|
سياسة ألا سياسة
ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 22:32
المحور:
القضية الفلسطينية
السياسة كما هو متعارف عليها علم أو فن إدارة الدولة والسلطة وتدبير أمور الشعب أو هي القدرة على المفاضلة بين عدة خيارات وتحديات بما يخدم مصلحة الشعب أو هي القدرة على الاستجابة السريعة لمتطلبات الشعب وتوفير الأمن والأمان له داخلياً وفي مواجهة التهديدات الخارجية، وقاموس لسان العرب يعرفها بأنها (القيام على الشيء بما يُصلحه)، وهناك عشرات التعريفات الأخرى. هذه السياسة شبه غائبة عن الحالة الفلسطينية الراهنة سواء تعلق الأمر بإدارة السلطة أو بإدارة المقاومة ومواجهة الاحتلال، وكأن الحياة السياسية عندنا تسير بقدرة قادر (على الله أو على البركة) أو تُسيرها أطراف خارجية والطبقة السياسية مجرد أدوات تنفيذ. الخلل ليس فقط بسبب الاحتلال أو حتى الانقسام بالرغم من خطورته، وليس بسبب تعدد الأحزاب والأيديولوجيات بل أيضاً بسبب ضعف مؤسسة القيادة الجامعة الشاملة. فبالرغم من كل الحديث عن منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب، إلا أن هناك بونا شاسعا بين هذا التوصيف لها والواقع وفعلها الميداني حيث هناك ضعفاً وترهلاً في مؤسسة القيادة والتباساً في العلاقة بين القيادة وعموم الشعب وتردداً في اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب وفي المنعطفات المصيرية. الطبقة السياسية الراهنة تشتغل بلا سياسة وتعيش حالة انتظاريه قاتلة وأضاعت فرصاَ كثيرة كان من الممكن انتهازها وعدم إضاعتها، والأمر لا يقتصر على أخطاء حركة حماس وتوابعها من الفصائل وهي أخطاء تعبر عن جهل عميق بممارسة السياسة والمقاومة، ولكن أيضاً عند منظمة التحرير والسلطة حيث تم قبل حرب الإبادة وبعدها إضاعة كثيراً من الفرص منها: ١ إجراء انتخابات عامة. ٢اجتماع المجلس الوطني والمجلس المركزي والمؤتمر الثامن لحركة فتح. ٣تجديد واستنهاض مؤسسات منظمة التحرير دون انتظار انضمام حركتي حماس والجهاد. ٤ حسم طبيعة العلاقة بين المنظمة والدولة والسلطة. ٥تعزيز العلاقة بين فلسطينيي الشتات والداخل. ٦ فرصة الحفاظ على القاعدة الشعبية والتنظيمية للمنظمة وحركة فتح في قطاع غزة والضفة والشتات. ٧ التردد في مواجهة حالات الفساد والمفسدين في مؤسسات السلطة ومؤسسات المجتمع المدني، حتى وإن كانت حالات محدودة. ٨ التردد والتساهل في التعامل مع حركة حماس بعد انقلابها على السلطة ٢٠٠٧، وما زالت المنظمة مترددة في حسم الأمور مع حماس والجهاد الإسلامي حتى بعد انضمامهم لمحور المقاومة الإيراني الفارسي والجهر بموقفهم المعادي للمنظمة والسلطة. هذا الخلل لا يقتصر على تدبُر السياسات العامة الراهنة بل يمتد لغياب التخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية، والأزمة مع العدو حول مخصصات الأسرى والجرجى وأسر الشهداء نموذجا على ذلك.
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حماس لا تُمثل إلا نفسها ومسؤولة عن تصرفاتها
-
الحقيقة حول تصريحات ترامب في تهجير الفلسطينيين
-
ليس كل من يقاوم الاحتلال ذراعاً لإيران
-
لكرة الآن في ملعب الدول المٌطبِعة مع اسرائيل
-
محمود درويش يرد على نرامب
-
محمود درويش يرد على ترامب
-
استباحة العروبة
-
هل ستستمر حركة حماس في حكم قطاع غزة؟
-
القيادة الفلسطينية وسياسة الانتظار السلبي
-
فلسطينيو قطاع غزة ليسوا حمولة زائدة
-
اغتراب علم السياسة في الحالة الفلسطينية
-
قناة الجزيرة والتلاعب بعقول الناس البسطاء
-
اتفاق يخفي أكثر مما يُفصح
-
اذا كان اتفاق أوسلو سيئ فاتفاق الدوحة أسوأ
-
(اتفاق) دون اتفاق!
-
الإسرائيليون وخديعة المفاوضات من أوسلو إلى الدوحة
-
أوليات أهل قطاع غزة
-
الأصولية ليست دينية فقط
-
استباحة الدولة السورية
-
الأولوية لوقف حرب الإبادة وليس من يحكم غزة؟
المزيد.....
-
مطاردة على الأقدام تنتهي باجتياز مراهق طريقًا سريعًا بشكل جن
...
-
ملك الأردن: أكدت لترامب رفض المملكة تهجير الفلسطينيين في غزة
...
-
وسائل إعلام عربية: السيسي يؤجل زيارته إلى واشنطن بعد تصريحات
...
-
برلماني هولندي: دعم حكومة امستردام لأوكرانيا يضع بلدنا هدفا
...
-
إيطاليا تعتقل حوالي 130 شخصا في عملية مكافحة المافيا
-
-الشفافية الدولية- تطالب بمكافحة صارمة لرشى نواب البرلمان ال
...
-
-الشفافية- و-استراتيجية مكبر الصوت-- سلاحا أمريكا ضد روسيا!
...
-
منظمة الشفافية الدولية تحذر من الفساد بوصفه -قاتل- المناخ وا
...
-
إلقاء القبض على تاجر مخدرات خطير في محافظة ريف دمشق السورية
...
-
برلماني أوروبي عن قضية أسامة نجيم: ميلوني أعادت مجرم حرب لوط
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|