أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد فاضل المعموري - حوار عراقي مع د. رياض السندي















المزيد.....


حوار عراقي مع د. رياض السندي


أحمد فاضل المعموري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 16:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المحاور للقاء المحامي أحمد فاضل المعموري
في حوار مع الدبلوماسي والسياسي المعارض لنظام الحكم والناشط البارز لمجموعة مقاطعون العراقية سنة 2018، كان لنا لقاء معه وتوجيه اسئلة مباشرة والاجابة عليها فيما يخص الاوضاع السياسية التي يمر بها العراق واغلب دول العالم بعد مجيئ الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، حيث ان الرئيس الامريكي رئيس يختلف عن كل الرؤساء الذين حكموا في البيت الابيض وهناك برنامج انتخابي يحاول تطبيقه بعد الفوز بالرئاسة الامريكية ،من خلال تواجد د. رياض السندي في امريكا وقربه من صانعي القرار نوجه له بعض الاسئلة لمعرفة اراءه لمستقبلية للعملية السياسية وبعد تصاعد النزعة الحادة اتجاه العراق ودول المنطقة العربية والجمهورية الاسلامية في ايران وبعد دعوة الرئيس ترامب حول تحديد خيار الحوار مع الادارة الامريكية بالتخلي عن اسلحة الدمار الشامل النووي والصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار (درون) والتأكيد على نزع كامل للبرنامج النووي الايراني وبعد رفض الرئيس الايراني مسعود بزشكيان المقترح الامريكي والذي جاء بعد رفض السيد علي الخامنئي وتبعات رفض الاستثناء الممنوح للعراق بتصدير الغاز والكهرباء للعراق وكلها أعباء ستزيد من معاناة العراقيين وصعوبة في سد النقص بالطاقة الكهربائية ايام الصيف القادم، مما يخلق احتجاجات ومظاهرات شعبية لأسقاط حكومة السوداني قبل الانتخابات العراقية ، فتوجهنا بمحاور الاسئلة للإجابة عليها من قبل د. رياض السندي فأهلا وسهلا بحضرتك دكتور .
السؤال الاول: من وجهة نظرك ماذا تتوقع لسياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول العراق؟ وما تاثير ذلك على استمرار العملية السياسية؟
في البدء، أو ان أشكركم على هذا الحوار والذي آراه مفيداً في الوقت الراهن، لأنه يعزز الثقة بين العراقيين ويعيد اللُحمة إليهم، ويدعم التفاهم بين أبناء الوطن الواحد، وهذه هي غايتنا. وعوداً على السؤال، فأنا أتوقع المزيد من التشدد في سياسة الرئيس الأمريكي الحالي ترامب، وسيستمر في سياسة التصعيد تجاه العراق يوماً بعد يوم. وقد ظهرت أولى بوادر هذه السياسة المتشددة لترامب نحو العراق عندما قرر إلغاء الاستثناء الممنوح للعراق باستيراد الكهرباء والغاز من ايران يوم الأربعاء الماضي والمصادف الخامس من شباط/فبراير ٢٠٢٥، والذي كان يجدد تلقائيا كل ستة أشهر في ظل الإدارات الأمريكية السابقة دون عناء.
من جانب آخر، إذا ما تذكرنا مواقف ترامب نفسه من العراق في فترة رئاسته الأولى من عام ٢٠١٦٢٠٢٠، فقد كانت مواقف متشنجة أيضاً، وعلى سبيل المثال، فإن زيارته الأولى والوحيدة للعراق في ٢٤ كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٨ وكانت زيارة مفاجئة ودون علم الحكومة العراقية أيام حكومة عادل عبد المهدي وبخلاف القواعد الدبلوماسية والبروتوكولية المتبعة بين الدول، فقد نزل في قاعدة عين الأسد العسكرية الأمريكية في محافظة الأنبار غربي العراق وليس في العاصمة بغداد، كما إنه رفض لقاء أي مسؤول حكومي عراقي بل قضى عدة أيام مع جنوده في القاعدة المذكورة بصحبة زوجته، ثم غادر العراق عائداً إلى الولايات المتحدة الأميركية.

السؤال الثاني : هناك فساد سياسي ومالي كبير استشرى بعد الاحتلال الامريكي للعراق هل تعتقد أن امريكا معنية بالإصلاح السياسي أم يقع عبء الاصلاح على عاتق العراقيين؟
الفساد الذي استشرى في العراق بشكل كبير بعد الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ يبدو ملفاً شائكاً وتقع مهمة إصلاحه على الطرفين العراق وأمريكا، ولكن القسم الأكبر منه يقع على عاتق حكومة العراق، فما يهم الولايات المتحدة في هذا الشأن هو عدم تهريب الأموال وتحديداً الدولار إلى ايران، تنفيذاً لسياسة الضغط القصوى تجاه ايران. وقد أشار النائب الأمريكي الجمهوري جو ويلسون في عدة تغريدات على حسابه على منصة X، بضرورة تشديد الرقابة على مصرف الرافدين العراق وهو أكبر وأقدم مصرف في البلاد، لضمان عدم تهريب الدولار إلى ايران. بخلاف ذلك، فإن ملفات الفساد الكثيرة هي مسؤولية الحكومة العراقية، وفي مقدمتها سرقة صفقة القرن الذي ما زال المتهم الرئيسي فيها نور زهير هارباً خارج البلاد.

السؤال الثالث: هناك دور ايراني وأضح في العراق قام قبل الاحتلال وبعد الاحتلال أصبح راعي للعملية السياسية. كيف ترى هذا الدور وهل هناك تغيير فيه بعد مجيء الرئيس الامريكي دونالد ترامب؟
نعم، الدور الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأمريكي هو بارز وواضح، لا بل اصبح العراق ساحة مفتوحة للإيرانيين سواءً مسؤولين وأفراد عاديين، ومن هنا جاء التأثير الإيراني الكبير على كل الحكومات العراقية التي تشكلت بعد ٢٠٠٣ حتى يومنا هذا. ومن جانب آخر، فقد كانت الإدارات الأمريكية السابقة تغض النظر عن هذا النفوذ المتعاظم لإيران في العراق والمنطقة. وكانت إدارة ترامب الوحيدة التي اتخذت مواقف متشددة من ذلك، ولا ننسى إنه في فترة رئاسته ألأولى، ومنذ الأيام الأولى منها، اتخذ الرئيس الأميركي ترامب قراره التاريخيّ بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني والانسحاب منه يوم الثامن من أيار/مايو ٢٠١٨، بالإضافة إلى قيامه باتخاذ قرار إغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بتاريخ٣ كانون الثاني/يناير ٢٠٢٠.
واليوم، يبدو الرئيس الأميركي ترامب في فترة ولايته الثانية اكثراً تشدداً تجاه ايران، وطالب هو وأعضاء اخرون في ادارته بإلغاء النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة. وما زالت تهديداته بقصف المنشآت النووية الإيرانية تتوالى كل يوم. وبالأمس هدد ايران بقصف جهنمي، او التوصل لاتفاق جديد وهذا ما رفضته ايران على لسان المرشد الأعلى خامنئي عندما قال ان الاتفاق مع أمريكا مذل وغير مشرف، ونشر ذلك على حسابه على منصة X اول أمس. وكرر الرفض ذاته الرئيس الإيراني بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي مشيرين إلى إنه لا يمكن التفاوض في ظل سياسة الضغط القصوى، وهذا ما انعكس سلباً على العملة الإيرانية التي إنخفضت بشكل غير مسبوق منذ يومين.
وهكذا سنشهد تراجعاً كبيراً في الدور والنفوذ الإيرانيين في العراق، كما شهدنا ذلك في لبنان وسوريا خلال الأشهر الماضية، واتوقع ان يتحرر العراق من الهيمنة الإيرانية قريباً.

السؤال الرابع: يضم فريق الرئيس الامريكي دونالد ترامب متشددين في السياسة اتجاه العراق والمنطقة ومنهم جون ولسون هل تراه جاد في تشديد العقوبات واتخاذ اجراءات ضد الساسة العراقيين ام هو صوت للابتزاز الامريكي؟
هذا صحيح تماماً. ففريق الرئيس ترامب يضم متشددين عديدين من صقور الإدارة الأميركية مثل وزير الدفاع الأمريكي الحالي بيت هيغسيث وهو محارب سابق في الجيش الأمريكي، وفي جلسة استماع في مجلس الشيوخ لإقرار تعيينه، قال انه يسعى لإعادة ثقافة المحارب، كما ان كتابه (الحرب على المحاربين) قد حظي بصدارة افضل الكتب مبيعاً خلال فترة وجيزة. وثاني الصقور هو وزير الخارجية ماركو روبيو، وهو من أبرز معارضي الإتفاقية النووية مع إيران. ومؤخراً، دخل على خط الأزمة النائب الجمهوري جو ويلسون الذي يطالب بوضع مسؤولين عراقيين على قائمة الإرهاب الأمريكية واتخاذ إجراءات ضدهم مثل نوري المالكي وهادي العامري وقادة ميليشيات عراقية موالية لإيران بالإضافة إلى مستشار الأمن الوطني قاسم الاعرجي.
وأعتقد جازماً ان الرئيس الأميركي ترامب سيتشدد في سياسته تجاه العراق تبعاً لعلاقتها مع ايران. ولا اعتقد أنها بقصد الإبتزاز السياسي، فالمسؤولين العراقيين مستعدين دوماً لتقديم التنازلات والرشاوى للمسؤولين الأمريكان حتى دون ضغط، ولكنه لن يجدي نفعاً هذه المرة، لأن المسألة اكبر وهي القضاء علي النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة.

