أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - قراءة في انسحاب المجلس الوطني الكوردي من الائتلاف السوري














المزيد.....


قراءة في انسحاب المجلس الوطني الكوردي من الائتلاف السوري


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 09:51
المحور: القضية الكردية
    


نقدرها ونعتبرها خطوة مهمة نحو الاستقلالية السياسية.
في خطوة طال انتظارها، أعلن المجلس الوطني الكوردي، في السابع من فبراير 2025، انسحابه الرسمي من الائتلاف الوطني السوري، الكيان الذي حمل اسم "الوطني" لكنه لم يكن يومًا كذلك، بل تحول إلى أداة طيعة بيد تركيا، تتحكم به مجموعة من السياسيين الذين جعلوا من القضية السورية ورقة مساومة لخدمة أجندات خارجية. هذه الخطوة، رغم تأخرها، تكتسب أهمية خاصة ليس فقط بسبب التهميش المستمر الذي تعرض له المجلس، بل لأن الائتلاف نفسه فقد ثقله السياسي مع تلاشي الدعم الدولي، حتى بات كيانًا يثير الشكوك حول شرعيته، بل وهناك حديث متزايد عن تحقيقات قد تطال بعض قياداته في ظل الشبهات التي تحوم حول أنشطته ومصادر تمويله.
لم يكن انسحاب المجلس مجرد موقف احتجاجي، بل هو تحرر من عبء سياسي لم يعد له أي جدوى، وخطوة أولى نحو إعادة تموضعه في المشهد السياسي الكوردي والسوري بشكل أكثر استقلالية. غير أن هذه الخطوة وحدها لا تكفي، إذ يتوجب على المجلس أن يضع رؤية استراتيجية جديدة تستند إلى إعادة بناء البيت الكوردي الداخلي، عبر تجاوز الانقسامات والخلافات الحزبية التي استنزفت القضية الكوردية لسنوات، وبدء مرحلة جديدة من التقارب الكوردي – الكوردي، ليس فقط كخيار تكتيكي، بل كضرورة وجودية تفرضها التطورات السياسية الإقليمية والدولية.
إن خلق بيئة مناسبة للحوار بين مختلف القوى الكوردية بات اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حيث ينبغي تشكيل هيئات مشتركة تضم الأكاديميين والخبراء السياسيين لوضع خارطة طريق للحوار مع دمشق، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية التي لطالما لعبت دورًا في تفتيت الصف الكوردي وإضعاف موقفه التفاوضي. فالقضية الكوردية في سوريا لا يمكن أن تبقى رهينة للمشاريع الإقليمية أو الخلافات الحزبية الضيقة، بل يجب أن تتحول إلى مشروع وطني قائم على أسس واضحة تخدم حقوق الكورد في إطار حل سياسي شامل.
وفي هذا السياق، على الإدارة الذاتية الكوردية أيضًا أن تتحمل مسؤولياتها وتفتح الباب أمام حوار جاد مع مختلف القوى الكوردية، بعيدًا عن إرث الخلافات القديمة. فالتجارب السياسية تثبت أن النجاح لا يكون بالتمترس خلف المواقف المتصلبة، بل بالقدرة على تقديم حلول وسطى تضمن الحد الأدنى من التوافق، مع تجنب أي شروط تعجيزية قد تعرقل مسار التقارب. المطلوب اليوم هو إعادة ترتيب الأولويات، والتركيز على ما يمكن تحقيقه وفق الواقع السياسي القائم، بدلًا من التشبث بمطالب مثالية تفتح المجال أمام القوى المتربصة لاستغلال الخلافات الداخلية.
في خضم هذه التحولات، لا ينبغي التنازل عن مطلب الفيدرالية اللامركزية، الذي أصبح الخيار الأكثر واقعية لحل الأزمة السورية، خصوصًا في ظل التجارب الفاشلة للحكم المركزي، الذي لم يقد البلاد إلا إلى أزمات متكررة. هذا ما طرحناه باسم المجلس الوطني الكوردستاني من مقره في واشنطن عام 2006، أي قبل اندلاع الثورة السورية بخمس سنوات، مستمدين قوتنا من زخم الثورة الكوردية عام 2004، التي أعتبرها شرارة ثورات الربيع العربي، إذ اندلعت في فترة لم يكن يتجرأ فيها أي إنسان في الشرق الأوسط على مواجهة القوى الأمنية للأنظمة الشمولية.
في ذلك الوقت، قدمنا هذا المطلب، مستلهمين من تجربة الأشقاء في جنوب كوردستان، إلى الهيئات الدولية، حيث تم قبوله، بل ودعمه، وحصلنا كمجلس على تأييد دولي، وكان هذا الأساس الذي بُني عليه المجلس حينها.
