أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - المقاومة في مواجهة خطة ترامب لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة















المزيد.....


المقاومة في مواجهة خطة ترامب لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 18:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم : عليان عليان
كشفت الإمبريالية الأمريكية عن وجهها الأكثر بشاعة، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء لقائه مع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ،عن مخططه لتهجير الأهل في قطاع غزة إلى الأردن ومصر ، والسيطرة على قطاع غزة وإعادة بنائه على نفقة دول الخليج النفطية وتملكه ليجعل منه " ريفيرا الشرق الأوسط ".
وهو بهذا المخطط المجنون الذي أثلج صدور غلاة اليمين الصهيوني ، وتماهى به بالكامل مع مخطط زعيم الصهيونية الدينية بتسلإيل سموتريش ، يتجاوز النهج الإمبريالي للدول الاستعمارية في القرن التاسع عشر، ويتماهى مع النهج الصهيوني في الاستعمار الإجلائي الإحلالي ، الذي يستهدف طرد أبناء القطاع واستثماره في إطار اقتصادي سياحي ونهب ثرواته الغازية في البحر المتوسط ، متجاهلاً حقيقة أن قطاع غزة ليس قطعة أرض يمكن الاستيلاء عليها ، واستغلالها في سياق الاستثمار العقاري ، على النحو لذي كان سائداً في مرحلة الامبريالية الأولى، بل جزءاً من وطن مقدس يملأ اسمه سمع وبصر العالم أجمع وأن هذا القطاع الأشم ، عنوان بارز للهوية الوطنية الفلسطينية، التي ترتبط بالهوية العربية الجامعة في إطار العلاقة بين الخاص الوطني والقومي العربي.
ويبدو أن الرئيس ترامب لم يقرأ جيداً مخرجات معركة السابع من أكتوبر التاريخية ( طوفان الأقصى ) التي هشمت نظرية الردع الإسرائيلية وأذلت العسكرتارية الإسرائيلية، وطرحت سؤال الوجود في الكيان الصهيوني ، ووضعت علامات استفهام كبرى على دوره الوظيفي في خدمة الدول الاستعمارية، كما يبدو أن ترامب لم يقرأ مخرجات الحرب العدوانية الصهيوأميركي على قطاع غزة على مدى (15) شهراً ، التي أسفرت عن هزيمة نكراء للكيان الصهيوني، وعن فشله المطلق في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب ، رغم إلقاء ما يزيد عن 100 ألف طن من الذخائر والقنابل الأمريكية والأطلسية على قطاع غزة ، التي أسفرت عن استشهاد وإصابة ما يزيد عن (160)ألف فلسطيني وتدمير 72 في المائة من مباني القطاع.
لقد حذر العديد من المحللين السياسيين والعسكريين الأمريكيين من مغبة دخول قوات أمريكية قطاع غزة ، كونها ستغرق في رمال غزة على النحو الذي حصل مع قوات الاحتلال الإسرائيلية ، كما حذرت فصائل المقاومة الإدارة الأمريكية من المضي في هذا المخطط وأكدت أنه لن يمر ، وأن الجنود الأمريكيين الذين ستوكل لهم مهمة تفريغ القطاع من أبناء شعبنا ، سيواجهون ذات المصير ، الذي واجهته قوات الاحتلال على مدى (15) شهراً وسيهزمون شر هزيمة على يد رجال المقاومة الفلسطينية.
ما يجب الإشارة إليه هنا ، أن مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، يأتي في إطار الترتيبات الصهيو أميركية للشرق الأوسط الجديد، الذي يضمن يهودية الدولة وتوسعها ويستهدف تصفية القضية الفلسطينية ، وتخلي الإدارة الأمريكية عن حلفائها ، والشروع في تحويل دول الإقليم إلى منطقة للنفوذ الصهيو أميركي، من خلال استهدافه للأمن الوطني لكل من مصر والأردن وللأمن القومي العربي ، خاصةً بعد التطورات التي شهدتها سورية مؤخراً.
مخطط ترامب بتهجير أبناء شعبنا ، لكل من الأردن ومصر ، يأتي في سياق استغلال الإدارة الأمريكية للوضع الاقتصادي السيء في البلدين ، والمساعدات الأمريكية السنوية لهما ، وقد ووجه بالرفض حتى اللحظة من قبل الحكومتين الأردنية والمصرية ، ومن قبل اللجنة الوزارية الخماسية التي عقدت في القاهرة في مطلع فبراير (شباط) الجاري ، وضمت وزراء خارجية السعودية، ومصر، والأردن، والإمارات، وقطر، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط .
