أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خورخي مارتن - ترامب: الولايات المتحدة ستستولي على غزة وتطرد مليوني فلسطيني وتخلق “ريفييرا الشرق الأوسط” – مالك شركة العقارات يقترح نكبة جديدة















المزيد.....


ترامب: الولايات المتحدة ستستولي على غزة وتطرد مليوني فلسطيني وتخلق “ريفييرا الشرق الأوسط” – مالك شركة العقارات يقترح نكبة جديدة


خورخي مارتن

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 09:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



في الرابع من فبراير، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تستولي الولايات المتحدة على غزة وتجبر جميع سكانها (مليوني فلسطيني) على الانتقال إلى “قطع أرض” أخرى (في الأردن ومصر) حتى يمكن إعادة بناء المنطقة، والتي وصفها بأنها ستكون “مثل ريفييرا الشرق الأوسط”.


لم يمض سوى أسبوعان فقط على تولي قطب شركات العقارات النيويوركي لمنصبه حتى نفذ بالفعل بعض التحركات الجريئة في السياسة الخارجية. فقد هدد بالعمل العسكري للاستيلاء على غرينلاند وقناة بنما، وهدد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة بالرسوم الجمركية، وهدد كولومبيا بالرسوم الجمركية العقابية، وأبرم صفقة مع مادورو في فنزويلا.

لكن المقترحات التي قدمها بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي تفوقت على كل ذلك: طرد مليوني فلسطيني من غزة، ووضعها تحت السيطرة الأمريكية.

في الأيام التي سبقت الاجتماع، كان ترمب قد ألمح بالفعل إلى الفكرة في عدة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطويرها ببعض التفاصيل. والواقع أن ترمب كان يقرأ من بيان مكتوب، وأكد أن “هذا لم يكن قرارا اتخذ باستخفاف”.

ما الذي قاله ترمب في الواقع؟ لقد قال: “ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعمل هناك أيضا. سوف نمتلكه”. وأضاف أن ما يقترحه هو “موقف ملكية طويلة الأجل” للولايات المتحدة للقطاع.

وأضاف: “سنتولى أمرها وسنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع، والتخلص من المباني المدمرة، وتسويتها، وخلق تنمية اقتصادية من شأنها أن توفر أعدادا غير محدودة من الوظائف والإسكان لسكان المنطقة”.

وقال: “[يتعين علينا] أن نفعل شيئا مختلفا. لا يمكنكم العودة. إذا عدتم، فسوف ينتهي الأمر بنفس الطريقة التي كانت عليها منذ 100 عام”، مضيفا أن زعماء آخرين في المنطقة أيدوا فكرته. “لا ينبغي أن تمر بعملية إعادة بناء واحتلال من قبل نفس الأشخاص الذين … عاشوا هناك وماتوا هناك وعاشوا حياة بائسة هناك”.

أما فيما يتعلق بمسألة المكان الذي سيتم ترحيل فلسطينيي غزة إليه، فقد ذكر بلدانا “ذات قلوب إنسانية”. في الأسابيع الأخيرة، عندما طرح الفكرة لأول مرة، ذكر مصر والأردن، اللتين رفضت حكومتاهما بالفعل الاقتراح.

وفي وقت سابق من اليوم، أكد ترامب أنه لا يدعم إعادة إسرائيل إنشاء المستوطنات في غزة، وهي الفكرة التي طالب بها المستوطنون الصهاينة اليمينيون المتطرفون وبعض قادة المؤسسة العسكرية. وأعلن في المؤتمر الصحفي أن “شعوب العالم” هم الذين سيعيشون هناك بعد أن تنتهي الولايات المتحدة من إعادة بنائه. وذكر أن الفلسطينيين يمكنهم أن يكونوا من بين العائدين، لكن القطاع سيكون “مركزا دوليا… ليس لمجموعة محددة من الناس، بل للجميع”.


ثم قال مازحا: “لا أريد أن أكون لطيفا، ولا أريد أن أكون حكيما”، بعد أن أعلن أن غزة يمكن أن تكون “ريفييرا الشرق الأوسط. يمكن أن يكون ذلك شيئا رائعا للغاية”.

