محمد العجيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 21:55
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تشهد المنطقة تطورات متسارعة تفرض على جميع الأطراف التفكير في مستقبل أكثر استقرارًا وديمقراطية. إن التحول القادم لا يجب أن يكون نتيجة أزمات أو صراعات، بل ينبغي أن يكون عملية واعية ومنظمة تهدف إلى إعادة بناء الهياكل السياسية والاجتماعية بشكل يعزز العدالة والشمولية. إن أي تغيير حقيقي لا يمكن أن يتم بوسائل العنف أو الفوضى، بل عبر نهج ديمقراطي شفاف يستند إلى إرادة الشعوب واحترام حقوقها.
لطالما كان الاستقرار والديمقراطية هدفًا مشتركًا، إلا أن تحقيقهما يتطلب رؤية بعيدة المدى تتجاوز المصالح الضيقة والمخاوف التقليدية. يجب ألا يُنظر إلى أي تحولات سياسية واجتماعية بعين القلق أو الريبة، بل ينبغي أن يُفهم أنها فرصة لإعادة صياغة العقد الاجتماعي على أسس تضمن حقوق الجميع. لا يمكن بناء المستقبل على الإقصاء أو المواجهة، بل بالحوار والتعاون، حيث يصبح السعي إلى نظام سياسي أكثر عدالة مسؤولية مشتركة، وليس مجرد مطلب لفئة معينة.
إن المرحلة القادمة تتطلب جهدًا جماعيًا، فالتغيير الحقيقي لا يتحقق بمجرد إصدار بيانات أو رفع مطالب، بل هو عملية تتطلب التزامًا عمليًا وتنظيمًا دقيقًا لضمان تحقيق نتائج مستدامة. إن بناء مجتمع ديمقراطي حديث يستدعي فهمًا أعمق لمسؤوليات الأفراد والجماعات، والعمل بجد من أجل خلق بيئة سياسية واجتماعية تعكس تطلعات الجميع.
لذلك، فإن الطريق إلى مستقبل أكثر عدالة واستقرارًا يمر عبر النضال السلمي والعمل الذكي، حيث يكون لكل فرد دور في تحقيق التحول المنشود. إن الرهان الحقيقي لا يكمن في فرض الحلول، بل في إيجاد صيغ تضمن التعايش والتقدم المشترك، بما يخدم مصالح الشعوب كافة، ويعزز الاستقرار في المنطقة بأسرها.
#محمد_العجيلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