أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علجية عيش - متى تنتصر معارض الكِتاب للثقافة و المقروئية؟ (الجزائر نموذجا)















المزيد.....


متى تنتصر معارض الكِتاب للثقافة و المقروئية؟ (الجزائر نموذجا)


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 12:08
المحور: قضايا ثقافية
    


مطالب برفع التجميد عن المركز الوطني للكتاب و استرجاع مكانته

حول منافسة الكتاب الإلكتروني للكتاب الورقي يجمع معظم الناشرين أن الجمعيات و المؤسسات الثقافية لها دور كبير في استقطاب القارئ و تقريب له الكِتَاب عن طريق تنظيم لقاءات على مستوي المؤسسات الثقافية للتعريف بالكُتّاب و الباحثين و منتوجهم، دون محاباة أو جهوية من أجل النهوض بالكتاب الورقي ، باعتباره محركا أساسيا في عملية التغيير، من خلال وقوفنا على بعض المعارض كانت هناك دعوات لإعادة النظر في مشكلة تراجع المقروئية في الجزائر، و معرفة أسبابها الحقيقية كما كانت هناك مطالب من أجل استرجاع مكانة المركز الوطني للكتاب، فتجميد هذا المركز سمح بان يطغى الجانب التجاري في صناعة الكتاب فنحن نرى كتبا مكدسة في غياب القارئ، الأمر طبعا مختلف بالنسبة للدول التي تعيش الحروب و التي هي تنعم بالحرية و السؤال متى تنتصر معارض الكتاب للثقافة و المقروئية؟​

تعيش الجزائر على غرار الدول العرببة على وقع تنظيم تظاهرات ثقافية عديدة و متنوعة لتحريك الساحة و رفع عنها الجمود منها التظاهرة المتمثلة في معرض الكتاب ، الذي أصبح سُنّة حميدة تحرص وزارة الثقافة على إحيائها ، هذه التظاهرة التي تشترك فيها فئة كبيرة من الناشرين و الكُتَّابِ، فقد ربطت بين الناشر و الكاتب علاقة تواصل حميمية، لاسيما و أن هذا التواصل له علاقة كبيرة بـ: "الماناجمنت" و التسويق يحتاج إلى وجود عنصر ثالث، ألا و هو "القارئ" الذي يعتبر زبون مفضل أو عزيز إن صحّ التعبير، و بدونه لا يمكن لدور النشر تسويق منتوجها، فالكِتَابُ ظل و لا يزال "الحبل الرّوحي" الذي يربط الكاتب بالناشر، فهو (أي الكِتاب) رأس مال الناشر و الكاتب معا، و لذا تحرص دور النشر في الجزائر على تسويق منتوجها عن طريق المشاركة في المعارض التي تكون عادة تحت رعاية وزارة الثقافة، لكن وزارة الثقافة و إن وفرت كل الشروط و الأجواء لتنظيم معرضا للكتاب سواء كان هذا المعرض دوليا أو وطنيا أو محليا ( أي على مستوى الولاية) فهي لا تضمن تسويق الكتاب ( أي بيعه) ، لأن التسويق مسؤولية الناشر، وقد يكون مسؤولية الكاتب أيضا ، فمهمته ترويج منتوجه عن طريق المشاركة في المعارض أيضا و بيع بالتوقيع، لكن قليل فقط من الكتاب الذين يحظون بهذه الفرصة لأسباب عديدة منها المحاباة و الجهوية.

فمن جهته، يختار الكاتب الموضوع الذي يتناسب مع قضايا الساعة و يلبي رغبة فئة من القراء الذين يبحثون عادة عن الكتب الفكرية، فغالبا ما تبحث هذه الفئة و التي يطلقون عليها اسم " النخبة" عن المراجع الفكرية لإنجاز أطروحاتهم و لهذا نجد بعض دور النشر تحرص على طبع الدراسات الأكاديمية و البحوث الجامعية و التي تكون في مستوى الرقي الفكري مهما كان المجال الذي يعمل عليه الباحث، مثلما نراه في شركة الأصالة للنشر الجزائر التي تحظي بالتميز و كذلك دار العثمانية و الوطن اليوم و دار بهاء و حتى المكتبات كـ: "مكتبة الإحسان" و "مكتبتي" و غيرها، كلٌّ من موقعها الخاص، فيما تنوع بعض دور النشر في منتوجها الإبداعي، فمكتبة الإحسان بولاية باتنة و التي ارتقت إلى دار نشر، على سبيل المثال، تحرص هي الأخرى على تقديم خدمات للقارئ ، من خلال تنويع كتبها ، فكرية كانت أو ثقافية، كما تركز على الجانب التربوي ، و ذلك بعرض الكتب المدرسية، و قصص و مجلات موجهة للأطفال ، من أجل استقطابهم ، هدفها بناء " القارئ المتمدرس" و تحبيبه في القراءة و المطالعة خارج أوقات الدراسة، كما تتعامل مكتبة الإحسان مع عديد من دور النشر، و قد عرفت هذه المكتبة مؤخرا بمشاركتها القوية لمعارض الكتاب ، فمن معرض الكتاب بباتنة الذي احتضنته قاعة أسحار، ثم معرض الكتاب الذي احتضنته ولاية وادي سوف جنوب الجزائر، حسب انطباعات الجمهور فقد حقق هذا المعرض نجاحا كبيرا و على كل المستويات، بالإضافة إلى مشاركتها في معرض الكتاب ببلدية نقاوس بباتنة شرق الجزائر .