كان رد فعل نتنياهو مبتهجا بالطبع. قال: “أنتم تقولون أشياء يرفض الآخرون قولها. وبعد أن يندهشوا ويحكوا رؤوسهم يقولون: “أنت تعرف أنه على حق”، واصفا ترامب بأنه “أعظم صديق” لإسرائيل ووصف خطته بأنها “قد تغير التاريخ”. من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو على علم بخطة ترامب قبل الاجتماع. ومن المؤكد أن الخطة تشبه خطة أخرى سربتها حكومته في ربيع العام الماضي، تسمى غزة 2035. والتي كانت تتصور إنشاء منطقة تجارة حرة جديدة في غزة، خالية من الفلسطينيين، وتحويلها إلى متنزه للأثرياء، متصلة بخطوط السكك الحديدية عالية السرعة بمدينة نيوم في المملكة العربية السعودية وبورسعيد في مصر. من المحتمل تماما أنه لم يكن على علم بها عندما أُجبر على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه بالتأكيد مسرور للغاية بها لأنها توفر له شريان حياة كان في أمس الحاجة إليه.

في بداية يناير، كان مبعوث ترامب، ويتكوف، قد أجبر نتنياهو على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، الأمر الذي جعله يبدو ضعيفا. ولم يحقق أيا من أهداف الحرب المعلنة لإسرائيل (إعادة الرهائن بالقوة العسكرية وتدمير حماس)، واضطر إلى إطلاق سراح مئات الرهائن الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل. لقد أضعف ذلك بشدة حكومته الائتلافية، حيث انسحب منها أحد حزبي المستوطنين اليمينيين المتطرفين وهدد الآخر بالانسحاب إذا لم تُستأنف الحرب ضد غزة بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.

لكن بعد بيان ترامب انقلب الوضع برمته لصالحه. فهو أول رئيس دولة أجنبي يستقبله الرئيس الأمريكي الجديد. كما سلم ترامب قنبلة 2000 رطل التي احتجزها بايدن، ورفع العقوبات عن مستوطني الضفة الغربية. والآن ها هو ترامب يمنحه طريقة “لإكمال المهمة” في غزة، وهو ما لم يتمكن من القيام به بوسائل عسكرية وحشية وإبادية على مدى 15 شهرا. وقد قال جزار غزة في المؤتمر الصحفي: “ستنهي إسرائيل الحرب بالفوز بالحرب”، معترفا ضمنيا بأن اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن انتصارا إسرائيليا.

مع ذلك فإن نتنياهو لم يلزم نفسه بفكرة السيطرة الأمريكية طويلة الأمد على غزة. لكنه في الوقت الحالي أشاد بحليفه في البيت الأبيض.

وكان هناك المزيد: ففي مناقشة سابقة مع الصحافة في المكتب البيضاوي قبل الاجتماع مع نتنياهو، قال ترامب إنه غير متأكد من أن وقف إطلاق النار سيصمد: “ليست لدي أية ضمانات بأن السلام سيصمد”. سيكون لهذا التصريح وقع أشبه بوقع الموسيقى في آذان نتنياهو، الذي وعد حلفاءه في الحكومة اليمينية المتطرفة باستئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. والذي سيكون حريصا على كسر الصفقة إذا كان ذلك سيمكنه من بالبقاء في السلطة.

بالطبع، يمكنه بسهولة العثور على حادث، أو اختلاقه، من شأنه أن يسمح له بإلقاء اللوم على حماس في انهيار الهدنة. وقد بدأ بالفعل يلمح إلى تمديد مفاوضات المرحلة الثانية لمدة أسبوعين. ومع ذلك، فهذه لعبة خطيرة يمكن أن تقوض قاعدة دعمه داخل إسرائيل، حيث يرى جزء كبير من السكان بالفعل أنه مناور كلبي، مهتم ببقائه الشخصي والسياسي أكثر من مصير الرهائن.

وقد ترك ترامب أيضا الباب مفتوحا لدعم الضم الإسرائيلي للضفة الغربية، وهو الأمر الذي ربما يحتفظ به في الاحتياط كورقة مساومة في تعاملاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث قال عندما سئل عن ذلك: “لن أتحدث عن ذلك. إنه بالتأكيد بلد صغير، إنه بلد صغيرة من حيث المساحة”.

إذا سمح ترامب لإسرائيل بضم الضفة الغربية، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انتفاضة شاملة لـ 2.7 مليون فلسطيني يعيشون هناك، وحرب أهلية مفتوحة مع 700 ألف مستوطن يهودي والمزيد من الاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة.

حاول نتنياهو أيضا الضغط على ترامب بشأن مسألة إيران. إنه يرغب في أن تشارك الولايات المتحدة في شن ضربات عسكرية لتدمير برنامجها النووي. وقال: “نحن أيضا نتفق في الرأي بشأن إيران، لقد حاولوا قتلنا معا: لقد حاولوا قتلكم، يا سيدي الرئيس، ومن خلال وكلائهم، حاولوا قتلي”. لكن ترامب لم يبد أي حماس للفكرة. ففي حين أنه يشاطر رئيس الوزراء الإسرائيلي الكراهية تجاه طهران، فإنه يفضل استخدام الضغط الاقتصادي لتحقيق نفس الأهداف، وقال: “إذا تمكنا من حل هذه المشكلة دون حرب، دون كل الأشياء التي شهدتها على مدى السنوات القليلة الماضية، أعتقد أن هذا سيكون شيئا رائعا”.