السؤال الخامس: هناك حراك عراقي في الداخل والخارج ضد السلطة في بغداد بعد فشل العملية السياسية استمر أكثر من عشرين سنة؟ هل ترى هذه التحركات تخدم العملية السياسية في العراق ومدى تأثيرها على مستقبل الشعب العراقي.
ما انفكّ الحراك العراقي يبرز ويخفت منذ الغزو الأميركي للعراق عام ٢٠٠٣، لقناعة العراقيين بأن المسؤولين الحاليين هم يحملون جنسيات أجنبية، وهم أجانب عن العراق وجاءوا مع الاحتلال الأمريكي للعراق. كما لم يثبتوا أي ولاء للعراق ولم يتخذوا طيلة قرابة ٢٢ سنة اية مواقف وطنية. وكانت كل قراراتهم لصالحهم ولترسيخ وتعظيم امتيازاتهم دون مراعاة لحقوق الشعب العراق، لذا لجأ العراقيون إلى سلاح مقاطعة الانتخابات باعتبارها مسرحية هزيلة ومخادعة. وأنا شخصياً كنت المنسق لمجموعة مقاطعون للانتخابات في العراق منذ عام ٢٠١٦. وعلى صعيد آخر، فقد لجأ العراقيون إلى الاعتصام ضد الحكومة في عدة محافظات تم قمعها بالقوة، وتصاعد هذا الرفض الشعبي حتى أدى إلى قيام انتفاضة تشرين عام ٢٠١٩ التي اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام، وقد قامت الحكومة بقمعها بالقوة، ودفع المتظاهرون مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وطاردت الحكومة الآخرون منهم فلجأوا إلى إقليم كردستان العراق ومنهم من غادر إلى خارج العراق. بالتأكيد، فإن هذه الحركات الشعبية ستقود قريباً إلى تغييرات سياسية كبيرة في العراق، ويكون لها تأثير كبير على مستقبل الشعب العراقي، ولكن يجب توحيد هذه الجهود الشعبية وتنظيمها لتضمن النجاح في كل خطواتها.

السؤال السادس: اليوم هناك حكومة سورية جديدة قامت على أنقاض مايسمى التنظيمات الاسلامية من المتشددين في سوريا والعالم ومنها جبهة تحرير الشام. هل تعتقد أنهم يستطيعون بناء دولة سورية الحرة ام مجرد شعارات بعد انخراطهم في مؤسسات الدولة السورية؟
اليوم، غيرت جبهة تحرير الشام وإسمها الحقيقي هوهيئة تحرير الشام، ثوبها الذي ارتدته منذ عام ٢٠١٧، وبدأ قائدها الفعلي أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقاً) بإتباع نهج الدولة والتخلي عن نهج الثورة، وما زالت خطواته في هذا المجال مقبولة على الصعيد الداخلي والدولي حتى الآن. وبالتأكيد فإن الأمر ليس سهلاً، فسوريا ظلت تحت حكم عائلة الأسد فترة طويلة ناهزت ٦٥ سنة، وهناك ملفات كثيرة يجب حلها وعلى جميع الأصعدة. وأعتقد أنهم قادرون على بناء دولة سوريا الحرة للسوريين جميعاً، ويبدو ان غالبية السوريين سعداء بذلك، وقد عاد الكثير من المبعدين منهم إلى بلدهم سوريا بعد فترة طويلة إمتدت لخمس عشرة سنة لدى الكثير منهم، كما ان ذلك سيساهم في عودة اللاجئين السوريين لبلدهم، مما يخفف الأعباء عن الدول التي احتضنتهم لسنوات عديدة مثل تركيا ولبنان وألمانيا والعراق وغيرها. وهذا يجعل الحكومة السورية الحالية تحظى برضا دولي واسع. كما إن الدعم الخليجي وزيارة القطريين لهم وزيارتهم للسعودية وتركيا كلها خطوات لتعزيز النمو والاستقرار الاقتصادي لسوريا.

