صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 16:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لو سألت أي انسان يعيش في هذا البلد عن اسم "علاء جابر هاشم" فلا يمكن ان يجيبك أحد، انه شخص نكرة، لا يعرفه الا من يتعامل معه، لكن هذا الشخص بحكم المنصب الذي وهبته له القوى الحاكمة يريد ان يكون رمزا، يريد ان يطفو على السطح، فما الذي يفعله؟ صحيح ان مركزه كبيرا، حسب مناصب هذه الدولة، فهو مدير شرطة النجف، لكن المشكلة التي تواجهه انه لا يتحدث به أحد، اية وسيلة إعلامية لم تطلبه لعقد لقاء؛ فلا ناشطين او معارضين ليعتقلهم او يقتلهم مثلما يفعل النكرة القبيح مدير شرطة الناصرية، ولا يستطيع اعتقال افراد العصابات ومروجي المخدرات التي تصول وتجول في المحافظة، ولا يستطيع اعتقال الفاسدين والناهبين خصوصا في مطار النجف، اذن ماذا يفعل حتى يكون مشهورا؟
فكر انه مدير شرطة النجف، وهذه المدينة "مقدسة"، او هكذا تٌعرّف، وشكل الحكم هو إسلامي-طائفي، هنا انبثقت لديه فكرة المنع والتحريم، منع النساء السافرات من التجول في المدينة، وتحريم بعض الاكلات البحرية، خصوصا "الجري". بهذا المنع والتحريم صار مشهورا، وبدأ الاعلام يتداول اسمه، ويرافقه في جولاته، ويصور للناس أوامره ونواهيه؛ هذه هي مسيرة النكرات والامعات في هذه البلاد.
لكن لو اخذنا أوامر هذا الإسلامي النكرة من جانب سياسي فماذا نكتشف؟
"الدولة هي حصيلة مسار تركيز أنواع مختلفة من رأس المال، رأس مال القوة وأدوات القمع "الجيش والشرطة"، رأس مال اقتصادي، رأس مال ثقافي، ورأس مال رمزي"؛ هكذا يعرف الفرنسي بورديو الدولة في كتابه "اسباب عملية"، ويؤكد على رأس المال الرمزي، الذي باعتقاده هو من يعطي الاستمرارية للدولة هذه او تلك، ويضرب مثال الشرف في مجتمعات حوض البحر المتوسط.
مدير شرطة النجف، صحيح انه نكرة ولا يقوى على فعل أي شيء تجاه عصابات المخدرات او الفاسدين او الميليشيات، لكنه يعمل ضمن منظومة دولة إسلامية-طائفية، تريد البقاء والاستمرارية، فبدأ يعمل على رأسمال رمزي يريد له الانتشار والتأبيد، ولهذا فأن أوامره لم يعترض عليها أحد، لأنها جاءت متسقة مع ما تريده القوى الإسلامية-الطائفية، ومع ما يريده رجال الدين.
لا توجد مدينة مقدسة او منورة او مكرمة، هذا عمل دول الكهنوت، قداسة المدن تأتي من احترامها للإنسان، تأتي من أن ذلك الانسان يعيش بكرامة، تتوفر له كل سبل العيش الرغيد، لا اذلال ولا إهانة؛ ليست قطعة قماش او سمكة هن من يصنعن قداسة المدن، هذا هٌراء وسخافة تصنعها الدول الدينية فقط.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