لكن دعونا نكن واضحين، فترامب ربما يتعامل مع المشكلة بعقلية مالك شركات عقارات: هذه قطعة أرض مليئة بالأنقاض، فلننقل سكانها إلى مكان آخر، ونمنحهم منازل، ونعيد بناء الموقع، ونسلمه لسكان جدد. وهو يعبر عن ذلك بعبارات إنسانية مفادها أن لا أحد يستطيع أن يعيش في القطاع، فهناك 30 ألف قطعة ذخيرة لم تنفجر بعد.

لكن اقتراحه ليس أقل من نكبة أخرى، أي: الطرد القسري لمليوني فلسطيني من أرضهم. وسوف يكون ذلك استكمالا لما بدأته إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي شنتها على غزة: التطهير الاثني لمحو شعب بكامله.


يعتقد ترامب أنه رجل عظيم يتمتع بشخصية مغناطيسية لدرجة أنه قادر على إقناع الجميع بخططه الرائعة بمجرد مقابلتهم. فإذا لم يوافقوا، فهو مستعد لاستخدام النفوذ الاقتصادي الهائل للولايات المتحدة (وحتى التهديد بالعمل العسكري) للتأكد من موافقتهم، كما أظهر في الأيام الأخيرة.

لكن البلدان التي يفترض ذهن ترامب أنها ستدفع وتوفر الأرض لإعادة توطين مليوني فلسطيني قسرا -أي الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية- قد أعربت بالفعل عن معارضتها الشديدة لهذه الخطة المروعة. وعندما سئل عن ذلك، لوح ترامب ببساطة وقال: “يقولون إنهم لن يقبلوا، وأنا أقول إنهم سيقبلون”.

والحقيقة هي أن كل تلك البلدان لا تستطيع قبول هذا الاقتراح. فالواقع هو أن الأنظمة العربية الرجعية محتقرة بالفعل على نطاق واسع من قِبَل جماهير المنطقة وداخل بلدانها، لأنها تعتبر بحق على أنها مجرد دمى في يد الإمبريالية الأمريكية ومتعاونة مع الدولة الصهيونية في قمعها الوحشي للحقوق الوطنية الفلسطينية.

وهناك غضب شديد ضد النظام الملكي الهاشمي بين الجماهير الأردنية، والذين كثير منهم فلسطينيون، بسبب الطريقة التي ساعد بها الملك عبد الله في الدفاع عن إسرائيل في وقت الهجوم الصاروخي الإيراني. وبالتالي فإن هذه قضية وجودية بالنسبة للنظام الأردني. وبحسب تقرير نشره موقع ميدل إيست آي، نقلا عن مصادر رسمية أردنية، فإن أي محاولة من جانب إسرائيل لدفع سكان غزة عبر الحدود إلى الأردن ستكون سببا للحرب وقد تؤدي إلى الحرب.

الوضع في مصر ليس أفضل بالنسبة لنظام السيسي. فقد اتخذ هو أيضا تدابير قاسية للغاية لقمع الغضب الداخلي ضد حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل وضد التضامن مع غزة.

أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن أي محاولة للوصول إلى التطبيع مع إسرائيل دون إنشاء دولة فلسطينية بشكل ما، حتى ولو كانت تعتمد كليا على إسرائيل مثل السلطة الفلسطينية، هي محاولة من شأنها أن تؤدي إلى اضطرابات داخلية خطيرة، وربما هجمات إرهابية وحتى الإطاحة بالنظام الملكي.

هذا دون حتى أن نضع في الحسبان أن إبعاد مليوني فلسطيني من سكان غزة إلى مصر والأردن يعني أيضا نقل قوات حماس وقواتها المسلحة وشرطتها وبنيتها التحتية. وهذا هو آخر شيء تحتاجه تلك الأنظمة الرجعية الضعيفة وغير المستقرة. وسوف يؤدي ذلك إلى كارثة بالنسبة لهم.

