أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محفوظ بجاوي - الفكر السلفي والوهابي : عانق أمام التقدم الفكري والتحرر في المجتمعات الإسلامية














المزيد.....


الفكر السلفي والوهابي : عانق أمام التقدم الفكري والتحرر في المجتمعات الإسلامية


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 21:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ عقود، أصبح الفكر السلفي والوهابي أحد العناصر المسيطرة في العديد من المجتمعات الإسلامية، ليشكل بذلك تحديًا كبيرًا أمام تقدم هذه المجتمعات على الأصعدة الفكرية والعلمية والاجتماعية. هذا الفكر، الذي يركز على العودة إلى ماضٍ اعتُبر مثاليًا، يفرض قيودًا شديدة على العقل، مما يحد من قدرة الأفراد على التفكير النقدي والابتكار. الفكر السلفي، بما في ذلك الوهابي الذي تروج له بعض التيارات الدينية، يركز بشكل أساسي على فهم ضيق ومحدود للنصوص الدينية، دون مراعاة لتغيرات الزمن. هذا الفهم لا يتناسب مع متطلبات العصر الحالي ولا يعترف بالتطورات العلمية والاجتماعية التي يشهدها العالم. وبالتالي، نجد أن اتباع هذه الأفكار يقود إلى حالة من الجمود الفكري، حيث يتم تربية الأجيال على تقليد ماضي لم يعيشوه، ويُقمع أي نقاش أو تفكير نقدي. يصبح المجتمع بذلك أسيرًا لمفاهيم ثابتة، تعيق التحليل العقلاني وتمنع الإبداع.

إحدى أكبر مشكلات الفكر السلفي والوهابي هي دعوته المستمرة للجمود والانغلاق على الذات. فبدلاً من تشجيع الأفراد على التفكير بحرية، يُحاول هذا الفكر فرض معايير محددة للجميع، مما يحول دون الإبداع. إن التأكيد المستمر على "التفسير الصحيح" للنصوص يجعل التفكير الشخصي غير مرحب به، ويشجع على التبعية المطلقة لرأي واحد. وهذا ينطبق على جميع جوانب الحياة، من الفكر إلى السياسة، ومن الدين إلى الحياة اليومية، مما يحد من قدرة الأفراد على التفكير النقدي والتحليلي. من السمات البارزة للفكر السلفي هو رفضه للتنوع الفكري والتسامح مع الآراء المخالفة. في بيئة يغيب فيها الحوار النقدي، يُنتزع الحق في التعبير عن الاختلاف، ويُعتبر الخروج عن الفهم السلفي للنصوص الدينية خطيئة أو انحرافًا. هذا النوع من الفكر لا يتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع في العصر الحديث، بل يتجاهلها تمامًا، ويعزز ثقافة الخوف من التجديد. في المجتمعات التي يسيطر فيها هذا الفكر، يعاني الأفراد من تقييد حرية التفكير والتعبير، مما يؤدي إلى تحجيم الإمكانيات الاجتماعية والثقافية.

أحد أوجه الخطورة الكبيرة في الفكر السلفي هو مقاومته للتقدم العلمي والتكنولوجي. فقد أدى التأثير السلفي على بعض المجتمعات الإسلامية إلى تهديد المجالات العلمية والتكنولوجية بالجمود، حيث يُنظر إلى العديد من المجالات، مثل الفضاء، البيولوجيا، والطب، على أنها مجالات غير توافقية مع العقيدة الدينية. ومع تزايد الثورة العلمية في العالم، بات من الواضح أن هذا الفكر يقف حاجزًا أمام التقدم والابتكار، بل ويعرقل تطور الأمة. إن الحاجة إلى التحرر من قيود الفكر السلفي والوهابي لا تعني بالضرورة رفض الدين أو القيم الدينية، بل هي دعوة لإعادة تفسير هذه القيم بما يتناسب مع العصر ومتطلباته. المطلوب هو إحياء الفكر العقلاني الذي يتيح لنا إعادة النظر في النصوص الدينية بشكل نقدي ومنطقي، ويُشجع على البحث والتجريب في جميع مجالات الحياة. الفكر العقلاني يساعد على بناء مجتمع قادر على التفاعل مع التحديات العالمية دون التخلي عن هويته الثقافية والدينية.

إن الفكر السلفي والوهابي لا يشكل فقط عائقًا أمام تطور المجتمعات الإسلامية، بل يقود أيضًا إلى إغلاق الأفق أمام التفكير المستقل والإبداع. ومن خلال هذا الفكر، تُصادر الحريات الفكرية، ويُفرض الجمود على عقول الأفراد، مما يعوق أي محاولة للتقدم. إن تجاوز هذا الفكر يتطلب شجاعة فكرية وجريئة، للعودة إلى جوهر العقلانية والتجديد الذي يمكّن الأمة من التفاعل مع العصر والتقدم إلى الأمام.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مامعنى أن تكون يساريًا ؟
- حين يصبح الجهل مقدسًا...لابد من التمرد ، لأن الحقيقة لا تخشى ...
- رسالة اعتذار وحب لعائلتي
- نور العقل في مواجهة ظلام الجهل والتطرف
- إضراب التلاميذ في الجزائر: صرخة من أجل حقوق مستقبلية وأزمة ا ...
- التعليم في الجزائر : أزمة التطهير وتهديدات المستقبل
- حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي
- تربية الأطفال بين الخوف من الموت وفهم الحياة: أثر الترهيب وا ...
- الهوية بين الصدق والزيف: أثر الأكاذيب على الأجيال القادمة
- التخطيط السليم للإنجاب: مسؤولية ووعي لمستقبل مشرق
- في شيخوخة الوالدين : قلوب كبيرة تحتاج إلى لمسات حب بسيطة.
- التدين المظهري في الجزائر : كيف أضاع المجتمع بوصلة التقدم؟
- الصراع الداخلي بين الحب والقيود : تأثير الخوف من التعبير عن ...
- الصحة النفسية في ظل التحديات الحديثة
- بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني
- الهوية الأمازيغية : جسر الوحدة الوطنية وحصن الانتماء
- الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزر ...
- الجزائر وتونس : أخوة تتجاوز الحدود والمصالح
- الفلاسفة العظام: معلمو الحياة ومرشدونا نحو الأخلاق والمعنى
- مفهوم الحرية وحدودها في المجتمعات الحديثة


المزيد.....




- سلي أطفالك.. طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الق ...
- الأمير رحيم آغا خان: ماذا نعرف عن الطائفة الإسماعيلية وقائده ...
- الإعلان عن موعد دفن آغا خان الطائفة الإسماعيلية في مصر
- ترامب: -علينا العودة إلى الله والدين.. وسنلاحق العنف والتخري ...
- شاهد بالصور.. احتفال بذكرى انتصار الثورة الإسلامية في الإمار ...
- عراقجي يتباحث هاتفيا مع نظيره بالفاتيكان حول اخر التطورات ال ...
- وزيرا خارجية ايران والفاتيكان يبحثان التطورات الاقليمية والد ...
- وزيرا خارجية ايران والفاتيكان يبحثان هاتفيا التطورات الاقليم ...
- 30 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المرشد الأعلى الإيراني: المحادثات مع أمريكا ليست ذكية ولا حك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محفوظ بجاوي - الفكر السلفي والوهابي : عانق أمام التقدم الفكري والتحرر في المجتمعات الإسلامية