أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - الأكل هناك ملهوش طعم















المزيد.....


الأكل هناك ملهوش طعم


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 14:58
المحور: سيرة ذاتية
    


أنصاف المتعلمين (مثلنا..) . حين يتصورون بغرور أنهم نبع للحكمة ومصدرها و محدش جاء علي توبهم .. يتخذون بحماس قرارات مصيرية قد تؤدى إلي مشاكل عديدة بسبب ثقتهم المزيفة الزائدة و عدم إلمامهم بكامل عناصر الموضوع ... يشكلون خطورة أكثر من هؤلاء الذين لم يساعدهم المجتمع علي الإلتحاق بالدراسة و ظلوا علي جهلهم.. لا يفتون .
ميغركش إنه لابس بدلة و كرافت (سينية ) و بيتكلم إنجليزى زى البلب و معلق علي الجدران شهادات مكتوبة بلغة الخواجات .. فتعليمة من خلال النظام المحلي الفاسد للمعرفة ..حتي لو حصل علي الدكتورا مشكوك فيه وناقص لم يبرح حدود القرن التاسع عشر ..وبداخله فلاح من البدرشين دماغة ناشفة زى الحجر ..و ريتم حياته لا يختلف كثيرا عن ما قام به جدة إلا في إستخدام أدوات حديثة لم تكن موجودة من عشرين سنة .
مع بداية تعاملي مع الخواجات ..واجهت مشكلة إختلاف ردود الفعل المتباينة أو المنتاقضة لكل منا علي نفس الحدث .. خصوصا ما يتصل بالكذب أو الخداع أو الإدلاء ببيانات غير دقيقة ...لا يعني هذا أنهم كانوا ملائكة مجنحة .. فلقد عاشرت عدد من اشرارهم ..(خدعوا ..و إرتشوا ..و كذبوا ..و غرروا بنا )..و لكنني أتحدث عن أن فارق مستوى المعرفة و القيم بينا يتسع حتي يجعل منا نمطين مختلفين من البشر .
قد نتكلم نفس اللغة ..و لكن مدلولاتها لا تتفق بيننا ..لا نفهم الفارق بين المزاح و الجد ..وبقدرما نندهش لعقائدهم وملابسهم و سلوكهم و إهتماماتهم .. سنجد أنهم ييبادلونا نفس المشاعر ..و كل منا يرى أن الحق في جانبه ... حتي الست سهيرفليب لما راحت أمريكا .. دخلت جيتو الكنيسة المصرية هناك..و لم تغادرة لعشرين سنة و لو بسبب حب الإستطلاع لتتعرف علي العالم الجديد الذى هاجرت إلية .. تأتي كل سنة في شوق للطعمية و الفول و الملوخية و الجبنة البيضة و الرنجة و البصل الأخضر .. و تقول الاكل هناك ملهوش طعم .
مع نهاية السبعينيات .. كان علي شركة مختار إبراهيم إنشاء مدخنة خرسانية ضمن أعمال توسعات مجمع الحديد و الصلب بحلوان ... إقامة هذه المدخنة بإرتفاعها و قطرها المحدد في الرسومات كانت تمثل تحدى فني بالنسبة لتصميم الشدات وإقامة السقالات ..و ضبط الإستقامة ..
لذللك إقترح البعض .. إستخدام إسلوب جديد .. لم نعرفة من قبل إسمه الشدة المنزلقة (. Slip forming ) سافر المهندس فؤاد حنا للسويد و تعاقد علي واحدة .. و بعد تركيبها و بدء التشغيل قفشت الشدة علي إرتفاع مترين و لم تعد تنزلق لاعلي .. بخروها .. و طبطبوا عليها .. مفيش فايدة .
لقد كانت شركتنا أول من إستخدمها ..و عملوا لها دعاية و هيصة وزيارات ..بحيث ضربها الأعادى عين..فتوقفت .و مع ذلك سافر فؤاد بك لبلد التصنيع ..و عاد بطاقم خواجات فكوا الشدة و غسلوها و أعادوا تركيبها .. و قالوا لهم نفذوا التعليمات و بلاش فتاكة ..