ربما يحسب ترامب أن الولايات المتحدة لديها نفوذ اقتصادي يمكنه استخدامه لإجبار تلك البلدان على قبول خططه للتطهير الاثني. لقد قطعت الولايات المتحدة بالفعل المساعدات عن الأردن قبل أسبوعين، ولديها قواعد عسكرية في البلاد. بينما تم إعفاء مصر على وجه التحديد من قرار تعليق المساعدات الذي أصدره ترامب، ويمكن استخدام هذا للضغط على النظام، الذي تدعمه الولايات المتحدة بما يصل إلى 1.3 مليار دولار سنويا. لكن حتى لو تم إرغام البلدين على قبول مقترحات ترامب، فإن ذلك من شأنه بالتأكيد أن يؤدي إلى اندلاع اضطرابات هائلة من شأنها أن تهدد بالإطاحة بنظاميهما.

الوضع مختلف قليلا بالنسبة للمملكة العربية السعودية. لقد عززت المملكة علاقاتها التجارية مع الصين، التي أصبحت شريكها التجاري الرئيسي. وقد أصبحت مبادلاتها مع الصين الآن أكبر بثلاث إلى أربع مرات من مبادلاتها مع الولايات المتحدة. وأي محاولة لإجبار السعوديين على سياسة يعتقدون أنها ليست في مصلحتهم قد تأتي بنتائج عكسية، مما سيدفعهم إلى أحضان الصين وروسيا.

لكن ماذا عن الفلسطينيين في غزة؟ يعتقد مالك شركات العقارات الجاهل الوقح أن هذا عرض لا يمكنهم رفضه: “إنهم يعيشون في الجحيم. إنهم يعيشون كما لو كانوا يعيشون في الجحيم. إن غزة ليست مكانا مناسبا للعيش فيه، والسبب الوحيد الذي يجعلهم يرغبون في العودة، وأنا أؤمن بهذا بقوة، هو أنهم لا يملكون أي بديل… إني آمل أن نتمكن من القيام بشيء لطيف حقا، جيد حقا، بحيث لا يرغبون في العودة… وأعتقد أنهم سوف يشعرون بسعادة غامرة”.

من الواضح أنه يعتقد فعلا أن سحره الشخصي الممزوج بجمال تلك المنازل الموعودة سوف ينجح، وأضاف: “لا أعتقد أنهم سوف يقولون لي كلا”.

إن العديد من الفلسطينيين في غزة هم من نسل أولئك الذين كانوا قد طردوا بالفعل من أرضهم أثناء النكبة عام 1948. لقد قاوموا الاحتلال الإسرائيلي لعقود من الزمان، وقد تعرضوا الآن لحملة إبادة جماعية استمرت 15 شهرا من قبل الجيش الإسرائيلي، بدعم كامل من الإمبريالية الأمريكية. أجل، لقد تحولت مدنهم إلى أنقاض، ودُمرت بنيتهم ​​الأساسية بشكل متعمد، وقُتِل عشرات الآلاف، وشُوِّه مئات الآلاف، وشُرِّد نحو مليوني شخص وأُجبِروا على معاناة الفقر والجوع.

لقد تعرضوا لأهوال لا يمكن تصورها في كفاحهم من أجل البقاء في أرضهم التي هي لهم. ولن يتسنى إقناعهم بسهولة بالرحيل من خلال الوعد ببناء “منازل جديدة جميلة”، والتي من غير المرجح أن يتم بناؤها على الإطلاق، فوق أرض ليست لهم. وسوف يقاومون بكل الوسائل المتاحة لهم، وسوف يعتمدون على تعاطف ودعم جماهير المنطقة.

وعندما سُئِل عما إذا كانت الولايات المتحدة سترسل قوات إلى غزة لتحقيق أهدافه، أجاب: “سنفعل ما هو ضروري”. لقد تعرضت القوات الأمريكية للهزيمة والطرد من أفغانستان والعراق، بعد خمسة عشر عاما من الوجود العسكري الضخم.

بنت إسرائيل جهازا متطورا جدا للمراقبة، ولديها معلومات استخباراتية عن حماس. وفي بداية الحملة الإبادة الجماعية الحالية كان لديها جيش مجند متحمس. ومع ذلك، لم تتمكن من تدمير حماس. إن قوات مشاة البحرية الأمريكية سوف تواجه مهمة مستحيلة، ولن تتمكن من تحقيقها، هذا إن نجحت أصلا، إلا على جثث عدد أكبر من القتلى الفلسطينيين وحملة مكلفة لواشنطن، وهو ما يرفضه ترامب.

إن منطق ملك شركات العقارات الذي يتبناه ترامب على وشك أن يواجه حقيقة عالم أكثر تعقيدا مما يعتقد. صحيح أن البلدان والقوى الإمبريالية تتصرف في نهاية المطاف وفق مصالحها الاقتصادية الخاصة. لكنه يتعين عليها أيضا أن تأخذ في الاعتبار الآثار السياسية لأفعالها.