فالناشرون في الجزائر و بدون استثناء و كذلك أصحاب المكتبات ، يحرص أصحابها على تحقيق "التميّز" بحيث نقف على كتب بعناوين و أحجام مختلفة ، بعض الكتب بلغت مستوى راق جدا من حيث الإخراج و التغليف (مجلد) ، ثم أن اهتمامات الناشرين تختلف من ناشر لأخر، فمنهم من يرتكز اهتمامه على طبع الكتب الدينية و المصاحف كما نراه في شركة العواصم، و أخرون على فكر مالك بن نبي من بينهم الأصالة للنشر و دار الوعي ، في حين تركز بعض دور النشر على التراث و منها جمعية التراث الكائنة بمنطقة الزاب ( غرداية )، طبعا لا يختلف إثنان أن الهدف الأساسي من تنظيم المعارض هو ترويج القراءة و ربط القارئ بالكتاب، كون القراءة تعتبر من أهم وسائل كسب المعرفة، لكن ما يلاحظ أن المعارض الوطنية و المحلية التي تنظم تحت رعاية وزارة الثقافة تختلف عن المعرض الدولي ( سيلا) الذي تنظمه ذات الوزارة كل سنة ، فهذا الأخير له طابع مميز، و يلقى إقبالا كبيرا لدى الزوّار من داخل و خارج الجزائر، لأن دور النشر العربية و الغربية التي تشارك فيه بلغت مستوى عالٍ جدا من الاحترافية في صناعة الكتاب، بحيث يلاحظ على منتوجهم ، أن له قابلية للبقاء مدة أطول، ناهيك طريقة الإخراج، عكس ما نلاحظه في بعض دور النشر الجزائرية ( المبتدئة) أين نجد أوراق الكتاب تتمزق بسرعة، وهذا طبعا راجع لأسباب عديدة.

فأغلب الناشرين يشتكون من ندرة المادة الأولية ( الورق) و ارتفاع أسعاره، خاصة و أن هذا الأخير يستورد من الخارج -علي حد قولهم- ، ثم أن بعض دور النشر لا تملك مطبعة، و لا أليات الطبع و أدواته ، ففيما تلجأ بعض دور النشر المحترفة إلى خياطة أوراق الكتاب، هناك من يعتمد على طرق أخرى بسيطة كاستعمال الغراء، ومع الوقت تتعرض صفحات الكتاب إلى التلف، و لذلك يرى ناشرون أن صناعة الكتاب تحتاج إلي مختصين ، ما يمكن قوله هو أن الأزمة ليست أزمة تسويق، و لا أزمة ورق ، فنحن نقف على ألاف الكتب المطبوعة معروضة في المعارض، و هذا ما يؤكد أن الأزمة هي أزمة مقروئية و هذه لها دوافعها التي دفعت القارئ الجزائري إلى متابعة المنتوج الأجنبي و قراءة أفكار كُتّاب أجانب عن طريق "الواب" ، خاصة و أن مواقع عربية أصبحت تروج للكتاب كموقع (بوك نور)، فالتكنولوجيا الحديثة و ظهور الكتاب الإلكتروني كان وراء تراجع المقروئية ليس في الجزائر فحسب بل في الوطن العربي بل تنعدم تماما، لأن ارتفاع أسعار الكتاب في سوق الكتاب مرتفعة جدا بين 800 دج و 1500 و 2000 دج فما فوق ، وبالتالي ليس بمقدور القارئ اقتناؤه لضعف مدخوله، خاصة و أن تنظيم معرض الكتاب في الجزائر عادة ما يتزامن مع الدخول الإجتماعي ( المدرسي)، أين يتعذر على ربّ الأسرة التوفيق بين تلبية حاجيات أبنائه المتمدرسين خلال الدخول المدرسي و أن يغذي عقله هو بشراء كتاب ( تثقيفي) يطالعه، و لذا تشهد معارض الكتاب أحيانا عزوفا للزوار، لأن النشر الإلكتروني، أصبح يزاحم الكتاب الورقي، و خلق ما يسمى بالقارئ الإلكتروني، بعدما أصبحت الإنترنت في متناول الجميع.

