أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - هل يعي ترامب ما يقول؟














المزيد.....


هل يعي ترامب ما يقول؟


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 23:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


قد يبدو لك هذا التساؤل تقليلاً من قدر الرجل أو حتى أمراً موحشاً تجاهه بمقاييس حكامنا العرب، إلا أنه في صميم تفكيك ما يطرحه الرئيس الأمريكي تباعاً خلال أقل من شهر عن توليه رسمياً مقاليد الحكم وجلوسه مجدداً في مكتب البيض الأبيض، هناك حيث تتحدّد المصائر وترسم السياسات ويتداخل فيها التفكير مع التنفيذ في جمهورية ترامب اللاقطرية.
الاستيلاء على غزة وتهجير سكانها:
يبدو أن الحرب الأخيرة على غزة والتي تابعها دونالد ترامب في مراحلها الأول كمواطن أمريكي شغل خطة رئيس سابق، ثم مرشحاً جدياً للحزب الجمهوري المعروف بتحيّزه التاريخي للحرب أمام السلام المزيّف للديمقراطيين، وسرعان ما وجد نفسه أمام وقف تاريخي لإطلاق النار ساعات قليلة قبل توليه رسمياً للحكم، يبدو أنه لم يستسغ خروج الفلسطينيين بمظهر المنتصر على آلة الحرب الصهيونية وحلفائها.
فحديثه عن استيلاء الولايات المتحدة الامريكية على قطاع غزة وتهجير سكانها لا يخرج عن سياق ردود الأفعال المناوئة للنصر الفلسطيني التاريخي والذي غيّر موازين القوى.
ترامب بالرغم من أن تصريحه هذا يعدّ تصريحاً عاطفياً خلال مؤتمره الصحفي رفقة بنيامين نتانياهو وتراجعاً عن نقده اللاذع لضيفه خلال فصول طويلة من الحرب، إلا أنه لا يحجب سعيه لاستكمال مشروعه للشرق الأوسط.
ترامب وصفقة القرن:
لا يريد دونالد ترامب أن يمر بين منزلتي الرئيس الـ45 والـ47 للولايات المتحدة الامريكية دون أن يترك بصمته في أهم نزاع إقليمي متواصل منذ أكثر من سبعين سنة، فإذا كانت المرحلة الأولى من صفقة القرن التي رسم ملامحها بعناية خلال فترة ولايته الأولى تقوم على تقسيم جديد للأراضي التاريخية للفلسطينيين وإحكام الحزام الإقليمي بواسطة التطبيع، فإن المرحلة الثانية من هذه الصفقة تبدو أكثر تطرفاً بل ترتقي إلى حجم العربدة الاستراتيجية فوق صفائح متحركة أذكت تحركاتها المقاومات المتعددة التي برزت في أتون طوفان الأقصى.
اليوم محاولات ترامب تمرير مشروعه لم يعد فقط إستفزازا للفلسطينيين وللشعوب العربية المنفصلة عن حكامها في الموقف من الصراع العربي الصهيوني، بل تجاوزتها إلى اللاعبين الجدد الذين صعدوا إلى المشهد ونقصد بهم حزب الله في لبنان، الحوثيون اليمن، إيران، وبقية الجماعات المسلحة في العراق وحتى سوريا فهل يقصد ترامب ذلك؟
الرفض الدولي يصحّح التاريخ والجغرافيا:
تسارعت خلال الساعات القليلة الماضية ردود الأفعال الدولية الرافضة لتصريحات ترامب، بل فلنقل لم يسبق أن عبرت عديد الدول بصيغة الاجماع عن رفضها للمقترحات الامريكية بعد أن اذعنت لكامب دايفد واوسلو والاتفاقات الابراهيمية، وهي مواقف تستحق الاشادة على الأقل.
ففي حين عبرت الدول العربية عن رفضها للالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها استحقاقه لأراضيه التاريخية، فإن الدول الغربية وروسيا تناولت المسألة من زاوية الحرص على استدامة التهدئة وتجنب المزيد من التوتر.
كل هذه الدول مجتمعة قررت أخيراً أن لا تنخرط في مغامرة ترامب أو حتى تهديده الأرعن للسلام في المنطقة واجتمعت على مواجهته بسوء تقديره للعواقب ولتبعات مشروعه الذي قد يجرّ المجموعة الدولية إلى حرب أخرى قد تتوسع اقليميا أكثر حتى من مرحلة طوفان الأقصى وتهدد مصالحها في المنطقة أمام فانتزمات ترامب التي وجدت إدارته نفسها تحت هذا الضغط مجبرة على التدارك.
تصريحات مسؤولي الادارة الامريكية تعقيباّ على الرئيس ترامب:
ساعات قليلة بعد مجابهة تصريحات ترامب بخصوص مستقبل قطاع غزة برفض دولي واسع، تواترت تصريحات كبار مسؤولي إدارة الرئيس ترامب لمحاولة التدارك، حيث وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تصريحات ترامب بأنها ليست خطوة عدائية بل مجرد رؤية أمريكية لإعمار غزة.
بدورها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس ترامب لم يتعهد بوضع قوات أميركية على الأرض في غزة وإنما طرح مساهمة الولايات المتحدة الامريكية مع شركائها في مساعي إعمار القطاع.
وبالتالي فإن جملة هذه التصريحات التي أعقبت حديث ترامب تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن إداة الرئيس ترامب مقتنعة بأن موقفه يستحق التقويم ديبلوماسيا وسياسيا وهو ما جعلها تسارع إلى ذلك.
يبدو أن الرئيس الأمريكي لم يتوقف لقراءة المشهد وتفكيك رموزه بعد طوفان الأقصى ومازال يحافظ على ذهنية الرئيس الـ45 بل واطلق العنان لتصريحاته غير المسؤولية ليصطدم بحقيقة أن المشهد قد تغير وأنّ السياسي الذي يتجرّد من الواقعية يحقّ لنا أن نتسائل ما إذا كان حقاً يعي ما يقول.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس ما بعد وقف إطلاق النار
- نهاية السنة ومقدّمات مستقبل النزاع العربي الصهيوني
- خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج
- عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟
- في صورة فوز كامالا هاريس: هل يتغيّر الموقف الأمريكي من القضي ...
- كيف تحوّل الصراع العربي الصهيوني إلى شأن فلسطيني بحت؟
- بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية
- الحركة الطلابية: أممية أو لا تكون
- الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع
- النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام
- المواطن العربي وحالة انكار الديمقراطية
- عام جديد للحرب على غزة: ما الذي تغيّر؟
- سبعون يوماً من الحرب على غزة: ساعة الحقيقة تقترب
- الحرب على غزة والمأزق الصهيوني
- المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية


المزيد.....




- مظاهرات حاشدة ورفض رسمي وشعبي.. الأردن ينتفض تنديدا بخطة ترا ...
- روسيا وبيلاروس ترحّبان بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية وسط ...
- شباط الأسود.. بيان من الاتحاد الديمقراطي العراقي
- أفضل طريقة لسلق البيض بشكل مثالي!
- ترامب يؤكد أن ماسك سيواصل -نبش- الوكالات الحكومية بعد -USAID ...
- مسرح -بريفيت- يقدم عرضا بمهرجان قرطاج
- زاخاروفا تهدد باريس بالتصعيد لعدم منحها تأشيرة دخول لصحفي رو ...
- نهاية مأساوية لطبيب جراح داخل حمام مستشفى مصري
- مندوب روسيا: فريق من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يستع ...
- ما خطة ترامب بشأن أوكرانيا؟ وهل تكون صفقة -معادن مقابل السلا ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - هل يعي ترامب ما يقول؟