إن خطة الإبادة الجماعية هذه، القائمة على المنطق الفظ لصفقة العقارات، من غير المرجح للغاية أن تتحقق. وإذا ما حدث ذلك، فإنه سيعني التطهير الاثني القسري لمليوني شخص، وتفجير اضطرابات هائلة في المنطقة قد تؤدي إلى الإطاحة الثورية بالعديد من الأنظمة العربية الرجعية التي تشكل، إلى جانب إسرائيل، العمود الفقري للقوة الأمريكية في المنطقة، فضلا عن المعارضة الجماهيرية داخل بلدان القوى الإمبريالية الغربية.

إن مسألة تحرر الفلسطينيين في نهاية المطاف لا يمكن حلها في ظل الرأسمالية. إن هذه القضية تتطلب الإطاحة بكل الأنظمة العربية الرجعية في المنطقة، والنضال الثوري ضد الدولة الصهيونية الإسرائيلية. ولا يمكن حل هذه القضية إلا كجزء من النضال العام ضد الإمبريالية في المنطقة والعالم.

إن الفدرالية الاشتراكية في الشرق الأوسط هي وحدها القادرة على أن توفر الأساس المادي للمساكن اللائقة وفرص العمل للفلسطينيين المضطهَدين، والأرض التي يمكن لهم، ولجميع شعوب المنطقة، أن يعيشوا فيها بسلام.

خورخي مارتن

5 فبراير/شباط 2025



#خورخي_مارتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ...
- نضال لينين ضد الحرب الإمبريالية
- “معذبو الأرض” لفرانز فانون: نقد ماركسي
- لقد بدأ الغزو الإسرائيلي للبنان: ناضلوا ضد الحرب، ناضلوا ضد ...
- الهجوم الإسرائيلي الإرهابي على حزب الله: نتنياهو يريد حربا إ ...
- انفجار الغضب ضد نتنياهو في إسرائيل: “دماء الرهائن على يديه”
- مئات القتلى في قصف على مستشفى في غزة: انتفضوا ضد حملة القتل ...
- روسيا: مغامرة بريغوزين الفاشلة
- بيرو: الانقلابية بولوراتي تعلن حالة الطوارئ لسحق الإضراب الو ...
- فرنسا: تدخل الدولة ضد عمال النفط المضربين يؤدي إلى اندلاع إض ...
- روسيا: بوتين يعلن التعبئة الجزئية
- أوكرانيا: بوتين يزيد الأمر سوءا باعترافه بجمهوريتي دونباس وإ ...
- ديفيد هارفي ضد الثورة: إفلاس “الماركسية” الأكاديمية
- كوبا واجهت استفزازا رجعيا يوم 15 نوفمبر: كيف ندافع عن الثورة ...
- الانقلاب الدستوري في تونس: لا ثقة في أي فصيل برجوازي
- الاحتجاجات في كوبا: فلندافع عن الثورة!
- الغضب والانتفاضات يجتاحان الولايات المتحدة
- الجزائر: مقاطعة جماهيرية واسعة لانتخابات العار
- بوليفيا: الانقلاب الرجعي يجبر إيفو موراليس على الاستقالة
- ترامب يسعى لتغيير النظام، ونحن نقول: إرفعوا أيديكم عن فنزويل ...


المزيد.....




- لون و-رمزية- شماغ الأمير تركي الفيصل بمقابلة CNN يشعلان تفاع ...
- -لا توجد خطة-.. محلل يصف مشروع ترامب لغزة بـ-غير منطقي- ويؤك ...
- -لم يعد بإمكاننا التحمل-.. فلسطينيون بغزة يناشدون العالم للم ...
- السعودية.. القبض على 3 مواطنين ومقيم يمني والأمن يوضح ما ارت ...
- ما هو حجم الدمار في جنين بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا وماسك وشركاؤه: حلم السيطرة على الع ...
- خبير يكشف سر الوميض الأبيض خلال الزلزال المدمر في تركيا عام ...
- أستراليا.. إنماء أول جنين كنغر في العالم باستخدام التلقيح ال ...
- -لا مانع من محو غزة وإسرائيل-.. استقالة موظف من وزارة ماسك ب ...
- -نيوزويك-: لأول مرة منذ بدء القتال في أوكرانيا.. طائرة تجسس ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خورخي مارتن - ترامب: الولايات المتحدة ستستولي على غزة وتطرد مليوني فلسطيني وتخلق “ريفييرا الشرق الأوسط” – مالك شركة العقارات يقترح نكبة جديدة