أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - مثالية الله والإنسان














المزيد.....


مثالية الله والإنسان


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 22:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشكلة ليست فى الناس أو الأديان أو الأنظمة السياسية بل المشكلة فى مثاليات الإنسان نفسه التى وضعها له رجال الدين، مثاليات لا ‏علاقة لها بواقع البشر الزمانى بل ما يفرضونه على أنفسهم من مثاليات غيبية هى تراث ورثه الجميع من الماضى، لكن الإنسان الذى ‏يجهل المعرفة ولا يملك أى ثقافة تنير له طريق الحقيقة يقع فى براثن الأكاذيب والخداع والتضليل المتعمد من نخبة المجتمع نفسه، ‏فالثوابت المثالية التى كانت فى زمن ما واقع لا غش فيه أصبحت اليوم جرائم يعاقب عليها القانون لأن الزمن تغير، بل أن تلك الحقائق ‏التى أعتقدها البعض فى الماضى يتاجر بها رجال الدين ويقنعون السذج من الناس بأنهم قادرون على إعادة عجلة الزمن والرجوع إلى ‏تلك الأفكار المثالية التى يعتقدون إنها من ثوابت الله!!‏

المشكلة أن غالبية الشعب المصرى أوقفت عقولها عن التفكير والفهم لأن آخرين أقنعوهم بأن الإله يحب من يطيعه وينفذ أوامره ‏وتعاليمه، تلك الغالبية لا تعرف تلك الأوامر والتعاليم لكنها تسمعها يومياً من رجال الدين حتى تقلصت عقولهم وأكتفت بالتعليم السماعى ‏ووالشفاهى، لذا أضحى عالم اليوم عالم غير حقيقى يعيش فى مثاليات الماضى وعلى أنقاض أفكار قديمة تغيرت بفعل الزمن لكن ‏الإنسان يرفض القبول بهذا الواقع الجديد لأنه لا يطابق مثاليات ماضيه، ليس فقط ذلك بل يخطط له رجال الدين والسياسة كيف يستعيد ‏ثياب الماضى البالية ويرتديها على جسده الذى تغيرت طبيعته أيضاً!!‏

إن الصلوات والأدعية ليست تعويذات سحرية كما صورها لنا رجل الدين بأعتبار أن الله فى السماء فوقنا مباشرة يستمع لنا ويرانا ‏ويستجيب لنا، هكذا أعتقد وآمن الأولين بقدرات الله لكنهم بمرور الزمن أقنعوا أنفسهم بأن الله سيستجيب لهم يوماً ما متى لا يعرفون فهو ‏العليم والبصير ولو طالت الأيام والشهور والسنين، وصدقنا الخدعة والأكذوبة الصغيرة رغم أننا نرى بأعيننا أن الأشرار والمجرمين ‏ينجحون وينتصرون ويخترعون ويتقدمون فى حياتهم إلا نحن من نؤمن أن الله سيسمعنا وسيرانا يوما ما ويحقق أمانينا، ولم نكتشف بعد ‏أن العمل هو أساس الحقيقة وهو الحل لكل مشاكلنا ولا وجود لأى إله بهذه الكيفية كى يستجيب لأدعيتنا وصلواتنا التى لم نتعب من ‏ترديدها رغم تطور الأزمان!!!‏

كلنا مرضى الفكر الدينى لأننا حاصرنا عقولنا بأفكار لا نريد وصفها بأنها أصبحت عقيمة لأنها لا تصلح لزماننا، لكننا بكل إصرار نضحى ‏بعقولنا ونرفض أن نفهم المشاكل وكيفية وأساليب حلها بل نترك المريض يموت موتاً بطيئاً خوفاً من التجديف على الله وأنه لا يستجيب ‏لنا ونقول بكل سذاجة الجاهل: الله يتباطأ فى الأستجابة لحكمة يعلمها هو!!‏

فالمريض لن تشفيه جميع الكتب المقدسة لأنها مجرد أفكار وتعاليم ونصائح بشرية كانت تصلح لزمانها والزمن تغير وأمراض الماضى ‏ليست هى نفسها أمراض الحاضر، وعلينا تغيير أفكارنا وإلا سنبقى نصارع الهواء معتقدين أنه نفس هواء الماضى وننتظر لحظة ‏الأنتصار على خيبة أحلامنا وثوابتنا التى بنيناها على الرمال والتى سرعان ما تنهار، لكن هناك تلك النخبة التى تكّذب المنطق والواقع ‏والحقيقة وتدفعنا نحو الفكر الغيبى الذى لا وجود له وتقول لنا بكل ثقة: أتركها بين يدى الله وسيحلها الله ويشفيك أو سينتشلك الله من ‏الفقر لا تقلق الله موجود وتوكل عليه ولن يتركك وحيداً!!!‏

