أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - سياسات سوقية تنتهجها إدارة ترامب















المزيد.....


سياسات سوقية تنتهجها إدارة ترامب


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 20:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


رئيس الولايات المتحدة "يتظاهر في خطابه كما لو ان بلاده ومواطنيها، في الحقيقة، ليس لهم إسهام في "سوء حظ " الشعب الفلسطيني، ليسوا المهندسين لمصائبهم، إنما حلت المصائب وأسباب ضياعهم ببساطة في ازمنة غابرة لا أحد يتذكرها"، يكشف ستانلي كوهين، المحامي الأميركي المناضل من اجل حقوق الإنسان الزيف في تصريحات المسئولين الأميركيين.

ترامب يدرك استحالة التهجير، فماذا يقصد؟
في جميع أرجاء العالم العربي، يقف المواطنون العاديون يشاهدون الولايات المتحدة تنزلق إلى الهاوية ويتساءلون: ما الذي يمكن أن يفكر فيه الأمريكيون هناك؟ مؤسساتهم، التي كانت موضع حسد العالم ذات يوم، بمجتمع حر وقيم الرحمة والتسامح... كلها تتطاير في رياح التاريخ، فوق الحافة وذهبت. الساميون الحقيقيون، في الشرق الأوسط، وليس في أوروبا، يحدّقون في هذه الكارثة التي يطلق عليها الديمقراطية "الليبرالية" على النمط الغربي، بينما يتم امتصاصهم بشكل عرضي إلى الثقب الأسود الأخلاقي لممثل تلفزيوني ممل، محتال، ريستليمانيا، من الحزب الجمهوري، مع شلته المليارديرات والطوباويين التقنيين، الذين ينهبون الآن أغنى وأقوى دولة في العالم،؛ بينما تجلس نخبها في راحة، بانتظار اقتسام الغنائم. أمر أشبه بمشاهدة الطاغوت يجرفه التيار الى الشاطئ ليتولى تفكيكه حشود كثيفة من سرطانات رملية نشطة؛ كما يعلم الجميع يبدأ فساد السمكة من رأسها.
إن مشاهدة رئيس أميركي يقول علناً، وهو يقوم بوظيفته بالبيت الأبيض واقفا امام علم دولة الاحتلال، إسرائيل،" إنني بالفعل ارى حالة ملكية طويلة الأمد" للولايات المتحدة في قطاع غزة، كما لو أنه يعرض شقة ثلاثية في سنترال بارك لأمير سعودي أقل شأناً، ينزع السترة الأخيرة في رقصة طويلة دنيئة، سخرية من إمبراطورية تتظاهر بالتفوق الأخلاقي وتتصرف بابتذال؛ بينما تنتظر اللحظة المناسبة لنشر "فن الصفقات" ،"ريفييرا الشرق الأوسط". هكذا بتقنية الروبوت يشير الدلّال، بينما ينظر بوجه ضحوك رئيس الوزراء المدان طريد العدالة، بالكاد قادر على تصديق ما يسمع: "الولايات المتحدة سوف تأخذ على عاتقها"، و"سوف نمتلكها". بالطبع، كان لدى الجميع، من دولة الإخمينيين الى الامبراطورية الرومانية الى نابليون منتجعات على الشواطئ مثل الشواطئ العربية، غير ان شعب فلسطين يقف بجانب شعب غرينلاند إذ يقول: "أرضنا ليست للبيع"، ولا نستسلم للغزو، يجب أن يكون هذا واضحًا للجميع منذ الآن. أي موقف أمريكي في غزة ستكون له عواقب مستحقة لم يتهيأ الأمريكيون لها.
عادة غريبة لدى الرئيس الأميركي، شأن الكثيرين قبله، يتحدث عن الفلسطينيين وكأنهم معدمون من أي فاعلية إزاء ما يجري لهم، ولا خيار لهم في الأمر؛ كذلك يتحدث كما لو أن ما حدث للفلسطينيين وأرضهم مجرد طقس سياسي عشوائي: “إن قطاع غزة، الذي كان رمزاً للموت والدمار لعقود عديدة،” يتابع الدندنة: “ حظه سيئ جدا، مكان لازمه الحظ السيئ مدة زمنية طويلة ”. في هذا، لا يختلف كثيراً عن أي من أسلافه، متظاهرا في خطابه أن الولايات المتحدة ومواطنيها، في الحقيقة، ليس لهم إسهام في "سوء حظ " الشعب الفلسطيني، ليسوا المهندسين لمصائبهم، إنما حلت المصيبة والأسباب لضياعهم ببساطة جرت في ازمنة غابرة لا أحد يتذكرها.في الحقيقة أقدم الكونجرس الـ 118 للشعب الأمريكي في ظل إدارة ديمقراطية على تزويد إسرائيل ب 85 ألف طن من المتفجرات، أسقطتها على سكان غزة - كل هذا دفع أثمانه جميع دافعي الضرائب الأمريكيين، سواء كانوا من الولايات الحمراء أو الزرقاء: أكثر من 4000 صاروخ هيلفاير؛ 14 الف قنبلة إم كي- باوند 84200 تنفجر محدثة حفرة سعتها خمسين قدما وبعمق ثلاثة طوابق، وعدة آلاف من القنابل زنة 1000 و500 باوند؛ 17 الف طائرة قاذفة او مسيرة او صواريخ مجنحة. مجموع الدمار التام يفوق ما قذفه الحلفاء على مدن اوروبا الرئيسة في الحرب العالمية الثانية، او ما أسقط على فيتنام من قذائف. غير ان تقديرات معينة تفيد ان 40 بالمائة من هذا الدمار احدثته "قنابل غير موجهة" عادية تحتوي على ذخيرة لم تنفجر، متناثرة حاليا بين أنقاض البنايات في القطاع. هذه الاغتيالات جميعها من صناعة الولايات المتحدة الأميركية على نطاق صناعي، الذي تم ارتكابه في الولايات المتحدة الأمريكية، وجهت ضد شعب لا يملك طائرات، أو سفن، أو دبابات، أو دفاعات جوية، ولا حتى الماء والطعام، والآن يحق التساؤل، هل من قوة عسكرية تعيها الذاكرة الحديثة تصرفت بجبن وقسوة كما فعلت إسرائيل؟