من خلال زيارتنا لبعض معارض الكتاب ، وقفنا على أن بعض الطلبة الجامعيين لا يؤمنون بما يسمى بالمطالعة أو التثقيف، و كان رد العديد منهم أنهم يبحثون عن الكتب التي تخدم مذكرات تخرجهم ، أما الباقي فهو خارج اهتمامهم، كانت لنا دردشة مع الأستاذ محمد بن عبد الله خلال مشاركته في إحدي المعارض الوطنية و في رده علي سؤالنا حول غياب المقروئية في الجزائر قال أن المسؤولية تشترك فيه مختلف القطاعات و المؤسسات الثقافية و الجمعيات و دور النشر و الإعلام كذلك، و بالأخص المنظومة التربوية، التي هي المسؤول الأول عن أزمة القراءة و المقروئية ، لأنها لم تصنع القارئ، موضحا أن الطفل يمرّ بكل مراحل التعليم، إلى أن يصل إلى الجامعة و لكنه لم يقرأ و لا كتابا واحدا في حياته، وهي بالتالي ( أي المنظومة التربوية) تتحمل المسؤولية، لأنها فشلت في صياغة القارئ ، وقال أن المنظومة التربوية لم تضم في برنامجها و مقرراتها مسألة التعريف بالكتاب و الشخصيات التاريخية، كما أن معظم مذكرات التخرج من الجامعة الجزائرية يضيف محدثنا لا تتطرق إلى أعلام الجزائر و مبدعيها و تعتمد على شخصيات عربية من خارج بلدها .
ورقة علجية عيش الجزائر



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين هدنة غزة و صلح الحديبية
- هذه رؤية المحلل السياسي أحمد رواجعية للوضع في فلسطين
- مع الأنطولوجي نقوس المهدي مؤسّس أضخم موقع أدبي وفكري في العا ...
- 2025 هل ستكون سنة سلام؟
- دور كرة القدم الجزائرية في مواجهة الإحتلال الفرنسي
- سؤال للأكاديميين .. متى نكتب عن الفكر الثوري في الجزائر؟
- لا يمكن الوصول إلى الاحترافية بدون تكوين إعلامي مستمر
- رؤية البروفيسور نصر الدين بوزيان للإعلام و الصحافة في الجزائ ...
- حديث عن البيبليوغرافية الجزائرية
- مترجمون: الجامعة الجزائرية بحاجة إلى مدرسة خاصة للترجمة
- وزير التربية و التعليم بالجزائر: التعليم الابتدائي هو البنية ...
- باحث جزائري يكشف عن وجود ملفات عن مالك بن نبي في الأرشيف الم ...
- ناشرون في صالون الكتاب.. سوق الكتاب في الجزائر ميِّتٌ
- باحث في التاريخ يدعو إلى القفز على التاريخ
- هبّة شبابية نحو صناديق الاقتراع من أجل جزائر منتصرة
- مع العدّ التنازلي لتنظيم الانتخابات الرئاسية في الجزائر
- المجتمع المدني في الجزائرعلى المحك أمام المعارضة السياسية
- على عبد المجيد تبون أن يضغط على السّيسي بفتح الحدود
- معالم دينية تتحول إلى -خردة-في عاصمة النوميديين بالجزائر
- طلائع الحريات: رئاسيات 2024 ستؤسس دولة المواطنة والحريات


المزيد.....




- مطاردة على الأقدام تنتهي باجتياز مراهق طريقًا سريعًا بشكل جن ...
- ملك الأردن: أكدت لترامب رفض المملكة تهجير الفلسطينيين في غزة ...
- وسائل إعلام عربية: السيسي يؤجل زيارته إلى واشنطن بعد تصريحات ...
- برلماني هولندي: دعم حكومة امستردام لأوكرانيا يضع بلدنا هدفا ...
- إيطاليا تعتقل حوالي 130 شخصا في عملية مكافحة المافيا
- -الشفافية الدولية- تطالب بمكافحة صارمة لرشى نواب البرلمان ال ...
- -الشفافية- و-استراتيجية مكبر الصوت-- سلاحا أمريكا ضد روسيا! ...
- منظمة الشفافية الدولية تحذر من الفساد بوصفه -قاتل- المناخ وا ...
- إلقاء القبض على تاجر مخدرات خطير في محافظة ريف دمشق السورية ...
- برلماني أوروبي عن قضية أسامة نجيم: ميلوني أعادت مجرم حرب لوط ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علجية عيش - متى تنتصر معارض الكِتاب للثقافة و المقروئية؟ (الجزائر نموذجا)