أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - رقية الخاقاني - العنف الأسري ضد الأطفال: جريمة صامتة تهدد مستقبل المجتمع














المزيد.....

العنف الأسري ضد الأطفال: جريمة صامتة تهدد مستقبل المجتمع


رقية الخاقاني
صحفية وكاتبه وناشطة في حقوق المرأة

(Ruqaya Alkhaqani)


الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 00:56
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في ظل التطورات التي يشهدها العالم في مجال حقوق الإنسان، لا تزال قضية العنف الأسري ضد الأطفال تشكل تحديًا كبيرًا للمجتمعات. هذه الظاهرة ليست مجرد انتهاك لحقوق الطفل، بل هي جريمة صامتة تُهدد استقرار الأسر وتُعيق تقدم المجتمعات. الأطفال، الذين يُفترض أن يكونوا رمزًا للبراءة والأمل، يتحولون في بعض الأحيان إلى ضحايا لسلوكيات عنيفة تُمارس داخل جدران منازلهم، مما يترك آثارًا نفسية وجسدية عميقة قد تستمر معهم طوال حياتهم.
العنف الأسري ضد الأطفال يتخذ أشكالًا متعددة، تبدأ من الإيذاء الجسدي الذي يشمل الضرب أو الحرق، وتمتد إلى الإساءة النفسية التي تتجسد في الإهانة والتهديد والإهمال العاطفي. ولا تقتصر هذه الممارسات على العنف الظاهري، بل تشمل أيضًا الاعتداءات الجنسية التي تُعد من أخطر أشكال العنف، حيث تترك ندوبًا عميقة في نفسية الطفل وتُعرض صحته الجسدية للخطر. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الإهمال أحد أشكال العنف الخفية، حيث يُحرم الطفل من الاحتياجات الأساسية مثل الطعام، المأوى، التعليم، أو الرعاية الصحية.
آثار العنف الأسري على الأطفال لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب، بل تمتد إلى صحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي. الأطفال الذين يتعرضون للعنف غالبًا ما يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة. كما أنهم يواجهون صعوبات في التحصيل الدراسي بسبب فقدان التركيز والثقة بالنفس. في بعض الحالات، يتحول الأطفال الذين يتعرضون للعنف إلى أشخاص عدوانيين، حيث يميلون إلى تقليد السلوك العنيف الذي عانوا منه، مما يجعلهم أكثر عرضة لارتكاب العنف في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يواجه هؤلاء الأطفال صعوبات في بناء علاقات اجتماعية سليمة بسبب فقدان الثقة بالآخرين والخوف من التقرب منهم.
وأن أسباب انتشار العنف الأسري ضد الأطفال متعددة ومتشعبة. في بعض الأحيان، يكون غياب الوعي بخطورة العنف على نفسية الطفل ومستقبله هو السبب الرئيسي. كما أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مثل الفقر والبطالة، قد تزيد من حدة التوتر داخل الأسرة، مما يؤدي إلى تفريغ هذا التوتر عبر العنف. في ثقافات أخرى، تُعتبر بعض أشكال العنف وسيلة مقبولة لتربية الأطفال، مما يعزز من استمرار هذه الممارسات. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن ضعف القوانين أو عدم تطبيقها بشكل فعال يساهم في تفشي هذه الظاهرة.
ولمواجهة العنف الأسري ضد الأطفال، يجب اتخاذ إجراءات متعددة على مستويات مختلفة. كزيادة الوعي بخطورة العنف الأسري من خلال حملات تثقيفية تستهدف الأسر والمجتمعات. وتعزيز القوانين التي تجرم العنف ضد الأطفال وضمان تطبيقها بشكل فعال. وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يتعرضون للعنف، لمساعدتهم على تخطي الصدمات التي مروا بها. وأخيرًا، يجب تمكين الأطفال من خلال تعليمهم حقوقهم وكيفية الإبلاغ عن أي شكل من أشكال الإساءة التي يتعرضون لها.
وفي الختام، يُعتبر العنف الأسري ضد الأطفال قضية مجتمعية تحتاج إلى تضافر الجهود للقضاء عليها. حماية الأطفال من العنف ليست فقط مسؤولية الأسر، بل هي مسؤولية الحكومات، المؤسسات التعليمية، والمنظمات الحقوقية. فلنعمل معًا لضمان بيئة آمنة وصحية لأطفالنا، لأنهم مستقبلنا وأملنا في غدٍ أفضل.



#رقية_الخاقاني (هاشتاغ)       Ruqaya_Alkhaqani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواء العراق في عيدها السنوي
- كوبرا المخدرات .. تزحف رويدا- والعوائل تدق ناقوس الخطر
- التربية الإعلامية ضرورة ملحة لتقويم الطالب العراقي
- هل يرى العراقيين النور في نهاية النفق ..؟؟


المزيد.....




- ترسيم حدود سوريا ولبنان وعودة اللاجئين يتصدران مناقشات الشرع ...
- ’الأونروا’ تصف أوضاع غزة بـ-الجحيم- وتحذّر من كارثة إنسانية ...
- الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في غزة الأسوأ منذ بدء الحرب
- إسرائيل توظّف النفايات كسلاح لإبادة الفلسطينيين، وتهندس واقع ...
- 3500 أكاديمي إسرائيلي يطالبون بوقف الحرب على غزة مقابل استعا ...
- برنامج الأغذية العالمي وتحدي الجوع بغزة
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام سوداني وتكشف عن جريمته ...
- 1600 جندي إسرائيلي سابق يطالبون بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى
- حماس تعلن عن شروطها لإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين
- حصيلة صادمة.. ووتش تدعو أوروبا إلى إنقاذ المهاجرين بتفعيل ال ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - رقية الخاقاني - العنف الأسري ضد الأطفال: جريمة صامتة تهدد مستقبل المجتمع