حظيت هذه الفظائع الأخلاقية بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي يدا بيد- في حال يعتقد البعض أن السياسيين الأمريكيين لم يعودوا قادرين على التعاون. سوف نحتاج الى ما يقدر بخمسة عشر عامًا لمجرد إزالة الأنقاض - أي ما لم تكن القوات الأمريكية على درجة من الحماقة لدرجة أن تحضر الجرافات، وتحفر، محاولة بذلك إحالتها قاعدة عملياتها الجارية، ما يكسبها ازدراء العالم الحر واجيال المقاومة. ليس بعيدا عن الذهنية الأميركية تمدد النفوذ الإمبراطوري، يسمع الآن ضمن ثرثرة الزعيم المجرم، يحيك المؤامرات في العلن، دون أن يوقفه أحد، بينما تعمل فرق "الكفاءة" التابعة له في منتصف الليل على تفكيك الوكالات الحكومية.
الإرادة الأصلب والأقوى تماسكًا تفرض مشيئتها
جميع أموال الضرائب الأمريكية لم تشترِ لها سوى الازدراء، هو ما تستحقه اميركا من ازدراء وكراهية الشوارع العربية وفي جميع أنحاء العالم. لن يجد أي إنسان حر التفكير المتعة من جديد في الحكاية الخيالية عن الحرية والعدالة الأمريكيتين، أو خرافة "السلام الأمريكي". لقد تغير معنى الهولوكوست إلى الأبد؛ كان شكل النوايا الصهيونية واضحاً طوال الوقت، وبات الآن للتطهير العرقي مروجوه وباعته، على وعد ان تتوفر فرص عمل للجميع.
• الاغتيالات الجماعية لأكثر من 60.000 من الأبرياء، معظمهم نساء وأطفال؛ التسبب بالإصابات والترويع لقرابة المليوني شخص آخرين؛ والتدمير المتواصل لكل مبنى قائم في غزة؛ التجويع المتعمد لشعبها؛ والتسبب في انتشار الأمراض – كل هذه الأنشطة هي أعمال مناقضة للقانون قام بها مجرمو الحرب، يقودهم مجرم مأفون ومدان، وأثمانها يدفعها الأميركيون الذين يعيشون الفانتازيا طوال ثمانية عقود: الفلسطينيون يجب إزالتهم من الوجود. حاليا يقترح الرئيس الأميركي علانية المزيد من جرائم الحرب؛ داخل قاعة مليئة بالهتافات، غارقا في تأملاته بصوت مسموع حول تنمية "عالمية المستوى" ستحل محل المدن والبلدات الفلسطينية؛ كما لو كانت غزة إحدى مشاريع الكازينو الفاشلة التي يملكها في نيوجيرسي، أو جامعته للإكسسوارات على الإنترنت. والصحافة "الحرة" المأسورة، ترتجف الآن خوفا أمام حاكم قوي مطلق الصلاحية، تبث على الأثير بكل لطف وبدون تعليق عدميته الذهانية، كما لو ان مفاهيم القانون الدولي لم تعد موجودة. ذلك ما سوف تعنيه رغبة أميركا في تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم: القانون لم يعد موجوداً.
إنه طريق مظلم يهبط للاختفاء داخل غابة من الكوابيس غير المكسورة. في مكان ما في تلك الغابة، والدرب يتعرج، توجد أهوال أمريكية قاتمة مألوفة: مواطنون سود يشنقون على الأشجار؛ قنابل ذرية تومض على الحجر اناسا من ظلال. قنبلة نابالم تحرق طفلا وهو يركض بالطريق؛ مبنى الكابيتول يعج بحشود الرعاع القاتل، رجالأ ونساءًأ غاضبون يبذلون جهودا مضنية لحماية امتياز لون البشرة الذي يتوقون اليه، لكنهم لا يملكونه ولن يحصلوا عليه أبدًا. دولة ولدت من إبادة العرق لخمسة ملايين(فقط؟!) من مواطني البلاد الأصليين تختار من جديد حرب الإبادة الجماعية، جريمتها الأولى، التي لا تمحى مع الزمن. لن يكون ثمة جهل لدى الشعب ألأميركي بصدد المأساة الفلسطينية، أو طبيعة كفاحه: جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني تدين الفشل الأميركي بالتصرف حسب القانون كدولة تسند ما هو أساسي وصحيح. ان الحركة البطيئة لاجتثاث الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وبلاده ذات السيادة، منذ ما قبل العام 1948، وفي الوقت الراهن يتولى الشعب إزاحة الستار في مشهد بسيط كي يرى الجميع ولا ينكرون شيئا. "المجتمع الدولي" الذي "التزم" بحمأيه حقوق الفلسطينيين كافة وحيواتهم بات ينتظر بشغف منشورات دعاية لعقارات وشقق مبنية على الشاطئ- كما لو ان حركات مقاومته ستقبل هذا المصير ان يتحقق. غير ان الشعب الفلسطيني يتساءل، ماذا سيفعل شعب الولايات المتحدة؟
أحد قادة المقاومة الفلسطينية، بصفته زبونا وصديقا عزيزا، قال لي في الآونة الأخيرة وهو يتحدث عن النشاط السياسي للجسد الأميركي ..."إذا جاز لنا تقديم نصيحة لهم: إحذروا من عفن الخروج على القانون الذي يشيع من النخب العليا من أوليغارشيتكم، مثل السرطان ؛ سوف يدمر حقوقكم بأسرع مما يلحق بنا الهزيمة".



