|
الرفض العربي لخطة ترامب بشأن غزة: تحدٍ دبلوماسي جديد في الشرق الأوسط
مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 02:49
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن مستقبل قطاع غزة موجة من الرفض والاستنكار في العالم العربي، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين في المنطقة. وقد تجلى هذا التوتر بشكل واضح في قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتأجيل زيارته المرتقبة إلى واشنطن. خطة ترامب المثيرة للجدل: في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اقترح ترامب أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين في دول أخرى. وصف ترامب غزة بأنها "موقع هدم" بعد 15 شهرًا من الغارات الجوية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه يريد "تنظيف المنطقة بأكملها". وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، قال ترامب: "نحن نتحدث عن مليون ونصف شخص ونريد تنظيف تلك المنطقة بأكملها". وأضاف أن الفلسطينيين يمكنهم البقاء في الأردن ومصر "مؤقتًا أو لفترة أطول". الرد العربي الموحد: سرعان ما واجهت تصريحات ترامب رفضًا قاطعًا من الدول العربية. وفقًا لوكالة رويترز، أصدرت مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والسلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية بيانًا مشتركًا يرفض أي خطط لنقل الفلسطينيين خارج أراضيهم في غزة والضفة الغربية المحتلة. جاء في البيان: "نؤكد رفضنا لأي محاولات للمساس بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، من خلال أنشطة الاستيطان أو عمليات الإخلاء أو ضم الأراضي أو إزالة الأراضي من أصحابها الشرعيين، بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف". موقف مصر والأردن: كان رد فعل مصر والأردن، وهما حليفان رئيسيان للولايات المتحدة في المنطقة، حازمًا بشكل خاص. وفقًا لشبكة الجزيرة، رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اقتراح ترامب بشكل قاطع، قائلاً: "إن نزوح الفلسطينيين من أرضهم أمر لا يمكن أن نتسامح معه أو نسمح به". أما الأردن، فقد حذر من أن أي محاولة لإجبار الفلسطينيين النازحين على دخول المملكة ستعتبر "عملاً حربيًا" من قبل إسرائيل، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور. تأجيل زيارة السيسي: في خطوة تعكس عمق الأزمة الدبلوماسية، أفادت وكالة بلومبرج أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرر تأجيل زيارته المقررة إلى واشنطن. وذكرت مصادر دبلوماسية أن "القاهرة أرسلت ردودًا متعددة في الأيام الأخيرة على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقترحة بشأن غزة". وأضافت المصادر أن "موقف مصر من ملف غزة لم يتغير"، مؤكدة أن القاهرة لديها رد جاهز لم يتم تعديله. كما طلبت مصر توضيحات رسمية من واشنطن بشأن تصريحات ترامب الأخيرة حول العقوبات المحتملة.
تداعيات الأزمة على المنطقة: يرى المحللون أن هذه الأزمة الدبلوماسية قد تؤدي إلى تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة. وفقًا لتحليل نشره المجلس الأطلسي، فإن خطة ترامب "قد تقوض اتفاقيات أبراهام وتعرض للخطر استعداد الرياض للنظر في الانضمام إليها قبل تشكيل دولة فلسطينية". كما حذر خبراء من أن هذه الخطة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن "المسؤولين المصريين يخشون من أن تدفق مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي قد يدعو إلى ضربات عسكرية إسرائيلية على أراضيها، مما يدفع البلدين إلى الحرب".
الموقف السعودي: لعبت المملكة العربية السعودية دورًا مهمًا في توحيد الموقف العربي ضد خطة ترامب. وفقًا لتحليل نشره موقع كارنيغي للسلام الدولي، فإن "السعودية تشعر بأنها يجب أن تلعب دورًا أكبر وتبدأ في القيادة من الأمام". وأضاف التحليل: "بالنسبة لهذه القضية، تحاول السعودية حشد تحالف دبلوماسي موحد واضح".
التداعيات على عملية السلام: يرى العديد من المراقبين أن اقتراح ترامب قد يقوض الجهود الدبلوماسية الجارية لتحقيق السلام في المنطقة. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن "الاقتراح قد يعقد المحادثات حول وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس والمناقشات الإقليمية حول إعادة بناء غزة وحكمها بعد الحرب". الخلاصة: في حين أن خطة ترامب قد تكون غير قابلة للتنفيذ، إلا أنها أدت إلى توحيد الموقف العربي بشكل غير مسبوق. ومع ذلك، فإن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة قد تؤدي إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية وزيادة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الإدارة الأمريكية من إعادة بناء الثقة مع حلفائها العرب، أم أن هذه الأزمة ستؤدي إلى تغيير جذري في العلاقات الأمريكية العربية؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مسار الأحداث في المنطقة في الأشهر والسنوات القادمة.
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توترات متصاعدة وخطوط حمراء: مصر وإسرائيل على حافة الهاوية
-
كل النصوص ميتة
-
أنتَ السؤال
-
جثث
-
سفر المُبعدين
-
أين أنت يا الله؟!!
-
أنا وأنت
-
حوارات الرب
-
ما يخفيه الله عنا. رواية أنور رحماني وحيدًا في مواجهة التماس
...
-
ورطة ابن الشمس. قراءة سريعة لرواية رانيا مأمون.
-
عصر المحبة الجديد
-
المخبر
-
في مديح طائر اللقلق
-
سفينة نوح -نصّ بالعامية المصرية-
-
ساندويتش كومبو
-
إبراهيم
-
أنا
-
الأديب الذري الجائل -أديب القرية نموذجًا-
-
قاهرة إنشراح التي هزمت ناصر
-
المخبرون
المزيد.....
-
على خطى ترامب.. وزير إسرائيلي يدعو نتنياهو إلى -فتح أبواب ال
...
-
الصين تشكل فريقا للدفاع الكوكبي
-
تأثير الشخصية المرحة في التعامل مع الأزمات
-
في أي عمر يمكن السماح للأطفال بشرب القهوة؟
-
دليل جديد لهجرة الديناصورات من أمريكا إلى آسيا
-
ترامب يطالب أوكرانيا بثمن المساعدات
-
كيف يبدو دونالد ترامب على خلفية إيلون ماسك؟
-
حدود خطة ترامب للسلام ستصبح مرئية في ميونخ
-
مصر تتعهد بتقديم تصور كامل لإعمار غزة يضمن بقاء الفلسطينيين
...
-
الاحتلال يعزز قواته بجنين ويبحث تخصيص كتيبة في طولكرم ونور ش
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|