عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 14:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اعتقد القدماء، ونعني على وجه الخصوص العرب خاصة والشرقيين بعامة، بتعدد أرواح الإنسان والحيوان. وما تزال لهذا الاعتقاد ترسباته في مخيالنا الجمعي، التي تجد تعبيراتها في القول الشائع " فلان كالهر، له سبعة أرواح". لم يكن هذا الاعتقاد بلا اساس، حيث تبلور على الإيمان بانبعاث الأرواح بعد الموت، وإمكان تناسخها. من هنا يُفهم طقس تحريم أكل حيوانات تتصف بالخسة والجبن، في العصر الحجري وحتى في العصر الزراعي، خشية انتقال صفاتها إلى آكلي لحومها. ولربما يكون هذا أساس تحريم أكل لحم الخنزير في ثقافتنا، ساري المفعول حتى يوم الناس هذا.
ومن أساطير الجان، التي تصورها الفكر البشري القديم بأشكال متنوعة، ظهر مفهوم " القوة الخارقة المخيفة" وأخذ سبيله إلى معتقدات العرب. وقد واجهوه بمفهوم معاكس هو "التعوذ" المرتبط دائمًا بإتقاء شرور قوة خارقة. ومن أمثلة هذه القوة الخارقة بالإضافة إلى الجان، العين، ويُتقى شرها بتعويذ الطفل من الخطفة والنظرة الحسودة بالخرزة الزرقاء. وهناك من يستخدم حتى اليوم كَفًّا عليها شعار " عين الحاسد تُبلى بالعمى"، ويماثله في الأعصر الغابرة تعويذ الطفل بسن ثعلب أو سن قط.
التعويذ قديم عند العرب، لا سيما وأنهم غالبًا ما كانوا ينسبون أمراضهم إلى الجن والعفاريت، ويعالجونها بالتقرب من هذه الكائنات الماورائية والتزلف إليها بأساليب عدة. فمن يشتري دارًا يخص الجن بذبح سمين لتسعد الدارُ وأهلها.
تأسيسًا على ما تقدم، نختم بالسؤال: أي تعويذة تقترحها صديقي القارئ لعلاج من يرى الذئب في مغارته ويقص في أثره؟!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