أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - نشأة الكون وتقسيم الزمن ....؟















المزيد.....

نشأة الكون وتقسيم الزمن ....؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( لمحة عن الكاتب علي الدشتي وأعماله في مطلع مقالنا – معجزة القرآن) الحوار المتمدن تاريخ 10/12/2006
يمثل العهد القديم إرثاً نفسياً من مدوّنات تاريخ الفكر الإنساني . فهو يلقي الضوء على سذاجة أفكار الشعوب البدائية بشأن الخلق والخالق . وبحسب رواية العهد القديم ، فإن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام وارتاح في اليوم السابع ، الذي كان يوم سبت؛ غير أن الشمس لم تكن موجودة قبل خلق السموات والأرض، ولذلك
ما كان من الممكن لظاهرة الشروق والغروب، التي تمكّن للبشر من قياس الزمن وتقسيمه إلى وحدات من النهار والليل ، أن تكون حاضرة . ومهما يكن الأمر ، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي جعل الله بحاجة إلى مقياس بشري لقياس الزمن الذي استغرقه الخلق ؟ ولماذا قاسه بالأيام الأرضية لا بأيام كوكب آخر ، كأيام نبتون على سبيل المثال . فالشروق والغروب هما طلوع الشمس وغيابها كما يُريان من سطح الأرض . ولو لم يخلق الله الشمس والأرض ، كيف كان يمكن أن تكون ثمة أيام وليال؟ وهل يقدّم موسى النتيجة على السبب ؟
كائناً ما كان الأمر ، فإنّ خلق الكون في ستة أيام يُعاد التأكيد عليه في القرآن ثماني مرّات ، على النحو التالي :
1 ( إنّ ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيّام ثم استوى على العرش )
- الآية 3 من سورة يونس –
2 . يتكرر الكلام ذاته تماماً في الآية 54 من سورة الأعراف .
3 ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم
أيّكم أحسن عملاً ) – الآية 7 من سورة هود- وفي هذه الآية التي نصّت على أن الخلق كان في ستة أيام ، مما يعني أنّ العرش والماء سابقان في الوجود على خلق السموات والأرض . أما في الآية 3 من سورة يونس ، والآية 54 من سورة الأعراف ، فقيل إنّ الله استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض ، ولعل ذلك يكون صدىً جزئياً للقصة التوراتية عن استراحة الربّ في اليوم السابع . ومن اللافت أن رواية الخلق في الآيات الثلاث السابقة إنما تروى بصيغة الغائب ، مما يجعل الراوي أو المتكلم هو النبي محمد . أما في الآية التالية فسنجد أنّ المتكلم هو الله .
4 ( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لُغُوب ) الآية 38 من سورة ق – وتختلف هذه الآية عن سابقاتها الثلاث الآنفة في أنّها لا تقتصر على ذكر السموات والأرض بل تذكر الفضاء ما بينهما ، وتـُنـْكر أن تكون المهمة الجسيمة المتمثـّلة في خلق هذه الأشياء قد أتعبت الإله . فاللُّغوب( أي التعب ) ، بما هو عليه من وهنٍ في الطاقة الحيوية يعتري البشر والبهائم الفانية الضعيفة ، لا يمكن أن يُنْسَب إلى الله القادر الباقي . وبذلك يغدو القول ( وما مسَّنا من لغوب ) قولاً مدهشاً، ولعلّه دحضٌ لما جاء في التوراة من أنّ الله استراح في اليوم السابع ، مما يعني أنّ الله قد أصابه التعب في ذلك اليوم .
5 ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) – الآية 9 من سورة فُصِّلت-
وهنا المتكلم ، مرة أخرى ليس محمداً بل الله ، الذي يحدّد الزمن الذي استغرقه
خلق الأرض بيومين . وفحوى الآية أنه نظراً لمعرفة العرب في مكّة بشأن خلق
الأرض في يومين ما كان ينبغي لهم أن ينكروا وجود من أتمّ تلك المهمة
الجسيمة في يومين ليس غير . غير أن العرب كانوا يجهلون هذا الأمر
بلا شك ؛ وإلا لما سُئِلوا عن سبب كفرهم بالخالق . ومع أن الله هو المتكلم ،
فإنّ الكلام لا يناسب أن يكون نطقاً إلهياً . فالله ما كان لينتظر من البشر أن
يؤمنوا به لأن بعض العرب كانوا يقرّون بوجود مَنْ خلق الأرض في يومين.
ولذلك ينبغي أن نعدّ هذه الجملة على أنها من نتاج مخيّلة النبي محمد .
6 ( وجعل فيها رواسي من فوقها وباركَ فيها وقّـدّرَ فيها أقواتها في أربعة أيام
سواءً للسائلين ) – الآية 10 من سورة فُصِّلت –
7 ( ثم استوى إلى السماء وهي دُخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها
قالتا أتينا طائعين ) –الآية 11 من سورة فُصَّلت – لَمْ يُذكَر العرش في سورة فُصّلت ، لكن السماء تحل محله . والسماء والأرض في اللغة العربية اسمان مؤنثان ، لذلك أضيفت تاء التأنيث في الفعل – قالتا- وجاء في صيغة المثنى ؛ غير أنّ الحال – طائعين – في آخر الآية في صيغة التذكير والجمع ، وهذا ما يخالف قواعد النحو العربي .
8 ( فقضاهُنَّ سَبْعَ سموات في يومين وأوحى في كلّ سماء أمْرَها ) الآية 12 من
سورة فُصّلت . وفي هذه الآية يضاف يومان آخران لترتيب السموات السبع،
وبذلك يغدو الزمن الذي استغرقه الخلق ثمانية أيام بدلاً من ستة . وهذا المزيد
من الخلط يجعل من المستحيل أن نعدّ هذا الكلام كلام الله .
والمعضلة الأخرى التي تـُطْرَح هي تقدير التقويم في الآية 36 من سورة التوبة : ( إنّ عدّة الشهور عند الله اتنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حُرُمٌ ذلك الدّين القيّم )
يفهم البشر في هذه الدنيا أن السنة هي فترة من الزمن تبلغ تقريباً 365 يوما وربع اليوم تدور فيها الأرض حول الشمس . وهم يميّزون أربعة فصول في السنة ويرتّبون أعمالهم تبعا لهذه الفصول . وكانت الشعوب المتحضّرة القديمة ، كالبابليين والمصريين والصينيين والفرس واليونان. قد استخدموا السنة الشمسية في حساب الزمن وقسموها إلى أربعة أرباع يتألف كل منها من ثلاثة شهور ، فجعلوا في السنة الواحدة اثني عشر شهراً وكانوا يحدّدون الأرباع برصد أوضاع الشمس المتبدلة في السماء . ولأن رصد الشمس الدقيق كان صعباً بالنسبة للشعوب البدائية التي لا تعرف إلا القليل من الحساب إ ن كانت تعرف منه شيئاً ، فقط فصّل هؤلاء طريقة أبسط لقياس الزمن من خلال رصد أطوار القمر . بيد أنّ الأشهر القمرية ليست ذات نفع في توقيت الأعمال الزراعية ، التي هي وسيلة العيش الأساسية لدى البشر .
ولقد استخدم العرب الشهر القمرية ، لكي يتوصلوا إلى ضروب منتظمة من تعليق القتال والنزاع ، حرّموا أربعةً من هذه الأشهر ، وقد حاول بعض العرب أن يو فّقوا بين سَنتهم المؤلفة من اثني عشر شهراً قمرياً والتقويم الشمسي بأن ( ينسأوا) السنة الجديدة مراحل أو فترات ، أي بأن يُطيلوا السنة الفائتة . غير انّ استخدام العرب القدماء للسنة القمرية يُرى في القرآن على أنه قانون من قوانين الطبيعة لا سبيل إلى خرقه ، كما حُظّرت زيادة السنة أو الإضافة إليها في الآية 37 من سورة التوبة :
( إنما النسيء زيادةٌ في الكفر) والربّ الذي جعل الحفاظ على حساب العرب القدماء القمري للزمن أمراً إجبارياً في كل مكان وإلى الأبد لابد أنه كان إلهاً عربياً محلياً أو النبي محمد .
وعلى هذا النحو ذاته كان أن جُعِلَت عادة الحجّ القومية العربية إلى مكّة فريضة دينية على المسلمين ، وغدا السعي بين الصفا والمروة شعيرة إسلامية عامة .
وفي الآية 189 من سورة البقرة أنّ عادةً أو قاعدة بشرية هي السبب في ظاهرة طبيعية : ( يسألونك عن الأهلّة قُلْ هي مواقيت للناس والحجّ ) والتعليق السخيف على ذلك في تفسير الجلالين أنّ السبب في أنّ الأهلّة تبدو دقيقة ثم تزيد حتى تمتلئ
نوراً ثم تعود كما بدَت ولا تكون على حالة واحدة كالشمس هو أن يعلم بها الناس أوقات زرعهم ومتاجرهم وعُدَد نسائهم وصيامهم وإفطارهم وحجّهم . وبالطبع فإن لا فائدة في أطوار القمر في توقيت الزراعة ، وقد فُرِض استخدام الأشهر القمرية في توقيت الحجّ والصيام لأنّ الأشهر الشمسية لم تكن قد غدت محلّ استخدام عام وشائع في جزيرة العرب . أما السبب في أن القمر يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يمتلئ نوراً ثم يعود كما بدا فهو حركته المدارية حول الأرض وما يترتّب عليها من تغيّر وضع قرصه المواجه للأرض بالعلاقة مع الشمس وتوافق هذه الظاهرة مع ظاهرة الليل والنهار الأرضية . ولقد شوهِدَ الهلال والبدر لمئات من السنين من قبل العرب الذين عاشوا في الحجاز ونجد ،ولا شكّ أنهما كان يمكن أن يشاهَدا قبل ملايين كثيرة من وجود الجنس البشري . ولا ريب في أنّ خالق الكون على دراية بهذه الحقائق ؛ ولذلك ما كان لينطق بكلام يضع النتيجة في مكان السبب .
بل إن المذهل أكثر هو السؤال في الآية 30 من سورة الأنبياء : ( أوَلَم يَرَ الذين كفروا أنّ السموات والأرض كانتا رَتْقاً ففتقناهما ) فليس الذين كفروا وحدهم من لم يستطع أن يَرى كيف كانت السموات والأرض رَتـْقاً ثم فـُـتِـقَـَتا ؛ ذلك أن الذين لم يكفروا أيضاً أنّ من الصعب الإحاطة بذلك وفهمه .

من كتاب :23 عاماً دراسة في الممارسة النبوية المحمدية .
الكاتب : علي الدشتي . المترجم ثائر ديب . إصدار رابطة العقلانيين العرب .



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنّ والسّحر ...؟
- ..( 4 ) الله في القرآن..
- .. وأد العقل العربي هل تفاقم إلى ظاهرة تراثية إرثية ..؟
- ....(الله في القرآن ...(3
- ..(.الله في القرآن ..( 2
- ..- الله في القرآن ..-1
- ... النساء والنبي -2-؟
- .. النساء والنبي ....-1-..؟
- ... النساء في الإسلام ...؟
- النبوّة والحكم .....؟
- سياسة التقدم نحو السلطة ....؟
- الكاتب القاص المدمن عشقاً صبحي دسوقي يبتهل لنارا....؟
- بداية اقتصادية على أموال اليهود...؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - التغيّر في شخصية مح ...
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الهجرة
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-بشرية محمّد
- الشاعر الإنسان عايد سراج غيفارا يبحث عن صديق ...؟
- معجزة القرآن .. ومواهب الرسول الفكرية واللغوية وقوته على الإ ...
- نصف عقد في حوار حضاري متمدن ...
- مهرجان الرقة المسرحي الثاني وانحسار النص المحلي..؟


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - نشأة الكون وتقسيم الزمن ....؟