أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محفوظ بجاوي - التربية السليمة للأبناء : بين التوجيه والحرية














المزيد.....


التربية السليمة للأبناء : بين التوجيه والحرية


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 09:52
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تعتبر التربية أحد أهم العوامل في تشكيل شخصية الأبناء، ويجب أن توازن بين تقديم التوجيه السليم ومنحهم الحرية المناسبة للنمو والتطور. في مرحلة النمو، يتأثر الأبناء بالعوامل الخارجية مثل المجتمع، التكنولوجيا، واختلاطهم مع ثقافات متنوعة. لذا، يكون من الضروري أن يدرك الآباء أهمية الدور الذي يلعبونه في توجيه أبنائهم وتثقيفهم، بعيدًا عن فرض العادات والتقاليد بشكل قسري.
دراسة أجراها الباحثان Baumrind وLamborn في 1991 بينت أن التوازن بين الحرية والرقابة يعزز استقرار الأبناء النفسي والاجتماعي.

التربية يجب أن تقوم على مبدأ التعليم والتوجيه بدلًا من الإجبار، ففرض العادات والتقاليد بشكل مفرط قد يؤدي إلى مقاومة الأبناء في مرحلة لاحقة من حياتهم. ففي حال كان الأبناء يشعرون بأنهم مجبرون على اتباع عادات معينة أو تقييدهم بتقاليد صارمة، قد يطورون مشاعر الرفض تجاه تلك العادات. في النهاية، قد يصلون إلى مرحلة من التمرد على كل شيء تربوا عليه، بما في ذلك الدين والعادات الاجتماعية.
دراسة أُجريت على المراهقين في 2003 من قبل Steinberg وMounts أكدت أن التوجيه المعتدل من الآباء يحسن من القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة، ويسهم في تحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي.

لذلك، من المهم أن نتبنى التربية التي تمنح الأبناء فرصة للتفكير بحرية، مع الحفاظ على المبادئ الأساسية التي نشأوا عليها. يمكن تحفيزهم على اتخاذ قرارات مستقلة من خلال التوجيه، والنقاش، والاستماع لآرائهم، مما يساعد في تطوير شخصيتهم بشكل متوازن ويعزز من قدرتهم على التكيف مع العالم من حولهم.
كما أكدت دراسة Dweck في 2007 على أهمية تعليم الأطفال أن القدرات يمكن أن تتطور من خلال العمل الجاد والتعلم من الأخطاء، مما يعزز مرونتهم في التعامل مع التحديات.

من تجربتي مع أولادي في أحد الأيام، قال لي ابني البكر: "بابا خلينا نغلطو باش نتعلمو". ليلتها لم أنم وقد فكرت في معاقبته، لكن بعد تفكير طويل واسترجاع بعض الذكريات من صغري، تأكدت أنه كان على صواب. كان من واجبي أن أسمح له بالتجربة بنفسه، وأن أترك له مساحة ليخطئ ويتعلم منها، بدلاً من أن أملي عليه تجاربي الشخصية فقط.
دراسة نشرتها مجلة Child Development في 2011 أظهرت أن السماح للأطفال باتخاذ قراراتهم وتحمل نتائجها يعزز مهارات التفكير النقدي واتخاذ القرارات لديهم.

واصلت مع بقية أبنائي، ثلاثة ذكور وبنتين، بتوجيههم بطريقة مشابهة. الجميع خريجو جامعات، وكلهم يعيشون في استقرار أسري تام. أثبتوا لي أن السماح لهم بالتعلم من أخطائهم والتوجيه بشكل مناسب كان له أكبر الأثر في تشكيل شخصياتهم، وأنهم قادرون على مواجهة تحديات الحياة بثقة ونجاح.
دراسات عدة أظهرت أن الأبناء الذين يتمتعون بتوجيه مرن ومستقل ينشئون في بيئة صحية ومستقرة عاطفيًا.

باختصار، التربية السليمة تقوم على التوازن بين الحرية والمسؤولية، والابتعاد عن فرض القيم والعادات القسرية. هذا سيساعد الأبناء على الحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية من جهة، وفي نفس الوقت سيمكنهم من اتخاذ قراراتهم الشخصية بثقة واستقلالية في المستقبل.
الدراسات أظهرت أن الأبناء الذين تربوا في بيئة ديمقراطية، توازن بين الحرية والإشراف، يظهرون قدرة أكبر على التكيف مع التحديات الاجتماعية والمهنية.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة ساقية سيدي يوسف : عندما امتزج الدم الجزائري والتونسي ف ...
- الفكر السلفي والوهابي : عانق أمام التقدم الفكري والتحرر في ا ...
- مامعنى أن تكون يساريًا ؟
- حين يصبح الجهل مقدسًا...لابد من التمرد ، لأن الحقيقة لا تخشى ...
- رسالة اعتذار وحب لعائلتي
- نور العقل في مواجهة ظلام الجهل والتطرف
- إضراب التلاميذ في الجزائر: صرخة من أجل حقوق مستقبلية وأزمة ا ...
- التعليم في الجزائر : أزمة التطهير وتهديدات المستقبل
- حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي
- تربية الأطفال بين الخوف من الموت وفهم الحياة: أثر الترهيب وا ...
- الهوية بين الصدق والزيف: أثر الأكاذيب على الأجيال القادمة
- التخطيط السليم للإنجاب: مسؤولية ووعي لمستقبل مشرق
- في شيخوخة الوالدين : قلوب كبيرة تحتاج إلى لمسات حب بسيطة.
- التدين المظهري في الجزائر : كيف أضاع المجتمع بوصلة التقدم؟
- الصراع الداخلي بين الحب والقيود : تأثير الخوف من التعبير عن ...
- الصحة النفسية في ظل التحديات الحديثة
- بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني
- الهوية الأمازيغية : جسر الوحدة الوطنية وحصن الانتماء
- الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزر ...
- الجزائر وتونس : أخوة تتجاوز الحدود والمصالح


المزيد.....




- حماس تستنكر قرار عباس بإلغاء مخصصات الشهداء والأسرى وتدعو لع ...
- حماس تحمل نتنياهو مسؤولية قرار تأجيل تسليم الأسرى
- حماس: قرار السلطة وقف مخصصات الشهداء والأسرى والجرحى تخلٍّ ع ...
- الأونروا: تهجير 40 ألف فلسطيني من مخيمات الضفة الغربية
- عباس يصدر مرسوما بإلغاء دفع رواتب الأسرى والشهداء والجرحى
- حماس عن تأجيل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يتحمل ...
- صدمة دولية بعد العثور على مقبرة جماعية لمهاجرين في جنوب شرق ...
- مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء وا ...
- أبو عبيدة يعلن تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين حتى إشعار آخر ...
- الأونروا: تهجير 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور ش ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محفوظ بجاوي - التربية السليمة للأبناء : بين التوجيه والحرية