فالمصمم .. درس العلاقة بين زمن تصلد الخرسانة ..و معدل صعود الشدة بحيث لا تترك الخرسانة ضعيفة فتفرول و لا تأخذ كامل تصلدها فتحجر .. حالة ببين الإتنين .. تحدث بواسطة إستخدام مواد كيمياوية ( retarder).. تؤخر الشك الإبتدائي .. أهمل وضعها في الخلطة رجالة فؤاد بك و تأخروا في إعداد الصبة التالية لاكثر من ساعة فتصلدت الخرسانة السابقة و قفشت علي الشدة ... وطلع إن السب هو عدم قراءة التعليمات و جهل المستخدمين و ليس لان عباس بك لم يوافق علي ذبح خروف قبل بداية العمل .
عندما تعاقد الاستاذ عادل علي معدات ..تركيب شبكات الكهرباء في العراق ..كانت التي تحفر الارض ثم ترفع الأعمدة مستوردة من فرنسا عربات تعمل (auger ) بريمة حفر و في نفس الوقت تتحول لونش يرفع العامود و ينزله في الفتحة البرميلية ..ذهب بعض المهندسين هناك و تدربوا علي إستخدامها و صيانتها فلم نعاني من مشاكل.
و لكن بالنسبة لباقي المعدات .. نصح مستر بلازمن الخبير الإنجليزى ان نشترى عربات جيب مجددة من بتوع الحرب العالمية الثانية لتخفيض النفقات .. وقام بتصنيع حوامل نقل الأعمدة التي يجرى توزيعها من المشون إلي مكان رفعها علي طول المسار ..مشابهه في الفكرة لاخرى فرنسية مرتفعة الثمن .
الفرنسية كانت خفيفة ..و تؤدى وظيفتها .. بصورة جيدة ..اما ما صنعها مستر بلازمن فكانت ضخمة غير عملية لا يمكن المناورة بها ..و كانت عجيبة تثير التساؤل و هي تتحرك في شوارع بغداد كما لو كانت حاملة صواريخ .. لقد ضحك علينا وباع لنا نقاضة أوروبا .
بالطبع عاني المهندسون من السيارات المجددة و زادت تكلفة إصلاحها وتشغيلها عن الموديلات الجديدة ولم نستخدم معدات نقل الاعمدة و بيعت خردة ..لاننا لم ندرس الموضوع إلا من جانب تخفيض النفقات ..و إكتفينا بنصيحة الخبير صاحب المصلحة .
شركة كوجيمي الإيطالية التي كان عليها عمل شبكات مرافق البصرة الجديدة .. احضرت مواسير مصنعة من مادة جديدة (في ذلك الوقت ) يطلق عليها (Polyethylene).. و لكن العميل لم يوافق عليها رغم أنها الافضل في السوق الأوروبي .. فهو لم يستخدمها من قبل وله مخاوف بسبب طريقة لحامها
.
الشركة أنشأت خط ..و إختبرته علي ضغط أكبر من المقدر في المواصفات و أهدتهم ثلاث ماكينات لحام و قطع غيار للصيانة ..قبل أن يوافقوا .
بعض من هذه المواسير .. كانت تأتي علي هيئة لفات تركب علي معدة حديثة (plough) .. تحفر و تضع الماسورة طبقا للتصميم و تردم عليها مع فرد شريط التحذير أتوماتيكيا .. المناسيب كانت تضبط بواسطة جهاز أشعة الليزر .. المشرفون اصروا علي الحفرالعشوائي أكثر من مرة للتأكد أن كل هذه المواد موضوعة بميل ..وفي مكانها الصحيح طبقا للتصميم . فالجديد بالنسبة لنا مجال للشك لا نقبله بسهولة حتي نختبرة بطرقنا التقليدية .
سنة 1983 .. قررت أن افتح مطبعة .. ناقشت بعض العارفين و رايت الأنواع التي تعمل في السوق ..و قدرت حجم العمالة ..و مساحة المكان ..والميزانية و سافرت لألمانيا كي أتعاقد علي واحدة .