السؤال السابع: العراق بلد مجاور للشقيقة سوريا ويتأثر بالتغير ضمن محيطه، هل التغير في نظام الحكم في سوريا يقوض نظام الحكم في العراق في المستقبل القريب؟
رغم ان العراق وسوريا بلدين متجاورين ويؤثر ويتأثر احدهما بالآخر وهذا ما يجري منذ زمن طويل عبر التاريخ، ولا ننسى ان حزب البعث حكم سوريا والعراق في فترة قريبة سابقة، وتغيير النظام السياسي في سوريا مؤخراً أنعش فكرة التغيير في العراق ايضاً وهذه هي خشية الحكومة العراقية اليوم وخاصة الجماعات الموالية لإيران، الاُ ان رياح التغيير هي بتحريك دولي وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وقد هبت رياح التغيير على غزة ولبنان وسوريا، ومن البديهي ان يأتي الدور على العراق، وهذا ما بشر به الكثيرون ومنهم النائب الأمريكي جو ويلسون في تغريداته المشار اليها سابقاً. لذا فإن التغيير في سوريا لن يقوض بحد ذاته نظام الحكم في العراق، بل ان إرادة المجتمع الدولي هي التي ستقوض النظام السياسي الحالي في العراق، وقد بدأت تظهر بوادره منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأخيرة. وقد تحدثت عن التغيير القادم في العراق من خلال عدة فيديوات على قناتي على اليوتيوب بعنوان (رؤية عراقية).

السؤال الثامن: الاقتصاد العراق اليوم فيه عجز وأضح ويوجد فيه عجز مصرح لا يقل عن خمسين مليار دولار ،رغم ان العراق يصدر أكثر من اربعة مليون برميل نفط ولكن هناك بطالة وفقر ونقص خدمات. هل يرجع ذلك للسياسات التي تتبعها الاحزاب وبعض الشخصيات ذات النفوذ أم فشل حكومي يتحملها من يقبل بالتكليف؟
نعم، العجز في ميزانية العراق قد جاء على لسان رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني قبل أيام، وهذا الأمر يتكرر في كل موازنة سنوية، وعادة ما يقترب من ٥٠ مليار دولار، وهذا حدث مع موازنة عام ٢٠٢٠ وما تلاها حتى اليوم، وهذا كله نتيجة السياسة المالية غير الحكيمة التي تنتهجها الحكومات العراقية منذ عام ٢٠٠٣ وحتى يومنا هذا، وإزاء هذا الوضع يعاني العراقيون من نقص في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والطريق المعبدة، والوحدات السكنية والمستشفيات والمدارس وغيرها، على الرغم من أن العراق بلد نفطي ويصدر أربعة ملايين برميل يومياً. وهذا الفشل هوّ مسؤولية الحكومة بالأساس، حتى لو قامت به أحزاب سياسية او شخصيات قيادية متنفذة في الحكومة، لان من واجب الحكومة الرقابة والمحاسبة. والحكومة مثل العائلة الصغيرة التي يكون فيها رب العائلة هو المسؤول عن كل تصرفات أفرادها.
السؤال التاسع: ماذا ترى لمستقبل الشعب العراقي في ظل العملية السياسية الحالية؟
العملية السياسية الحالية في العراق هي عملية فاشلة منذ البداية، ومهما طال بها الزمن فإنها سيزداد الفشل ترسّخاً واستمراراً، وإصلاح الوضاع السياسية في العراق هي مسؤولية الجميع، وفي مقدمتهم الشعب العراقي. وأرى ان العراق سيشهد خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب تغييرات كبيرة، تبدأ على الصعيد الدولي ثم تنتقل إلى الصعيد الداخلي وسيشارك فيها عموم الشعب العراقي، وإذا كانت المحاولة الأولى لانتفاضة العراقيين قي فشلت، فاعتقد أنها ستنجح نجاحاً باهراً هذه المرة، وستكون انتفاضة تشرين الأول عام ٢٠١٩ مجرد (كبوة فارس)، الذي ينهض سريعاً ليغدو أقوى من السابق. وكما قيل فإن العراق يمرض ولا يموت. أتمنى أن يتعافى سريعاً هذه المرة بجهود أبنائه.

السؤال العاشر : لماذا لم تظهر احزاب مدنية بعيدة تأثير الاحزاب الاسلامية، تعلن معارضتها بشكل وأضح وصريح للأحزاب التي هي متهمة في سرقة اموال الشعب العراقي و تصحيح مسار العملية السياسية وانما تظهر احزاب فترة الانتخابات وتختفي بعد الفوز بحجة التوافق السياسي والمشاركة الوطنية وكلها عبارة عن تقاسم للغنائم ؟ ماهي اسباب ذلك؟ هل مرد ذلك يرجع للدور الامريكي ام الدور الإيراني؟
الجماعات التي تولت حكم العراق منذ ٢٠٠٣ كانت في مقدمتها أحزاب الإسلام السياسي، وهي أحزاب دينية أنشأتها وغذتها دول الجوار الإقليمي للعراق، وتم ذلك برضا دولة الاحتلال الولايات المتحدة الأمريكية التي عززت النزعة الدينية والطائفية في الحكم. ومن البديهي ان هذه الأحزاب تسعى جاهدة لمنع قيام أي حزب مدني لينافسها في السلطة، كما ان هذه الأحزاب الدينية قد عززت وجودها بفضل استحواذها على ثروات العراق، ولما كانت معظم الجماعات السياسية المدنية تعاني من شحة في الموارد المالية بما يمكنها من منافسة أحزاب السلطة، لذا فقد احتفظت الأحزاب الدينية والقومية بمكانتها من خلال تقاسم ثروات البلاد بطريقة المحاصصة الطائفية المقيتة. ويرجع ذلك إلى رعاة هذه العملية السياسية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبمساعدة ايران بشكل فاعل، وهذا كان سبب عدم ظهور وصعود الجماعات المدنية التي بقيت ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على مقارعة الأحزاب الدينية والقومية لعدم امتلاكها المال والسلطة والتي أتوقع لها صعود نجمها في الفترة المقبلة.
في ختام اللقاء نشكر الدكتور .رياض السندي على الحديث ضمن محاور سياسية لأهميتها امام الراي العام العراقي لتكون رؤية النخبة الوطنية قادرة على التصدي وايجاد بديل عراقي يؤمن بالحقوق الوطنية كافة وعدم التفريط بها .



#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار عراقي
- سياسية القوة وتمثيل المصالح .
- من قوم الكفرة ؟ .. وأفتخر.
- الكارت الأحمر. والحكم الإيراني ؟
- ((عقيق من ركام القصائد )) المجموعة الشعرية للشاعر رحيم الشاه ...
- قصائد الجبل والألم .. دراسة نقدية أبنة الأرز- دادا عبيد
- استدراك المجموعة الشعرية للشاعر أحمد أدم .. شاعر الحصار وشهي ...
- تهميش الهيئة العامة في نقابة المحامين العراقيين وانعكاس ذلك ...
- النخبة الوطنية وتحمل المسؤولية الأبعاد الفكرية للمشروع الوطن ...
- معارضة عايشتها ... واقع سياسي
- المجموعة الشعرية للشاعر صاحب سعد الخفاجي تناسق المفردة في دي ...
- التفرد بالقرار النقابي يهدد الدور التاريخي لنقابة المحامين ا ...
- دراسة نقدية حول شعر انتفاضة تشرين .. أحلام في وسط النار للشا ...
- معضلة التحقيق في العراق
- العملية السياسية العرجاء ،وحلول إنقاذها
- العراق والمنعطف الخطير.. إعادة الأمل .
- معاناة محامي (6)
- معاناة محامي ( 5)
- معاناة محامي (4)
- معاناة محامي (3)


المزيد.....




- هل تهدد فحوص الحمض النووي -يهودية الدولة- في إسرائيل؟
- انتخابات ألمانيا.. التحالف المسيحي يتقدم استطلاعات الرأي بلا ...
- قائد الثورة الاسلامية: يجب ان يستمر التطور في جميع المجالات ...
- قائد الثورة الاسلامية: اصدقاؤنا يفخرون اليوم بقدرات إيران ال ...
- قائد الثورة الاسلامية يتفقد معرض أحدث إنجازات الصناعات الدفا ...
- قائد الثورة الإسلامية يتفقد معرض إنجازات الصناعة الدفاعية ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: الاعداء يخشون اليوم من قدرات إيران ال ...
- اتفاق -مثمر- بعد لقاء لممثلي الديانتين اليهودية والإسلامية ف ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من كوادر قطاع الصناعة الدف ...
- لماذا دُفن إمام الطائفة الإسماعيلية بأسوان المصرية؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد فاضل المعموري - حوار عراقي مع د. رياض السندي