الإستراتيجية ومن الديالكتيك إلى البراكسيس، في تفاعلها الجدلي وقف بناء النظرية الثورية من خلال الحركة الثورية في زمن بناء أسسها ضد الإمبريالية.
تعلم منه الثوريون عالميا أسس بناء الثورة، من خلال تجربة الجمهورية الوطنية الديمقراطية الشعبية في بلد مضطهد، هزم الإمبريالية بأدوات محلية، وبقيادة فكر ثوري لم يستسلم للهزيمة، انطلقة من جديد خارج وطنه على شكل الثورة أمميا، فكر أممي انتشر في الواقع الموضعي بالبلدان المضطهدة، لعبت الصحافة العربية دورا كبيرا في نشره في حينه، في حين بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية بالريف.
مارس أسس الماركسية ممارسة، الممارسة البروليتارية في الحركة الثورية والفكر الثوري، في البناء الثورة للدولة استراتيجيا، في ظل الحرب الوطنية الثورية ضد الحرب الإمبريالية.
وعلمها لماو تسي تونغ وغيفارة وهو شي منه وغيرهم من قادة الحروب الوطنية الثورية ضد الحروب الإمبريالية بعد الحرب الإمبريالية الأولى، وفي مرحلة حركة التحرر الوطني بالبلدان المضطهدة بعد الحرب الإمبريالية الثانية.
لا يمكن هزم تاريخ الريف الثوري بالسب والشتم والأفاظ القدحية والمشينة كما يفعل بعد القومجيين في نزاعهم مع الشوفينيين، قائد الريف أنتج فكرا ثوريا من المادة إلى الحركة والنظرية الثوريتين، هو تاريخ ثوري خضّب النظرية الثورية عالميا، تاريخ قائم بذاته ولذاته، لن يمحي بحاجة إلى النقد العلمي المادي لبلورة أسس النظرية الثورية في عصر الإمبريالية التي جددت أساليب غطرستها.
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الثورة والثورة المضادة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط
-
عن الحزب الثوري والمقاومة الثورية
-
النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة
-
في التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية وحسم السلطة
-
عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي
-
حوار مع زائر حول الحريق وأشياء أخرى
-
عائلة تنازع وزير العدل في ملكية قصبة تالوين وتقاضي رئيسي جما
...
-
عن جدال تعيينات الوكالة الوطنية لجودة التعليم العالي بالمغرب
-
ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة
-
ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثانية
-
ماذا يجري بسوريا..؟
-
اللمسات الأخيرة لتقسيم العمل عالميا
-
حسن نصر الله ومكر التاريخ
-
ما هي مهام الماركسيين اللينينيين في الحرب الإمبريالية الحالي
...
-
من يؤدي ضريبة الحرب الإمبريالية..؟
-
من يحارب من..؟
-
بأي معنى يمكن أن تكون مع المقاومة..؟
-
ماذا يقع بواحات الجنوب والجنوب الشرقي بالمغرب ؟
-
عن ترويج ثقافة البازار في أوساط الشعوب
-
حول الغربة السياسية
المزيد.....
-
جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا
-
أصابت أكثر من 20 شخصًا.. شاهد ما تسببت به سيارة اقتحمت حشدًا
...
-
لماذا يميل الشباب في ألمانيا إلى اليمين المتطرف؟
-
العدد 592 من جريدة النهج الديمقراطي
-
بصدد موقف النهج الديمقراطي العمالي من الأزمة السورية؟
-
البروليتاريا بلا سلاح وبلا قيادة
-
عضو الجبهة الديمقراطية: نفترض ان ينسجم الموقف الرسمي الاردني
...
-
-أمة واحدة ومصير مشترك-.. البحرين تحتضن -الحوار الإسلامي الإ
...
-
حزب العمال: غزة ستنتصر مرة أخرى على ترامب ونتنياهو
-
حوار حول مشروع القانون المتعلق بممارسة الحق في الإضراب مع ال
...
المزيد.....
-
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
/ رزكار عقراوي
-
نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل
...
/ بندر نوري
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
المزيد.....
|