الدين هو مجرد وظيفة يؤديها رجال يعرفون جيدً أن الناس يحتاجون إلى الدين لتنظيم صفوفهم وعبادة أى شئ مجهول فى الفضاء ‏الكونى وتنفيذ رغباته ولو كانت هى القتل على وعد بممارسة الجنس أبدياً، فالآلهة مجهولى الهوية نسبوا إليها كل حلال وحرام يكفى أن ‏تنفذ أوامرهم فى طاعة العبيد لأسيادهم، وهكذا يكون الدين ممارسات عدمية ولم يثبت أى دين نفعيتها لأى إنسان لأنها تخضع للثواب فى ‏يوم الحساب والذى لم يعرفه ولا يجب أن يعرف بنى الناس المؤمنين متى وكفى، الإيمان بكل ما يقال لك أن الله قاله وهو مختفى عن ‏العيون يكفيك الإيمان حتى وإن لم ترى شيئاً فأنت مؤمن بهم!!‏

ماذا قالته الأديان ولم تقوله وتسرده كافة الأساطير البشرية وفى كل الحضارات الإنسانية؟‏
الدين يعيد ويكرر ما قد قيل من قبله فى ثقافات الأمم السابقة وفى يقين محكم يصدر لنا الله والعالم كله الشياطين والمجرمين بينما الغير ‏مؤمنين يحتفظ الله لهم بالعباقرة والنوابغ والعقول الواقعية الصناعية التى تهوى العمل وتنفر من الأمانى والأحلام الوردية التى لا وجود ‏لها إلا فى الخيال!!‏

ما الفرق بين تماثيل الآلهة المختلفة وبين تمثال الله الذى زرعناه وثبتناه فى عقولنا إلى الأبد؟؟‏
الآلهة قالت كلاماً كثيراً على مدى العصور والقرون والله قال أيضاً كلاماً لكنه حولنا إلى تماثيل حقيقية تعبد نفسها وما بداخلها من كتاب ‏محفوظ عن ظهر قلب، وتمضى بنا الحياة ونحن فى أشد الأقتناع بأننا نمتلك تمثال الحقيقة المطلقة المقدسة وهى عبارة مضللة لأنه لا ‏وجود لحقائق مطلقة على سطح الأرض، وصرنا واثقين أننا أفضل شعوب الأرض لأن التمثال الذى بداخلنا قال لنا ذلك وأمرنا بالإيمان ‏حتى لا نذهب إلى الجحيم!!‏

‏ لكن الحقيقة التى يتم تغييبها عن عقولنا عمداً فى بلادنا العربية هى أنه يولد فى مكان ما نبى آخر الزمان آخر زماننا المتخلف وهو ‏نبى صغير أسمه الذكاء الصناعى الذى سيدمر كل أفكار الدين الخرافية، لكننا لا نتخلى عن طبيعتنا الجهولة بل سننظر إلى أصحاب ‏الذكاء الصناعى فى ذهول وسنستمر فى ممارسة حياتنا متمسكين بثوابت التخلف ونستنزف كل طاقتنا حتى آخر إنسان فى عالمنا ‏العربىّ!!!‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله وأحتلال البشر بأسمه
- عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟
- الله: السلام عليكم يا عرب
- الله: فى عيون التخلف
- الله لكنى أشكر الإنسانية
- الله والصفر العربى
- الله يا فيروز التسعون ربيعاً
- الله ماركة مسجلة للأديان
- الله وهلوسات البشر
- الله يتحدث معى ومعكم؟
- الله وثدى الأنثى
- الله وتصور البشر له
- مصير الله مع البشر
- أيادى الله ودماء البشر ‏
- الله والآلهة الحقيقية
- الله منبع الكراهية
- الله وأطلال الإمبريالية
- إله الكفر وإله الإيمان‏
- جبناء التكفير إجراميين
- تكفير أتباع المسيح ‏


المزيد.....




- مصر.. مصدر أمني يرد على مزاعم الإخوان بشأن نزلاء مراكز الإصل ...
- حماس:مخطط الترحيل فاشل وسيواجه موقفا فلسطينيا وعربيا واسلامي ...
- الامارات تهنئ الرئيس الايراني بذكرى انتصار الثورة الاسلامية ...
- أرمينيا تهنئ إيران بذكرى انتصار الثورة الإسلامية
- الاحتفال بالذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية في جنيف
- السيد الحوثي: نتوجه بالتهاني لايران بذكرى انتصار الثورة الاس ...
- السيد الحوثي: ايران جعلت من ثورتها الاسلامية اكبر مساند للقض ...
- السيد الحوثي: توجهات الجمهورية الاسلامية الايرانية تمثل مكسب ...
- السيد الحوثي:الثورة الاسلامية في ايران انتصرت لان الشعب حمل ...
- رئيسة مجلس شيوخ روسيا تهنئ بذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - مثالية الله والإنسان