وهذا الموقف من جانب الحكومتين الأردنية والمصرية ، بدعم من دول عربية يشكل خطوة في الاتجاه الوطني الصحيح ، ويعبر عن رفض الشعبين الأردني والمصري لنهج التهجير والاستيطان ، الذي باتت أطراف حكومة العدو تتحدث عنه علناً ، خاصةً بعد أن منح الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر للكيان الصهيوني بضم الضفة الغربية .
والسؤال هنا هل تصمد الحكومتان الأردنية والمصرية أمام عنجهية ترامب وتحديه للقيادتين الأردنية والمصرية ، وعدم توقفه عن التبجح بالقول " أن كلاً من مصر والأردن ستقبلان باستقدام الفلسطينيين المهجرين من قطاع غزة " في إطار ابتزازهما على الصعيد المالي إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ، أن الأردن يتلقى مساعدات مالية أمريكية تتراوح بين مليار ونصف إلى 2 مليار دولار، وأن مجلس النواب الأمريكي قرر تخصيص 2.1 مليار دولار كمساعدات أمريكية إجمالية للأردن للعام 2025، وهو مبلغ قياسي من التمويل السنوي ، وأن مصر تحتل المرتبة الثالثة في المساعدات الأمريكية لدول الشرق الأوسط ، منذ توقيع المعاهدة المصرية الإسرائيلية عام 1979 ، بواقع ٢.١ مليار دولار ، منها ٨١٥ مليون دولار معونة اقتصادية و١.٣ مليار دولار معونة عسكرية ، علماً أن مبلغ المعونة لمصر لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري.
في التقدير الموضوعي ، أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس السيسي في لقائهما المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ليس أمامهما سوى رفض الطلب الأمريكي ارتباطاً بثلاث مسائل هي( أولاً) أن قبولهما بتهجير أبناء القطاع والضفة ، يعني بوضوح أنهما يشاركان في التطهير العرقي للفلسطينيين و (ثانياً) أنهما يشاركان في تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن حل الدولتين الذي يتمسكان به و(ثالثاً) أن قبولهما بتهجير أبناء قطاع غزة من منظورهما يشكل تهديداً للأمن الوطني لكل من مصر والأردن ، لا سيما وأن الأردن يرى في مخطط تهجير الأهل في قطاع غزة ، وكذلك في مخطط تهجير أبناء الضفة الغربية للأردن الذي بات زعماء ائتلاف اليمين يتحدثون به علنا بضوء أخضر من ترامب ، يؤدي إلى تنفيذ مؤامرة الوطن البديل الذي يبشر به الكيان الصهيوني
ومصر والأردن بهذا الموقف يستندان إلى دعم دول الخليج ، خاصة السعودية وقطر والإمارات ، ما يدفع ترامب للتراجع عن موقفه ، خاصةً وأنه بهذا التوجه قد يفشل التطبيع السعودي مع ( إسرائيل) ويخسر الوعود التي تلقاها من ولي العهد السعودي باستثمار (600) مليار دولار في الولايات المتحدة .
وبوسع الأردن أن يستثمر أوراق القوة لديه، ممثلاً بالتهديد بإلغاء وادي عربة وإلغاء اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني وتخلي الحكومة عن التزاماتها التعاقدية الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية ممثلةً بوجود قواعد عسكرية أمريكية في الأردن ، وبوسع مصر أن تهدد بإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد ، علماً أن صوت الشعبين الأردني والمصري قد بح في سياق المظاهرات والمؤتمرات ، وهو يطالب بوقف هذه الاتفاقات والمعاهدات المذلة .
أما السلطة الفلسطينية التي راهنت على الرئيس ترامب، أن يشكل لها خشبة الخلاص لها بتمكينها من حكم قطاع غزة ، وبمنع ضم الضفة الغربية ، بعد أن سمعت منه كلاماً معسولاً بشأن دعمها ، ما دفعها لأن تقدم رسائل اعتماد للإدارة الأمريكية الجديدة، بإرسال أجهزتها الأمنية لمحاصرة مخيم جنين والاشتباك مع رجال المقاومة ، بزعم أنهم خارجون عن القانون فقد أسقط في يديها ، بعد أن أعلن ترامب عن خطته لتهجير أبناء قطاع غزة وعن دعمه لضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني .
إذ أن حصار أمن السلطة لمخيم جنين ، هيأ المجال للعدو الصهيوني ، أن يشن عملية السور الحديدي في الضفة الغربية منذ 21 كانون ثاني الماضي ، التي يتصدى لها رجال المقاومة ببسالة ، طالت حتى الآن مخيم ومدينة جنين ومخيم طولكرم ومخيم الفارعة وبلدة طمون ومخيمات الفوار والعروب والجلزون بهدف تنفيذ خطة التهجير والتي أسفرت حتى اللحظة عن ترحيل أبناء مخيم جنين ومعظم أبناء مخيم طولكرم .
وهذه التطورات في الضفة الغربية ، تستدعي من الكل الوطني الفلسطيني أن يضع خطة لمواجهة مخطط التهجير في قطاع غزة والضفة الغربية ، تستند إلى برنامج المقاومة وإقامة حكومة وفاق وطني ، تملأ فراغ اليوم التالي لوقف الحرب على قطاع غزة.
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة العودة الظافرة من جنوب قطاع غزة إلى شماله عنوان بارز ل ...
- اتفاق غزة : مكاسب صافية للمقاومة الفلسطينية يعكس انتصارات ال ...
- أمن السلطة ينوب عن الاحتلال في محاولة يائسة لإجهاض المقاومة ...
- الإعلام المأجور والمشوه يعمل على فبركة الأكاذيب وتصوير -هيئة ...
- في المنازلة الأخيرة مع العدو الصهيوني : حزب الله حقق انتصارا ...
- حل الدولتين الذي تطالب به قيادة المنظمة والنظام العربي الرسم ...
- المقاومة الإعجازية في قطاع غزة في صعود بعد استشهاد قائد الطو ...
- في الذكرى الأولى لملحمة (7)أكتوبر :الخط البياني للمقاومة في ...
- تكامل الفعل المقاوم لأطراف محور المقاومة والدور المحوري لحزب ...
- العدوان البري الصهيوني يواجه فشلاً أولياً جراء الضربات الصار ...
- الهجوم المعاكس لحزب الله في عمق الكيان الصهيوني يفشل استهداف ...
- الهجمات الأمنية الإسرائيلية غير المسبوقة على حزب الله وحاضنت ...
- عملية معبر الكرامة تعبير عن نبض الشعب الأردني في دعم المقاوم ...
- المقاومة الفلسطينية في الضفة تتفوق على نفسها وتفشل استهدافات ...
- الإدارة المدنية الصهيونية تعود لحكم الضفة بعد تكثيف عمليات ا ...
- الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في ورطة استراتيجية بعد اغ ...
- العدو الصهيوني أخطأ الحساب بقصفه ميناء الحديدة واليمن بات طر ...
- في الذكرى أل (52 ) لاستشهاده: غسان كنفاني كان مثقفاً عضوياً ...
- مراجعة تاريخية للدور الأمريكي المركزي في حرب حزيران 1967
- مشروع صفقة التبادل الصهيو – أميركي : كمين فاشل نصبه بايدن لل ...


المزيد.....




- مشهد يثير الرعب لنهر يتحول إلى اللون الأحمر الساطع بشكل غامض ...
- مشادات كلامية بين نائبة تونسية ونائب أمريكي وصف الرئيس التون ...
- سانا: المستشار الألماني يتصل بأحمد الشرع.. وهذا ما دار بينهم ...
- فيديو متداول لـ-انقلاب سفينة- في تركيا.. هذه حقيقته
- قيصر يكشف عن هويته: ما علاقة ملفات قيصر بالعقوبات على سوريا؟ ...
- استئناف الاشتباكات بين أبناء العشائر اللبنانية وإدارة العملي ...
- أكبر أسواق السيارات في العالم
- -تلغراف-: دول الناتو تناقش إمكانية إرسال قوات لحماية غرينلان ...
- جدل واسع في الجزائر حول مبدأ التداول داخل الأحزاب
- بيان فلسطيني بعد مرور 20 يوما على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - المقاومة في مواجهة خطة ترامب لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة