بيان حول تصريحات الفاشي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة


الحزب الشيوعي الفلسطيني
2025 / 2 / 10 - 09:51     

إن تصريحات الرئيس الأمريكي الفاشي والمعتوه دونالد ترامب حول تهجير سكان قطاع غزة قسرًا وإعادة توطينهم خارج أراضيهم ليست مجرد تهديد جديد لشعبنا الفلسطيني، بل هي امتداد للنهج الإمبريالي الاستعماري الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر أدوات التهجير القسري والإبادة الجماعية. إن هذا الخطاب الاستعماري يعكس جوهر النظام الرأسمالي الإمبريالي، الذي لا يرى في الشعوب المضطهدة سوى عقبات يجب إزالتها أمام مصالحه التوسعية ونهبه للموارد والثروات.

إن الطرح الأمريكي القائم على التعامل مع غزة كمجرد "مشروع عقاري" وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" يعكس العقلية الرأسمالية الإمبريالية التي تتعامل مع الشعوب والأوطان كسلع قابلة للبيع والشراء، متجاهلةً معاناة أبناء شعبنا الذين يواجهون حصارًا خانقًا وعدوانًا مستمرًا. هذه الطروحات لم تكن لتُطرح لولا الدعم المطلق الذي تقدمه القوى الإمبريالية للكيان الصهيوني، باعتباره قاعدة متقدمة لحماية مصالح رأس المال العالمي في منطقتنا.

إن مقاومة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وصموده الأسطوري في مواجهة آلة القتل الصهيونية، يُثبت أن شعبنا، رغم الحصار والتجويع والمجازر، لن يتنازل عن حقوقه ولن يرضخ لمشاريع التهجير والاقتلاع. لقد تحطمت على صخرة هذا الصمود أوهام الاحتلال وأدواته الإمبريالية، وأثبتت المقاومة بكافة أشكالها أن شعبنا قادر على مواجهة أعتى القوى الاستعمارية، وأن إرادة الشعوب أقوى من جيوش العدوان.

إن استهداف المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، عبر عمليات التدمير الممنهجة والقتل اليومي، يؤكد أن الاحتلال يدرك جيدًا أن هذه المخيمات تمثل لب الصراع ورمز حق العودة، وأن تصفيتها تشكل جزءًا من مشروع تصفية القضية الفلسطينية. إن تدمير مخيم جنين، الفارعة، ومخيم طولكرم ونور شمس، وعسكر، والدهيشة، وغيرها من قلاع الصمود، هو محاولة بائسة لإنهاء روح المقاومة التي شكلتها هذه المخيمات على مدار عقود. لكن كما فشلت كل محاولات الإبادة السابقة، فإن هذه السياسات لن تنجح في اقتلاع شعبنا من أرضه.


إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني نؤكد أن تهجير سكان غزة هو استمرار للسياسات الصهيونية الإمبريالية التي بدأت بنكبة 1948، مرورًا بالنكسة، وانتهاءً بالمحاولات المستمرة لتفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها. إن ما يطرحه ترامب اليوم هو إعادة إنتاج لنفس النهج الفاشي الذي انتهجته القوى الاستعمارية في العالم، من مذابح الإبادة الجماعية ضد الشعوب الأصلية في أمريكا، إلى تهجير شعوب الجنوب العالمي لصالح النهب الرأسمالي.

إن الحل الحقيقي لمعاناة شعبنا في قطاع غزة و الضفة الغربية ومختلف أماكن تواجده لا يكمن في الطروحات الاستعمارية التي تروج لها القوى الإمبريالية والصهيونية، بل في إنهاء الاحتلال، ورفع الحصار، وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه، وإقامة دولته الوطنية الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الموحدة. إن نضال الشعب الفلسطيني ليس نضالًا من أجل تحسين شروط العبودية داخل منظومة الاحتلال، بل هو جزء من النضال الأممي ضد النظام الرأسمالي الذي يُنتج الاستعمار والاستغلال.

إننا نؤكد أن الجماهير الفلسطينية لن تسمح بتمرير مخططات التهجير الجديدة، كما لن ترضى بأن تُعامل كعبء يجب التخلص منه وفق الرؤية الاستعمارية الإمبريالية. إننا ندعو كافة القوى الثورية والعمالية في العالم إلى تصعيد المواجهة ضد الإمبريالية والصهيونية، والعمل على بناء جبهة أممية مناهضة للفاشية والرأسمالية.

إن الحزب الشيوعي الفلسطيني، وهو يناضل جنبًا إلى جنب مع أبناء شعبه، يؤكد أن الاشتراكية وحدها قادرة على تحرير الشعوب المضطهدة، وتخليص البشرية من جرائم الإمبريالية والاستعمار. إن المقاومة بكافة أشكالها حق مشروع للشعوب المضطهدة، والشعب الفلسطيني الذي صمد لعقود طويلة لن يتنازل عن حقوقه ولن يسمح بتمرير هذه المخططات الاستعمارية اليائسة.

المجد للشهداء، والنصر للطبقة العاملة، والخزي للإمبريالية وأدواتها!