أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 22:17
المحور:
حقوق الانسان
لم يدم الخداع طويلا. تم في أحد أيام الجمعة من شهر نونبر الماضي، بمدينة أكادير، اعتقال رجل ثلاثيني أثناء تظاهره بأنه متسول أمام أحد مساجد المدينة. كان هذا الشخص الذي يرتدي زي امرأة، يستغل انتهاء الصلاة لطلب الصدقات من المؤمنين. لكن مظهره الجسدي، وبنيته وصوته، كشفوا في نهاية المطاف عن هويته الحقيقية.
ولاحظ المصلون في مسجد أبي بكر الصديق بمنطقة القدس الحيلة وأبلغوا السلطات. تم القبض على الرجل ووضعه تحت الحراسة النظرية لاستكمال التحقيقات.
على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت في نفس الشهر أن الحكومة عازمة على بذل المزيد من الجهود لمحاربة التسول بجميع أشكاله بمدينة مراكش، مشيرا إلى أن وزارته لن تدخر أي جهد لتحقيق هذا الهدف.
وأشار لفتيت، في رده المكتوب على سؤال النائبة عزيزة بوجريدة عن الفريق الحركي، إلى أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المذكورة، تمت معالجة 2514 قضية تتعلق بالتسول، وهو ما أدى إلى توقيف 2557 شخصا، من بينهم 181 أجنبيا، أغلبهم من دول جنوب الصحراء. وأضاف أنه تم في هذه الدفعة إيداع 2020 شخصا رهن الحراسة النظرية، فيما تم إطلاق سراح 541 شخصا بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة، مشيرا إلى أن من بينهم 2039 شخصا بالغا و518 قاصرا.
لمكافحة هذه الظاهرة، يعتزم وزير الداخلية اعتماد مقاربة أمنية متكاملة، تقتضي التنسيق بين الشرطة القضائية وأجهزة الأمن العمومي والمخابرات العامة والسلطات المحلية، بهدف تفكيك هذه الشبكات المنظمة التي تستغل الأطفال أو تمارس ما يسمى بالتسول الاحترافي. وأكد لفتيت أن هذا التآزر بين الوسائل والأفعال من شأنه أن يساهم في مكافحة كل أشكال التسول، معلنا عن تركيب كاميرات مراقبة في المناطق الحساسة، وتسيير دوريات منتظمة على مستوى الطرق الرئيسية وفي المواقع الاستراتيجية مثل محطات الحافلات والقطارات ومحيط المساجد والمقاهي والمزارات والزوايا.
وأضاف الوزير أن هذه المقاربة ستكون قمعية واجتماعية، مشيرا إلى أنه سيتم فرض عقوبات على المجرمين في حالة العود والشبكات التي تستغل القاصرين، ولكن في الوقت نفسه سيتم تقديم الدعم لهؤلاء القاصرين وبعض الأشخاص الضعفاء بهدف إعادة إدماجهم اجتماعيا.
علاوة على ذلك، ستتابع الشرطة بأقصى درجات الصرامة أي سلوك منحرف من جانب المتسولين مثل الطلبات العدوانية والتهديدات وحتى العنف. وأضاف أن التدخلات ستتم خلال الفترات الحساسة مثل شهر رمضان والأعياد الدينية عندما تشجع الحشود على عودة الظاهرة.
وختم الوزير تصريحه قائلا: "إذا كانت العمليات الأمنية الرامية إلى مكافحة هذه الآفة تتخذ طابعا قمعيا من خلال تطبيق أحكام القانون الجنائي لإيقاف المجرمين وتقديمهم للعدالة، فإن العديد من الحالات يتم التعامل معها وفق مقاربة اجتماعية، بالتنسيق مع النيابة العامة وكل الفاعلين المعنيين، للحد من تفاقم هذه الظاهرة".
ونأمل أخيرا أن تساعد هذه الإجراءات على ضمان بيئة معيشية آمنة للمواطنين.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