نصحوني هناك أن أخذ مطبعة رخيصة مستعملة بحالة جيدة .توفيرا للنفقات . عندما زرت المكان ..وجدت عدد العمال لا يزيد عن أصابع الكف ..و المعدات التي ساشتريها مغطاه بالمشمع ..و هناك أخرى تعمل بدون ضجة
بالمناقشة ..مع صاحبة المطبعة قالت أنهم غيروا .. نظام العمل ..و أنهم يستخدمون الكومبيوتر في الجمع ..و التشغيل فوفروا في العمالة .. و جاءت النتائج اسرع ..و افضل ..فتوقفت عن الشراء .. لقد كدت أن استورد سقط متاع أوروبا .
بعدها بعدة سنوات فكرت مع عدد من الاصدقاء في عمل قناة تلفزيونية محلية..سألنا بعض العارفين و شرحوا لنا تفاصيل العمل ..و سافرت فرنسا .. لاتعاقد علي معدات المحطة ..و هناك عرفت أن كل التكنولوجيا التي تجكم هذا النشاط قد تغيرت بإستخدام الاقما ر الصناعية والليزر و حاجات مفهمتهاش ..و أنها اصبحت اسهل و افضل و لكن أغلي في السعر .. فتوقفت عن إستكمال المشروع .
في الجبل الاصفر أحضر المقاول الإيطالي احدث تصميمات محطات معالجة مياة الصرف الصحي ..و ناقشه الخبراء الإنجليز .. و لكن كان لمهندسي الحكومة ( هيئة الصرف الصحي ) الذين سيقومون بتشغيلها عدة إعتراضات .. تخص إسلوب معالجة الحمأة ( الاجزاء الصلبة ) و إستخراج الغاز منها و إستخدامه في توليد الكهرباء ..لقد خافوا فهو أمر لم يعتادوا عليه .
.و لكن الخواجات اصروا علي تنفيذ المشروع طبقا .. للفكر الاحدث ..و بعد الإنشاء و التشغيل بواسطة ناسهم لمدة سنتين زادوا أسعار إستمرارهم في التشغيل للضغف .. فرفضها الوزيرمحمد إبراهيم سليمان و شكل شركة مصرية بقيادة اللواء فتحي قزمان ..و عين مديرا للمحطة اللواء حافظ البلك فتخلص من العاملين ذوى الرواتب الكبيرة الذين شربوا الصنعة .واصبح هذا الجزء الحديث من المشروع يمثل الصداع الدائم للإدارة المصرية غير المتخصصة لمدة ربع قرن ..
في العقد كان هناك توريد عدد من أجهزة اللاسلكي حتي يتم التنسيق بين العاملين .. في مساحة الف و خمسمائة فدان .. الحكومة و الامن رفضوا السماح بها ..فالمقاول إقترح تزويد العاملين بتليفونات محمولة ذات شبكة مقفلة ..
قلقت أن أغير منطوق المواصفة .. فلم تكن هذه التليفونات معروفة بصورة واسعة ..و لكن في النهاية وجدتها وسيلة افضل ..
لقد كان هناك دائما خلافا بين وجهات نظر الاجانب .. و المصريين .. بسبب تباين العالمين .. ففي بلدنا نعيش داخل جب من التقاليد المهنية و السلوكية ..لا ندرى ماذا يحدث بالخارج .. نصف متعلمين ( بعضنا نصف النصف ) .. لا نتابع التطورات ..حتي أساتذة الجامعة منا ..
لذلك
إما نقع في أيدى النصابين الذين يبيعون لنا نقاضة السوق بأغلي الاسعار ..و هم عندما عرفوا أننا نملك أموال مقترضة كثيرة تجمعوا مثل اسماك القرش حول فريسة تنزف .
أو نخضع لإبتزاز خبراء تشغيل .. بعقود مبالغ فيها ..ولمافيا تغير الموديلات التي لا تنتج قطع الغيار للمهمات القديمة ..فتتحول المعدات التي بين ايدينا لخردة لا قيمة لها.. لا نصنعها ..و لا نفهم الفلسفة التي تقوم بتطويرها .