ولو كانت الرؤية السياسية واضحة لدى الأطراف الحزبية الكوردية في غربي كوردستان آنذاك، لكان اليوم مجرد الاعتراض أو حتى النقاش حول هذا المطلب ضربًا من السذاجة، سواء في سوريا أو في المحافل الدولية. فقد لمسنا بوضوح من القوى الدولية أن الكورد في سوريا ليسوا مجرد طرف في المعادلة السياسية، بل هم قوة اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، وسياسية ذات امتداد وطني. وربما لم تكن هناك حاجة اليوم لإجراء حوارات حول تشكيل هيئات مشتركة، بل لكنا ضمن مجلس وطني واحد يجمع الجميع تحت مظلة موحدة.
ولو تحقق ذلك، لكانت مهمتنا اليوم إقناع الأشقاء العرب بأن الفيدرالية ليست حقًا كورديًا فحسب، بل هي نموذج حكم يخدم مختلف مكونات البلاد، ويضمن توزيعًا أكثر عدالة للسلطة والثروة، كما أنها ركيزة أساسية لبناء دولة ديمقراطية حديثة تقوم على مبادئ صحيح.
انسحاب المجلس الوطني الكوردي من الائتلاف السوري هو بلا شك خطوة إيجابية، لكنها لا ينبغي أن تكون النهاية، بل البداية لمسار سياسي جديد أكثر استقلالية ووضوحًا. السياسة ليست مجرد بيانات ومواقف، بل هي فن إدارة الممكنات وتحويلها إلى مكاسب استراتيجية. والمجلس الوطني الكوردي اليوم أمام فرصة حقيقية لإعادة التموضع في الساحة السياسية، شرط أن يمتلك الجرأة والرؤية لوضع مصلحة الشعب فوق الحسابات الفئوية والضغوط الخارجية، وأن يعمل على توحيد الصف الكوردي في مواجهة التحديات القادمة. فالتاريخ لا يرحم من يتردد في اللحظات المصيرية، والخيار اليوم بين الاستمرار في النهج القديم أو صناعة واقع سياسي جديد يستجيب لمتطلبات المرحلة.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنازل المجلس الوطني الكوردي عن مطلب الفيدرالية، تراجعٌ سياسي ...
- لماذا نشرت قناة NBC الخبر الكاذب حول احتمالية سحب إدارة ترام ...
- الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من سوريا، دعاية مضللة بغايات ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- الإعلام السوري من التواطؤ إلى التحريض، لماذا كل هذا الحقد عل ...
- خطب الكراهية في ساحة الأمويين
- في سوريا المنتصر لا يجادل بل يفرض قدره
- سوريا من قبضة الأسد إلى مخالب الإرهاب
- حين يحارب الكورد الإرهاب وتصنعه تركيا من جديد!
- احذروا صُنّاع الكراهية ووجوه الحقد التي تلوّث مستقبل سوريا
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب - 3/3
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب 2/3
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب- 2/3
- القطب المنافس لأمريكا في عهد ترامب - 1/3
- تداعيات الصراع التركي الأمريكي على مستقبل القضية الكوردية
- (بافي طيار) رمز الحب والحياة في ذاكرة الكورد وكوردستان
- الكورد ما بين الثقة والاستراتيجية
- سوريا الجديدة بين إرث الماضي وخطر التطرف القادم
- لماذا لا نتفق نحن الكورد إلا بالإذعان لقوة خارجية؟
- ازدواجية الخطاب العربي وحقوق الكورد


المزيد.....




- -الخارجية- تدين التصريحات الإسرائيلية العنصرية التي طالبت بد ...
- حماس تحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلس ...
- نتنياهو مصدوم من مشاهد الأسرى بغزة وحماس: حافظنا عليهم رغم م ...
- تحويلات المهاجرين المغاربة قوة اقتصادية وقيود أوروبية
- ارتفاع عدد الأسرى الفلسطينيين المحررين المنقولين للمستشفى إل ...
- حماس: نحذر من استمرار عمليات التعذيب والتنكيل والاهمال الطبي ...
- الأسير الإداري جمال الطويل يتحرر بعد سنوات من الاعتقال والمع ...
- إسرائيل تفرج عن الدفعة الخامسة من الأسرى الفلسطينيين (فيديو) ...
- فيديو.. سيارات الصليب الأحمر تصل غزة لتسلم الأسرى
- حافلة الصليب الاحمر الناقلة للاسرى الفلسطينيين تصل رام الله ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - قراءة في انسحاب المجلس الوطني الكوردي من الائتلاف السوري