أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 16:10
المحور:
قضايا ثقافية
لو مسحنا تسجيلا خلال السبعين سنة الأخيرة لتصورات وآراء النخب العربية – السلطوية والتي كانت محسوبة معارضة والمعروفة بقوى اليسار – أكانت في مؤلفات كتب أو مقالات أو مقابلات تلفزيونية أو إذاعية أو مقطعات او نتف من النشر في التواصل الاجتماعي عبر النت ، لوجدناهم جميعهم قد لاكوا ويلوكون متلفظ ( تحرير العقل ) ، ويبدو الامر سهلا وبسيطا تحقيقه
، وذلك برص انتقاءات لفظية معروضة على انها أحكام أو قواعد أو مقولات – كما يشبه لديهم – ويكون عرضها بصيغة الرفض او الهجوم او طلب التغيير لها ، من امثلة ذلك الجمود ، الإرث الماضوي المعيق ، التحجر الديني ، الإرادة المستلبة والتبعية الانقيادية للإنسان العربي ، الانخداع والجهل . . . إلخ .
وظللنا نكرر مثل تلك التعاليم المحفظة – كثوابت – فينا خلال ثلثي القرنين الماضي والراهن ، ما أن نكبر نحفظ من هم بعدنا من الأجيال . . ولم يتحقق شيء ، فلا وجود لعقل عربي متحرر – من العامة والخاصة والفردية النادرة – ولا رحيل للتخلف او الجهل او الجمود العقائدي او تحقق الإرادة المستقلة – كل ذلك هو اشبه بأضغاث أحلام لا اكثر ، فالواقع ( الزمني – المكاني ) المتحرك يعيد انتاج صور الاستلاب والانغماس اشد في قيم الإعاقة عن ذي قبل وبصور مشوهة بدلا عن السير في قيم التحول ولو ببطء متناهي .
الحقيقة أنها إشكالية عربية تاريخية اشبه بالأحجية ، تفضح العقول المتخلفة والانتهازية وحتى العقول المستنيرة – لماذا تخصنا شبه حقيقة أنا انسان ومجتمع عربي عصي علينا الانعتاق من انغلال العقل واستلاب الشخصية – بإدراك او دون إدراك وبطواعية ذاتية او جبرا – إنها موضوعة شديدة التركيب والتعقيد يلزم تفكيكها أولا وتحليل المفككات ثم إعادة تركيب المفككات بلحمة عضوية للوقوف تحليلا لمصنفاتها ، وكل ذلك بتجنب الوقوع في قوالب تصنيع اشباه المقولات او الاحكام او النصائح او الارشاد – هذا ما سنحاول الخوض فيه لاحقا .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