نصل دائما إلي محطة القطار و هو يتحرك .. فنجرى خلفة و ننهك ..و قد لا نلحق السبنسة .. فالتعرف علي منتجات بلاد الواق الواق يحتاج لمعايشة ..و فهم ..و معرفة متراكمة ..بما في ذلك الناتج الحياتي والفكرى والفلسفي لمجتمعاتهم .
و بالتالي فإنني أعتبر إقصاء البعض (المتعمد)عن دائرة إتخاذ القرار. للمصريين الذين يعيشون في المهجر و برعوا في عملهم ..و توائموا مع المجتمع هناك .. . خطأ غبي ندفع ثمنه تلك المشاريع التي باعها سماسرة أوروبا لانصاف المتعلمين بأغلي الاسعار ..و تحولت لعبء مالي و تشغيلي لا قبل لنا به ..خصوصا المستخدم فيها التكنولوجيا الاحدث مثل المفاعلات النووية و القطارات فائقة السرعة ..و المونوريل و محطات توليد الكهرباء المركبة
لا ترفض كلامي بدافع الوطنية ..و النعرة القومية ..أنا مش عدو .. فكر قليلا
.. كام مرة ذهبت للبنك أو لماكينة صرف النقود و لقيت السيستم واقع و ضاع الكرت داخلها ..و دوخت علشان تصلح الحساب
..و كام مرة حاولت إستخدام الإنترنيت لقيته لا يعمل .. و كام مرة طلعوا عينك و أنت بتدفع فواتير الكهرباء و الغاز أو أتاوات المرور أو السجل المدني ..لانك لا تملك كارت دفع الكتروني ...
نحن نلبس ملابس فاخرة ..و لكن تحتها كلسون برجلين بيشوك من بتوع الحاج حسين الله يرحمة .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بديل للتقدم لكسب الحرب
- السعادة .. في بلد مفتقد الأمان
- عندما ييحكم العالم أشخاص عاديين
- فليأخذ حبات عيونهم .. مش مشكلتي
- كأن الإمبراطورية الرومانية قد عادت
- الإرث المجهول
- توازن القوى في صالح الدولة
- فلنعيد كتابة ((وصف مصر )).
- أحداث 2011 هل كانت مدبرة
- الأخت جيمني
- يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل
- درس تاريخ للاطفال
- هل يعود الأنوناكي لنتعلم منهم الإنسانية
- هذة العقائد ستذهب لمتاحف الأنثروبولجي
- الإسلام دين و ليس حضارة لها فن
- أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ
- عندما تختفي الجيوش و تترك بلادها للنهيبة
- الإنكشارية تعيد إحتلال المنطقة
- الإرهاب الشرقي نمط حياة
- لازال طريق المقاومة هو الدرب الصحيح


المزيد.....




- ارتدت خاتم -نجمة داود- أثناء مصافحة الرئيس.. مسؤولة أمريكية ...
- نزيه عبد الله: الحرب فُرضت على نتنياهو من أجل إعادة الرهائن ...
- نائبة ستيف ويتكوف من بيروت: -لقد ولى عهد إرهاب حزب الله وممت ...
- عامان على زلزال تركيا: جراحٌ لم تندمل وأمل لم ينطفئ
- مقتل 3 وسقوط عدد من الجرحى من مقاتلي العشائر اللبنانية جراء ...
- الملك الأردني والرئيس العراقي يبحثان هاتفيا جهود تعزيز الأمن ...
- ما الذي نعرفه عن الاستثمار الإماراتي في فرنسا لإنشاء مركز -و ...
- ما أبعاد اتصال شولتس بالشرع؟ وما تفاصيل مؤتمر باريس حول سوري ...
- أبرز المسلسلات المصرية في رمضان 2025
- سيناتور جمهوري أميركي يتوعد قيس سعيّد بمصير بشار الأسد


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - الأكل هناك ملهوش طعم