مصطفى العمري
(Mustafa Alaumari)
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 00:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بدأ الصراع منذ ان أدرك العقلاء إمكانية التفكير و التغيير و النضوج العقلي بدأ معه بإزاحة و زوال وهم الإعتقادات و زيف الإستدلال ، لأنهم أدركوا أن طبيعة الكون تسير وفق وتيرة و سياق مختلف عمّا إعتادوا عليه من معارف او ما تنمّطوا به من إعتقادات. لم يكن للعقلاء و العلماء و الفلاسفة، حيز بالتأثير بقرارات المجتمع بل كانت أراءهم تثير ضجر و سخط الناس و رجال الدين والحكومات ، لذلك كانت أراءهم مقموعة و دورهم بالنهوض مُكبل و مصفود.
من بين الكتب المهمة التي حاولت الفرز بين الدين و العلم، هو كتاب " بين الدين والعلم و تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى " للكاتب الأمريكي أندور ديكسون وايت.
يستعرض الكاتب تأريخ الصراع و تموجاته و تحركاته، فيعتبر أن وظيفة الدين إرشادية لا علمية.
في جانب آخر يشير إلى حجم الصراع و شدته و غلظة رأي رجال الدين تجاه رجال العلم يقول.
" فإنك لا تعثر على في تأريخ الاديان كلها على تأريخ يشابه تاريخ مذاهب اللاهوت النصراني في قيامها في وجه العلم أزماناً طِوالاً بل قروناً متعاقبة، والسبب في هذا انه قامت لدى اللاهوتيين فكرة ثابتة في ان العلم لا يجب مطلقاً ان يبشر بشيء فيه أقل مخالفة لظاهر ما جاءت به الأسفار المقدسة و المتون و رسائل الحواريين"
لستُ هنا لكي أستعرض الكتاب لكني أدعو المهتمين إلى قراءته و نقده و تقويمه.
الذي أثار انتباهي رأي المترجم الاستاذ إسماعيل مظهر، عندما يقول:
" لو صحّ ان بين الدين و العلم عداءً و صراعاً فكيف ان هذا الصراع الذي ظلّ قائماً بينهما خمسة وعشرين قرناً من الزمان لم ينته بأن يصرع أحدهما الآخر؟
وهل خمسة و عشرون قرناً غير كافية لأن تُنهي المعركة وتنصر فريقاً؟"
الرأي أعلاه سمعته ايضاً من الدكتور عدنان إبراهم، وهذا الرأي أعتقده غير صحيح، لأن إمكانية بقاء الاراء و الاجتهادات الدينية مرهون على جهل الناس و تجهيلهم بمادة غير قابلة للفهم و التطبيق، الماورائيات و الميتافيزيقا، إذن الصراع لن يختفي و سيدوم قروناً أخرى مادام هناك مضخات تجهيل و تسطيح للعقل البشري.
#مصطفى_العمري (هاشتاغ)
Mustafa_Alaumari#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