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة استسلمت لأسوأ غرائزها في مجتمع يعول على النسيان
- الميديا الرئيسة في عالم الرأسمال تزيف الوقائع وتحتفي بقتل ال ...
- الاستعمار الاستيطاني سينتهي في فلسطين وإسرائيل
- نظام يمارس الخداع بمهارة وعلة الدوام
- ذئاب ترامب شرعت العواء على فلسطين
- تنديد بتجار الموت – التحذير النبوئي للدكتور مارتن لوثر كينغ
- ألكابوس لن ينتهي، حتى لو توقف قصف القنابل.
- الدروب تنتهي بالوساطة الأميركية
- خطر حرب إقليمية ماثل بعد الانقلاب بسوريا
- الصهيوينة والامبريالية كيان واحد يفيض كتلة وينحسر ويزول كتلة
- تاريخ من العذابات المتواصلة
- عقم الخطاب المدني مع سلطوية المصالح والامتيازات
- في ذكرى رفعت العرير.. قلسطين خالدة في قصائد شعرائها
- ليزلي أنجيلين: نفاق حكومتنا يفطر القلب
- هل كان 7 أكتوبر شركا للإيقاع بغزة في حرب الإبادة؟
- آلية دولية للعلاقات العامة تشجع على الإبادة الجماعية
- المخابرات المركزية الأميركية مولت التنظيمات الجهادية وسلحتها ...
- ادمان اللاشرعية ..البدايات
- كيف أدمنت الصهيونية انتهاك الشرعية-7
- كيف أدمن الصهاينة انتهاك الشرعية-6


المزيد.....




- تركيا: تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ...
- سياسات ترامب وموقع الرأسمالية الامبريالية الامريكية في العال ...
- الانتخابات التشريعية الألمانية: هل يعود اليمين المتطرف للواج ...
- محكمة الاستئناف في باريس ترجئ البت في قرار الإفراج عن جورج ع ...
- فرنسا ترجئ قرار الإفراج عن السجين اللبناني جورج عبد الله
- تصريح صحفي صادر عن سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال ...
- مواعيد جدول مباريات الدوري السعودي روشن بالجولة 21 بتاريخ ال ...
- القضاء الفرنسي يرجئ البت في الإفراج عن جورج عبد الله إلى يون ...
- الانتخابات التشريعية الألمانية: المحافظون الأوفر حظا واليمين ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدين استمرار الت ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - سياسات سوقية تنتهجها إدارة ترامب